ارتفاع الكولسترول

ارتفاع الكولسترول من الأمراض الشائعة والتي تؤثر بشكل ملحوظ على صحة الإنسان وهو مرض مهم وذلك لأن أعراضه غير ملحوظة وبالتالي يمكن أن يظل الإنسان مصاباً لسنوات عديدة دون أن يعلم، وقبل أن نتعرض لأسباب هذا الارتفاع وعلاجه لابد من التعرف أولاً على الكولسترول:

ما هو الكولسترول؟

الكولسترول هو مادة شمعية تشبه الدهون توجد في جميع خلايا الجسم حيث يحتاجها الجسم لتصنيع الهرمونات وفيتامين د والمواد التي تساهم في هضم الطعام ويصنع الجسم احتياجاته المطلوبة من الكولسترول كما يتوافر من مصادر خارجية مثل الطعام وخصوصاً من المصادر الحيوانية كاللحوم والجبن وصفار البيض.

وفي حالة زيادة معدل الكولسترول في الدم يتحد مع مواد أخرى في الدم ويكوِن ما يشبه اللوحات حيث تتراكم هذه اللوحات على جدار الشرايين وتسبب ما يعرف بمرض تصلب الشرايين، كما تسبب الأمراض القلبية الوعائية وفيها تكون الشرايين التاجية ضيقة جداً وأحياناً مغلقة.

أنواع الكولسترول

يتكون الكولسترول من اتحاد جزء دهني مع البروتين حيث تحتاج الدهون إلى البروتين لتتمكن من التحرك خلال الدم وتبعاً لنوع البروتين الدهني ينقسم الكولسترول لعدة أنواع وهي:

• البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة (HDL) ويعرف بالكولسترول المفيد وذلك لأنه يساعد الجسم على التخلص من الكولسترول حيث يقوم بحمله من أجزاء الجسم المختلفة إلى الكبد الذي بدوره يقوم بالتخلص منه، ولذلك كلما ارتفع معدل الكولسترول المفيد كان هذا أفضل لصحة الجسم.
• البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL) ويعرف بالكولسترول الضار ويمثل النسبة الأكبر من الكولسترول في الدم ويسبب ترسبه على جدران الشرايين أمراض القلب والسكتة الدماغية.
• البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة جداً (VLDL) ويسمى أيضاً بالكولسترول الضار ولكنه يختلف عن البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة في أنه يحمل الدهون الثلاثية بشكل أساسي أما البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة تحمل الكولسترول بشكل أساسي.

أسباب ارتفاع الكولسترول في الدم

يعد نمط الحياة غير الصحي هو السبب الأكثر شيوعاً لارتفاع الكولسترول في الدم ويتضمن:

• عادات الأكل غير الصحي مثل الإكثار من تناول الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم وأنواع الشوكولاته والأطعمة المقلية والمعالجة، ويؤدي الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة إلى زيادة معدل الكولسترول الضار في الدم مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
• عدم الاهتمام بممارسة الرياضة والاعتماد على الجلوس في أغلب الأوقات وعدم الحركة وقلة النشاط البدني وذلك يسبب انخفاض معدل الكولسترول المفيد وزيادة معدل الكولسترول الضار.
• التدخين حيث يؤدي إلى دخول مادة النيكوتين بكميات كبيرة عبر الرئتين إلى الدم مما يؤدي إلى زيادة معدل الكولسترول الضار في الدم.
• التوتر والقلق حيث يؤدي زيادة التوتر إلى إفراز بعض الهرمونات مثل الكورتيكوستيرويدات والتي تسبب زيادة إفراز الجسم للكولسترول الضار.
• الإفراط في شرب الكحوليات.
• بعض الأدوية مثل مدرات البول و الريتينويد ومثبطات المناعة وأدوية العلاج الكيميائي.
• بعض الأمراض مثل السكري من النوع الثاني وأمراض الكبد والكلى ومشاكل الغدة الدرقية.
• العوامل الوراثية.

عوامل خطر الإصابة بارتفاع الكولسترول

من العوامل التي تساعد على زيادة خطر الإصابة بارتفاع الكولسترول ما يلي:

• العمر حيث يزداد خطر الإصابة بارتفاع الكولسترول مع تقدم العمر وقد يصاب به المراهقون وصغار السن ولكن بنسبة صغيرة.
• السن حيث يتوسط عمر المصابين ما بين ٢٠-٣٩ ويكون الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء قبل سن اليأس ولكن بعد هذا السن تكون النساء أكثر عرضة وذلك بسبب انخفاض معدل الهرمونات والتي تساعد في الحماية من ارتفاع الكولسترول في الدم.
• التاريخ العائلي.
• العرق على سبيل المثال فإن الأمريكيين الآسيويين يصابون بارتفاع معدل الكولسترول الضار بنسبة أكبر من الفئات الأخرى.
• الوزن حيث تؤدي زيادة الوزن إلى زيادة معدل الكولسترول الضار.

اقرأ أيضاً:الشلل الرعاش.. أسبابه وأعراضه و 8 طرق للعلاج.

اعراض ارتفاع الكولسترول

لا توجد أعراض لارتفاع الكولسترول في الدم ويقوم الطبيب بتشخيصه عن طريق فحص الدم حيث يطلب الطبيب معدل البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة والبروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة ومعدل الكولسترول الكلي.

وطبقاً للمتغيرات الأخرى مثل السن والجنس والحالة الصحية يقوم الطبيب بتشخيص الحالة.

والمعدلات الصحية تكون كالتالي:

• الكولسترول الكلي يكون أقل من ٥ مللي مول /لتر.
• معدل الكولسترول الجيد يكون أكبر من ١ مللي مول / لتر في الرجال أما في النساء يكون أكبر من ١.٢ مللي مول/ لتر.
• معدل الكولسترول الضار يكون أقل من ٤ مللي مول/ لتر.

نصائح للوقاية من ارتفاع الكولسترول

• التزام نمط حياة صحي من حيث الأكل الصحي والبعد عن الدهون المشبعة والمشروبات الغازية والمشروبات الكحولية بأنواعها.
• ممارسة الرياضة لمدة ٣٠ دقيقة يومياً يساعد على انخفاض معدل الكولسترول في الدم.
• البعد عن التدخين سواء التدخين الإيجابي أو السلبي.
• البعد عن التوتر والمشاكل النفسية قدر الإمكان.
• متابعة الوزن والتخلص من الوزن الزائد حيث أثبتت الدراسات أن فقدان ١٠% أو أكثر من الوزن يساعد على انخفاض معدل الكولسترول في الدم.

اقرأ أيضاً: اضطرابات الاكل الأعراض والأسباب وأكثر 5 أنواع شيوعاً.

مضاعفات ارتفاع الكولسترول

يؤدي ارتفاع معدل الكولسترول في الدم إلى تراكم الكولسترول على جدران الشرايين مما يسبب تصلب الشرايين ويتطور لمشاكل صحية خطيرة مثل:

• أمراض الشرايين التاجية حيث يمنع وصول الدم إلى القلب.
• أمراض الشرايين المحيطية حيث يمنع وصول الدم إلى الأطراف.
• أمراض الشريان السباتي حيث يمنع وصول الدم إلى المخ.
• من المهم جداً متابعة معدل الكولسترول في الدم وذلك لأن ارتفاع الكولسترول ليس له أعراض ظاهرة وقد يظل الإنسان مصاباً لسنوات بدون أعراض وقد يصل الأمر إلى حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

علاج ارتفاع الكولسترول

يلجأ الطبيب للعلاج الدوائي في حالة عدم استجابة المريض للتغييرات في نمط الحياة التي قام بها ومازال مستوى الكولسترول مرتفعاً أو إذا كان خطر التعرض لأمراض القلب كبيراً ويختار الطبيب نوع الدواء المناسب وفقاً لعدة عوامل مثل السن والحالة الصحية ومعدلات فحص الدم التي قام المريض بإجرائها وما إذا كان المريض مصاباً بمرض آخر، ومن أمثلة الأدوية التي يقوم الطبيب بوصفها:

• الستاتينات وهي أشهر أنواع الأدوية التي تعالج ارتفاع الكولسترول حيث تقلل تصنيع الكولسترول بواسطة الكبد وبالتالي يقل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
• ازيتيمب (Ezetimibe) وهو يقلل امتصاص الكولسترول وقد يصف الطبيب هذا الدواء بالإضافة إلى الستاتينات.
• الأدوية المرتبطة بالحمض الصفراوي مثل الكولسترامين (Cholestyramine) حيث ترتبط بالأحماض في الجهاز الهضمي مما يساعد الكبد على استهلاك كمية أكبر من الكولسترول.
• الفيبرات مثل الفينوفيبرات وهي تقلل نسبة الدهون الثلاثية وتسبب ارتفاع معدل الكولسترول الجيد مما يوازن نسبة الكولسترول الكلي.
• النياسين وهو فيتامين يعمل على تقليل الدهون المصنعة بواسطة الكبد لينتج دهون ثلاثية أقل وكولسترول ضار أقل، ولكن هذا الفيتامين لا يستخدم إلا تحت إشراف الطبيب المعالج.
• أحماض أوميغا 3 الدهنية وتعمل على تقليل نسبة الدهون الثلاثية.
• مثبطات PSCK9  وهي أدوية حديثة تستهدف بروتين PSCK9 في خلايا الكبد وتعمل على إنتاج كمية أقل من الكولسترول الضار.

1-https://www.webmd.com/cholesterol-management/high-cholesterol-treatment-always

2-https://my.clevelandclinic.org/health/articles/11920-cholesterol-numbers-what-do-they-mean

3-https://medlineplus.gov/cholesterol.html