اضطراب الهوية الانفصامية حين يسكن أكثر من شخص نفس الجسد

اضطراب الهوية الانفصامية (DID) هو حالة صحية نفسية تتميز بشخصيتين منفصلتين أو أكثر تتحكمان في سلوكك في أوقات مختلفة وعند تبديل الشخصيات، ستعاني من فجوات في الذاكرة وعادةً ما تنجم هذه الهويات عن التعرض لصدمة نفسية  ويمكن أن يساعد العلاج النفسي في إدارة الأعراض.

مرض اضطراب الهوية الانفصامية

اضطراب الهوية الانفصامية (DID)، المعروف سابقًا باسم اضطراب تعدد الشخصية واضطراب انقسام الشخصية، وهو حالة صحية نفسية تتميز بامتلاك هويتين منفصلتين أو أكثر وقد يواجه المصابون باضطراب الهوية الانفصامية عدة شخصيات مختلفة، وتُعرف عادةً بالبدائل وقد تختلف كل هوية في سلوكياتها وذكرياتها وأنماط تفكيرها وتعبيراتها وقد تختلف الهويات في أعراقها وطرق تفاعلها مع بيئاتها.

اعراض اضطراب الهوية الانفصامية

• وجود هويتين على الأقل (حالات شخصية) ويؤثر هذا على السلوك، والذاكرة، والإدراك للذات، وطرق التفكير.
• فقدان الذاكرة أو فجوات في الذاكرة فيما يتعلق بالأنشطة اليومية، والمعلومات الشخصية، والأحداث المؤلمة.

• تؤثر الهويات المختلفة على القدرة على التفاعل في المواقف الاجتماعية أو في العمل، أو المنزل، أو المدرسة.
• الشعور بالانفصال عن الذات ومشاعرها.
• الاعتقاد بأن الناس والأشياء من حولك مشوهة وغير حقيقية.
• تشوش في هويتك.
• توتر شديد أو مشاكل في العلاقات أو العمل أو مجالات الحياة المهمة الأخرى.
• عدم القدرة على التعامل جيدًا مع الضغوط العاطفية أو المتعلقة بالعمل.

تشمل أعراض الصحة النفسية الأخرى التي قد تظهر (ولكن ليس دائمًا) مع اضطراب الهوية الانفصالية ما يلي:

• القلق.
• الأوهام.
• الاكتئاب.
• إيذاء النفس.
• اضطراب تعاطي المخدرات.
• أفكار انتحارية (ميول انتحارية).

اقرأ أيضًا: من الاكتئاب إلى التعافي رحلة أمل وحياة جديدة

كيف يشعر الشخص المصاب باضطراب الهوية الانفصامية؟

إذا كان الشخص مصابًا باضطراب الهوية الانفصامية، فقد يشعر بما يلي:

• الانفصال عن الواقع، وعن المشاعر، وعن الإحساس بالذات.
• الحيرة مما قد يقوله الآخرون عن سلوك الشخص المريض.
• الإحباط من فجوات الذاكرة.
• التوتر من فقدان السيطرة.
• يشعر الشخص كمن يراقب نفسه من الخارج.

أنواع اضطراب الهوية الانفصامية

• الاستحواذ: تظهر الهويات كما لو أن كائنًا أو روحًا خارجية سيطرت على جسدك  وقد تتحدث أو تتصرف بشكل مختلف بطريقة واضحة للآخرين. إنها هوية غير مرغوب فيها، والتبديل في الشخصية لا إرادي.
• عدم الاستحواذ: تكون الهويات أقل شهرة لدى الآخرين  وقد تشعر بتغيير مفاجئ في هويتك الذاتية، كما لو كنت تشاهد نفسك في فيلم (تجربة “خارج الجسد”) بدلاً من التحكم في كلامك أو مشاعرك أو سلوكياتك.

من المهم ملاحظة أن الاستحواذ اعتقاد شائع في مختلف الثقافات والأديان حول العالم، لكن هذه الممارسات الروحية الطوعية لا ترتبط باضطراب الهوية الانفصامية.

ما هي اسباب اضطراب الهوية الانفصامية؟

• وجود تجارب مُرهقة.
• التعرض لصدمة.
• التعرض لإساءة معاملة.

 عادةً ما تحدث هذه الأحداث في مرحلة الطفولة ويُعد اضطراب الهوية الانفصامية وسيلةً تُمكّنك من الابتعاد عن الصدمة أو الانفصال عنها.

قد تظهر أعراض اضطراب الهوية الانفصامية (تحدث فجأةً) بعد:

• الابتعاد عن بيئة مُرهقة أو مؤلمة (مثل الانتقال إلى منزل جديد).
• بلوغ الأقارب المقربين أو الأبناء السن الذي تعرضت فيه للصدمة.
• التعرض لتجربة مُرهقة حديثة (مثل حادث سيارة).
• وفاة المُسيء أو إصابته بمرض يُهدد حياته.

عوامل الخطورة 

هناك عدة عوامل تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بمرض اضطراب الهوية الانفصامية وهي:

• التعرض لاعتداء جسدي أو جنسي أو عاطفي طويل الأمد خلال الطفولة.
• قد تُسبب أحداث أخرى صادمة أو مؤلمة أيضًا ظهور اضطرابات انفصامية  وقد تشمل هذه الأحداث الحرب، والكوارث الطبيعية، والاختطاف، والتعذيب، والإجراءات الطبية المكثفة في مرحلة الطفولة المبكرة، أو أحداثًا أخرى.

اقرأ أيضًا: الوسواس القهري وأعراضه وأسبابه وأنواعه وتشخيصه وطرق علاجه والوقاية منه

علاج اضطراب الهوية الانفصامية 

مع العلاج المناسب، ينجح العديد من الأشخاص في معالجة الأعراض الرئيسية لاضطراب الهوية الانفصامية، وتحسين قدرتهم على العمل وعيش حياة منتجة ومرضية ويشمل العلاج عادةً الآتى:

•  العلاج النفسي: يمكن أن يساعد العلاج النفسي الأشخاص على السيطرة على عملية الانفصامية وأعراضها  ويهدف العلاج إلى المساعدة في دمج عناصر الهوية المختلفة وقد يكون العلاج مكثفًا وصعبًا لأنه يتضمن تذكر التجارب المؤلمة الماضية والتعامل معها ويُعد العلاج السلوكي المعرفي والعلاج السلوكي الجدلي نوعين شائعين من العلاج، كما وُجد أن التنويم المغناطيسي مفيد في علاج اضطراب الهوية الانفصامية.
• الأدوية: لا توجد أدوية لعلاج أعراض اضطراب الهوية الانفصامية بشكل مباشر ومع ذلك، قد تكون الأدوية مفيدة في علاج الحالات أو الأعراض ذات الصلة، مثل استخدام مضادات الاكتئاب لعلاج أعراض الاكتئاب.

ما الفرق بين اضطراب الهوية الانفصامية والفصام؟ 

يكمن الفرق بين الاثنين في طبيعة المرض وهي كالآتي:

اضطراب الهوية الانفصامية: تكون المشكلة في الهوية، والذاكرة، والانفصال عن الذات.

الفصام: تكون المشكلة في التفكير، والإدراك، والاتصال بالواقع.

الوقاية من مرض اضطراب الهوية الانفصامية

تعتمد الوقاية هنا بالأساس على منع الصدمات النفسية في الطفولة ثم التدخل النفسي المبكر في حالة التعرض لها وأخيراً الدعم العلاجي المستمر للمرضى لتقليل المضاعفات وتحسين جودة حياتهم وتكون طرق الوقاية كالآتي:

الوقاية الأولية (منع حدوث الصدمات):

• حماية الأطفال من الإساءة وهذة من أهم الخطوات لأن أغلب المصابين عندهم تاريخ من سوء المعاملة الجسدية أو الجنسية أو الإهمال.
• التدخل المبكر عند اكتشاف العنف الأسرى.
• توعية الأهل بطرق التربية الصحية والابتعاد عن العقاب البدني أو النفسي القاسي.

الوقاية الثانوية:

• اكتشاف علامات الانفصال مبكراً عند الأطفال.
• الدعم النفسي المبكر.
• بناء علاقات آمنة: وجود شخص بالغ داعم يقلل من تطور الأعراض.

الوقاية الثالثة (تقليل المضاعفات عند المصاب):

• التشخيص المبكر: يقلل من تفاقم الأعراض ويمنع سوء استخدام التشخيص.
• العلاج المرحلي: بدء التدخل النفسي بمجرد ظهور الأعراض يساعد على دمج الهويات بشكل أفضل.
• تقليل عوامل الضغط: مثل العزلة الاجتماعية أو إعادة التعرض لظروف مشابهة للصدمة.

المصادر

1. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9792-dissociative-identity-disorder-multiple-personality-disorder
2. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/dissociative-disorders/symptoms-causes/syc-20355215
3. https://www.psychiatry.org/patients-families/dissociative-disorders/what-are-dissociative-disorders
4. https://www.medicalnewstoday.com/articles/dissociative-identity-disorder-and-schizophrenia