مرض الزهايمر..الأعراض والأسباب وطرق العلاج

ما هو الزهايمر؟

هو مرض عصبي مزمن يؤثر على الذاكرة والتفكير والسلوك، ويعتبر من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا بين كبار السن، ويؤدي إلى تدهور تدريجي في القدرات العقلية والجسدية.

يُعد مرض الزهايمر من الأسباب الرئيسية لحدوث الخرف، حيث يتسبب بنسبة 60% إلى 80% من حالات الإصابة به.

اقرأ أيضاً: أمراض الشيخوخة(geriatric diseases)

اسباب مرض الزهايمر

لا يوجد سبب معروف للإصابة بمرض الزهايمر حتى الآن، ولكن هناك عدة عوامل تساهم في حدوث مرض الزهايمر والتي تشمل:

• التغيرات الكيميائية في الدماغ:

تساهم التغيرات الكيميائية في حدوث مرض الزهايمر من خلال عدة آليات:

1. تراكم بروتين بيتا أميلويد: يؤدي تراكم هذا البروتين في الدماغ إلى تدمير الخلايا العصبية.

2. تدهور الخلايا العصبية: والذي يؤدي إلى فقدان الاتصال بين الخلايا.

3. انخفاض مستويات الأستيل كولين: هذا الناقل العصبي يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على صحة الذاكرة، وانخفاض مستوياته تؤدي إلى حدوث الزهايمر.

4. زيادة مستويات التاو: زيادة تراكم هذا البروتين تؤدي إلى تدهور الخلايا العصبية وتدميرها مما يساهم في الإصابة بمرض الزهايمر.

5. تغيرات في الناقلات العصبية: حدوث تغيرات في بعض الناقلات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين قد تؤثر على حدوث تغيرات في الذاكرة والسلوك.

• الوراثة: 

تمثل الوراثة دوراً هاماً في زيادة نسبة الإصابة بمرض الزهايمر، فهناك عدة جينات تُسهم في حدوثه:

1. جين APOE: يعد الجين الأكثر شيوعًا والذي يزيد من خطر حدوث الزهايمر ويوجد في ثلاثة أشكال:

• جين APOE e2: يعتبر هذا الجين الأقل تأثيراً في حدوث مرض الزهايمر.
• جين APOE e4: ويعتبر هذا الشكل الأكثر تأثيراً في الإصابة بالمرض.
• جين APOE e3: هذا  الشكل من الجين لا يؤثر على الإصابة بمرض الزهايمر.

2.  جين APP: يؤدي إلى إنتاج بروتين بيتا أميلويد، مما يؤدي إلى تراكمه في الدماغ وتدمير الخلايا العصبية.

3. جين PSEN1 وPSEN2: يعملان على تراكم بروتين أميلويد بيتا ببتيد والذي يؤدي إلى تدمير الخلايا العصبية.

4. جين MAPT.

• العمر: يعد من أهم العوامل التي تساعد على الإصابة بمرض الزهايمر، حيث تزداد نسبة حدوثه في الأشخاص فوق سن ال65، حيث تكون الخلايا العصبية أكثر عرضة للتلف.

    قد يحدث الزهايمر في سن مُبكر من 30 إلى 60 عاماً ويكون السبب غالبًا نتيجة عوامل وراثية.

• النوع: تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر، حيث يشكلن ثلثي المصابين بالمرض.

• العوامل البيئية: هناك بعض العوامل التي تعمل على زيادة نسبة الإصابة بالمرض مثل التدخين، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم.

اعراض مرض الزهايمر

هناك عدة أعراض لمرض الزهايمر والتي تنقسم إلى ثلاث مراحل:

• مرحلة مبكرة:

1. فقدان الذاكرة( نسيان الأحداث، الأسماء، الأماكن).
2. التأخر في الكلام والتفكير.
3. صعوبة في اتخاذ القرارات.
4. التغيرات في المزاج( القلق، الإكتئاب).
5. صعوبة في التركيز والانتباه.

• مرحلة متوسطة:

1. تدهور الذاكرة(نسيان الأحداث المهمة).
2. صعوبة في التعرف على الأشخاص والأماكن.
3. التغيرات في السلوك وفي بعض الأحيان يصل إلى العنف.
4. صعوبة القيام بالأنشطة اليومية.
5. التشتت وقلة التركيز والانتباه.
6. فقدان القدرة على إدارة الأمور المالية.
7. صعوبة في حل المشكلات وإدارة الأزمات.

• المرحلة المتقدمة:

1. صعوبة في التعرف على الأشخاص.
2. فقدان الذاكرة بشكل كامل.
3. الشعور الدائم بالوحدة.
4. فقدان القدرة على الحركة.
5. فقدان القدرة على التحدث.
6. اضطرابات في النوم.
7. عدم القدرة على التفاعل مع البيئة المحيطة.
8. فقدان الوعي أحياناً.

اقرأ أيضاً: اضطرابات النوم…انواعها،واعراضها،واسبابها،وطريقتين 2 لعلاجها

أصعب مراحل الزهايمر

تعد المرحلة المتقدمة من الزهايمر هي الأصعب والأكثر حدة، حيث يفقد المريض فيها القدرة على القيام بأبسط الأشياء مثل ارتداء الملابس، وتناول الطعام وقد يحتاج في هذه المرحلة إلى المساعدة للقيام بمثل هذه الأشياء البسيطة.

تشخيص مرض الزهايمر

عند ظهور الأعراض السابقة، يجب زيارة الطبيب المختص لعمل الفحوصات اللازمة للتأكد من الإصابة بمرض الزهايمر، حيث تتشابه أعراضه مع بعض الأمراض العصبية الأخرى.

سيقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة على المريض أو أحد أقاربه عن الحالة الصحية العامة له، والتي يتبين من خلالها إصابته بمرض الزهايمر، وسيقوم بمراجعة السجل المرضي له والأدوية التي يقوم بتناولها.

كما يخضع المريض لبعض الفحوصات والاختبارات التي تؤكد إصابته بالمرض.

• اختبار الحالة العقلية: في هذا الفحص يقوم الطبيب بقياس درجة القصور العقلي للمريض والقدرات الإدراكية الخاصة بالذاكرة والتفكير.

• الاختبارات العقلية والنفسية: والتي يقوم بها الطبيب النفسي، وهي مجموعة من الإجراءات لتحري وجود تغيرات في الحالة النفسية والسلوكية لدى المريض، وهي تساعد في معرفة ما إذا كان المريض مصاباً بالخرف أم لا، وتحدد أيضاً مدى قدرته على القيام بالأنشطة اليومية مثل تناول الدواء في المواعيد المحددة وإدارة شؤونه المالية بمفرده وغيرها من الأنشطة اليومية.

• الاختبارات المعملية: 

وتشمل:

1. فحص الدم: للتأكد من وجود أمراض أخرى.
2. فحص السائل النخاعي: لقياس بروتينات الأميلويد وبروتين التاو في السائل.
3. اختبارات الحساسية للبكتيريا والفيروسات.

• الاختبارات الإشعاعية:

وتشمل:

1. التصوير بالرنين المغناطيسي(MRI).
2. التصوير المقطعي المحوسب(CT).
3. التصوير المقطعي البوزيتروني(PET).

تساعد الاختبارات الإشعاعية في استبعاد الأمراض الأخرى مثل النزيف الشديد، أو أورام الدماغ، أو السكتات الدماغية، كما تساهم أيضاً في تحديد درجة تدهور المرض.

يعتبر التشخيص المبكر خطوة هامة للسيطرة على الأعراض والحد من تدهورها، كما يساهم أيضاً في معرفة ما إذا كان هذه الأعراض بسبب أمراض أخرى بالدماغ والتي تؤثر على الذاكرة مثل الأورام.

علاج الزهايمر

لا يوجد علاج لمرض الزهايمر، ولكن هناك بعض العلاجات التي تبطئ من تفاقم الأعراض والتخفيف من شدتها، والتي تشمل العلاجات الطبية، والعلاجات الداعمة، وبعض العلاجات البديلة التي قد تساهم في تحسين صحة المريض.

• العلاجات الطبية:

1. مثبطات الكولينستراز: تزيد من مستويات الأستيل كولين في الدماغ(مثل الدونبيزيل).
2. مثبطات الناقلات العصبية: تقلل من نشاط الناقلات العصبية(مثل الريباستجماين).
3. مثبطات الجلوتامات: تقلل من نشاط الجلوتامات( مثل الميمانتين).
4. الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب: تقلل من الأعراض النفسية.

• العلاجات الداعمة:

1. العلاج النفسي: يساعد في التخفيف من الأعراض النفسية.
2. العلاج السلوكي: يساعد في تعديل السلوك.
3. العلاج الطبيعي: يحسن من المهارات الحركية للمريض.

• العلاجات البديلة:

1. العلاج بالتمارين الرياضية: يحسن من المهارات الحركية والصحة العامة للمريض.
2. العلاج بالتأمل والتنفس: يقلل من الإكتئاب والقلق.
3. العلاج بالموسيقى: يحسن من نفسية المريض وذاكرته.

اقرأ أيضاً: نمط الحياة المتوازن: حقائق علمية حول النظام الغذائي والرياضة نحو صحة أفضل

المصادر:

https://www.nhs.uk/conditions/alzheimers-disease

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/alzheimers-disease/in-depth/alzheimers-genes/art-20046552

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9164-alzheimers-disease

https://www.healthline.com/health/stages-progression-alzheimers