
البوليميا أو الشره العصبي (Bulimia Nervosa) من اضطرابات الأكل الخطيرة التي تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية للفرد.هذا الاضطراب يتميز بنوبات متكررة من الإفراط في تناول الطعام، يعاني المصابون بالبوليميا من شعور دائم بفقدان السيطرة على تناول الطعام، مما يؤثر على جودة حياتهم بشكل كبير وواضح، يليها سلوك تعويضي غير صحي مثل التقيؤ القسري أو استخدام الملينات أو الصيام المفرط لتجنب زيادة الوزن.
ما هو اضطراب البوليميا؟
البوليميا العصبية هي اضطراب أكل مزمن يتميز بنمط متكرر من الإفراط في تناول الطعام خلال فترة قصيرة، ثم اللجوء إلى سلوكيات غير صحية لمنع زيادة الوزن. يتم تصنيف البوليميا ضمن اضطرابات الأكل إلى جانب فقدان الشهية العصبي واضطراب نهم الطعام. غالبًا ما يكون لدى المصابين صورة مشوهة عن أجسادهم وخوف مفرط من زيادة الوزن، مما يدفعهم إلى التصرف بطرق قد تؤثر سلبًا على صحتهم.
أسباب البوليميا
تتعدد العوامل التي تساهم في الإصابة بالبوليميا، وتشمل:
- العوامل النفسية: تدني احترام الذات والشعور بعدم الرضا عن شكل الجسم يلعبان دورًا كبيرًا في تطور هذا الاضطراب، ويعاني العديد من المصابين من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب، أو القلق، أو اضطرابات الشخصية.
- الضغوط الاجتماعية: قد يؤدي التعرض المستمر لصور أجسام “مثالية” إلى شعور الأفراد بعدم الرضا عن مظهرهم، مما يزيد من خطر الإصابة. وتؤثر الصور النمطية للجسم التي تروجها وسائل الإعلام بشكل كبير على نظرة الأفراد لأنفسهم.
- العوامل البيولوجية: تشير بعض الدراسات إلى أن الاضطرابات في النواقل العصبية مثل السيروتونين قد تساهم في تطور اضطرابات الأكل. بالإضافة إلى ذلك، قد تلعب الجينات دورًا في زيادة قابلية الفرد للإصابة بالبوليميا.
- التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي من اضطرابات الأكل أو اضطرابات الصحة النفسية يزيد من خطر الإصابة.
أعراض البوليميا
أعراض سلوكية
- نوبات متكررة من الإفراط في تناول الطعام في وقت قصير، إخفاء عادات الأكل غير الصحية عن الآخرين.
- محاولات تعويضية مثل التقيؤ المتعمد، أو استخدام الملينات، أو الصيام المفرط.
- ممارسة التمارين الرياضية بإفراط لمحاولة فقدان السعرات الحرارية الزائدة.
أعراض جسدية
- مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الإسهال المزمن بسبب الإفراط في استخدام الملينات.
- انتفاخ الوجه والفك نتيجة التهاب الغدد اللعابية بسبب التقيؤ المتكرر.
- تآكل مينا الأسنان بسبب التعرض المستمر لأحماض المعدة أثناء القيء.
- جفاف الجلد والشعر نتيجة نقص التغذية.
أعراض نفسية وعاطفية
- الشعور بالذنب بعد تناول الطعام، وتقلبات مزاجية حادة واضطرابات في النوم، مما يؤدي في بعض الحالات الى العزلة الاجتماعية بسبب الخجل من السلوكيات غير الصحية.
تشخيص البوليميا
يتم تشخيص البوليميا من خلال تقييم طبي ونفسي شامل. يعتمد التشخيص على معايير محددة تشمل نوبات الأكل بشراهة المتكررة، السلوكيات التعويضية غير الصحية، والتركيز المفرط على الوزن وشكل الجسم. قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء فحوصات دم لاستبعاد أي مشاكل صحية أخرى.
علاج البوليميا
يشمل علاج البوليميا مجموعة من الأساليب الطبية والنفسية، منها:
- العلاج النفسي: يركز هذا النوع من العلاج على تغيير أنماط التفكير السلبية المتعلقة بالجسم والطعام وهو ما يسمى بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT) وهو من أكثر الأساليب فعالية في علاج البوليميا.
- العلاج الدوائي: لتقليل من نوبات الأكل بشراهة، قد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب للمساعدة في تحسين المزاج مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) يمكن أن تساعد في تقليل نوبات الإفراط في تناول الطعام والتقيؤ، ويتم وصف بعض المكملات الغذائية والفيتامينات لتعويض ما تم فقده منهم.
- التغذية السليمة: يعمل أخصائيو التغذية مع المرضى لوضع خطط غذائية متوازنة تساعدهم على استعادة عادات الأكل الصحية.
- الدعم الأسري: يمكن للأهل مساعدة المريض في التغلب على التحديات النفسية والجسدية، حيث يلعب الدعم العائلي دورًا مهمًا في عملية العلاج.
الفرق بين البوليميا وفقدان الشهية العصبي
البوليميا هو اضطراب نفسي يتضمن دورات متكررة من الأكل بشراهة (Binge Eating) يليها محاولات للتخلص من السعرات الحرارية الزائدة بطرق غير صحية. يعاني المصابون بهذا الاضطراب من شعور بالذنب والخوف من زيادة الوزن، مما يدفعهم إلى اتخاذ إجراءات قاسية للتحكم في وزنهم. على عكس فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa) حيث يتسم بالخوف الشديد من الطعام وتقييد السعرات الحرارية. كلا الاضطرابين يحتاجان إلى علاج متخصص لدعم التعافي وتحسين جودة الحياة. البوليميا العصبية (الشره العصبي) وفقدان الشهية العصبي هما نوعان من اضطرابات الأكل، لكن هناك فروقات جوهرية بينهما في السلوكيات والأعراض والتأثيرات الصحية:
السلوكيات الغذائية
- البوليميا العصبية: يتميز المصابون بنوبات متكررة من الإفراط في تناول الطعام خلال فترة قصيرة، يليها سلوك تعويضي مثل التقيؤ القسري، استخدام المسهلات، أو ممارسة التمارين الرياضية المفرطة لتجنب زيادة الوزن.
- فقدان الشهية العصبي: يتجنب المصابون تناول الطعام أو يقللون من كميته بشكل مفرط، مما يؤدي إلى فقدان كبير في الوزن، وأحيانًا قد يلجؤون إلى سلوكيات تعويضية مثل التقيؤ أو الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
الوزن ومؤشر كتلة الجسم (BMI)
- البوليميا العصبية: يكون الوزن غالبًا طبيعيًا أو ضمن المعدل الطبيعي، وقد يكون أعلى من الطبيعي أحيانًا.
- فقدان الشهية العصبي: يعاني المصابون من نقص شديد في الوزن بسبب القيود الغذائية الصارمة.
الصورة الذاتية للجسم
- البوليميا العصبية: يشعر المصابون بالخجل من عاداتهم الغذائية لكنهم يحافظون غالبًا على وزن طبيعي، رغم خوفهم من زيادة الوزن.
- فقدان الشهية العصبي: يكون لديهم خوف مرضي من زيادة الوزن، حتى لو كانوا يعانون من نقص شديد فيه، كما يكون لديهم صورة مشوهة عن أجسامهم.
الأعراض الجسدية والصحية
- البوليميا العصبية: يؤدي التقيؤ المتكرر إلى تآكل مينا الأسنان، التهابات الحلق، الجفاف، اضطرابات الجهاز الهضمي، وعدم انتظام ضربات القلب.
- فقدان الشهية العصبي: يؤدي فقدان الوزن المفرط إلى فقر الدم، هشاشة العظام، تساقط الشعر، ضعف المناعة، اضطرابات الدورة الشهرية، وانخفاض حرارة الجسم.
الآثار النفسية
- البوليميا العصبية: يتسم المصابون بمشاعر الذنب والخجل بعد نوبات الأكل، وقد يعانون من الاكتئاب والقلق.
- فقدان الشهية العصبي: يكون لديهم شعور بالسيطرة على الوزن، لكنهم يعانون من اضطرابات نفسية شديدة مثل الاكتئاب، والعزلة الاجتماعية، الوسواس القهري.
العلاج
- البوليميا العصبية: يمكن علاجها من خلال الأدوية، والتوجيه الغذائي، والعلاج السلوكي المعرفي، حيث تكون نسبة الشفاء أفضل عند التدخل المبكر.
- فقدان الشهية العصبي: يُعد أكثر تعقيدًا في العلاج، حيث قد يحتاج المصابون إلى علاج طبي مكثف لاستعادة الوزن الصحي، إلى جانب التغذية العلاجية والعلاج النفسي.
الوقاية من البوليميا
- تعزيز صورة الجسم الإيجابية وعدم مقارنة الذات بالآخرين، وتعليم الأطفال والمراهقين عن العادات الغذائية الصحية وعم التأثر بوسائل الإعلام على تصور الجسم.
- طلب المساعدة مبكرًا عند ملاحظة أي سلوكيات غير طبيعية متعلقة بالطعام.
- التواصل العائلي الداعم وتجنب انتقاد الوزن أو المظهر الخارجي.
GIPHY App Key not set. Please check settings