in أمراض

مرض السكري: 5 تطورات حديثة في العلاج من الأدوية إلى زراعة البنكرياس

by د مي المغازي فبراير 19, 2025, 7:48 م 1.9k Views

Spread the love

يُعد مرض السكري أحد أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في العالم، إذ يعاني منه ملايين الأشخاص بمختلف أعمارهم. يؤثر مرض السكري على كيفية تعامل الجسم مع الجلوكوز، مما يؤدي إلى اضطرابات خطيرة في مستويات السكر في الدم. لحسن الحظ، شهد الطب الحديث تطورات هائلة في طرق العلاج، بدءًا من الأدوية المتطورة وحتى التقنيات المتقدمة مثل زراعة البنكرياس. في هذا المقال، سنقدم شرحًا شاملًا حول مرض السكري، وأنواعه، وأسبابه، وأعراضه، ومضاعفاته، بالإضافة إلى استعراض أحدث العلاجات الدوائية والتقنيات الطبية الحديثة، كما سنتناول النظام الغذائي المناسب وطرق الوقاية من المرض.

مرض السكري: 5 تطورات حديثة في العلاج من الأدوية إلى زراعة البنكرياس

Table of Contents

ما هو مرض السكري؟

مرض السكري هو اضطراب استقلابي يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة نقص إفراز الأنسولين أو عدم استجابة الجسم له. الأنسولين هو هرمون يُنتَج في البنكرياس ويساعد في نقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا للحصول على الطاقة. عندما يختل هذا التوازن، تتراكم مستويات الجلوكوز في الدم، مما يسبب مضاعفات صحية خطيرة على المدى الطويل.

أسباب مرض السكري

تختلف أسباب الإصابة بمرض السكري تبعًا لنوعه، وتشمل العوامل الرئيسية:

العوامل الوراثية: يزداد خطر الإصابة إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء مصابًا بالسكري.

نمط الحياة: تناول وجبات غير صحية وقلة النشاط البدني يزيدان من خطر الإصابة بالنوع الثاني.

أمراض المناعة الذاتية: في النوع الأول، يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين.

زيادة الوزن والسمنة: تؤدي إلى مقاومة الأنسولين وارتفاع مستويات السكر في الدم.

مشاكل البنكرياس: مثل التهاب البنكرياس أو استئصاله الجراحي.

أنواع مرض السكري

1. السكري من النوع الأول:

يحدث بسبب خلل في الجهاز المناعي يؤدي إلى تدمير خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين. غالبًا ما يُشخّص في مرحلة الطفولة أو المراهقة. يعتمد المرضى على الأنسولين الخارجي بشكل يومي.

2. السكري من النوع الثاني:

ينشأ نتيجة مقاومة الجسم للأنسولين أو عدم إفرازه بكميات كافية. يرتبط عادة بالسمنة ونمط الحياة غير الصحي. يمكن التحكم به من خلال الأدوية، الحمية الغذائية، والرياضة.

3. سكري الحمل:

يظهر خلال فترة الحمل بسبب التغيرات الهرمونية. غالبًا ما يختفي بعد الولادة لكنه يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني لاحقًا.

أعراض مرض السكري

تختلف أعراض مرض السكري حسب نوعه (السكري من النوع الأول أو الثاني) ومدى ارتفاع مستوى السكر في الدم. تشمل الأعراض الشائعة:

زيادة العطش وكثرة التبول بسبب محاولة الجسم التخلص من السكر الزائد.

الجوع الشديد رغم تناول الطعام، بسبب عدم قدرة الخلايا على استخدام الجلوكوز بشكل صحيح.

التعب والإرهاق نتيجة نقص الطاقة في الجسم.

عدم وضوح الرؤية بسبب تأثير ارتفاع السكر على عدسة العين.

بطء التئام الجروح والتقرحات وزيادة خطر الالتهابات.

فقدان الوزن غير المبرر (في النوع الأول غالبًا) بسبب تكسير الدهون للحصول على الطاقة.

الشعور بالتنميل أو الوخز في الأطراف نتيجة تأثير السكري على الأعصاب.

يجب استشارة الطبيب عند ظهور أي من هذه الأعراض للكشف المبكر عن المرض وتجنب مضاعفاته.

المضاعفات المحتملة لمرض السكري:

هناك مضاعفات محتملة لمرض السكري إذا لم يتم التحكم في المرض بشكل جيد، فقد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، منها:

1. مشاكل القلب والأوعية الدموية: مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية بسبب تصلب الشرايين.

2. تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي السكري): يسبب فقدان الإحساس في الأطراف، مما يزيد من خطر الجروح والعدوى.

3. مشاكل الكلى (الاعتلال الكلوي السكري): قد يؤدي إلى الفشل الكلوي في الحالات المتقدمة.

4. مشاكل العيون (اعتلال الشبكية السكري): يمكن أن تسبب ضعف النظر وقد تصل إلى العمى.

5. التهابات الجلد والجهاز البولي: بسبب ضعف المناعة لدى مرضى السكري.

6. بطء التئام الجروح: مما يزيد من خطر المضاعفات، خاصة في القدمين.

أعراض مرض السكري عند الأطفال

تختلف أعراض مرض السكري عند الأطفال حسب النوع، والنوع الأول الأكثر شيوعاً، والطفل المصاب يلاحظ عليه بعض العلامات مثل:

يشرب ماء كثيرًا ويطلب الماء طوال الوقت.

يدخل الحمام كثيرًا، حتى أثناء الليل.

يخسر وزنًا رغم أنه يأكل جيدًا.

يشعر بالتعب بسرعة ودائمًا جائع.

رائحة فمه مثل الفاكهة أحيانًا.

يصبح عصبيًا أو مزاجه متقلبًا.

يرى الأشياء غير واضحة (مشاكل في النظر).

يُصاب بالتهابات جلدية أو فطرية متكررة.

إذا لاحظت هذه الأعراض، فمن الأفضل مراجعة الطبيب لفحص نسبة السكر في الدم.

اقرأ أيضا: اعتلال الكلى و8 أعراض لها.

هل مقاومة الأنسولين هو مرض السكري؟

مقاومة الأنسولين ليست مرض السكري، لكنها قد تكون خطوة أولى نحو تطوره. تحدث مقاومة الأنسولين عندما تصبح خلايا الجسم أقل استجابة لهرمون الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. في هذه المرحلة، يفرز البنكرياس المزيد من الأنسولين للتعويض، ولكن مع مرور الوقت، قد يعجز عن مواكبة الحاجة المتزايدة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مزمن، وهو ما قد يتطور إلى مرض السكري من النوع الثاني. لذلك، فإن الكشف المبكر عن مقاومة الأنسولين واتخاذ إجراءات مثل تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني يمكن أن يساعد في الوقاية من تطور المرض.

أحدث التطورات في علاج مرض السكري

1. الأدوية الحديثة لعلاج مرض السكري:

شهدت السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في الأدوية المستخدمة لعلاج مرض السكري، وتشمل:

ب- أدوية مرض السكري من النوع الأول:

الأنسولين سريع المفعول – مثل نوفورابيد (NovoRapid)، وهيومالوج (Humalog).

الأنسولين طويل المفعول – مثل لانتوس (Lantus)، وليفيمير (Levemir).

أ- أدوية مرض السكري من النوع الثاني:

الميتفورمين (Metformin) – الاسم التجاري: جلوكوفاج (Glucophage)، يساعد في تحسين استجابة الخلايا للأنسولين.

مثبطات SGLT-2 – مثل جاردينس (Jardiance)، وإنفوكانا (Invokana)، وتعمل على تقليل امتصاص الجلوكوز في الكلى.

أدوية GLP-1 – مثل أوزيمبيك (Ozempic)، وفيكتوزا (Victoza)، التي تحفز إفراز الأنسولين وتقلل الشهية.

مثبطات DPP-4 – مثل جانوفيا (Januvia)، وتراجينتا (Tradjenta)، التي تزيد من إفراز الأنسولين بعد الأكل.

2. مضخة الأنسولين الذكية والبنكرياس الاصطناعي:

تعد مضخة الأنسولين الذكية والبنكرياس الاصطناعي من أحدث التقنيات في علاج السكري، حيث تساعد في التحكم بمستويات السكر بشكل دقيق. تعمل المضخة على توصيل الأنسولين تلقائيًا، بينما يستخدم البنكرياس الاصطناعي مستشعرات وخوارزميات لضبط الجرعات تلقائيًا، مما يحاكي وظيفة البنكرياس الطبيعي. تسهم هذه التقنيات في تقليل المضاعفات وتحسين جودة حياة المرضى.

3. العلاج بالخلايا الجذعية وزراعة البنكرياس:

يُستخدم العلاج بالخلايا الجذعية لإنشاء خلايا بنكرياسية قادرة على إفراز الأنسولين. زراعة البنكرياس خيار متاح لبعض المرضى ولكنه يتطلب أدوية لمنع رفض الجسم للعضو الجديد.