سرطان الدم، أو اللوكيميا، هو أحد أنواع السرطانات التي تصيب خلايا الدم ونخاع العظام، حيث يتم إنتاج خلايا الدم. يتميز هذا المرض بإنتاج عدد كبير من خلايا الدم البيضاء غير الطبيعية، والتي لا تستطيع أداء وظائفها بشكل صحيح. هذه الخلايا غير الطبيعية تتداخل مع إنتاج خلايا الدم الحمراء، والصفائح الدموية، وخلايا الدم البيضاء السليمة، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
أنواع سرطان الدم
ينقسم سرطان الدم إلى أربعة أنواع رئيسية بناءً على سرعة تطوره ونوع الخلايا المصابة:
1. سَرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL):
- يصيب الخلايا الليمفاوية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن المناعة.
- أكثر شيوعًا عند الأطفال، ولكنه قد يصيب البالغين أيضًا.
- يتطور بسرعة ويحتاج إلى علاج فوري.
2. سَرطان الدم النقوي الحاد (AML):
- يصيب الخلايا النقوية، وهي الخلايا التي تتحول إلى خلايا دم حمراء، وبيضاء، وصفائح دموية.
- يصيب البالغين أكثر من الأطفال.
- يتطور بسرعة أيضًا.
3. سَرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL):
- يصيب الخلايا الليمفاوية، ولكنه يتطور ببطء.
- أكثر شيوعًا عند البالغين فوق سن 60 عامًا.
- قد لا يحتاج إلى علاج فوري في بعض الحالات.
4. سَرطان الدم النقوي المزمن (CML):
- يصيب الخلايا النقوية ويتطور ببطء في البداية، ولكن قد يتحول إلى مرحلة سريعة النمو.
- يرتبط بوجود طفرة جينية تسمى “كروموسوم فيلادلفيا”.
اقرأ أيضاً: المضادات الحيوية: 10 أنواع واستخداماتها المختلفة.
أسباب سرطان الدم وعوامل الخطر
لا تزال أسباب سَرطان الدم غير معروفة، ولكن هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة:
1. الطفرات الجينية:
- التغيرات في الحمض النووي لخلايا الدم قد تؤدي إلى نمو غير طبيعي.
- بعض الطفرات الجينية، مثل كروموسوم فيلادلفيا، ترتبط بسرطان الدم النقوي المزمن.
2. التعرض للإشعاع:
- الأشخاص الذين تعرضوا لمستويات عالية من الإشعاع، مثل الناجين من القنابل الذرية أو الحوادث النووية، أكثر عرضة للإصابة.
3. المواد الكيميائية:
- التعرض لمواد كيميائية مثل البنزين (المستخدم في الصناعات الكيميائية) يزيد من خطر الإصابة.
4. العلاج الكيميائي أو الإشعاعي السابق:
- المرضى الذين تلقوا علاجًا كيميائيًا أو إشعاعيًا لسرطانات أخرى قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم لاحقًا.
5. اضطرابات الدم:
- بعض اضطرابات الدم، مثل متلازمة خلل التنسج النقوي، قد تزيد من خطر الإصابة.
6. العوامل الوراثية:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الدم قد يزيد من الخطر.
7. العمر والجنس:
- بعض أنواع سرطان الدم، مثل CLL، أكثر شيوعًا عند كبار السن.
- الذكور أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع اللوكيميا مقارنة بالإناث.
اقرأ أيضاً: سرطان الثدي.
اعراض سرطان الدم
تختلف اعراض سَرطان الدم حسب نوعه، ومرحلته، ولكنها تشمل عادة:
- التعب والإرهاق:
– بسبب نقص خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى فقر الدم.
- الحمى والقشعريرة:
– نتيجة لنقص خلايا الدم البيضاء السليمة، مما يزيد من خطر العدوى.
- فقدان الوزن غير المبرر:
– بسبب تأثير السرطان على عملية التمثيل الغذائي.
- تضخم الغدد الليمفاوية:
– خاصة في الرقبة، والإبطين، والفخذ.
- كدمات أو نزيف غير طبيعي:
– بسبب نقص الصفائح الدموية.
- آلام العظام أو المفاصل:
– نتيجة لتراكم الخلايا السرطانية في نخاع العظام.
- التعرق الليلي:
– عرض شائع لدى مرضى السرطان.
- التهابات متكررة:
– بسبب ضعف جهاز المناعة.
تشخيص سرطان الدم
يتم تشخيص سَرطان الدم بعدة طرق، منها:
- فحوصات الدم:
– تعداد الدم الكامل (CBC) للكشف عن مستويات خلايا الدم الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية.
- خزعة نخاع العظم:
– يتم أخذ عينة من نخاع العظم لفحصها تحت المجهر للكشف عن الخلايا السرطانية.
- الاختبارات الجينية:
– للكشف عن الطفرات الجينية المرتبطة بسرطان الدم.
- التصوير الطبي:
– مثل الأشعة السينية أو التصوير المقطعي لتقييم انتشار المرض.
اقرأ أيضاً: ما هو الحزام الناري؟
علاج سرطان الدم
يتساءل الناس كثيراً عن علاج سَرطان الدم يعتمد علاج سرطان الدم على نوعه، ومرحلة المرض، وعمر المريض.
تشمل خيارات العلاج:
1. العلاج الكيميائي:
– الأكثر شيوعًا، يستخدم أدوية لقتل الخلايا السرطانية.
2. العلاج الإشعاعي:
– يستخدم الإشعاع لتدمير الخلايا السرطانية أو تقليل حجم الأورام.
3. العلاج الموجه:
– يستهدف خلايا سرطانية معينة دون الإضرار بالخلايا السليمة.
4. العلاج المناعي:
– يعزز جهاز المناعة لمحاربة الخلايا السرطانية.
5. زرع نخاع العظم:
– يتم استبدال نخاع العظام للمريض بنخاع سليم من متبرع.
6. العلاج بالخلايا CAR-T:
– تقنية حديثة تُعدل خلايا المريض المناعية لمهاجمة السرطان.
اقرأ أيضاً: الذئبة الحمراء.
الوقاية من سرطان الدم
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من سَرطان الدم، ولكن يمكن تقليل المخاطر عن طريق:
- تجنب التعرض للإشعاع والمواد الكيميائية:
– مثل البنزين والمبيدات الحشرية.
- الحفاظ على نمط حياة صحي:
– تناول غذاء متوازن وممارسة الرياضة بانتظام.
- الفحوصات الدورية:
– للأشخاص المعرضين لخطر مرتفع، مثل الذين لديهم تاريخ عائلي.
- الإقلاع عن التدخين:
– حيث يرتبط التدخين بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
هل نقص الصفائح الدموية يسبب سرطان الدم؟ وهل نقص كريات الدم البيضاء يسبب سرطان الدم؟
لا، نقص الصفائح الدموية أو نقص كريات الدم البيضاء لا يسبب سَرطان الدم (اللوكيميا) بشكل مباشر. بدلاً من ذلك، هذه الحالات غالبًا ما تكون أعراضًا أو نتائج ثانوية لسرطان الدم أو أمراض أخرى، وليست سببًا له. ومع ذلك، يمكن أن تكون مرتبطة ببعض الاضطرابات الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم. إليك شرحًا مفصلاً:
نقص الصفائح الدموية
الصفائح الدموية هي خلايا صغيرة تساعد على تجلط الدم ومنع النزيف. نقص الصفائح الدموية يمكن أن يحدث بسبب:
سَرطان الدم:
- في سرطان الدم، تنتج الخلايا السرطانية في نخاع العظم عددًا كبيرًا من خلايا الدم البيضاء غير الطبيعية، مما يعيق إنتاج الصفائح الدموية السليمة.
- هذا يؤدي إلى نقص الصفائح الدموية، مما يسبب أعراضًا مثل النزيف السريع، أو الكدمات، أو نزيف اللثة.
- أسباب أخرى لنقص الصفائح:
– أمراض المناعة الذاتية (مثل الذئبة الحمراء).
– العدوى الفيروسية (مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو التهاب الكبد).
– بعض الأدوية (مثل العلاج الكيميائي).
– اضطرابات نخاع العظم (مثل فقر الدم اللاتنسجي).
هل نقص الصفائح يسبب سرطان الدم؟
– لا، نقص الصفائح بحد ذاته لا يسبب سَرطان الدم، ولكنه قد يكون علامة على وجود مشكلة في نخاع العظم، مثل سرطان الدم.
نقص كريات الدم البيضاء (Leukopenia)
كريات الدم البيضاء هي جزء من جهاز المناعة وتساعد على محاربة العدوى. نقصها يمكن أن يحدث بسبب:
- سرطان الدم:
– في بعض أنواع سَرطان الدم، يتم إنتاج خلايا دم بيضاء غير طبيعية لا تعمل بشكل صحيح، مما يؤدي إلى نقص في الخلايا البيضاء السليمة.
– هذا يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى.
- أسباب أخرى لنقص كريات الدم البيضاء:
– العدوى الفيروسية (مثل الإنفلونزا أو فيروس Epstein-Barr).
– أمراض المناعة الذاتية (مثل الذئبة الحمراء).
– العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
– سوء التغذية (نقص الفيتامينات مثل فيتامين B12 أو حمض الفوليك).
هل نقص كريات الدم البيضاء يسبب سرطان الدم؟
– لا، نقص كريات الدم البيضاء لا يسبب سَرطان الدم، ولكنه قد يكون عرضًا لوجود مشكلة في نخاع العظم أو جهاز المناعة.
العلاقة بين سرطان الدم ونقص الصفائح أو كريات الدم البيضاء
سرطان الدم يؤثر على نخاع العظم، حيث يتم إنتاج خلايا الدم. عندما يحدث سَرطان الدم، تتراكم الخلايا السرطانية في نخاع العظم، مما يعيق إنتاج خلايا الدم السليمة، بما في ذلك:
– خلايا الدم الحمراء: مما يؤدي إلى فقر الدم.
– الصفائح الدموية: مما يؤدي إلى نقص الصفائح.
– كريات الدم البيضاء: مما يؤدي إلى نقصها أو زيادة غير طبيعية في الخلايا غير الناضجة.
لذلك، نقص الصفائح أو كريات الدم البيضاء هو نتيجة لسَرطان الدم وليس سببًا له.
اقرأ أيضاً: أمراض المناعة الذاتية.
References
GIPHY App Key not set. Please check settings