ماهي البروسيلا؟
يعد داء البروسيلا (brucellosis) من أكثر الأمراض حيوانية المنشأ انتشارًا والتي ينتقل للإنسان بعدة طرق مختلفة ويصيب مئات الآلاف من الحيوانات والبشر في جميع أنحاء العالم وهو مرض شديد العدوى وسُمي بهذا الاسم نسبة إلى السير ديفيد بروس الذي عزل البروسيلا المالطية من الجنود البريطانيين في جزيرة مالطا. ويسمي أيضًا بالحمى المالطية، أو الحمى المتموجة، أو حمى البحر المتوسط ، أو الحمى المعوية، أو حمى الماعز، أو حمى قبرص. تتعاظم خطورة المرض؛ لسهولة انتقاله من الحيوان إلى الإنسان.
الحيوانات التي تُصاب بالبروسيلا
ينتقل المرض بين الأبقار، والأغنام، والخنازير، والماعز، والخيول، والكلاب، والجاموس، والجمال، والحيوانات البرية ويسبب خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة الإجهاضات التي تحدث للحيوانات المصابة. تلعب الحيوانات المصابة المجهضة أو التي ولدت حديثًا دوراً كبيراً في نشر المرض.
اسباب البروسيلا
البروسيلا هي بكتيريا سالبة الجرام تقاوم الظروف الطبيعية ويمكن أن تعيش أكثر من ٦٠ يومًا إذا كانت البيئة رطبة. يمكن أن تصيب الإنسان عن طريق:
- شرب أو تناول الحليب أو منتجات الألبان غير المبسترة (المعالجة بالحرارة لقتل البكتيريا) لحيوانات مصابة بالداء.
- الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة أو مخلفاتها حيث تدخل البكتيريا المسببة له عن طريق الجروح الموجودة بالجلد أو حتى الجلد السليم فقد ثبُت أن هذا الميكروب له القدرة على اختراق الجلد السليم.
- تناول اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيدًا للحيوانات المصابة.
- استنشاق الغبار الجوي الملوث بالبكتيريا؛ لذلك يمكن أن تُستخدم في الحرب البيولوجية.
- عن طريق ملتحمة العين.
وهناك حالات نادرة لانتقال العدوى مثل:
- الاتصال الجنسي.
- الانتقال من الأم إلى الجنين عبر المشيمة.
- نقل الأعضاء من شخص مصاب إلى شخص سليم.
- نقل الدم.
- الرضاعة الطبيعية.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالبروسيلا
يمكن أن تصيب البروسيلا الأشخاص من جميع الأعمار من الجنسين. ولكن يظل العاملون في قطاع الثروة الحيوانية هم الأكثر عرضة للإصابة نتيجة التعامل المباشر مع الحيوانات حيث يؤثر هذا الداء في المقام الأول على:
- الأطباء البيطريين.
- عمال المسالخ.
- الجزارين.
- المزارعين.
- الصيادين.
- العاملين في المختبرات.
وتعود معظم الحالات إلى استهلاك الحليب غير المبستر ومنتجاته.
أعراض البروسيلا
تتراوح فترة حضانة المرض من أسبوعين إلى أربعة أسابيع. تتشابه الأعراض الأولية للبروسيلا مع الأنفلونزا، والملاريا، والسل، والتيفويد، والسل وتشمل:
- الحمى (قد تأتي وتختفي لعدة أسابيع).
- التعرق الليل (يتميز بالرائحة الكريهة).
- الشعور بقشعريرة.
- الصداع الشديد.
- الإرهاق والتعب لأقل مجهود.
- آلام أسفل الظهر.
- آلام المفاصل والعظام.
- ألم عضلي.
- اضطرابات معوية (قيء، أو إسهال، أو إمساك).
تتطور الأعراض وتحدث مضاعفات منها:
- الإجهاض في النساء الحوامل.
- الفقدان الشديد غير المبرر للوزن.
- التهاب الخصيتين وكيس الصفن ويمكن أن يؤدي لحدوث العقم.
- تضخم الكبد أو الطحال (زيادة حجمها عن الحجم الطبيعي).
- التهاب الأعصاب.
- التهاب بطانة القلب (أخطر مضاعفات عدوى البروسيلا التي قد تؤدي إلي تلف صمامات القلب وحدوث الوفاة).
- التهاب الدماغ أو التهاب السحايا.
- التهاب المفاصل (ألم شديد في المفاصل، وتيبسها، وتورمها).
- اكتئاب.
- التهاب قزحية العين.
- الفشل الكلوي.
- تضخم الغدد الليمفاوية.
تشخيص البروسيلا
يصعب تشخيص البروسيلا في الإنسان نتيجة تداخل أعراضه مع أعراض كثير من الأمراض التي تصيب الإنسان. ويتم تشخيصها عن طريق:
- الأعراض الإكلينيكية.
- عينات الدم (البحث عن الأجسام المضادة) كما يظهر نقص في كريات الدم البيضاء.
- الاختبارات السيرولوجية المختلفة وتحديد معيار الإصابة.
- زراعة عينات من النخاع العظمي والسائل الدماغي.
- الأشعة السينية؛ لتشخيص التغيرات في المفاصل والعظام.
علاج البروسيلا
بعد التشخيص الجيد المبكر يتم إعطاء العلاج؛ للتخفيف من الأعراض ومنع انتكاسة المرض وتجنب المضاعفات ويشمل المضادات الحيوية مثل:
- دوكسيسايكلين.
- جنتاميسين أو ستربتومايسين.
- سيبروفلوكساسين.
يصف الطبيب اثنين من المضادات الحيوية في نفس الوقت لمدة لا تقل عن ستة أسابيع متتالية؛ لزيادة فرص الشفاء من المرض مع ضرورة إجراء الاختبارات السيرولوجية دورياً للوقوف على معايير الأجسام المضادة. يجب عدم تناول أي دواء دون الرجوع إلى الطبيب المختص؛ لتجنب مقاومة المضادات الحيوية التي تسبب عدم الاستجابة السريعة للعلاج.
تجنب الإصابة بالبروسيلا
لا يوجد تلقيح ضد داء البروسيلا للبشر؛ لذا يجب الالتزام بالتدابير الوقائية لتجنب الإصابة بالمرض ومنها:
- عدم شرب الحليب غير المبستر.
- عدم استخدام منتجات الألبان مجهولة المصدر (الجبن والآيس كريم).
- تجنب الأطعمة المصنعة من الألبان الخام.
- عدم أكل اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيدًا (الحرص على طهي اللحوم جيدًا حتي تصل الحرارة من ٦٣ إلى ٧٤ درجة مئوية لمدة نصف ساعة على الأقل).
- غسل اليدين بعد التعامل مع الحيوانات.
- اتخاذ احتياطات السلامة في أماكن العمل.
- ارتداء القفازات والألبسة الواقية عند التعامل مع الحيوانات.
- تلقيح الحيوانات باللقاح الخاص بداء البروسيلا.
- عمل فحوصات دورية كإجراء وقائي لمن يعملون في قطاع الثروة الحيوانية.
- التخلص من الكلاب الضالة والفئران حيث أنها لها دور كبير في نقل العدوى.
تصنف البروسيلا بأنها مرض مهمل رغم خطورتها وتسببها في أضرار اقتصادية جسيمة وحالات اعتلال ووفيات بين البشر؛ لذلك يجب التكاتف والتنسيق بين القطاعات المختلفة للسيطرة على هذا المرض.
References:
1.https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/brucellosis
2.https://www.msdmanuals.com/professional/infectious-diseases/gram-negative-bacilli/brucellosis
3.https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK441831/
GIPHY App Key not set. Please check settings