in

إدمان الشاشات وتعفن الدماغ: كيف تدمر عقول الشباب؟ و5 طرق للوقاية

Spread the love

مقدمة عن تعفن الدماغ

أعلنت جامعة أكسفورد في ديسمبر من عام 2024، أن مصطلح “تعفن الدماغ” هو كلمة العام. هذا المصطلح يُعبّر عن ظاهرة أصبحت شائعة في الحياة اليومية، خاصة بين المراهقين والشباب، وهي حالة من التدهور العقلي والنفسي بسبب الاستخدام المفرط للمحتوى الرقمي السطحي مثل الفيديوهات القصيرة والتصفح المستمر لمواقع التواصل الاجتماعي.

يظهر تعفن الدماغ في شكل تراجع في التركيز، ضعف في الذاكرة، مشاكل في اتخاذ القرار، شعور بالتشتت العقلي، وعدم القدرة على الانخراط في أنشطة عميقة أو مفيدة. وعلى الرغم من أن هذه الحالة ليست مرضًا رسميًا مُعترفًا به، فإن أطباء النفس والتربية يلاحظون تزايد آثارها بشكل واضح.

تعفن الدماغ

ما هو تعفّن الدماغ؟

“تعفن الدماغ” هو مصطلح غير طبي يُستخدم لوصف التدهو ر في القدرات العقلية والمعرفية بسبب الانشغال المفرط بالمحتوى الرقمي غير المفيد.
يعني ذلك أن الدماغ يصبح أقل قدرة على التفكير بعمق أو التركيز لفترات طويلة، ويبدأ الشخص في الاعتماد على الترفيه السطحي بدلًا من المهارات العقلية الحقيقية.

يشعر الشخص الذي يعاني من تعفن الدماغ بتشتت دائم، وصعوبة في التذكّر، وميل لتجاهل الأنشطة الذهنية مثل القراءة أو حل المشكلات. ويظهر ذلك بشكل خاص بين المراهقين الذين يقضون وقتًا طويلًا في التصفح العشوائي أو مشاهدة الفيديوهات القصيرة على تيك توك وإنستغرام.

اقرأ أيضا: اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة (ADHD) وطرق علاجه

لماذا يحدث تعفن الدماغ؟

1- الجلوس الطويل أمام الشاشات   

يقضي أغلب الشباب اليوم أكثر من 6 إلى 8 ساعات يوميًا أمام الشاشات، سواء في الترفيه أو الدراسة أو التواصل. لكن المشكلة لا تكمن فقط في طول الوقت، بل في نوع المحتوى الذي يُستهلك.

يدرب المحتوى السريع للفيديوهات القصيرة والقصص المتكررة الدماغ على الانتقال من فكرة لأخرى دون تركيز، فيصبح غير قادر على الثبات الذهني.

وهذا الاستخدام المفرط يُرهق العقل ويقلل من طاقته ويؤدي إلى التعب المعرفي.

2- إدمان مواقع التواصل الاجتماعي وتعفن الدماغ

صممت المنصات مثل تيك توك وإنستغرام وفيسبوك لتجذب المستخدمين وتُبقيهم متصلين لأطول وقت ممكن.

تُحفّز كل نقرة أو تمريرة الدماغ بإفراز مادة الدوبامين، مما يجعل الشخص يشعر بالمتعة المؤقتة، لكنه بعد ذلك يشعر بالإجهاد أو الفراغ. يصبح المستخدم مدمنًا على التمرير، حتى دون وعي أو هدف.

هذا النوع من الإدمان يؤثر على المزاج، ويُسبب القلق والاكتئاب، ويقلل من الإنتاجية والتركيز.

اقرأ أيضا: الدوبامين.. أعراض الزيادة، والنقص، و3 طرق للعلاج

3. كثرة المعلومات (التحميل المعرفي)

يمكن تقسيم العبء أو “الحمل المعرفي” الذي يتعرض له عقل الإنسان أثناء التعلم أو التعامل مع المعلومات إلى ثلاثة أنواع:

  1. الحمل الداخلي:
    وهو الصعوبة الناتجة عن طبيعة المعلومات نفسها. فكلما كانت المعلومات أكثر تعقيدًا، احتاج العقل إلى جهد أكبر لفهمها. هذا النوع من الحمل لا يتغير بسهولة لأنه مرتبط بمحتوى المادة نفسها.
  2. الحمل الخارجي:
    ويتعلق بالطريقة التي يتم بها تقديم المعلومات. إذا كانت المعلومات معروضة بطريقة معقدة أو غير مرتبة، فإن ذلك يُرهق العقل حتى لو كانت المعلومات سهلة في الأصل.
  3. الحمل المرتبط (الحمل الوثيق الصلة):
    وهو الجهد الذي يبذله العقل لربط المعلومات الجديدة بالمعرفة السابقة الموجودة في الذاكرة. هذا النوع مهم جدًا لأنه يساعد على الفهم العميق وتثبيت المعلومات في الذاكرة طويلة المدى.

لكن في ظل الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، خاصة مع تصفح مواقع التواصل الاجتماعي والانتقال السريع بين المهام، يزداد الضغط على الدماغ من ناحية الحمل الخارجي، لأن المعلومات تكون مشتتة وغير منظمة.
هذا التشتت المستمر، مع ضعف التركيز، يجعل الدماغ غير قادر على التعامل مع أنواع الحمل الأخرى بكفاءة. ومع الوقت، يُصاب الشخص بالإرهاق الذهني، وتبدأ قدراته العقلية في التراجع، خصوصًا لدى الشباب.

لا يستطيع العقل البشري التعامل مع آلاف الرسائل والمعلومات والصور في وقت واحد.

ويشكّل كل إشعار وكل منشور وكل فيديو عبئًا معرفيًا على الدماغ، يجعله في حالة إجهاد دائم. ومع الوقت، يصبح من الصعب التركيز على معلومة واحدة أو اتخاذ قرار مدروس.

هذا ما يُعرف بـ”التحميل المعرفي الزائد”، والذي يؤدي إلى التشويش العقلي وفقدان القدرة على التفكير المنطقي.

سلوكيات رقمية تزيد من مشكلة تعفن الدماغ

1. التمرير الكئيب (Doomscrolling)

هو الاستمرار في تصفح الأخبار أو الفيديوهات التي تحتوي على محتوى سلبي أو مُزعج، دون القدرة على التوقف.

يُؤثر هذا النوع من التصفح سلبًا على الحالة النفسية ويزيد من التوتر والقلق، ويُثقل الدماغ بمشاعر سلبية مستمرة. كما قد يؤثر أيضًا على الصحة الجسدية ويؤدي إلى:

2. التمرير الزومبي (Zombie Scrolling)

وهو التصفح اللاواعي، يحدث بشكل تلقائي دون هدف، فقط لأن الهاتف في اليد.

يبدأ الشخص في تصفح التطبيقات دون أن يعرف ماذا يبحث عنه، وغالبًا ما يمر الوقت دون أن يشعر. يجعل الشخص في حالة انفصال عن الواقع ويُقلل من نشاط الدماغ الفعّال.

3. التشتت الرقمي

يُقصد به كثرة الانتقال بين التطبيقات والإشعارات. عندما يرن الهاتف كل بضع دقائق، يصبح التركيز مهمة شبه مستحيلة. يؤدي هذا إلى إضعاف الانتباه وتقليل القدرة على إتمام المهام.

كيف يؤثر تعفن الدماغ على التفكير والذاكرة؟

1. ضعف الذاكرة

لا يستطيع الدماغ المُنهك من التصفح السريع تخزين المعلومات بشكل جيد. وكلما زاد الاعتماد على الإنترنت لتذكر المعلومات، قلّ نشاط الذاكرة الفعلية.

2. ضعف الانتباه

كلما ازداد الاعتماد على محتوى قصير وسريع، قلت القدرة على التركيز لفترات طويلة.
فيجد الشخص الذي يعتاد على فيديوهات مدتها 15 ثانية صعوبة في قراءة مقالة أو متابعة محاضرة.

3. ضعف القدرة على حل المشكلات

يفقد الشخص الذي يتلقى حلولًا جاهزة وسريعة من الإنترنت تدريجيًا مهارة التفكير والتحليل. ويصبح العقل ميّالًا للحلول السطحية، ويواجه صعوبة في التفكير العميق أو مواجهة التحديات المعقّدة.

4. الاعتبارات الثقافية والاجتماعية

تلعب الثقافة والمجتمع دورًا كبيرًا في التأثير على طريقة استخدام المراهقين والشباب للتكنولوجيا، مما قد يزيد من ضعف القدرات العقلية لديهم.
فمثلًا، قد يسمح بعض الأهالي باستخدام الإنترنت لفترات طويلة دون مراقبة أو توجيه، مما يُسهّل حدوث التدهور المعرفي.
كما أن الضغوط النفسية الاجتماعية والعادات المنتشرة تجعل من الطبيعي قضاء ساعات أمام الشاشات.

هل يمكن الوقاية من تعفن الدماغ؟

نعم، يمكن الوقاية من تعفن الدماغ من خلال بعض العادات البسيطة:

1. تحديد وقت الشاشة

عدم تجاوز ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميًا في الترفيه الرقمي.
استخدام تطبيقات لمراقبة استخدام الهاتف، وحذف التطبيقات التي تستهلك الوقت دون فائدة.

2. اختيار المحتوى بعناية

متابعة صفحات إيجابية للتعلم والاستفادة، والتوقف عن متابعة الحسابات التي تستهلك الطاقة أو تُشعر بالسلبية أو المقارنة.

3. ممارسة أنشطة غير رقمية

قراءة الكتب، والتنزه في الطبيعة، وممارسة هواية مثل الرسم أو الكتابة أو العزف.
هذا يساعد على تنشيط الدماغ واستعادة التركيز.

4. قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء

تقوي العلاقات الحقيقية الصحة النفسية وتحسن التركيز. التحدث وجهًا لوجه، دون وجود الهاتف.

اقرأ أيضا: نمط الحياة المتوازن: حقائق علمية حول النظام الغذائي والرياضة نحو صحة أفضل

5. فترات صمت رقمي

تخصيص وقت كل يوم بعيدًا عن الهاتف تمامًا، مثل أول ساعة في الصباح أو قبل النوم.
تتيح هذه الفترات للدماغ الراحة وتخفف من التوتر الذهني.

المصادر

1-https://edition.cnn.com/2024/12/02/world/brain-rot-oxford-word-of-the-year-2024-intl-scli-gbr

2-https://www.heart.org/en/news/2025/05/27/is-brain-rot-real-heres-what-brain-health-experts-say

3-https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC11939997/

4-https://www.healthline.com/health/what-is-brainrot

5-https://www.health.com/habits-to-prevent-brain-rot-8766150

What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

فيتامين د وفوائده للنساء و4 مضاعفات خطيرة

الديدان الدبوسية عند الاطفال اسبابها و6طرق للوقايه منها