by د ندى كمال يوليو 16, 2024, 2:32 ص 2k Views

Spread the love

Table of Contents

التصلب المتعدد

التصلب المتعدد

التصلب المُتعدد مرضٌ يُصيب الجهاز العصبي المركزي ( المخ والحبل الشوكي)، وفيه يُهاجِم جهاز المناعة غلاف الميالين الذي يُغطِي ويحمي الألياف العصبية، مما يُسبب مُشكلاتٍ في الاتصال بين المخ وباقي أجزاء الجسم، وقد يُؤدي إلى تلفٍ دائمٍ في الألياف العصبية.

أعراض التصلب المتعدد

تختلف أعراض التصلب المٌتعدد اختلافاً كبيراً من مريضٍ إلى آخرٍ تبعاً لمكان ودرجة إصابة الألياف العصبية في الجهاز العصبي المركزي، وفي الحالات الخطيرة قد يعجز المريض عن المشي بمفرده، أو عن المشي عموماً.

المرضى قد يمرون بفتراتٍ طويلةٍ من التعافي دون ظهور أعراض بناءً بعض على نوع التصلب المُتعدد لديهم.

وتشمل الأعراض ما يلي:

ضعف في الأطراف عادةً يحدث في أحد جانبي الجسم في المرة الواحدة.
تنميل.
إحساس يُشبه الصدمة الكهربية يحدث خاصةً عند انحناء الرقبة للأمام.
مشاكل في الحركة قد تظهر في صورة فقدان التوازن أو مشية مترنحة أو عدم القدرة على المشي إطلاقاً.
مشكلات في الرؤية في صورة: رؤية مزدوجة أو رؤية ضبابية، وقد يحدث فقدان جزئي أو كلي للرؤية في عين واحدة في المرة الواحدة مع شعور بالألم أثناء حركة العين.
مشكلات في الكلام والإدراك واضطرابات مزاجية.
مشكلات جنسية ومشكلات في حركة المثانة والأمعاء.
دوار.
إرهاق.

أنواع التصلب المتعدد

التصلب المُتعدد

يوجد ثلاثة أنواع من التصلب المتعدد:

التصلب المتعددالانتكاسي السكوني:

يُصاب به حوالي 85% من مرضى التصلب المُتعدد في البداية، يتميز بفترات انتكاسة يتخللها فترات هدوء للأعراض، وتستمر فترات الانتكاسة أياماً أوأسابيع وقد تستمر شهوراً، ثم تبدأ في التحسن ببطء في مدة مشابهة تليها فترة راحة قد تستمر لسنوات في المرة.

تحدث الانتكاسات فجأة بدون سبب، وقد تُصاحِب فترة مرض أو توتر، وقد تختفي الأعراض بالعلاج أو بدونه، لكن قد تستمر بعض الأعراض لسنوات.

التصلب المتعدد التقدمي الثانوي:

أثناء فترات الانتكاسة يُسبب الجهاز المناعي التهاباً وتلفاً للغشاء المُغطي للألياف العصبية، مما يؤدي إلى خلل في سريان الإشارات العصبية من وإلى المخ والحبل الشوكي، وهذا يُسبب ظهور أعراض مثل: الضعف، والخدر، والإرهاق، ثم يتوقف الجهاز المناعي عن إصابة الألياف العصبية فتَتَحسن الأعراض أو تختفي، وأثناء مسار المرض يستمر هذا التبادل بين فترات انتكاسات وفترات راحة، لكن في بعض الحالات يتغير هذا المسار ويتحول إلى هذا النوع التقدمي الذي تتطور فيه الأعراض بشكل منتظم إلى الأسوأ وقد يُصاحبه فترات راحة أو لا يُصاحبه، والسبب في هذا التحول في مسار المرض غير معروف، بعض الأبحاث تتوقع أن السبب هو تلف الأعصاب الذي يحدث مبكراً في المرض.

التصلب المتعدد التقدمي الأَولِي

يحدث في حوالي 10% من المُصابين، وفيه تتفاقم الأعراض تدريجياً على مدار سنواتٍ عديدةٍ، ولا توجد فترات راحة تامة من المرض.

أسباب التصلب المتعدد

أسباب التصلب المُتعدد غير معروفة، لكن يتوقع العلماء والباحثون مزيجاً من الأسباب وعوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة حدوث المرض، وتعتمد الدراسات على البحث عن أسباب تتعلق بالمناعة، والعدوى، وعوامل بيئية وجغرافية أخرى، ودراسة هذه العوامل تُساعد في إيجاد طرق للعلاج أو في منع حدوث المرض.

ومن هذه العوامل:

المناعة

المناعية غير الطبيعية لخلايا الدم البيضاء التائية والبائية هي السبب فيالاستجابة حدوث الالتهاب والتلف في الجهاز العصبي المركزي.

العدوى:

العدوى التي تُسببها بعض أنواع الفيروسات والبكتيريا قد تكون سبباً في الإصابة، ومن أشهر هذه الفيروسات: فيروس(إبشتاين بار) أو ما يُعرف بداء الوحيدات المُعدي، فَالإصابة السابقة به قد تزيد من فرصة حدوث التصلب المٌتعدد.
والجدير بالذكر أن مرض التصلب المُتعدد ليس مُعدياً ولا يحدث مباشرةً بسبب العدوى، ولكن الإصابة بهذه الفيروسات والبكتيريا تؤدي إلى زيادة فرصة حدوثه أو تَفاقُم أعراضه.

عوامل بيئية:

التوزيع الجغرافي:

أثبتت الدراسات زيادة حدوث المرض في الأماكن الباردة البعيدة عن خط الاستواء.

فيتامين د:

أثبتت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين نقص فيتامين د وحدوث المرض، وهذا يُفسر انتشار المرض في الأماكن البعيدة عن التعرض للشمس، ومازال العلماء يبحثون عن إمكانية منع المرض أو التخفيف من أعراضه عن طريق تناوُل فيتامين D كمُكمِل غذائي.

التدخين:

التدخين له دورٌ مهمٌ في التطور السريع للمرض، ومن حُسنِ الحظ أن إيقاف التدخين يُقلل من تَفاقُم الأعراض.

السمنة

دراساتٌ عديدةٌ أثبتت أن زيادة الوزن في مرحلتي الطفولة والبلوغ خاصةً في الإناث قد تزيد من فرصة حدوث المرض.

هل يُمكن الشفاء من التصلب المتعدد؟

حتى الآن لا يحدث الشفاء التام من التصلب المُتعدد، ولكن تُستخدم بعض العلاجات للتخفيف من الأعراض.

متى يلجأ المريض إلى استشارة مُقدمي الرعاية الطبية:

يلجأ المريض إلى استشارة مُقدمي الرعاية الطبية عند الشعور بالآتي:

عدم اتزان أو صعوبة في الحركة.
ضعف أو خدر أو تنميل في الذراعين أو الساقين.
صعوبة في تذكر الأشياء.
تغيرات مُفاجِئة في الرؤية.
حساسية زائدة للحرارة.

علاج التصلب المتعدد

يعتمد علاج التصلب المُتعدد على منع حدوث تلفٍ إضافيٍ للألياف العصبية، وعلاج الأعراض، ومنع المُضاعفات.

يشمل العلاج أدويةً طبيةً، وعلاجاً وظيفياً، وعلاجاً طبيعياً، ودعماً نفسياً، وعلاجاتٍ أخرى.

العلاجات الطبية:

هناك مجموعات مختلفة من الأدوية الطبية تُستخدم في العلاج:

أدوية تُقلل من حدوث الانتكاسات وتمنع حدوث تلفٍ إضافيٍ في الجهاز العصبي ومن أمثلتها:

الحقن تحت الجلد مثل: بيتا إنترفيرون، أسيتات الغلاتيرامر، أوفاتوموماب.

التناول عن طريق الفم مثل: أُحادي ميثيل فومارات.

الحقن عن طريق التسريب الوريدي مثل: ناتاليزوماب.

أدوية تُستخدم أثناء فترة الانتكاسة تُقلل من فرصة حدوث الالتهاب عن طريق تثبيط جهاز المناعة وتتمثل في: الكورتيكوستيرويدات.

تبادل البلازما:

قد يوصِي بها الطبيب إذا لم تستجب الأعراض أثناء فترة الانتكاسة إلى الأدوية الطبية.

زراعة الخلايا الجذعية.

العلاج النفسي:

الاستعانة بمتخصصٍ عصبيٍ ونفسيٍ من الأمور الهامة لأن المرض قد يُسبب اضطراباتٍ مزاجيةً واضطراباً في الذاكرة.

الطب التكميلي:

مثل: اليوجا والإبر الصينية.

هناك علاجات خاصة لظروفٍ مُعينةٍ:

ارتداء النظارات الطبية وعلاج مشكلات الإبصار إن وُجِدت.
التحفيز العميق للمخ لعلاج الارتعاش.
استخدام الأجهزة المُساعِدة على الحركة مثل: الكرسي المُتحرك والمشاية.
الأدوية المُضادة للتشنج لعلاج الألم.

الوقاية من تطور أعراض التصلب المتعدد

تعتمد الوقاية من تطور أعراض التصلب المتعدد على الالتزام بنمط حياةٍ صحيةٍ ويشمل:

تناول الغذاء الصحي.
النوم لساعاتٍ كافيةٍ.
ممارسة النشاط البدني بالتدريج.
الإقلاع عن التدخين.

هل يستطيع مريض التصلب المتعدد ممارسة الحياة بشكلٍ طبيعيٍ؟

مع استخدام العلاج اللازم، والاستعانة بالمُتخصصين في مجالات الدعم النفسي، والعصبي، والعلاج الطبيعي يستطيع مريض التصلب المُتعدد ممارسة الحياة بشكلٍ طبيعيٍ، ويُمكنُه أيضاً أن ينضم لمجموعاتٍ داعمةٍ مرت بتجاربٍ مُشابِهةٍ.