يُعرف باضطراب طيف التوحد أيضًا، وقد اختلف تعريف التوحد على مر العقود الأخيرة ويرجع ذلك لزيادة الوعي وتشخيص حالات أكثر في عمر أبكر من السابق مما جعل فهم هذه الحالات وتقديم الدعم المعنوي، والتعليمي، والاجتماعي سببًا في حياة أفضل لهم ولعائلاتهم.
من المهم أن نعي أن التوحد ليس مرضًا وإنما هو اختلاف نحتاج أن نفهمه جيدًا لنحاول أن نعمل على نقاط قوته، وندعم نقاط ضعفه.
ما هو التوحد
حالة عقلية مركبة تؤثر على سلوك الشخص وقدرته على التفاعل، والاتصال، والتعلُّم، وتختلف فيها طريقة عمل العقل واستجابته للأحداث الاجتماعية وتفاعله مع ردود الفعل البشرية.
اقرأ أيضًا: تعرف على انواع الفيتامينات وأهميتها ومصادرها
التحديات التي يواجهها المتوحد:
التواصل: يجد الشخص الذي يعاني من التوحد صعوبةً في التواصل، وفي فهم مشاعر الآخرين وأفكارهم، وبالتالي صعوبةً في التعبير عن ذاته، ومشاعره بالكلمات أو حتى الإيماء بالوجه أو التلامس فالمتوحد لا يستخدم العين كوسيلة للتواصل أو لغة الجسد.
التعلُّم: يواجه المصاب أيضًا عقبات في التعلُّم وتطوير المهارات الذاتية مقارنةً بأقرانه وعلى صعيدٍ آخر يتميز المتوحد بمهارات أخرى في الموسيقى أو الرياضيات أو المهارات المتعلقة بالذاكرة.
التَّكيف: يجد الشخص المصاب صعوبة في تقبل التغيرات التي تطرأ على روتين حياته اليومية.
المُحفزات الحسية: تختلف ردود أفعال المصاب بالتوحد تجاه المؤثرات والمُحفزات الحسية مثل الضوء، والصوت، وخامات الأقمشة التي يلمسها أو يرتديها، ودرجات الحرارة.
وكما ذكرنا مع زيادة الوعي والتشخيص المبكر للتوحد، حرص الأطباء والعلماء على اكتشاف المزيد من العوامل المسببة لهذه الظاهرة مع تصنيف هذه العوامل إلى وراثية، وجينية، وبيئية، وحيوية، وعلاقتها الوطيدة بهذه الظاهرة.
اقرأ أيضًا: اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، و3 طرق لتشخيصه
اسباب التوحد
حتى اليوم لا يوجد سبب محدد للتَّوحد ولا يمكن ربطه بثقافة أو عرق أو جنس معين، ولا يمكن أن يتسبب به مستوى أو نمط معيشي معين، لكن يمكن أن تزيد بعض العوامل من فرصة حدوثه:
- حمل الأم بعمر يتجاوز 35 عامًا.
- ولادة طفل بوزن أقل من الطبيعي.
- وجود أشقاء مصابين.
- بعض الأمراض الوراثية مثل متلازمة داون، وريت، ومتلازمة كروموسوم إكس الهش.
- ولادة الذكور حيث أن نسبة إصابة الذكور تعادل أربعة أضعاف الإناث.
- تناول الأم لبعض أدوية التشنجات مثل الفالبروات خلال الحمل.
- الإصابة بسكري الحمل.
- الولادة المبكرة.
هذه العوامل قد تؤثر على نمو وتركيب المخ وبالتالي على وظائفه أو تؤثر على الجينات والتي تؤثر بدورها على المخ.
هل التَّوحد خلل جيني؟
نعم، ولكن الأسباب الجينية معقدة بشكل ما ومختلفة عن الأمراض التي يسببها جين معين مثل التليف الكيسي الذي يسببه جين معين، فلا يوجد جين معين مسؤول عن التوحد.
من الممكن أن يُسبب التوحد أكثر من 1000 جين لكنها ليست محددة من قبل العلماء، وأيضًا يتسبب الخلل الجيني في التوحد لتأثيره على تكوين وتطور الدماغ والذي يعد العامل الرئيسي للتَّوحد ويمكن أيضًا أن يكون التحليل الجيني للمصاب خاليًا تمامًا من أي خلل.
هل التَّوحد وراثي؟
يمكن أن يلتبس الأمر بين الوراثة والجينات لكن انتقال الخلل الجيني أو الطفرة من الآباء إلى الأبناء يُعتبر وراثيًا، وتوضح بعض الأبحاث أن التَّوحد وراثي ويُستدل على ذلك بالأنماط المشتركة بين الأشقاء مثل سمات الشخصية، والسلوكيات المشتركة، وأنماط التوحد.
اقرأ أيضًا: التهاب الزائدة الدودية
اعراض التوحد
يُطلق عليها سمات التَّوحد وهي مجموعة من السلوكيات والتصرفات يبحث عنها الطبيب عند تشخيص الطفل ليُحدد درجة التوحد ودرجة الرعاية التي يحتاج إليها الطفل، وإذا ما كان يحتاج إلى رعاية كاملة ولا يستطيع أداء مهامه الخاصة أو يستطيع الاعتماد على نفسه بشكل كامل.
هناك العديد من السمات لطيف التوحد والتي تختلف من طفل لآخر ويمكن تصنيفها إلى شعبتين:
- صعوبة التواصل والتفاعل مع الآخرين وتؤثر على اندماج الطفل في بيئته.
- أنماط سلوكية متكررة أو اهتمامات أو أنشطة معينة وتؤثر على تصرفات الطفل وسلوكه.
اعراض التوحد عند الرضع
- عدم الاستجابة عند سماع اسمه من عمر 9 أشهر.
- عدم إظهار أي تعابير على الوجه (جمود الملامح).
- الإعراض عن الألعاب المحببة للأطفال بعمر 12 شهر.
- لا يستعمل الإشارات أو لغة الجسد.
- لا يفهم شعور الآخرين بالغضب أو الفرح أو الحزن بعمر السنتين.
- لا يحب مشاركة أقرانه اللعب بعمر ثلاث سنوات.
- يرتب ألعابه بشكل معين ويغضب عند تغيير هذا الترتيب.
- تأخر في اكتساب المهارات اللغوية، والحركية، والإدراكية.
- اضطرابات النوم، والأكل.
اعراض التوحد عند الاطفال
- تجنب التواصل بالعيون.
- تكرار سلوك معين أو كلمات أو جمل بنسق معين مرارًا وتكرارًا.
- تجنب العناق والتلامس الجسدي.
- الحساسية الشديدة تجاه الصوت والضوء.
- عدم فهم ردود أفعال الآخرين مثل الإيماءات ولغة الجسد.
- يمكن أن يعاني البعض من نوبات تشنجية.
التوحد عند الكبار
يُظهر البالغون أعراضًا معينة، ومشتركة فيما بينهم للتوحد وأكثرها شيوعًا:
- القلق بشأن الأنشطة والتجمعات.
- صعوبة التعبير عن المشاعر.
- التعامل بشكل فظ أو غير لائق مع الآخرين بدون سبب.
- صعوبة التكيف والتأقلم مع التغيرات المفاجئة في الروتين اليومي.
- تجنب التواصل بالعين.
سلوك التحفيز الذاتي:
هو سلوك متكرر يقوم به المصاب باضطراب طيف التوحد، ويشمل حركات أو أصوات أو أنشطة معينة للتخفيف من حدة التوتر، والشعور بالارتياح وذلك بعدة طرق:
- الحركة الجسدية مثل الهزهزة أو رفرفة اليدين.
- الأصوات مثل ترديد كلمات معينة بنسق معين أو نغمة معينة مثل الأنين.
- التلاعب بأشياء معينة مثل لعبة أو تحريك الأشياء بطريقة معينة ومتكررة.
وتُعد هذه الطريقة وسيلة طبيعية للتعامل مع الانزعاج، والتوتر، والمشاعر التي يصعب التعبير عنها.
أعراض تشبه التوحد
أصبحت هذه الحالات اليوم تندرج تحت اضطراب طيف التوحد لأنها تشترك معه في صعوبات التفاعل الاجتماعي والسلوكيات النمطية، ومنها:
- متلازمة أسبرجر: هي حالة تتعلق بالتوحد، حيث يعاني المصاب من صعوبات التفاعل الاجتماعي والسلوكيات النمطية لكنه غالبًا ما يتمتع بمعدل ذكاء طبيعي أو عالٍ جدًا.
- اضطراب تدهور الطفولة: يمر الطفل في هذا الاضطراب بعامين من التطور الطبيعي ويلحق ذلك تدهور في مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية.
- اضطراب النمو الشامل: يستعمل الأطباء هذا التشخيص عندما يعاني الطفل من أعراض التوحد مثل تراجع المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل ولا يندرج تحت أيٍ من الفئات السابقة.
التشخيص:
لا يوجد فحص أو دلالة جازمة للإصابة بالتوحد، ولكن التشخيص يتم عن طريق الأعراض السابق ذكرها ومتابعتها عن طريق طبيب الأطفال.
اقرأ أيضًا: اضطراب الوسواس القهري أسبابه وأعراضه و3 طرق للعلاج
علاج التوحد
التوحد ليس مرضًا، ولكن هو سمة سوف تلازمك طوال حياتك لذلك؛ فإن اكتشافه المبكر والبحث عن طرق العلاج سوف يُشكل فارقًا كبيرًا في حياة طفلك.
- العلاج السلوكي: يساعد الشخص المصاب على معرفة أسباب ونتائج سلوكياته ليستطيع أن يتخلص من السلبي منها.
- العلاج التنموي: يتمثل في علاج النطق وتحسين مهارات التواصل، والعلاج الطبيعي لتحسين المهارات الحركية، والعلاج الوظيفي للعمل على المهارات الحياتية مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام.
- العلاج النفسي: لتحسين حالات القلق، والاكتئاب.
- العلاج التعليمي: لتحسين المهارات التعليمية المتأخرة.
- الأدوية: لتحسين الأعراض مثل اضطراب التركيز، وفرط الحركة، والقلق.
ويُستعان أيضًا بالعلاج التكميلي الذي يُحفز التعلُّم والتواصل مثل الاستعانة بالموسيقى، والرسم، واقتناء الحيوانات، وركوب الخيل.
References
https://www.webmd.com/brain/autism/understanding-autism-basics
https://my.clevelandclinic.org/health/articles/autism
https://www.nhs.uk/conditions/autism
GIPHY App Key not set. Please check settings