
التهاب الأذن الوسطى من الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال والبالغين، إلا أن الأطفال غالباً أكثر عرضة للإصابة، وتحدث نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية تؤثر على الأذن الوسطى مما يؤدي إلى تجمع السوائل خلف طبلة الأذن، وغالبًا ما تختفي التهابات الأذن في فترة قصيرة، لكن الإهمال في العلاج قد يؤدي إلى العديد من المضاعفات.
أسباب التهاب الأذن الوسطى
يحدث التهاب الأذن الوسطى نتيجة خلل في قناة إستاكيوس، وهي قناة تربط الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الحلق، وحدوث خلل في هذه القناة يمنع تصريف الإفرازات الطبيعية من الأذن الوسطى، مما يؤدي إلى تراكمها خلف طبلة الأذن، الأمر الذي يسمح بنمو البكتيريا والفيروسات التي تسبب التهاب الأذن الحاد. وقد يحدث هذا الخلل بسبب ما يلي:
- نزلات البرد.
- التهاب الحلق.
- ارتجاع المريء.
- الحساسية.
اقرأ أيضاً: هل ارتجاع المريء مرض خطير و 2 طريقة لعلاجه
لماذا يصاب الأطفال بالتهاب الأذن الوسطى أكثر من غيرهم؟
يُعد الأطفال، خصوصاً في الفئة العمرية من ثلاثة أشهر إلى أربع سنوات، أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى أكثر من البالغين وذلك لعدة أسباب:
- قصر وضيق قناة إستاكيوس لديهم، إذ تكون غير ناضجة وأكثر أفقية، مما يجعلها أقل كفاءة.
- الزائدة الأنفية (اللحميات) وهي كتل صغيرة من الأنسجة فوق الحلق وخلف الأنف تكون أكبر حجماً، تضغط على قناة إستاكيوس وتُضعف وظيفتها.
- ضعف الجهاز المناعي عند الأطفال.
- الرضاعة في وضعية النوم، مما يزيد احتمالية انتقال السوائل إلى الأذن.
اقرأ أيضاً: الجهاز المناعي وتدمير الجراثيم و 7 طرق لتعزيز المناعة
أنواع التهاب الأذن الوسطى
ينقسم التهاب الأذن الوسطى إلى عدة أنواع تختلف في شدتها ومدة استمرارها:
- التهاب الأذن الوسطى الحاد: يظهر بشكل مفاجئ مصحوباً بألم شديد في الأذن، وارتفاع في درجة الحرارة، وقد يؤدي إلى اضطراب في النوم، وخاصةً عند الأطفال.
- التهاب الأذن الوسطى المصحوب بانصباب: حيث تتجمع السوائل في الأذن ويشعر الطفل فقط بامتلاء الأذن دون ظهور أعراض واضحة.
- التهاب الأذن الوسطى المزمن: يستمر السائل في الأذن لفترات طويلة حتى في حالة عدم وجود عدوى، وقد يؤدي إلى تراجع في القدرة السمعية بشكلٍ ملحوظ، ويزيد من خطر حدوث مضاعفات.
أعراض التهاب الأذن الوسطى
تختلف أعراض التهاب الأذن الوسطى حسب العمر وشدة الالتهاب، إلا أن الألم والتغيرات السمعية يُعدان من العلامات المشتركة لدى جميع الفئات العمرية.
عند الأطفال
ونظراً لأن الطفل لا يستطيع التعبير عمّا يشعر به بالكلمات، فإن الأعراض تظهر غالباً من خلال سلوكه وتصرفاته، ومنها:
- البكاء المستمر بدون سبب واضح، خاصةً أثناء الليل.
- شد أو سحب الأذن باستمرار.
- الحمى.
- فُقدان الشهية أو الرضاعة.
- صعوبة في النوم.
- خروج سوائل أو إفرازات من الأذن (في الحالات المتقدمة).
اقرأ أيضاً: الحمى عند الأطفال .. أسبابها، وعلاجها، و5 طرق لقياسها
عند البالغين
تكون الأعراض أكثر وضوحاً وتشخيصاً وتشمل:
- ألم حاد ومفاجئ في الأذن.
- ضعف أو فقدان مؤقت للسمع.
- فُقدان التوازن.
- خروج سوائل من الأذن.
- الشعور بانسداد أو ضغط في الأذن.
علامات الخطر ومضاعفات التهاب الأذن الوسطى
رغم أن حالات التهاب الأذن الوسطى تُشفى تلقائياً أو بالعلاج البسيط، إلا أن هناك علامات إنذار مبكرة لمضاعفات خطيرة، تستدعي مراجعة الطبيب فوراً، من أبرزها:
- استمرار ألم الأذن لأكثر من 48 ساعة.
- ارتفاع درجة الحرارة فوق 38 درجة مئوية.
- خروج إفرازات أو سوائل من الأذن.
- ضعف أو فقدان مفاجئ للسمع.
- تكرار نوبات الالتهاب خلال فترات قصيرة.
إذا لم يُعالج التهاب الأذن الوسطى بالشكل الصحيح أو المناسب، فقد تحدث مضاعفات مثل:
- تمزق طبلة الأذن بسبب الضغط الناتج عن تراكم السوائل.
- فقدان السمع المؤقت أو الدائم.
- انتشار العدوى التي يمكن أن تصل إلى العظم الواقع خلف الأذن (الخشاء)، مما يؤدي إلى التهاب الخشاء، وقد تمتد العدوى إلى الدماغ والحبل الشوكي مسببةً التهاب السحايا، وهي من المضاعفات النادرة والخطيرة.
لذا فإن المتابعة الطبية السريعة عند ظهور أي من هذه العلامات تُعد خطوة حاسمة للوقاية من مضاعفات خطيرة طويلة الأمد.
اقرأ أيضاً: طنين الأذن: أسبابه، وعلاجه، و3 طرق للوقاية منه
علاج التهاب الأذن الوسطى
يعتمد علاج التهاب الأذن الوسطى على نوع الالتهاب، وشدة الأعراض، وعمر المريض. وأغلب الحالات البسيطة تُشفى سريعاً، إلا أن بعض الحالات تتطلب تدخلاً طبياً.
1. العلاج الدوائي:
- المسكنات وخافضات الحرارة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين التي تُستخدم لتخفيف الألم وتقليل الحمى، خصوصاً للأطفال.
- المضادات الحيوية التي تُوصف في حالة وجود عدوى بكتيرية أو عند استمرار الأعراض أكثر من 48 ساعة، ويجب الالتزام بالجرعة ومدة العلاج التي يحددها الطبيب لتجنب مقاومة المضادات الحيوية.
- قطرات الأذن المسكنة للألم والمضادة للفطريات، وذلك في حالة عدم حدوث تمزق في طبلة الأذن.
اقرأ أيضاً: تعرف على أسباب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية والمخاطر الناتجة عن ذلك
2. العلاج الجراحي:
في بعض الحالات المزمنة أو المتكررة، قد يلجأ الطبيب إلى:
- تركيب أنبوب الأذن، وهو أنبوب جراحي صغير في طبلة الأذن يساعد على تصريف السوائل ومنع تراكمها، ويُزال بعد عدة أشهر.
- استئصال الزوائد الأنفية (اللحميات) إذا كانت متضخمة وتؤثر على تهوية الأذن.
وجب التنويه على أن العلاج المناسب يُحدد من قِبل طبيب الأنف والأذن والحنجرة بناءً على الفحص والتشخيص.
الوقاية من التهاب الأذن الوسطى
يمكن تقليل خطر الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى أو تكرارها من خلال بعض الاحتياطات الوقائية، وخصوصاً عند الأطفال، وأهمها ما يلي:
- الرضاعة الطبيعية خلال السنة الأولى من عمر الطفل، لأنها تعزز جهاز المناعة وتحمي من العدوى.
- الحرص على التطعيمات الأساسية لما لها من دور مهم في منع التهاب الأذن مثل لقاح الإنفلونزا الموسمية ولقاح المكورات الرئوية.
- تجنب التدخين السلبي حيث يؤدي تعرض الطفل لدخان السجائر إلى زيادة التهابات الجهاز التنفسي.
- الحفاظ على نظافة الأنف ومعالجة نزلات البرد فور حدوثها لتقليل فرص انتقال العدوى إلى الأذن.
- عدم إرضاع الطفل وهو مستلقٍ على ظهره لأن هذه الوضعية تُسهل انتقال السوائل إلى الأذن.
- غسل اليدين بانتظام لتقليل انتشار الجراثيم.
- عدم استخدام أعواد القطن داخل الأذن، لأنها قد تسبب خدوشاً في القناة السمعية، وتزيد خطر الالتهاب.
- تجنب دخول الماء أو الشامبو إلى الأذن أثناء الاستحمام، خاصةً عند الأطفال الذين لديهم التهابات سابقة أو أنابيب جراحية.
اقرأ أيضاً: الرضاعة الطبيعية… تعريفها، و5 وضعيات مختلفة لها، وكيفية الاستعداد لها قبل الولادة
إن اتباع هذه الإرشادات يُسهم بشكلٍ فعال في تقليل خطر الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، كما يساعد على تسريع عملية الشفاء في حال حدوثه.
Links:
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/8613-ear-infection-otitis-media
https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/otitis-media
https://www.nhs.uk/conditions/ear-infections
https://kidshealth.org/en/parents/otitis-media.html
https://www.stanfordchildrens.org/en/topic/default?id=otitis-media-middle-ear-infection-90-P02057
GIPHY App Key not set. Please check settings