تعد الحصبة من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى التي رافقت البشرية عبر التاريخ ورغم التقدم الطبي ووجود لقاحات فعالة، مازالت تشكل خطرًا على صحة الأطفال والبالغين في بعض المجتمعات.
ما هو مرض الحصبة؟
هو مرض شائع بين الأطفال ويُسببه فيروس ينتشر بسهولة عبر الهواء ويستقر على الأسطح وقبل أن يصبح مرض الحصبة جزءًا من التطعيمات الروتينية للأطفال، كان يتسبب في وفاة الملايين حول العالم.
اعراض الحصبة
تظهر أعراض الحصبة بعد حوالي 7 إلى 14 يومًا من التعرض للفيروس.
الأعراض الأولية عادةً هي:
- الحمى، والتي قد تصل إلى (40.6 درجة مئوية).
- السعال الجاف.
- سيلان الأنف.
- احمرار العينين وسيلان الدموع، ويُسمى التهاب الملتحمة.

بعد حوالي 2 إلى 3 أيام من ظهور الأعراض الأولية، قد تلاحظ أيضًا بقعًا بيضاء صغيرة داخل الفم، تُسمى بقع كوبليك.
بعد حوالي 3 إلى 5 أيام من بدء ظهور الأعراض، أو بعد حوالي 14 يومًا من التعرض للفيروس، من الشائع ظهور طفح جلدي ويتكون الطفح الجلدي من بقع كبيرة ومسطحة ونتوءات صغيرة مرتفعة ويبدأ الطفح الجلدي على الوجه أو الرقبة وينتشر إلى أسفل الجسم من الصدر إلى الذراعين والساقين.

كيف تنتقل العدوى بمرض الحصبة؟
الحصبة مرض فيروسي ينتشر بين البشر فقط، عندما يسعل أو يعطس أو يتحدث شخص مصاب بالحصبة، تتناثر قطرات من الرذاذ في الهواء ويمكن أن يصاب الأشخاص الذين يتنفسون هذه القطرات بالفيروس وقد تهبط هذه القطرات أيضًا على الأسطح ويمكن أن تصاب بالحصبة إذا لمست سطحًا ملوثًا ثم لمست فمك أو أنفك أو عينيك ويمكن أن تنقل هذه القطرات العدوى إلى أشخاص آخرين لمدة تصل إلى ساعتين.
يبدأ المريض أن يكون معديًا قبل ظهور الطفح الجلدى بأربعة أيام تقريبًا ويظل معدياً حتى أربعة أيام بعد ظهوره، مما يفسر سرعة انتشار المرض بين الأطفال خصوصا غير المطعمين.
فترة حضانة فيروس الحصبة
فترة حضانة المرض هي الفترة بين دخول الفيروس الجسم وبداية ظهور الأعراض على الإنسان وبالرغم من عدم ظهور أي أعراض على الشخص المصاب، لكنه قد يكون قادرًا على نقل الفيروس إلى الآخرين وهذا يعني أن الشخص المصاب قد يكون معديًا حتى قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور وفترة حضانة فيروس الحصبة هي من 7 إلى 14 يوم.
شكل الحصبة عند الاطفال
عند بدء الإصابة بالحَصبة، قد تظهر الأعراض التالية لدى الطفل المصاب:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- سيلان أو انسداد الأنف مع العطس.
- احمرار العينين وقد يكونان حساسين للضوء.
- دموع، وجفون منتفخة.
- بقع بيضاء رمادية في الفم والحلق.
- فقدان الشهية.
- تعب، وانخفاض في مستوى الطاقة.
من المهم استشارة الطبيب فورًا إذا كنت تشك في إصابة الطفل بأعراض الحَصبة، ليتمكن من تأكيد (أو استبعاد) ذلك.
بعد بضعة أيام، يظهر الآتي:
- طفح جلدي متبقع من بقع حمراء بنية، أو بقع مرتفعة قليلاً قد تكون متصلة ببعضها، وعادةً ما تظهر على الرأس أو الرقبة.
- انتشار الطفح الجلدي في جميع أنحاء الجسم (قد يكون الطفح الجلدي مثيرًا للحكة لدى بعض الأطفال).
ما هي مدة الإصابة بالحصبة عند الأطفال؟
بالنسبة لمعظم الأطفال، يستمر المرض عادةً من 7 إلى 10 أيام وتنتشر الحَصبة بسهولة ويكون الأطفال أكثر عرضة للعدوى عند ظهور أعراض الحصبة عليهم، مثل الحمى وسيلان الأنف والسعال، إذ تنتقل الحصبة عبر الرذاذ في الهواء لذلك يُنصح بإبعادهم عن المدرسة أو الحضانة لمدة أربعة أيام على الأقل من ظهور الطفح الجلدي.
علاج الحصبة
حتى الآن لا يوجد علاج يقضي مباشرة على فيروس الحَصبة، لكن يعتمد العلاج على تخفيف الأعراض والوقاية من المضاعفات، وتشمل طرق العلاج الآتي:
- الراحة التامة: ينصح بالبقاء في في الفراش لتقوية جهاز المناعة وتسريع التعافي.
- السوائل: شرب كميات كافية من الماء والعصائر لتجنب الجفاف.
- خفض الحرارة: باستخدام أدوية مثل الباراسيتامول لتقليل الحمى وتخفيف آلام الجسم مع تجنب إعطاء الأسبرين للأطفال.
- فيتامين (أ): توصي منظمة الصحة العالمية بإعطائه للأطفال المصابين لتقليل خطر المضاعفات وتحسين مقاومة الجسم.
- العناية بالعينين والجهاز التنفسي: تجنب الضوء الساطع في حال وجود التهاب في العينين، ومعالجة أي عدوى بكتيرية ثانوية إذا ظهرت بالمضادات الحيوية.
كيفية الوقاية من مرض الحصبة
لا تكمن فقط خطورة الحَصبة في الأعراض الظاهرة بل أيضًا في المضاعفات التي قد تصيب الجهاز التنفسي أو العصبي مما يجعل الوقاية أساسًا لا غنى عنه لحماية الأفراد والمجتمع وتكون كالآتي:
- التطعيم: اللقاح الثلاثي الفيروسي (MMR) وهو تطعيم ضد مرض الحَصبة والنكاف والحَصبة الألمانية ويعد الوسيلة الأساسية والأكثر فعالية للوقاية.
- العزل الصحي: إبقاء المريض بعيدًا عن الآخرين لتجنب نقل العدوى خاصة للأطفال والحوامل.
- التغذية الجيدة: تساعد على تقوية جهاز المناعة وتقليل شدة الأعراض.
- النظافة الشخصية والتهوية: للحد من انتشار العدوى داخل المنازل والمدارس.

مضاعفات مرض الحصبة
رغم أن كثيرًا من الحالات قد تتعافي دون مشاكل خطيرة إلا أن الحَصبة قد تؤدى أحيانًا الى مضاعفات قد تكون خطيرة خاصة عند الأطفال الصغار أو من يعانون ضعفًا في المناعة ومن أبرز هذه المضاعفات:
- التهابات الجهاز التنفسي: مثل الالتهاب الرئوى، وهو السبب الأكثر شيوعًا للوفاة الناتجة عن الحَصبة.
- التهاب الأذن الوسطى: مما قد يؤدي الى فقدان السمع المؤقت أو الدائم.
- الإسهال والجفاف الشديد.
- التهاب الدماغ: من أخطر المضاعفات، وقد يسبب تشنجات أو إعاقات عصبية دائمة.
- الوفاة: في بعض الحالات الشديدة خصوصًا عند الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
المصادر:
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/measles/symptoms-causes/syc-20374857
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/8584-measles
- https://www.calpol.co.uk/childhood-illnesses-information/measles
GIPHY App Key not set. Please check settings