الذئبة الحمراء

الذئبة الحمراء(systemic lupus  erythematosus) هو مرض مناعي ذاتي، حيث يقوم الجهاز المناعي للجسم بمهاجمة أنسجة الجسم السليمة عن طريق الخطأ كأنها أجسام غريبة.

تكون الذئبة الحمراء أكثر شيوعا بين 

• النساء اللاتى تتراوح أعمارهن بين ١٥ إلى ٤٤ عاماً.
•  الأمريكيين من أصول أفريقية، الأمريكيين من أصول أسيوية.
• الأطفال خاصة الفتيات.

أنواع الذئبة الحمراء:

يوجد أربعة أنواع من الذئبة:

1. الذئبة الجهازية الحمامية (SLE): هي النوع الأكثر شيوعاً.
2. الذئبة الحمامية الجلدية (CLE): تصيب الجلد فقط حيث يظهر طفح جلدي أحمر اللون على الرقبة أو الصدر أو الذراع.
3. الذئبة الوليدية(Neonatal lupus): تظهر في حديثي الولادة نتيجة عبور الأجسام المضادة من الأم الحامل إلى الجنين عن طريق المشيمة، ولكنها نادرة الحدوث وأقل شيوعاً.
4. الذئبة الحمامية الجهازية الطفولية: حيث تصيب أجسام الأطفال بالطريقة نفسها التي تصيب بها البالغين، ولكن يكون الأولاد أكثر عرضة لها، وتكون النوبات شديدة؛ حيث يعاني الطفل من الأنيميا، الضعف العام، تساقط الشعر، نزول دم في البول، ألم في المعدة.

أسباب الذئبة الحمراء:

إن السبب الرئيسي لمرض الذئبة الحمراء غير معروف، ولكن هناك بعض العوامل التي تساهم في ظهور الذئبة الحمراء منها:

1. عوامل جينية:حيث تعمل الطفرات الجينية( genetic mutations) على تطور الذئبة الحمراء.
2. عوامل بيئية: ترتبط بمكان المعيشة، كمية التلوث، وكذلك كمية التعرض لضوء الشمس.
3. عوامل هرمونية: ترتبط بتفاعلات بعض الهرمونات داخل الجسم خاصة هرمون الإستروجين.
4. بعض الأدوية: حيث تظهر الذئبة الحمراء كأثر جانبي لبعض الأدوية مثل: 

• أدوية ضغط الدم.
• الأدوية المضادة لنوبات الصرع.
• المضادات الحيوية.
• أدوية السل.

ولكنها تزول بمجرد التوقف عن تناول الدواء.

الاعراض المبكرة للذئبة الحمراء: 

تختلف الأعراض من شخص لآخر، وكذلك تتفاوت في شدتها، قد تكون خفيفة أو شديدة، من هذه الأعراض ما يلي: 

1. التعب العام.
2. الحمى.
3. تساقط الشعر.
4. الاكتئاب.
5. ألم في الصدر.
6. جفاف العين.
7. الحساسية تجاه الضوء.
8. الدوخة أو الإغماء.
9. التورم.
10. ظهور الآفات أو البثور.

وقد ترتبط الأعراض بمكان الإصابة مثل: 

• الدماغ والجهاز العصبي: الصداع، مشاكل في الرؤية، اضطراب الشخصية، تشوش الذاكرة، وغيرها.
• الجهاز الهضمي: القيء، الغثيان، ألم في البطن، وقد يؤدي نقصان وصول الدم إلى بعض الأجزاء في الجهاز الهضمي إلى التهاب الكبد أو البنكرياس.
• القلب: مشاكل في الصمام، التهاب عضلة القلب، التهاب غشاء التامور( الغشاء المبطن لعضلة القلب)، كما يتفاقم الأمر إلى السكتة القلبية.
• الرئتان: يواجه المريض صعوبة في التنفس، أو يصاب المريض بنزيف الرئة، يصاحبه خروج الدم أثناء الكحة.
• الكلى: تورم الساق نتيجة حدوث خلل في وظيفة الكلى، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وظهور البروتين في البول، وقد يصل إلى مرحلة الفشل الكلوي(kidney failure).

اقرأ أيضا: اعتلال الكلى و8 أعراض لها

• الجلد: ظهور طفح جلدي أحمر يتمركز على مناطق الجلد المعرضة للضوء، حيث يظهر على شكل الفراشة على الأنف والخدين (Butterfly rash)، وأيضا ظهور تقرحات في الفم والأنف.
• الدم والأوعية الدموية: الأنيميا، ونقص كرات الدم البيضاء، ونقص الصفائح الدموية، وجلطات الدم، وأخيراً التهاب الأوعية الدموية.

الذئبة الحمراء والعظام: 

يصبح مريض الذئبة الحمراء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، ونخر الأوعية الدموية.

هشاشة العظام(osteoporosis): حيث تصبح العظام ضعيفة، وهشة، وأقل كثافة، وسهلة الكسر. 

يزيد معدل الإصابة بهشاشة العظام في النساء (٩٠٪) خاصة بعد انقطاع الطمث.

ولكن توجد أسباب أخرى لهشاشة العظام مثل: شرب المواد الكحولية، عدم تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم.

نخر الأوعية الدموية( Avascular Necrosis): هى حالة مرضية تؤدي إلى تلف أنسجة العظام نتيجة لعدم وصول الدم الكافي إلى أجزاء من العظام، ويرجع السبب الرئيسي وراء الإصابة بنخر الأوعية الدموية تناول جرعات عالية من الستيرويدات (steroids) لعلاج الذئبة الحمراء لفترات طويلة.

يتركز الألم في منطقة الوركين، والكتفين، والركبتين، وقد تعاني من تشنجات عضلية وحركة محدودة في المفاصل المصابة.

الذئبة الحمراء والحمل:

تعاني الحامل المصابة بالذئبة الحمراء من:

• نوبات الإجهاض المتكرر.
•  ارتفاع ضغط الدم.
•  تسمم الحمل.
• النزيف أثناء الولادة.
•  تجلط الدم في الرجل أو الرئة.
• الولادة المبكرة.
• بطء نمو الجنين.
• احتمالية إصابة الجنين بالذئبة الحمراء حيث تعبر الأجسام المضادة للمرض من دم الأم المصابة إلى الجنين عبر المشيمة.
• موت كل من الأم والجنين.

لذلك ينصح الأطباء النساء اللاتي تعانين من الذئبة الحمراء بتأخير الحمل ستة أشهر على الأقل حتى يتم السيطرة على المرض لتجنب المخاطر السابقة.

الذئبة الحمراء والشعر:

غالباً ما تسبب الذئبة الحمراء تساقط أو فقدان الشعر حيث يكون من الصعب نمو الشعر.

للحد من تساقط الشعر يجب:

•  تجنب استخدام الشامبو التجاري واستخدام شامبو خاص بالأطفال الخالي من المواد الكيميائية التي تضر الشعر.
• تجنب الحرارة مثل: المكواة والسيشوار.
• ارتداء القبعة أو الباروكة للحماية من أشعة الشمس.
• تناول مثبطات المناعة التي يصفها الطبيب.

تحاليل الذئبة الحمراء:

1. صورة الدم الكاملة (cbc): تشخيص الأنيميا حيث تقيس كرات الدم الحمراء، وكرات الدم البيضاء، وكذلك الصفائح الدموية.
2. سرعة ترسيب كرات الدم الحمراء (esr): يشير إلى سرعة ترسيب الكريات الحمراء في قاع الأنبوبة في الساعة الواحدة، حيث كلما كان الترسيب أسرع يشير إلى وجود التهاب ما مثل: الذئبة.
3. فحص البول الكامل: عند الإصابة بالذئبة الحمراء يؤدى إلى وجود البروتين في البول، كما تظهر كرات الدم الحمراء أيضا.
4. تحليل ANA: النتيجة الإيجابية لهذه الأجسام ( أجسام مضادة يفرزها الجهاز المناعى) تعنى نشاط  الجهاز المناعي بسبب التهاب أو عدوى ما. 
5. تحليل الأنسجة (Biopsy): نظرا لتأثير الذئبة الحمراء على الكثير من أعضاء الجسم، يلجأ الأطباء لفحص نسيج من الكلية لمعرفة مدى الإصابة، وتحديد العلاج المناسب.

قد يلجأ الطبيب أيضا إلى:

1. أشعة X-ray: على الصدر لتحديد مدى إصابة الرئتين.
2. فحص الإيكو (Echocardiogram): حيث يتم قياس معدل ضربات القلب، وتحديد مشاكل الصمام.

علاج الذئبة الحمراء:

يعتمد علاج الذئبة الحمراء على الأعراض لدى كل مريض، حيث أن 

بعض الأشخاص قد يتناولوا أكثر من نوع واحد لمنع تلف الأعضاء الأخرى كالقلب والدماغ وغيرها.

1. الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب (NSAIDs): لتقليل الألم والالتهاب مثل: الإيبوبروفين، والنابروكسين.
2. الستيرويدات القشرية (Corticosteroids): للحد من الالتهابات الناتجة عن التهاب الكلى، والدماغ، والتهاب الأوعية الدموية، والتهاب غشاء التامور.

قد تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن العضلي أو الوريدى كما يحدد الطبيب.

يتوفر منها أيضا كريمات لعلاج الطفح الجلدي.

3.الأدوية المضادة للملاريا ومثبطات الجهاز المناعي: حيث تعمل على تثبيط الجهاز المناعى للجسم في حالة تأثير الذئبة الحمراء على الكليتين، والدماغ، والجهاز العصبي.

4. مضادات التجلط: التى تعمل على وقف إنتاج البروتين المسئول عن تكوين الجلطات مثل: الأسبرين والهيبارين.

من المهم عند تناول هذه الأدوية الحد من التدخين وشرب الكحوليات.

اقرأ أيضا: أسباب سيولة الدم (Hemophilia) والأعراض وطرق العلاج

وأخيرا للحد من مخاطر الذئبة الحمراء حرص المريض على تغيير نمط حياته للأفضل كالتالى: 

• اتباع نظام صحي والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه.
• البعد عن التدخين وشرب المواد الكحولية.
• ممارسة الرياضة كالمشي.
• المحافظة على زيارة الطبيب. 
• استخدام الكريمات الواقية من الشمس عند الخروج.
• تناول المكملات الغذائية إذا لزم الأمر.

المصادر

1.https://www.lupus.org/resources/how-lupus-affects-the-bones.

2.https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK535405/.

3.https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/lupus/diagnosis-treatment/drc-20365790.

4.https://nyulangone.org/conditions/systemic-lupus-erythematosus/treatments/medications-for-systemic-lupus-erythematosus.

5.https://nyulangone.org/conditions/systemic-lupus-erythematosus/support.

6.https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/lupus-and-pregnancy.