Spread the love

Table of Contents

ما هو مرض حمى التيفود؟

التيفود ويُعرف أيضاً باسم الحمى المعوية وهو عدوى بكتيرية حادة تصيب الأمعاء وتنتشر في الجسم عن طريق مجرى الدم، ويسببها نوع من البكتيريا يُعرف باسم بكتيريا السلمونيلة (Salmonella Typhi).

ويُعد من الأمراض الوبائية الخطيرة، وخاصة في المناطق التي تعاني من ضعف في أنظمة الصرف الصحي ونقص النظافة، وهي نادرة أيضاً في الأماكن التي فيها تعالج المياه لقتل الجراثيم ويجري فيها التخلص من النفايات البشرية بطريقة صحية.

يُصنف التيفود ضمن الأمراض المعدية التي تنتقل بسهولة ويمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة إذا لم يعالج في الوقت المناسب.

ما هي أسباب الإصابة بحمى التيفود:

تُعد حمى التيفود واحدة من الأمراض المعدية الخطيرة التي تصيب الإنسان نتيجة بكتيريا تُعرف باسم السالمونيلا تايفي (Salmonella Typhi)، بينما تتسبب سلالات أخرى من نفس العائلة، مثل السالمونيلا بارا تايفي (Salmonella Paratyphi A, B, C)، في الإصابة بما يُعرف بحمى نظير التيفود. وتنتقل العدوى بهذين المرضين عادة عن طريق الفم، حيث تدخل البكتيريا إلى الجسم من خلال تناول أطعمة أو مشروبات ملوثة، أو نتيجة تلامس مباشر مع أسطح أو أدوات ملوثة ببراز أو بول شخص مصاب.

تُعتبر بيئات السكن الفقيرة، أو تلك التي تفتقر إلى أنظمة صرف صحي آمنة ومياه نظيفة، أرضًا خصبة لانتشار هذه العدوى. كما يُمكن أن يُصاب الإنسان بالمرض نتيجة عدم غسل اليدين جيدًا بعد استخدام الحمام أو قبل تناول الطعام، أو من خلال التعامل المباشر مع شخص حامل للعدوى دون اتخاذ وسائل الوقاية اللازمة.

في بعض الحالات، قد يبقى الشخص حاملًا للبكتيريا دون أن تظهر عليه أي أعراض، فيظل مصدرًا مستمرًا للعدوى دون أن يدري، وهي من أخطر طرق الانتقال لأنها لا تُكتشف بسهولة. ومن هنا تأتي أهمية النظافة الشخصية، والحرص على شرب المياه المعقمة، وتناول الطعام من مصادر موثوقة، كوسائل فعالة للوقاية من الإصابة بهذا المرض.

يمكن أن تبقى البكتيريا في جسم الإنسان لفترة طويلة حتى بعد التعافي، ويسمى الشخص حينها بـ”الحامل المزمن” وقد ينقل العدوى لغيره دون أن تظهر عليه الأعراض.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالتيفويد؟

الأطفال خاصة من هم دون سن 10 سنوات.
المسافرون إلى المناطق الموبوءة.
الأشخاص الذين يعيشون في أماكن تفتقر إلى الصرف الصحي والماء النظيف.
العاملون في مجال الرعاية الصحية أو المطاعم إذا لم يلتزموا بالنظافة.

أعراض التيفود:

تبدأ الأعراض تدريجياً خلال أسبوع إلى أسبوعين بعد التعرض للبكتيريا، وقد تشمل:

ارتفاع تدريجي في درجة الحرارة وقد تصل إلى 40 درجة مئوية.
صداع شديد.
ألم في البطن.
إسهال أو إمساك.
فقدان الشهية وفقدان الوزن.
طفح جلدي خفيف.
آلام في العضلات.
إرهاق وضعف عام.
تضخم في الطحال أو الكبد.

قد تكون الأعراض شبيهة بأمراض أخرى مثل الملاريا أو الإنفلونزا، لذا من المهم إجراء الفحوصات للتشخيص الدقيق.

كيف يتم تشخيص حمى التيفود؟

يعتمد التشخيص على الأعراض، مع تأكيد من خلال فحوصات مخبرية مثل:

تحليل الدم.

زراعة براز أو بول أو نخاع العظم للبحث عن بكتيريا Salmonella Typhi.

اختبار فيدال (Widal Test)، رغم أن دقته ليست عالية دائمًا.

علاج حمى التيفود

يعتمد العلاج على نوع وشدة العدوى، ويشمل:

1. المضادات الحيوية:

Ciprofloxacin أو Azithromycin أو Ceftriaxone حسب الحالة.

2. الراحة التامة في الفراش.

3. الإكثار من السوائل لتعويض فقدان الماء.

4. نظام غذائي خفيف سهل الهضم.

5. في الحالات المتقدمة: دخول المستشفى لمراقبة الحالة وعلاج المضاعفات.

من المهم جدًا إكمال كورس العلاج بالكامل حتى بعد تحسن الأعراض، لتفادي تطور سلالات مقاومة للمضادات.

ما هي مضاعفات حمى التيفود إذا لم يُعالج؟

إذا لم يُعالج المرض مبكرًا، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:

انثقاب الأمعاء.

نزيف داخلي.

التهاب عضلة القلب.

التهاب الرئة.

التهاب الكلى أو الكبد.

الحالة المزمنة ونقل العدوى للآخرين.

الوقاية من مرض التيفود

الوقاية تبدأ بالنظافة والوعي:

1. شرب مياه نظيفة أو مغلية.

2. غسل اليدين بالماء والصابون بانتظام.

3. تجنب تناول طعام الشارع غير الموثوق.

4. طهي الطعام جيدًا.

5. التطعيم ضد التيفود (خاصةً للمسافرين إلى مناطق موبوءة).

6. عدم مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين.

7. الحفاظ على نظافة الأدوات المنزلية والمطبخ.

هل يوجد لقاح ضد حمى التيفود؟

نعم، يوجد نوعان من اللقاحات:

1. لقاح فموي حيّ (Ty21a): يُؤخذ على شكل كبسولات، فعال لمدة 5 سنوات.

2. لقاح حقن غير حيّ (Vi polysaccharide): يُؤخذ عن طريق الحقن، فعال لمدة سنتين تقريبًا.

يُنصح بالتطعيم خاصةً للمسافرين إلى أماكن تعاني من انتشار المرض.

أماكن انتشار مرض التيفود عالميًا

يُعد مرض التيفود من الأمراض التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بسوء البنية التحتية الصحية، خصوصًا في ما يتعلق بمياه الشرب والصرف الصحي. ولذلك فإن انتشاره يتركز بشكل رئيسي في الدول النامية التي تعاني من تلوث المياه، وقلة الوعي الصحي، وضعف أنظمة الوقاية.

ويُسجل المرض أعلى معدلاته عالميًا في منطقة جنوب آسيا، حيث تُعتبر دول مثل الهند، وبنغلاديش، وباكستان، ونيبال من أكثر الدول التي تشهد إصابات سنوية مرتفعة، بعضها مقاوم للعلاج بالمضادات الحيوية.

كما تنتشر حمى التيفود بشكل ملحوظ في جنوب شرق آسيا، في دول مثل إندونيسيا، والفلبين، وفيتنام، خاصة في المناطق الريفية والفقيرة.

أما في القارة الإفريقية، فتُعتبر دول جنوب الصحراء من المناطق المعرضة بشدة، ويُلاحظ انتشار المرض في نيجيريا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، أوغندا، وجنوب السودان، وذلك بسبب الكثافة السكانية المرتفعة، وضعف الخدمات الصحية، وتلوث مصادر المياه.

كذلك تظهر حالات عديدة في أمريكا اللاتينية، خصوصًا في بعض المناطق الريفية من بيرو، بوليفيا، وغواتيمالا، وإن كانت المعدلات فيها أقل نسبيًا مقارنة بآسيا وإفريقيا.

ويُلاحظ أيضًا أن المناطق التي تعاني من الحروب والصراعات والنزوح الجماعي مثل بعض أجزاء سوريا واليمن وأفغانستان أصبحت بيئة خصبة لعودة ظهور المرض بسبب انهيار البنية التحتية الصحية، وتكدّس السكان في مناطق تفتقر إلى أبسط وسائل النظافة والوقاية.

أما في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية وكندا، فإن مرض التيفود يُعتبر نادر الحدوث، وغالبًا ما تكون الحالات المسجلة فيها ناتجة عن السفر إلى دول موبوءة أو استهلاك طعام غير آمن خلال الرحلات.