in أدوية

مونجارو (Mounjaro): ثورة جديدة في علاج السكري والسمنة

by د أمنية الشبل أكتوبر 1, 2025, 6:32 م 827 Views

Spread the love

شهد العالم الطبي خلال السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في علاجات السكري والسمنة. من بين هذه الابتكارات يبرز مونجارو الذي يعد من أبرز الأدوية التي أحدثت ضجة بين الأطباء والمرضى على حد سواء. فإلى جانب فعاليته في خفض مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني أظهر نتائج مبهرة في إنقاص الوزن لدى مرضى السمنة. هذا الجمع بين علاج مرض السكري والقدرة على إنقاص الوزن جعل مونجارو حديث الساعة وبث الأمل في صدور العديد من المرضى.

Table of Contents

ما هو مونجارو؟

مونجارو هو اسم تجاري للدواء تيرزيباتايد (Tirezepatide) الذي أنتجته شركة إيلي ليلي الأمريكية وقد حصل على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2022 تحت الاسم التجاري زيبباوند (Zepbound) كعلاج لمرض السكري من النوع الثاني ومن ثم علاج السمنة المفرطة أو الأعراض المترتبة عليها مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول. يندرج منجارو تحت فئة جديدة من الأدوية تسمى مناهضات مستقبلات GLP و GLP-1 وهو بذلك يجمع بين آليتين فعالتين في خفض مستوى السكر في الدم وتقليل الشهية بعكس الأوزيمبك (Ozempic) والويجوفي (Wegovy) وهما يشابهان GLP-1 فقط.

كيف يعمل مونجارو؟

لكي نفهم لماذا يتميز مونجارو عن باقي علاجات السمنة لا بد أن نتعرف قليلًا عن آلية عمله:

تحفيز مستقبلات GLP-1: التي تساعد الجسم في إفراز الإنسولين بعد تناول الطعام وتُبطئ إفراغ المعدة مما يطيل الإحساس بالشبع.
تنشيط مستقبلات GLP: وهذا هو المسار الجديد المختلف عن باقي الأدوية المستخدمة في علاج السمنة والذي يزيد من حساسية الجسم للإنسولين وقدرة الخلايا على امتصاص الجلوكوز فيمنع تراكمه في الدم.
التأثير المزدوج لمونجارو الذي يجمع بين تنشيط مستقبلات GLP-1 وGLP يجعله ـفضل من أوزيمبك وويجوفي اللذان يعملان من خلال GLP-1 فقط.

استخدامات مونجارو:

يستخدم مونجارو إلى جانب النظام الغذائي الصحي والرياضة لخفض مستويات السكر في الدم في علاج السكري من النوع الثاني وهو حالة مرضية يرتفع فيها نسبة السكر في الدم وهذا الارتفاع قد يؤدي إلى العديد من المضاعفات مثل أمراض القلب والكلى والأعصاب والعينين لذلك لا بد من ضبط مستويات السكر في الدم للوقاية من هذه الأخطار.

ومن أعراض السكري من النوع الثاني: العطش وإدرار البول والإرهاق العام وزغللة العين وصعوبة التئام الجروح.

يعالج مونجارو السكري من النوع الثاني عن طريق:

يساعد الجسم في إفراز هرمون الإنسولين الذي يساعد على خفض مستويات السكر في الدم.
تقليل تصنيع السكر في الكبد.
يُبطئ من إفراغ المعدة مما يساعد على تقليل الشهية.
إنقاص الوزن: على الرغم من أن الموافقة على استخدام مونجارو كانت في البداية من أجل علاج السكري من النوع الثاني إلا أن الدراسات أظهرت مساعدة العقار للمرضى على إنقاص الوزن بنسبة 15- 20% من وزنهم خلال عام واحد. هذا التأثير جعل العلاج منافسًا كبيرًا لكثير من علاجات السمنة وحتى بعض من جراحات التخسيس.

طريقة الاستخدام:

يُعطى الدواء عن طريق حقنة تحت الجلد في البطن أو الرجل أو الذراعين مرة واحدة أسبوعيًا ويمكن أن يحقن المريض نفسه.

تختلف الجرعة حسب استجابة المريض وتوصية الطبيب، وغالبًا تبدأ بجرعة منخفضة ثم ترتفع تدريجيًا لتقليل الأعراض الجانبية.

يوجد العديد من التركيزات المختلفة للدواء وهي:

2.5 مليجرام/ 5 ملليمتر.
5 مليجرام/ 5 ملليمتر.
7.5 مليجرام/ 5 ملليمتر.
12.5 مليجرام/ 5 ملليمتر.
15 مليجرام/ 5 ملليمتر.

يبدأ المريض في الغالب بجرعة 2.5 مليجرام مرة في الأسبوع ثم تتم زيادتها تدريجيًا وفق استجابة المريض وتوصية الطبيب وأعلى جرعة يمكن استخدامها هي 15 مليجرام.

إذا نُسيت جرعة مونجارو يمكن أخذها فور تذكرها حتى أربعة أيام بعد موعدها إذا زاد الوقت عن أربعة أيام فيجب تفويت الجرعة وأخذ التي تليها حيث أن أقل مدة بين الجرعتين هي ثلاثة أيام.

يمكن استخدام الدواء لمدة طويلة إذا ما أقر الطبيب أنه فعال وآمن للمريض.

الآثار الجانبية لمونجارو:

من الآثار الجانبية البسيطة للدواء:

مشاكل الجهاز الهضمي مثل القيء والغثيان والإمساك.
آلام البطن.
حساسية.

ومن الآثار الجانبية الخطيرة:

التهاب البنكرياس الحاد والذي يأتي في صورة قيء وألم مستمر في الظهر والبطن.
انخفاض مستوى السكر في الدم عندما يستخدم الدواء مع علاجات السكري الأخرى ويأتي في صورة صداع وزغللة في العينين وتعرق وارتفاع نظم القلب ويصل حد الإغماء.
مشاكل المرارة مثل الحصوات.
الغثيان والقيء الشديدين مما قد يسبب الجفاف وأمراض الكلى.
خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
فرط التحسس من العلاج.

مونجارو مع النظام الغذائي والرياضة:

اتباع نظام غذائي صحي مع ممارسة الرياضة بانتظام ضرورة لخفض مستويات السكر في الدم لذلك ينصح بها الأطباء مع استخدام مونجارو.

مونجارو مع علاجات السكري الأخرى:

يمكن أن يحد مونجارو وحده من مستويات السكر في الدم كما يمكن استخدامه مع علاجات السكري الأخرى مثل الإنسولين والميتفورمين ولكن في هذه الحالة لا بد من متابعة نسبة السكر في الدم بصورة مستمرة حتى لا ينخفض فجأة.

مونجارو مع الحمل والرضاعة:

لا ينصح الأطباء بتناول العلاج في الحمل والرضاعة كما لا ينصح بأخذه في حالة تناول حبوب منع الحمل حيث إنه يقلل من فعاليتها لذلك ينصح باستخدام طرق أخرى لمنع الحمل مع استخدام الدواء.

تفاعلات مونجارو:

يمكن أن يتفاعل المونجارو مع العديد من العلاجات المختلفة:

بعض الأدوية التي تؤخذ بالفم حيث أن الدواء يُبطئ من حركة المعدة خاصةً في بداية العلاج مما يؤدي إلى انخفاض فعالية بعض الأدوية مثل: الوارفارين وحبوب منع الحمل.
بعض علاجات ارتفاع سكري الدم الأخرى مثل الإنسولين.

تحذيرات مع المونجارو:

خطورة الإصابة بسرطان الغدة الدرقية: يوصي الأطباء بعدم أخذ الدواء في حالة وجود تاريخ مرضي في العائلة لسرطان الغدة الدرقية وإذا لاحظ المريض تورمًا في الرقبة أو مشاكل في البلع أو الصوت أو النفس سيوقف الطبيب العلاج فورًا.
تحذيرات أخرى مثل: التهاب البنكرياس وأمراض الكلى وشلل المعدة وفي حالة الجراحات والحمل والرضاعة الطبيعية.

تخزين المونجارو:

يخزن العلاج في الثلاجة في درجات حرارة منخفضة حوالي 2-8 درجة مئوية ويمكن أن يُحفظ خارج الثلاجة لمدة لا تزيد عن 21 يوم.

تكلفة مونجارو:

رغم فعالية الدواء إلا أن تكلفته مرتفعة ولكن مع مرور الوقت وزيادة المنافسة يُتوقع انخفاض التكلفة.

مونجارو والسمنة: هل هو بديل الجراحة؟

أحد الأسئلة المطروحة في المجتمع: هل يمكن أن يغني الدواء عن جراحات السمنة مثل تحويل المعدة والتكميم؟

تشير الدراسات إلى أن فقدان الوزن معه يقارب نتائج العمليات ولكن الفرق أن الجراحة تعطي نتائج أسرع ودائمة غالبًا ولكن الدواء يحتاج إلى استمرار. رغم ذلك يعتبر بديلًا ممتازًا لمن لا يرغب في الخضوع للجراحة.

ولهذا التأثير المزدوج للمونجارو في علاج السكري من النوع الثاني مع القدرة على فقدان الوزن يعتبر طفرة في عالم الطب تساعد مرضى الأمراض المزمنة مثل السكري على الحياة بصورة أفضل.