in أمراض

تكيس المبايض

by د نهلة محمد أكتوبر 1, 2025, 6:40 م 871 Views

Spread the love

تكيس المبايض، أو ما يُعرف طبيًا بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات (Polycystic Ovary Syndrome – PCOS)، هو اضطراب شائع عند النساء في سن الإنجاب، يحدث فيه خلل في عمل المبيضين يمنع خروج البويضات بانتظام. ينتج عن ذلك ظهور أكياس صغيرة على سطح المبيض مع خلل في الهرمونات، مثل زيادة هرمون الذكورة (الأندروجينات). هذا الخلل يسبب أعراضًا ملحوظة مثل عدم انتظام الدورة الشهرية أو صعوبة الحمل أو زيادة الشعر في أماكن غير معتادة أو حب الشباب أو زيادة الوزن. ورغم أن الاسم يوحي بوجود “أكياس”، فإن جوهر المشكلة هو اضطراب الهرمونات والتبويض أكثر من الأكياس نفسها.

Table of Contents

أعراض تكيس المبايض الخفيف

في المراحل البسيطة أو ما يمكن اعتباره شكلًا “خفيفًا” من تكيس المبايض، قد تظهر بعض الأعراض لكن بدرجة أقل حدة، مثل:

عدم انتظام الدورة الشهرية: قد تأتي الدورة على فترات متباعدة قليلًا أو تختلف في مدتها، لكن دون انقطاع كامل.

ظهور شعر زائد بدرجة بسيطة: مثل نمو شعر خفيف في مناطق غير معتادة، لكنه ليس مفرطًا.

زيادة طفيفة في الوزن: بعض النساء قد يلاحظن صعوبة في إنقاص الوزن، لكن الزيادة لا تكون كبيرة.

حب الشباب بدرجة محدودة: ظهور بثور متفرقة على الوجه أو الظهر، لكنها ليست شديدة أو متكررة بشكل مزعج.

مشاكل بسيطة في التبويض: قد يحدث تبويض غير منتظم، مما يؤثر قليلًا على فرص الحمل، لكن ما زال الحمل ممكنًا بشكل طبيعي عند كثير من النساء.

الأعراض الخفيفة أحيانًا تمر دون ملاحظة، وقد لا يتم تشخيص تكيس المبايض إلا عند إجراء فحوصات لسبب آخر، مثل صعوبة الحمل أو فحص هرموني روتيني.

أعراض تكيس المبايض الشديد

في الحالات الأكثر حدة، تكون الأعراض أوضح وأكثر تأثيرًا على الحياة اليومية، مثل:

انقطاع الدورة لفترات طويلة جدًا.

زيادة واضحة في الشعر غير المرغوب فيه (الشعرانية).

تساقط شعر ملحوظ من فروة الرأس.

صعوبة كبيرة في الحمل أو العقم.

سمنة مفرطة أو تراكم الدهون خصوصًا حول البطن.

مشكلات جلدية ملحوظة مثل حب الشباب الكثيف أو اسمرار الجلد في مناطق معينة.

علامات تكيس المبايض عند المتزوجات

صعوبة في الحمل أو تأخر الإنجاب بسبب ضعف التبويض.

عدم القدرة على توقع أيام التبويض نتيجة الدورة غير المنتظمة.

ظهور أعراض إضافية مثل حب الشباب أو تساقط الشعر أو زيادة الوزن.

أحيانًا يُكتشف تكيس المبايض فقط عند محاولة الحمل.

اسباب تكيس المبايض

حتى الآن لا يوجد سبب محدد قاطع لمتلازمة تكيس المبايض، لكن الدراسات تشير إلى مجموعة من العوامل التي قد تلعب دورًا في ظهورها، وتشمل:

1. مقاومة الإنسولين

الكثير من السيدات المصابات بتكيس المبايض يعانين من مقاومة الإنسولين، مما يجعل الجسم أقل استجابة لهرمون الإنسولين الذي يساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم. ارتفاع الإنسولين يحفز المبايض لإنتاج كميات أكبر من هرمونات الذكورة (الأندروجينات)، وهو ما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل نمو الشعر الزائد وحب الشباب.

2. اضطراب الهرمونات

في حالة تكيس المبايض يحدث خلل في التوازن بين الهرمونات الأنثوية والذكرية، إذ تزداد الأندروجينات بشكل غير طبيعي، ما يعيق عملية التبويض ويؤدي إلى تكون أكياس صغيرة على المبايض.

3. العوامل الوراثية

تشير الدراسات إلى أن العوامل الوراثية قد تلعب دورًا مهمًا في الإصابة بتكيس المبايض. فغالبًا ما يظهر المرض بين أفراد من نفس العائلة، مثل الأم أو الأخت، مما يعزز احتمالية وجود استعداد وراثي لهذه المتلازمة.

4. الالتهابات المنخفضة الدرجة

بعض الأبحاث تربط بين الالتهابات المزمنة منخفضة الدرجة في الجسم وزيادة إنتاج الأندروجينات من المبايض، وهو ما قد يساهم في ظهور تكيس المبايض وزيادة خطر حدوث مضاعفات.

هل يحدث حمل مع تكيس المبايض

نعم، يمكن أن يحدث حمل رغم الإصابة، لكن أحيانًا يحتاج الأمر لتدخل طبي.

بعض النساء يحدث لهن تبويض متقطع، وقد يحملن طبيعيًا.

فقدان وزن بسيط (5–10٪ من الوزن) يحسّن الإباضة.

أدوية مثل الكلوميفين أو الليتروزول تُحفّز التبويض.

الميتفورمين يساعد على تحسين حساسية الأنسولين.

في الحالات الأصعب قد يُستخدم التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب.

هل تكيس المبايض خطير

تكيس المبايض في حد ذاته ليس مرضًا قاتلًا، لكنه قد يكون خطيرًا إذا لم تتم متابعته لأنه يزيد من احتمالية:

الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

اضطراب الكوليسترول والدهون.

زيادة خطر سرطان بطانة الرحم.

مشاكل الخصوبة وتأخر الحمل.

تشخيص تكيس المبايض

يعتمد الأطباء في تشخيص تكيس المبايض على ما يُعرف بـمعايير روتردام. هذه المعايير تركز على ثلاثة جوانب رئيسية:

1. اضطراب في التبويض أو الدورة الشهرية: مثل أن تأتي الدورة على فترات متباعدة جدًا أو تنقطع لفترات طويلة.

2. زيادة هرمونات الذكورة (الأندروجينات): إما أن تظهر في نتائج التحاليل أو من خلال الأعراض الواضحة مثل حب الشباب أو زيادة نمو الشعر في أماكن غير معتادة.

3. ظهور مبايض متعددة الكيسات عند الفحص بالموجات فوق الصوتية.

ولكي يتم التشخيص، يكفي أن تتوافر اثنتان فقط من هذه العلامات الثلاثة.

بالإضافة إلى ذلك، قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات الأخرى للتأكد من عدم وجود أمراض مختلفة تُسبب أعراضًا مشابهة، مثل مشكلات الغدة الدرقية أو ارتفاع هرمون الحليب.

علاج تكيس المبايض

العلاج يعتمد على الأعراض وأهداف المريضة (مثل تنظيم الدورة أو تقليل الأعراض أو تحسين فرص الحمل). ومن أبرز طرق العلاج:

تغيير نمط الحياة: فقدان الوزن حتى بنسبة بسيطة يساعد على تحسين الأعراض وتنظيم الدورة. ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي لهما دور كبير.

الأدوية المنظمة للدورة: مثل حبوب منع الحمل التي تقلل الأندروجينات وتنظم الدورة الشهرية.

أدوية الخصوبة: مثل الكلوميفين أو ليتروزول لتحفيز التبويض عند الرغبة في الحمل.

الأدوية المضادة للأندروجينات: لتقليل نمو الشعر الزائد وحب الشباب.

الميتفورمين: لتحسين مقاومة الإنسولين وتنظيم مستوى السكر في الدم.

التدخل الجراحي: في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، قد يُجرى تثقيب المبيض بالمنظار، وهو إجراء جراحي بسيط يقوم فيه الطبيب بعمل فتحات صغيرة في سطح المبيض. يساعد هذا الإجراء على تقليل إنتاج هرمونات الذكورة (الأندروجينات) وتحفيز حدوث التبويض بشكل أفضل.