تعتبر الرضاعة الطبيعية هي الغذاء الأمثل للطفل في الأشهر الستة الأولى من حياته، حيث توفر له جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها للنمو والتطور. ومع ذلك، قد تتزامن فترة الرضاعة مع شهر رمضان، مما يثير تساؤلات الأمهات حول إمكانية الصيام وتأثيره على صحة الطفل والأم. في هذا المقال، سنتناول موضوع الرضاعة الطبيعية وصيام رمضان من المنظور العلمي، مع تقديم إرشادات وتوصيات للأمهات المرضعات.
أهمية الرضاعة الطبيعية
- غذاء متكامل: حيث يحتوي حليب الأم على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل مثل البروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن الأساسية لنمو صحي.
- الحماية من الأمراض: يحتوي حليب الأم على العديد من الأجسام المضادة التي تحمي الطفل من الأمراض وتعزز جهازه المناعي ضد العدوى.
- تعزز الترابط بين الأم والطفل: تقوى علاقة الطفل العاطفية بأمه من خلال الرضاعة الطبيعية مما يقوي الصحة النفسية للطفل في المستقبل.
- تهدئة الطفل: يحتوي حليب الأم على بعض الأحماض الأمينية التي لها تأثير مهدئ، مثل التريبتوفان الذي يساعد الطفل على الاسترخاء والشعور بالراحة مما يقلل من القلق والبكاء.
- تحسين النوم: قد يساعد الميلاتونين والأحماض الأمينية الموجودة في حليب الأم في تحسين جودة نوم الطفل وتنظيم دورة النوم والاستيقاظ لديه.
- أفيونات طبيعية: يحتوي حليب الأم على كميات ضئيلة من الأفيونات الطبيعية التي قد تساعد في تخفيف الألم والشعور بالانزعاج لدى الطفل.
- فوائد للأم: تساعد الرضاعة الطبيعية في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض وتساعد في فقدان الوزن بعد الولادة كما لها دور أساسي في تقليل التوتر واكتئاب ما بعد الولادة.
اقرأ أيضاً : تسوس الرضاعة عند الأطفال
عوامل تؤثر على صيام رمضان والرضاعة الطبيعية
بشكل عام لا يؤثر صيام رمضان على الأم المرضعة أو صحة رضيعها إذا كانت تتناول غذاءً صحيًا ومتوازنًا خلال فترة الإفطار والسحور. ولكن يوجد بعض العوامل التي يجب أن تؤخذ بالاعتبار مثل:
- عمر الطفل: إذا كان الطفل أقل من 6 أشهر لا ينصح بالصيام حيث يعتمد الطفل في أول 6 أشهر على الرضاعة اعتمادا كليا وقد يؤثر الصيام على كمية الحليب.
- عدد الأطفال: تحتاج الأم المرضعة إلى 500 سعر حراري إضافي لكل طفل لذلك تعد رضاعة التوأم أصعب على الأم أثناء الصيام.
- صحة الطفل: لا ينصح أن تصوم ألام إذا كان الطفل مريضاً أو لا يكتسب الوزن بشكل طبيعي.
- صحة الأم: إذا كانت الأم تعاني من أي مشاكل صحية مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، فقر الدم، أو غيرها، يجب عليها استشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار الصيام، حيث قد يؤثر الصيام على صحتها وقدرتها على إنتاج الحليب.
- حالة الطقس: الجو الحار قد يزيد من الشعور بالعطش والجفاف، مما قد يؤثر على الرضاعة الطبيعية.
- عدد ساعات الصيام: بعض الدول تصل ساعات الصيام فيها إلى 16 ساعة مما يؤثر على إدرار الحليب وقد يؤدي إلى إرهاق شديد للأم.
- المجهود البدني: الأم العاملة قد تواجه صعوبة في رمضان مع الرضاعة الطبيعية خصوصاً في الجو الحار.
اقرأ أيضا: حساسية الألبان عند الرضع
الحقائق العلمية حول صيام رمضان والرضاعة الطبيعية
- تأثير الصيام على كمية الحليب: تشير الدراسات إلى أن الصيام قد يؤدي إلى انخفاض طفيف في كمية الحليب لدى بعض الأمهات، ولكنه لا يؤثر بشكل كبير على تركيبة الحليب أو جودته.
- تأثير الصيام على صحة الطفل: بشكل عام، لا يؤثر صيام الأم المرضعة على صحة الطفل إذا كانت الأم تتناول غذاءً صحيًا ومتوازنًا خلال فترة الإفطار والسحور.
- تأثير الصيام على صحة الأم: قد تشعر بعض الأمهات بالتعب والإرهاق أثناء الصيام، ولكن يمكن التغلب على ذلك باتباع نظام غذائي صحي وشرب كميات كافية من الماء والسوائل.
إرشادات عامة للأمهات المرضعات
- استشارة الطبيب: قبل اتخاذ قرار الصيام، يجب على الأم المرضعة استشارة الطبيب لتقييم حالتها الصحية والتأكد من أنها قادرة على الصيام دون أي مخاطر على صحتها أو صحة طفلها.
- التغذية الصحية: يجب على الأم المرضعة الاهتمام بتناول غذاء صحي ومتوازن خلال فترة الإفطار والسحور، مع التركيز على الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والسوائل.
- شرب الماء والسوائل: يجب على الأم المرضعة شرب كميات كافية من الماء والسوائل خلال فترة الإفطار والسحور لتعويض نقص السوائل أثناء الصيام.
- الراحة الكافية: يجب على الأم المرضعة الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم لتجنب التعب والإرهاق.
- مراقبة الطفل: يجب على الأم المرضعة مراقبة طفلها عن كثب للتأكد من أنه يحصل على ما يكفي من الحليب، وملاحظة أي علامات تدل على وجود مشكلة، مثل قلة التبول أو البكاء المستمر أو ظهور علامات الجوع.
اقرأ أيضا: الرضاعة الطبيعية…تعريفها،و5 وضعيات مختلفة لها،وكيفية الاستعداد لها قبل الولادة
متى يجب على المرضعة الفطر؟
- الشعور بالتعب الشديد أو الدوخة أو الغثيان.
- قلة إدرار الحليب بشكل ملحوظ.
- ملاحظة أي تغييرات في سلوك الطفل أو صحته.
- وجود أي مشاكل صحية أخرى تستدعي ذلك.
- إذا كانت الطفل اقل من 6 أشهر أو إذا كان الطفل خدج او المبتسرين.
اقرأ أيضا: أهم 5 من الفيتامينات الأساسية والمعادن لصحة أطفالك
نصائح إضافية
استشاره اخصائي الرضاعة: يجب علي الام المرضعة استشاره اخصائي الرضاعة الطبيعية والطبيب المختص قبل الصيام .
الرضاعة عند الطلب: يجب على الأم المرضعة الاستمرار في الرضاعة الطبيعية عند الطلب، وعدم تأخير الرضاعة حتى الإفطار.
تجنب المجهود الزائد: يجب على الأم المرضعة تجنب القيام بأي مجهود زائد خلال فترة الصيام، والراحة قدر الإمكان.
تناول وجبات صغيرة ومتكررة: يفضل تناول وجبات صغيرة ومتكررة خلال فترة الإفطار والسحور بدلاً من وجبة كبيرة واحدة.
استشارة أخصائي تغذية: يمكن للأم المرضعة استشارة أخصائي تغذية للحصول على خطة غذائية مناسبة لفترة الرضاعة والصيام.
اقرأ أيضا: كل ما تريد معرفته عن الفطام
نصيحة هامة:
الأفضل دائمًا استشارة الطبيب أو أخصائي الرضاعة الطبيعية قبل اتخاذ قرار الصيام، حيث يمكنهم تقييم حالتك وحالة طفلك وتقديم النصيحة المناسبة لك.
الخلاصة
الرضاعة الطبيعية هي حق للطفل، وصيام رمضان هو ركن من أركان الإسلام. يمكن للأم المرضعة الجمع بينهما باتباع إرشادات الطبيب والتغذية الصحية والراحة الكافية. يجب على الأم المرضعة الاستماع إلى جسدها ومراقبة طفلها عن كثب، والتوقف عن الصيام إذا شعرت بأي تعب أو لاحظت أي علامات تدل على وجود مشكلة لدى طفلها.
References
Ramadan and Breastfeeding | Lactation Matters
Fasting During Ramadan as a Breastfeeding Mom
GIPHY App Key not set. Please check settings