الألم الليفي العضلي هو حالة صحية مزمنة تسبب الحساسية والألم في العضلات والأنسجة الرخوة في جميع أنحاء الجسم، ويصحبها شعور بالإرهاق واضطرابات في النوم والذاكرة والحالة المزاجية. ويعتقد الباحثون أن الألم الليفي العضلي يزيد من الإحساس بالألم من خلال التأثير على طريقة معالجة الدماغ والحبل الشوكي للإشارات المؤلمة وغير المؤلمة.
تبدأ الأعراض غالباً بعد وقوع حادث مثل الإصابة الجسدية أو الجراحة أو العدوى أو الإجهاد النفسي الشديد. وفي حالات أخرى، تتزايد الأعراض تدريجياً بمرور الوقت دون وجود سبب محفز.
يمكن أن يؤثر الألم على الرقبة، والكتف، والظهر، والصدر، والورك، والأرداف، والذراع، والساق. قد يكون الألم أسوأ في الصباح والمساء، وأحياناً يستمر طوال اليوم. قد يزداد الألم سوءًا مع النشاط أو التغيرات في الطقس، مثل البرودة أو الرطوبة، وكذلك بسبب التوتر والقلق. يتم تشخيص هذه الحالة غالباً لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عاماً، وهي أكثر شيوعاً لدى النساء في منتصف العمر.
يعاني العديد من الأشخاص المصابين بالألم الليفي العضلي من الصُّداع التوتُّري، واضطرابات المفصل الصدغي الفكي، ومتلازمة القولون المتهيج، والقلق، والاكتئاب، ومتلازمة التعب المزمن، والتهاب المثانة، ومتلازمة تسارع نبض القلب الوضعي.
يعاني الشخص المصاب بالألم الليفي العضلي عادةً من أعراض تظهر وتختفي في فترات تسمى نوبات الألم. في بعض الأحيان، قد يكون من المرهق والصعب التعامل مع الألم الليفي العضلي. قد يشعر بالإرهاق عندما يمر بفترات من الشعور بالرضا ثم تبدأ الأعراض فجأة في الظهور. الألم الليفي العضلي حقيقي، وكذلك الشعور.
اقرأ أيضا: التصلب المتعدد وأعراضه و3 طرق لتقليل خطر الإصابة به
رغم عدم وجود علاج نهائي للألم الليفي العضلي، توجد مجموعة من الأدوية التي تساعد في السيطرة على أعراضه. ومن الأمور المفيدة أيضاً ممارسة الرياضة، وتدابير تقليل التوتر.
أسباب الألم الليفي العضلي
قد تكون مرتبطة بمشاكل المناعة أو الغدد الصماء أو الكيمياء الحيوية.
يُعتقد أن التحفيز المتكرر للأعصاب يتسبب في حدوث تغيرات في الدماغ والحبل الشوكي لدى الأشخاص المصابين. تشمل هذه التغيرات زيادة غير طبيعية في مستويات بعض المواد الكيميائية المسؤولة عن نقل الألم في الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، تُنشئ مستقبلات الألم في الدماغ نوعاً من ذاكرة الألم وتصبح حساسة، مما يعني أنها يمكن أن تبالغ في رد الفعل تجاه الإشارات المؤلمة وغير المؤلمة.
يُحتمل وجود العديد من العوامل التي تؤدي إلى هذه التغييرات
- حالات العدوى: هنالك أمراض قد تؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الليفي العضلي أو إلى تفاقم أعراضه.
- الأحداث البدنية أو العاطفية: في بعض الأحيان، يمكن أن يُثار الألم الليفي العضلي نتيجة لإصابة جسدية، مثل التعرض لحادث سيارة. كما أن الضغط النفسي المستمر لفترة طويلة قد يحفز هذه الحالة أيضاً.
- الجينات الوراثية.
اقرا أيضا: كل ما تريد معرفته عن فقر الدم: طرق العلاج و12 عامل خطورة
أعراض الألم الليفي العضلي
مشاكل في الجهاز الهضمي: تشمل الإسهال والإمساك ومشاكل التحكم في المثانة.
الألم واسع النطاق: يوصف غالباً بأنه ألم خفيف مستمر إذا استمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. ويعتبر الألم واسع النطاق إذا كان على جانبَي الجسم، وأعلى الخصر وأسفله.
الإرهاق: عادةً ما يستيقظ الأشخاص المصابون بالألم الليفي العضلي وهم يشعرون بالتعب، على الرغم من تأكيدهم أنهم قد ناموا لفترات طويلة. غالباً ما يضطرب
النوم بسبب الألم، وقد يعاني العديد من مرضى الألم الليفي العضلي من اضطرابات نوم أخرى، مثل متلازمة انقطاع النفس النومي.
اقرأ أيضا: التهاب المفاصل الروماتويدي مع التعرف على أعراضه
اقرأ أيضا: كشف غموض الألم: رحلة استكشاف الفيبروميالجيا
الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم الألم الليفي العضلي
يمكن أن تؤدي بعض الأحداث أو التغييرات في الحياة إلى تفاقم أعراض الألم الليفي العضلي. يختلف كل شخص عن الآخر، وما قد يؤدي إلى ظهور الأعراض لدى بعض الأشخاص قد لا يؤدي إلى ظهورها لدي الاخرين. بشكل عام، يمكن لأي شيء أن يزيد من مستوى التوتر لدي المريض، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض، بما في ذلك:
- الضغط العاطفي الناجم عن العمل أو الأوضاع المالية أو الحياة الاجتماعية.
- تغيرات في النظام الغذائي أو عدم الحصول على قدر كافٍ من التغذية.
- عدم الحصول على قسط كاف من النوم أو التغيير في مواعيد النوم.
- التاريخ العائلي للإصابة بالألم العضلي الليفي.
- تغييرات الطقس أو درجات الحرارة.
- تغييرات في الروتين اليومي.
- تغييرات هرمونية.
- السمنة.
مضاعفات الألم الليفي العضلي
يمكن أن تؤدي الإصابة بالألم العضلي الليفي إلى مضاعفات مثل: انخفاض نوعية الحياة، وزيادة معدلات الاكتئاب، وارتفاع خطر الإصابة بالتهاب المفاصل، وزيادة معدل الوفيات الناجمة عن الإصابات أو الانتحار.
تشخيص الألم الليفي العضلي
لا توجد اختبارات يمكنها تأكيد تشخيص الألم الليفي العضلي. بدلاً من ذلك، يعتمد التشخيص على الأعراض والفحص البدني، وربما استبعاد الحالات الأخرى. الطبيب يشخص الحالة من خلال مقارنة العديد من الحالات مع الأعراض المرتبطة بها، وتؤدي هذه العملية إلى التشخيص النهائي. قد يستخدم الطبيب اختبارات الدم لاستبعاد الأسباب الشائعة الأخرى للإرهاق، مثل فقر الدم أو مشاكل الغدة الدرقية.
علاج الألم الليفي العضلي
يعتمد العلاج على الأعراض التي يعاني منها المريض، بالإضافة إلى العمر والصحة العامة له، كما يُؤخذ في الاعتبار مدى شدة الحالة. لا يوجد علاج معروف لمرض الألم الليفي العضلي، ولكن يمكن التحكم في الأعراض. وقد تتحسن الحالات الخفيفة من خلال تقليل التوتر أو تغيير نمط الحياة.
تحتاج الحالات الأكثر شدة إلى العلاج من خلال نهج فريق الرعاية الصحية. قد يشمل ذلك مقدم الرعاية الصحية الأساسي، وأخصائي يُسمى أخصائي أمراض الروماتيزم، ومعالج فيزيائي. قد يشمل العلاج ما يلي:
- الأدوية المضادة للالتهابات تستخدم لتخفيف الألم والمساعدة على تحسين النوم.
- الأدوية المعتمدة لعلاج الألم الليفي العضلي، مثل دولوكستين، وبريجابالين، وميلناسيبران.
- أدوية لتخفيف الاكتئاب مثل مضادات الاكتئاب.
- ممارسة الرياضة (منخفضة التأثير) والعلاج الطبيعي لتمديد العضلات وتحسين اللياقة القلبية الوعائية.
- العلاج السلوكي المعرفي: ثبت أن هذا العلاج فعال في إدارة أعراض الألم الليفي العضلي.
- طرق الاسترخاء: تركز هذه التقنيات على التنفس العميق واسترخاء العضلات لتخفيف الألم والتوتر.
- العلاجات الحرارية أو الباردة.
- العلاجات البديلة، مثل الوخز بالإبر، والعلاج بتقويم العمود الفقري، والعلاج بالتدليك.
ما هي عوامل الخطر للإصابة بالألم الليفي العضلي؟
على الرغم من أن الخبراء لا يستطيعون تحديد ما يسبب الألم العضلي الليفي بشكل قاطع، فإن بعض الحالات الصحية والمشكلات الأخرى تشكل عوامل خطر للإصابة به. تشمل عوامل خطر الإصابة بالألم العضلي الليفي ما يلي:
العمر: الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا هم أكثر عرضة للإصابة.
الأمراض المزمنة: الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل هشاشة العظام، والاكتئاب، واضطرابات القلق، وآلام الظهر المزمنة، ومتلازمة القولون العصبي هم أكثر عرضة للإصابة بها.
الضغط النفسي: لا يمكن قياس كمية الضغط النفسي الذي يواجهه الفرد من خلال اختبار، ولكن الضغط النفسي الشديد قد يؤثر سلباً على الصحة.
الصدمات: الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة جسدية أو عاطفية أو إصابة خطيرة قد يصابون أحياناً بالالم الليفي العضلي.
اقرأ أيضا: حمى الضنك (Dengue fever)
هل يمكن الخلط بين الألم العضلي الليفي والذئبة الحمراء؟
هناك بعض التداخل في الأعراض بين الألم الليفي العضلي والذئبة الحمراء، حيث يمكن أن يسبب كلاهما الألم والتعب.
يؤثر مرض الذئبة الحمراء على الجلد والمفاصل وأعضاء الجسم الأخرى. وعادة ما تنتج علامات أكثر وضوحا من الألم الليفي العضلي. عادة ما يتم التمييز بينهما في التشخيص من خلال تحليل الدم، بعض اختبارات الدم الطبيعية في الألم الليفي العضلي غير طبيعية في مرض الذئبة الحمراء.
Reference
Fibromyalgia: Symptoms, Causes, and Treatment
Fibromyalgia | Arthritis Foundation
Fibromialgia – Síntomas y causas – Mayo Clinic
Fibromyalgia: Symptoms, Diagnosis & Treatment
GIPHY App Key not set. Please check settings