in أمراض

التهاب المفاصل: الأسباب والأعراض والأنواع وطرق العلاج الفعالة

by د سالي عبد الونيس أكتوبر 1, 2025, 6:15 م 715 Views

Spread the love

التهاب المفاصل ليس مجرد ألم عابر يصيب الكبار في السن، بل هو مصطلح واسع يضم أكثر من 100 حالة طبية مختلفة تؤثر على المفاصل والأنسجة المحيطة بها. إنه أحد الأسباب الرئيسية للألم والإعاقة حول العالم، مما يؤثر سلبًا على جودة الحياة اليومية للمصابين. في هذا المقال الشامل، سنتعمق في فهم التهاب المفاصل، مستعرضين أسبابه وأعراضه المختلفة وأنواعه الرئيسية وأحدث إستراتيجيات العلاج المتاحة، مع الإجابة على سؤال مهم: من هم الأكثر عرضة للإصابة به؟

Table of Contents

ما هو التهاب المفاصل؟

يعني حرفيًا “التهاب المفصل” ويحدث عندما يتهيج سطح واحد أو أكثر من مفاصل الجسم، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض المؤلمة. المفصل هو نقطة التقاء عظمتين، ومبطن بغضروف ناعم يمكّن الحركة السلسة والخالية من الاحتكاك. عند الإصابة بالتهاب المفاصل، يحدث خلل في هذا النظام الدقيق؛ إما بسبب تآكل هذا الغضروف الواقي (كما في الفصال العظمي) أو بسبب مهاجمة جهاز المناعة للبطانة الداخلية للمفصل (كما في التهاب المفاصل الروماتويدي)، مما يؤدي إلى الالتهاب والتورم والألم.

أنواع التهاب المفاصل الرئيسية

مع وجود أكثر من 100 نوع، يصبح من المهم التركيز على الأنواع الأكثر شيوعًا والتي تمثل النسبة الكبرى من الحالات.

1. الفصال العظمي

هو النوع الأكثر انتشارًا على الإطلاق. يُعرف أحيانًا بمرض “المفاصل التآكلي”، ويحدث نتيجة لتآكل الغضروف الواقي الذي يغطي نهايات العظام مع مرور الوقت. مع تقلص مساحة الغضروف، تبدأ العظام في الاحتكاك ببعضها البعض، مما يسبب الألم والتيبس وفقدان المرونة. يؤثر الفصال العظمي عادةً على مفاصل اليدين والركبتين والوركين والعمود الفقري.

2. التهاب المفاصل الروماتويدي

هذا النوع هو مرض مناعي ذاتي، حيث يهاجم جهاز المناعة في الجسم – عن طريق الخطأ – البطانة الواقية للمفاصل (الغشاء الزليلي). هذا الهجوم يسبب التهابًا مؤلمًا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تآكل العظام وتشوه المفاصل. يختلف التهاب المفاصل الروماتويدي عن الفصال العظمي في أنه غالبًا ما يصيب المفاصل بشكل متماثل (كلا الركبتين أو كلا اليدين)، ويمكن أن يصاحبه أعراض عامة مثل الإرهاق والحمى.

3. النقرس (Gout)

يعد النقرس شكلًا مؤلمًا للغاية من التهاب المفاصل، يحدث بسبب تراكم بلورات حمض اليوريك في المفصل. حمض اليوريك هو منتج ثانوي لتكسير البيورينات (مواد توجد في بعض الأطعمة مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية). عادةً ما يظهر النقرس فجأة على شكل ألم شديد واحمرار، وتورم، غالبًا في قاعدة إصبع القدم الكبير، لكنه يمكن أن يصيب مفاصل أخرى.

4. التهاب الفقار اللاصق

هو نوع من التهاب المفاصل يصيب العمود الفقري بشكل أساسي. يسبب التهابًا في الفقرات والمفاصل التي تربط العمود الفقري بالحوض، مما يؤدي إلى ألم وتيبس شديدين. مع تقدم المرض، يمكن أن يؤدي إلى اندماج فقرات العمود الفقري معًا.

5. الذئبة والتهاب المفاصل

مرض الذئبة الحمامية الجهازية هو مرض مناعي ذاتي آخر يمكن أن يسبب التهابًا في المفاصل كأحد أعراضه البارزة، إلى جانب تأثيره على الجلد والكلى والقلب والرئتين.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل

لا يوجد سبب واحد للإصابة بالتهاب المفاصل، ولكنها مجموعة من العوامل التي تتفاعل معًا:

العمر: تزداد مخاطر الإصابة بأنواع كثيرة من التهاب المفاصل، وخاصة الفصال العظمي، مع التقدم في العمر.

الوراثة: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض يزيد من احتمالية الإصابة، خاصة في أنواع مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة.

الجنس: النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، بينما الرجال أكثر عرضة للإصابة بالنقرس والتهاب الفقار اللاصق.

الإصابات السابقة في المفصل: التعرض لإصابة أثناء ممارسة الرياضة أو حادث يمكن أن يؤدي إلى التهاب المفاصل في ذلك المفصل لاحقًا.

السمنة: تشكل الوزن الزائد ضغطًا إضافيًا على المفاصل الحاملة للوزن مثل الركبتين والعمود الفقري، مما يسرع من عملية التآكل.

طبيعة العمل: الوظائف التي تتضمن حركات متكررة أو رفع أحمال ثقيلة تزيد من إجهاد المفاصل.

العدوى: بعض أنواع العدوى الفيروسية أو البكتيرية يمكن أن تؤدي إلى التهاب المفاصل التفاعلي.

أعراض التهاب المفاصل الشائعة

تختلف الأعراض حسب نوع التهاب المفاصل، ولكن هناك أعراضًا مشتركة يجب الانتباه إليها:

ألم المفاصل: وهو العَرَض الأساسي، وقد يكون ثابتًا أو يظهر عند الحركة.

تيبس المفاصل: خاصة عند الاستيقاظ في الصباح أو بعد فترة من عدم الحركة. التيبس الصباحي الذي يستمر لأكثر من 30 دقيقة هو علامة مميزة لالتهاب المفاصل الروماتويدي.

التورم والاحمرار: حول المفصل المصاب.

انخفاض القدرة على الحركة: صعوبة في تحريك المفصل بشكل كامل.

الشعور بالطرقعة أو الاحتكاك: (في حالة الفصال العظمي).

الحمى والإرهاق: (شائع أكثر في الأمراض المناعية الذاتية مثل الروماتويدي).

تشخيص التهاب المفاصل

يبدأ التشخيص بزيارة طبيب الروماتيزم (أخصائي أمراض المفاصل). يشمل الفحص:

الفحص السريري: للتحقق من التورم والاحمرار والدفء ونطاق الحركة.

التحاليل المخبرية: تحليل الدم للكشف عن علامات الالتهاب (مثل سرعة ترسيب الدم والبروتين التفاعلي C) والأجسام المضادة المرتبطة بأمراض معينة (مثل العامل الروماتويدي).

التصوير الطبي: الأشعة السينية (X-ray) للكشف عن تآكل الغضروف، أو التصوير بالرنين المغناطيسي لإظهار الأنسجة الرخوة مثل الغضاريف والأربطة.