يعد ارتفاع ضغط الدم للحامل من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا، حيث يصيب ما يقارب 6–10% من النساء الحوامل. ويُعرف بأنه زيادة في ضغط الدم بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وقد يظهر بشكل طفيف أو حاد حسب الحالة. هذه المشكلة لا تؤثر فقط على صحة الأم، بل قد تُشكل خطرًا على الجنين أيضًا، خاصة إذا تطورت إلى حالة تُعرف باسم “تسمم الحمل”.
أعراض ارتفاع ضغط الدم للحامل:
تبدأ أعراض ارتفاع ضغط الدم للحامل عادة بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وقد لا تظهر أعراض واضحة، لذا يُسمى أحيانًا “القاتل الصامت”. لكن بعض العلامات التي يجب الانتباه لها تشمل:
– صداع شديد ومستمر.
– تشوش أو تغيرات في الرؤية (مثل الرؤية المزدوجة أو الحساسية للضوء).
– ألم في أعلى البطن (خاصة تحت الضلوع من الجهة اليمنى).
– تورم في الوجه واليدين والقدمين.
– زيادة مفاجئة في الوزن (أكثر من كيلوغرام في الأسبوع).
– قلة التبول أو تغير في كميته.
– غثيان أو قيء.
– ارتفاع ضغط الدم عند القياس (أكثر من 140/90 ملم زئبق).
أسباب ارتفاع ضغط الدم للحامل:
لا يوجد سبب واحد محدد، لكن هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة، منها:
– السمنة أو زيادة الوزن قبل أو أثناء الحمل.
– قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة.
– التدخين أو شرب الكحول.
– وجود تاريخ مرضى بارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل في حمل سابق.
– الحمل الأول أو الحمل بتوأم.
– الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض الكلى.
– أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء.
– استخدام تقنيات التلقيح الصناعي مثل الحقن المجهري.
– عمر الحامل أقل من 18 أو أكثر من 35 سنة.
ما الفرق بين ارتفاع الضغط العادي وتسمم الحمل؟
ارتفاع ضغط الدم للحامل (Gestational Hypertension) هو حالة تُشخّص عندما ترتفع قراءة ضغط الدم بعد الأسبوع الـ20 من الحمل، لكن بدون وجود بروتين في البول أو أعراض أخرى. غالبًا ما تكون هذه الحالة بسيطة، وتُكتشف فقط من خلال قياس الضغط، وقد لا تشعر الحامل بأي أعراض واضحة.
أما تسمم الحمل (Preeclampsia) فهو أكثر تعقيدًا وخطورة. يحدث أيضًا بعد الأسبوع الـ20، لكنه مع ارتفاع ضغط الدم يوجد بروتين في البول، وقد تظهر أعراض مثل:
– تورم في الوجه واليدين.
– صداع شديد لا يزول.
– زغللة أو تشوش في الرؤية.
– ألم في أعلى البطن.
– ضيق في التنفس.
تسمم الحمل قد يؤثر على الكلى والكبد والمخ، ويشكل خطرًا على الأم والجنين إذا لم يُعالج بسرعة.
الوقاية من تسمم الحمل:
رغم أن تسمم الحمل لا يمكن منعه تمامًا، إلا أن هناك خطوات فعالة تمكن من الوقاية من تسمم الحمل:
1. تناول الأسبرين بجرعة منخفضة
إذا كنتِ معرضة لخطر مرتفع (مثل وجود تاريخ سابق لتسمم الحمل أو أمراض مزمنة)، فقد يوصي الطبيب بتناول 81 ملغ من الأسبرين يوميًا بدءًا من الأسبوع 12 من الحمل.
2. المتابعة الطبية المنتظمة
الذهاب إلى جميع زيارات الحمل يساعد الطبيب على مراقبة ضغط الدم، البروتين في البول، ونمو الجنين بشكل مستمر.
3. اتباع نمط حياة صحي
يشمل ذلك تناول غذاء متوازن، وتقليل الملح، وممارسة الرياضة الخفيفة، والحفاظ على وزن صحي.
4. مكملات الكالسيوم والفيتامينات
بعض الدراسات تشير إلى أن مكملات الكالسيوم قد تساعد في تقليل خطر تسمم الحمل، خاصة في المناطق التي تعاني فيها النساء من نقص الكالسيوم.
5. تجنب التدخين والكحول
هذه العوامل تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته أثناء الحمل.
اقرأ أيضاً:الاكل الصحي والتغذية الصحية لحياة متوازنة
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم للحامل:
1. انخفاض تدفق الدم إلى المشيمة
يؤدي إلى نقص الأكسجين والمغذيات التي تصل للجنين، مما قد يسبب بطء النمو أو انخفاض الوزن عند الولادة.
2. الولادة المبكرة
قد يضطر الطبيب إلى توليد الطفل قبل الأسبوع 37 لتجنب المضاعفات، مما يزيد من خطر مشاكل التنفس أو النمو عند الطفل.
3. انفصال المشيمة المبكر
في الحالات الشديدة، قد تنفصل المشيمة عن جدار الرحم قبل الولادة، مما يسبب نزيفًا خطيرًا ويهدد حياة الأم والجنين.
4. تسمم الحمل
وهو أخطر مضاعفات ارتفاع ضغط الدم للحامل، يترافق مع تلف في أعضاء مثل الكلى والكبد، وقد يؤدي إلى نوبات تشنج (إكلامبسيا).
5. زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لاحقًا
النساء اللواتي يعانين من ارتفاع الضغط أثناء الحمل أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن أو أمراض القلب في المستقبل.
6. وفاة الجنين أو الأم في الحالات الشديدة
نادرًا، لكن في حال عدم التدخل الطبي، قد تحدث مضاعفات تهدد الحياة.
أدوية الضغط الآمنة للحامل:
1. Methyldopa
يُعتبر من أكثر أدوية الضغط الآمنة للحامل استخداما والأكثر دراسة. يعمل على تهدئة الإشارات العصبية التي تسبب تضيق الأوعية الدموية، مما يساعد على خفض الضغط تدريجيًا.
2. Labetalol
من فئة حاصرات بيتا، يُستخدم على نطاق واسع لعلاج ارتفاع الضغط أثناء الحمل. يمكن إعطاؤه عن طريق الفم أو الوريد، ويُعد خيارًا أوليًا في كثير من الحالات.
3. Nifedipine
من فئة حاصرات قنوات الكالسيوم، يساعد على استرخاء الأوعية الدموية. يُفضل استخدام الشكل طويل المفعول منه لتجنب انخفاض الضغط المفاجئ.
4. Hydralazine
يُستخدم غالبًا في الحالات الشديدة، ويُعطى عن طريق الوريد. يساعد على توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم.
أطعمة تساعد على خفض ضغط الدم أثناء الحمل:
1. الخضروات الورقية (مثل السبانخ والكرنب)
غنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم والفولات، وتساعد على استرخاء الأوعية الدموية وتنظيم الضغط.
2. الموز
يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم، مما يساعد الجسم على التخلص من الصوديوم الزائد.
3. البطاطا الحلوة
غنية بالألياف الغذائية والبوتاسيوم، وتساعد على تنظيم السوائل وخفض الضغط.
4. التوت (الفراولة، التوت الأزرق)
يحتوي على مضادات أكسدة تحسن وظيفة الأوعية الدموية وتقلل الالتهاب.
5. الشوفان
غني بالألياف القابلة للذوبان (بيتا جلوكان)، ويساعد على خفض ضغط الدم تدريجيًا.
6. الكرفس
يحتوي على مركبات طبيعية تساعد على توسيع الأوعية الدموية وخفض الضغط.
7. منتجات الألبان قليلة الدسم (مثل الزبادي واللبن)
مصدر جيد للكالسيوم، الذي يلعب دورًا في تنظيم ضغط الدم.
8. الخيار والتفاح
يساعدان على ترطيب الجسم وتقليل احتباس السوائل، مما يخفف الضغط.
اقرأ أيضاً: 8 أطعمة مفيدة للحامل و 10 أطعمة يجب تجنبها
References
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4497-gestational-hypertension#symptoms-and-causes
- https://www.healthline.com/health/gestational-hypertension-vs-preeclampsia
- https://www.webmd.com/baby/preeclampsia-risk
- https://www.cdc.gov/high-blood-pressure/about/high-blood-pressure-during-pregnancy.html
- https://www.womenhealthdomain.com/archives/26402
GIPHY App Key not set. Please check settings