in

الاكتئاب

Spread the love

يشعر الإنسان بالحزن والضيق أحيانا، ومن الطبيعي أن تكون تلك المشاعر عابرة مع الوقت، ولكن حين تتدهور الحالة المزاجية والجسدية والفكرية للشخص وعاداته اليومية كالنوم وتناول الطعام والعمل، ويفقد الاهتمام ناحية ما يثير اهتمامه عادة، تسمى هذه الحالة بالاكتئاب.

يُعد الاكتئاب مرض العصر الحالي، ويمكن أن يصيب أي إنسان من أي عرق أو مرحلة عمرية أو ثقافة أو طبقة اجتماعية. 

أسباب حدوث الاكتئاب

لا يعرف الباحثون أسباب حدوث الاكتئاب بالضبط، ولكن أظهرت الأبحاث أن أسباب حدوث الاكتئاب قد تكون جينية، بيئية، حيوية، نفسية. وتشمل:

  • خلل في كيمياء المخ، أدى إلى عدم توازن النواقل العصبية التي يفرزها المخ، مثل السيروتونين والدوبامين.
  • الجينات، فلو كان للشخص قريب من الدرجة الأولى (أب أو شقيق) أُصيب بالاكتئاب، تزداد احتمالية إصابة ذلك الشخص بالاكتئاب ثلاث مرات مقارنة بباقي الأفراد، ومع ذلك يمكن أن يصيب الاكتئاب من هم ليس لهم أي أقارب قد أُصيبوا به.
  • التعرض للضغط النفسي من أي مواقف عسيرة، مثل الصدمات النفسية، موت أو فقدان الأحبة، الطلاق، الوحدة، افتقار الدعم النفسي.
  • الحالات الصحية المزمنة، مثل: الألم المزمن ومرض السكري.
  • بعض الأدوية والمواد الضارة مثل الكحول، حيث لديها القدرة على التسبب في حدوث الاكتئاب أو زيادة حدته.

دراسة الاكتئاب مهمة

تُعد دراسة الاكتئاب مهمة، فالاكتئاب من أكثر أمراض العصر شيوعا، حيث يعيق قدرة الإنسان على تأدية مهامه اليومية، ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض جسدية خطيرة مثل أمراض القلب والسكري، غير أنه يدفع المريض به لأفكار انتحارية وتصرفات خطيرة تؤذيه وتؤذي من حوله.

أنواع الاكتئاب

تتعدد أنواع الاكتئاب وتختلف في شدتها وأعراضها، ومن ضمنها: الاكتئاب الحاد(الاضطراب الاكتئابي الكبير)، الاكتئاب المزمن(عسر المزاج)، الاكتئاب الموسمي، الاكتئاب ثنائي القطب، الاكتئاب الذهاني، اكتئاب ما بعد الولادة، الاكتئاب غير النمطي، اضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي. 

  • الاكتئاب الحاد(الاضطراب الاكتئابي الكبير):

يُعد النوع الأكثر شيوعًا وحدية، يتصف بنوبات اكتئاب شديدة تستمر لأيام أو لأسابيع، وتعيق الحياة اليومية والعمل والدراسة.

  • الاكتئاب المزمن(عسر المزاج):

يُعد شكلًا من أشكال الاكتئاب المستمر، ولكن أقل حدة من الاكتئاب الحاد، ويمكن أن يستمر لعدة سنوات.

  • الاكتئاب الموسمي:

يحدث هذا النوع في مواسم معينة من السنة، وغالبا في موسم الشتاء والحرمان من ضوء الشمس، حيث أن نقص فيتامين د يسبب الاكتئاب.

يتصف بتناوب بين نوبات الاكتئاب ونوبات الهوس، حيث يشعر المريض بنشاط بالغ وسعادة مفرطة.

  • الاكتئاب الذهاني:

يحدث معه أعراض ذهانية، مثل الأوهام والهلوسات.

يصيب بعض الأمهات في خلال أربعة أشهر من بعد الولادة، ويسبب صعوبة للأم في العناية بطفلها.

  • الاكتئاب غير النمطي:

يتصف بصعوبة في التمييز بسبب تحسن الحالة المزاجية للمريض أحيانا عند بعض الأحداث. ويتميز بأعراض مثل زيادة الشهية والحساسية تجاه الرفض.

  • اضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي:

يصيب بعض النساء قبل الدورة الشهرية ويسبب تقلبات مزاجية وأعراضًا جسدية، وتتحسن حالة المريضة بعد بداية الحيض ببضعة أيام.

أعراض الاكتئاب

تختلف أعراض الاكتئاب حسب النوع وتتفاوت في حدتها، وتشمل:

  • الشعور باليأس والحزن لمدة تزيد عن أسبوعين مع أعراض أخرى، وسرعة الانفعال شائعة أكثر من الحزن مع الأطفال والمراهقين.
  • عدم القدرة على الاستمتاع بما هو من المفترض أنه ممتع بالنسبة للمريض.
  • سرعة الانفعال والغضب والقلق.
  • وجود صعوبة في النوم والأرق، أو النوم الكثير الزائد عن الحد الطبيعي.
  • زيادة الوزن بسبب فرط تناول الطعام، أو فقدان الوزن لقلة تناول الطعام.
  • الشعور بالضعف وانعدام الطاقة.
  • صعوبة التركيز وأخذ القرارات وتذكر الأشياء.
  • أعراض جسدية، مثل الصداع أو آلام في المعدة أو العجز الجنسي.
  • الأفكار الانتحارية أو محاولة المريض إيذاء نفسه.

تشخيص الاكتئاب

يتم تشخيص الاكتئاب بناءً على التاريخ المرضي والأعراض، ويمكن أن يتم تشخيص المريض بنوع من أنواع الاكتئاب، مثل الاكتئاب الموسمي، أو اكتئاب ما بعد الولادة.

يجب أن يتوفر في المريض خمسة أعراض على الأقل من أعراض الاكتئاب كل يوم لمدة أسبوعين على الأقل.

يمكن أن يطلب الطبيب من المريض تحاليل معينة، للتأكد أن سبب أعراض الاكتئاب ليس مرضًا جسديًا يُرجى علاجه.

علاج الاكتئاب

يشمل علاج الاكتئاب اختيارات متعددة، ويُعد الاكتئاب من أكثر الأمراض التي يستجيب المرضى لعلاجها بشكل جيد، حيث تشير الأبحاث أن تسعين بالمئة تقريبا من المرضى التي خضعت للعلاج من الاكتئاب استجابت بشكل فعال. ومن طرق العلاج: علاج نفسي، مثل:

  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT):

يتم فيه تحديد أنماط التفكير السلبية التي تؤثر على المزاج وتغييرها.

  • العلاج الجدلي السلوكي (DBT):

يتم فيه تطوير مهارات إدارة المشاعر والتعامل مع المواقف الصعبة.

  • العلاج النفسي التفاعلي:

يهدف إلى تحسين العلاقات وتخفيف أعراض الاكتئاب الناتجة عن مشكلات العلاقات.

  • العلاج بأسلوب حل المشكلات:

يركز على تطوير مهارات حل المشكلات، مما يقلل من شعور المريض بالعجز.

  • العلاج الجماعي:

يشجع المريض على مشاركة تجاربه ومعاناته مع مرضى الاكتئاب الآخرين، مما يوفر له الدعم.

  • العلاج الأسري:

يهدف إلى تحسين التواصل داخل الأسرة، وزيادة الوعي بين أفرادها عن تأثير الاكتئاب على المريض، مما يوفر الدعم الأسري للمريض.

علاج بالأدوية، مثل:

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية SSRIs. وهي من أكثر أدوية الاكتئاب شيوعا، وتعمل على زيادة نسبة السيروتونين.
  • مثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين SNRIs.
  • مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين MAOIs. يتم استخدامها في حالة عدم استجابة المريض لأدوية الاكتئاب الأخرى.
  • مضادات الاكتئاب اللانمطية. 

أشكال أخرى من العلاج، مثل:

  • العلاج بالصدمات الكهربائية ECT.
  • تحفيز العصب المبهم VNS.
  • العلاج بالضوء.
  • التأمل واليوغا.
  • النشاط البدني.
  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • التواصل الاجتماعي.

المصادر:

  1. https://www.nimh.nih.gov/health/topics/depression
  2. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9290-depression
  3. https://medlineplus.gov/depression.html

What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

تعرف على الفيبروميالجيا أو الألم العضلي الليفي وأسبابه وأعراضه وطرق علاجه

حب الشباب