in أمراض

السل (Tuberculosis)

by د جنى أشرف مايو 13, 2025, 8:16 م 214 Views

Spread the love

Table of Contents

ما هو مرض السل؟

السُل (Tuberculosis) هو مرض مزمن تسببه عدوى بكتيرية يؤثر بشكل رئيسي على الرئتين، كما قد تصيب أجزاء أخرى من الجسم مثل العمود الفقري، والدماغ، والكلى. لا تظهر أعراض المرض دائمًا على الشخص المصاب؛ ويطلق على هذه الحالة السل الكامن أو السل غير النشط. ومع ذلك، قد يتحول إلى سُل نشط إذا ضَعُف الجهاز المناعي وأصبح غير قادر على مواجهة البكتيريا المُسببة للمرض؛ حينها يُصبح المرض خطيرًا، وتبدأ الأعراض بالظهور. ينتقل المرض عن طريق استنشاق الرذاذ المتطاير من سعال وعطس الشخص المصاب، لا سيما عند المخالطة المباشرة أو القريبة.

ما الذي قد يسبب السل؟

يحدث هذا الداء نتيجة الإصابة ببكتيريا تعرف باسم المتفطرة السُلية (Mycobacterium tuberculosis)، وهي بكتريا هوائية تنتمي إلى مجموعة المتفطرات. وعلى الرغم من وجود عدة أنواع منها؛ فإن النوعين الرئيسيين المسؤولين عن إصابة الإنسان بالمرض هما: المتفطرة السلية البشرية والبقرية. وبالإضافة إلى العامل المسبب المباشر، هناك عوامل مساعدة تُساهم في انتشار العدوى، من أبرزها: قلة الوعي بطبيعة المرض وطرق الوقاية منه، نقص الموارد الصحية مثل التطعيمات، والظروف الاجتماعية والاقتصادية كالفقر وسوء التغذية، كما أن الاستخدام غير المنضبط للمضادات الحيوية أدى إلى تطور سلالات من البكتيريا تقاوم العلاج.

طريقة انتقال السل

يمكن لبكتيريا المتفطرة السُلية أن تدخل الجسم بطرق مختلفة، ومن أبرز تلك الطرق الاستنشاق، والذي يُعد المسبب الرئيسي للعدوى الرئوية(Lung tuberculosis)، كما أن بلع الغبار المُحمل بالبكتيريا قد يُسهم في الإصابة بأنواع أخرى من المرض، مثل: النوع المعوي(Intestinal tuberculosis) والنوع اللوزي(Tonsillar Tuberculosis). ومن النادر أن تصل البكتيريا إلى الجسم عبر جروح في الجلد. وعلى الجانب الآخر، تُعد المتفطرة السُلية البقرية نوعًا آخر من بكتيريا السل، وتنتقل تلك البكتيريا إلى الإنسان من خلال استهلاك الحليب غير المبستر أو منتجات الألبان الملوثة.

كيف ينتشر السل في أنحاء الجسم؟

توجد العديد من الطرق لانتشار البكتيريا في أنحاء الجسم، نذكر منها ما يلي:

الانتشار المباشر إلى المناطق المحيطة، ويحدث ذلك من خلال نقل الخلايا البلعمية الكبير للبكتيريا المُسببة للمرض.

الانتشار اللمفاوي، حيث تصل البكتيريا إلى العقد اللمفاوية عبر الأوعية اللمفاوية.

الانتشار الدموي، وتعتمد آثاره على عدد البكتيريا، فإذا كانت أعداد البكتيريا قليلة، قد يتم تدميرها بواسطة الخلايا البلعمية الكبيرة. أما إذا كانت أعداد البكتيريا كبيرة، فقد تنتقل إلى العديد من الأعضاء الحيوية مثل الرئتين، والكبد، والكلى، ويُعد انتشار كمية كبيرة من البكتيريا المُسببة للسل في الدم حالة مميتة.

الانتشار عبر القنوات، فعلى سبيل المثال، وجود البكتيريا في البلغم الناتج عن السعال قد يؤدي إلى انتقالها إلى الحنجرة، واللوزتين، واللسان، وغيرها.

انواع السل

عادة ما يصيب هذا المرض الرئتين، وهو الشكل الأكثر شيوعًا. ومع ذلك، قد تنتقل البكتيريا إلى أجزاء أخرى من الجسم؛ مما يؤدي إلى حالات تُعرف بالأشكال غير الرئوية، وتشمل:

التهاب السحايا.
مرض بوت: عدوى تصيب العمود الفقري.
التهاب الكبد الناتج عن العدوى.
قصور الغدة الكظرية.
تضخم الغدد اللمفاوية الرقبية.
تأثيرات على الكلى والأعضاء التناسلية.

اعراض مرض السل

تشمل الأعراض الأكثر وضوحًا عند تطور الحالة ما يلي:

سعال مستمر.
ألم في الصدر.
خروج دم أو بلغم(مخاط) أثناء السعال.
الشعور بالإرهاق والتعب.
ارتفاع درجة الحرارة(الحمى).
فقدان الشهية.
نقص ملحوظ في الوزن.
التعرق الليلي.

كيف يتم تشخيص السل؟

من المهم تشخيص المرض بشكل دقيق؛ لضمان تحسين فرص العلاج، وتقليل عوامل الخطر والمضاعفات الناتجة عن تطور المرض وانتشاره في الجسم. وتشمل طرق التشخيص الآتي:

الأشعة السينية، تُستخدم في حالة الاشتباه بإصابة الرئتين بالبكتيريا المسببة للعدوى.
الفحص بالموجات فوق الصوتية أو بالرنين المغناطيسي، يُجرى في حالة الاشتباه بالإصابة خارج الرئتين.
اختبار مانتو(Tuberculin Skin Test)؛ يُستخدم للكشف عن العدوى الكامنة.
اختبار انطلاق انترفيرون جاما(IGRA)؛ يُستخدم للكشف عن الاستجابة المناعية للبكتيريا المُسببة للمرض.

مضاعفات مرض السل

يُمكن أن يسبب مرض السُل مضاعفات خطيرة تؤثر على وظائف الأعضاء الحيوية ونذكر منها:

التهاب المفاصل أو تلفها.
التليف الرئوي.
تسمم الكبد.
الفشل الكلوي.
التهاب الأنسجة المحيطة بالقلب(التهاب التامور).
تأثيرات على العظام، والحبل الشوكي، والدماغ.

الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بالسل

قد يزيد من خطر تعرض الشخص للإصابة بالبكتيريا المسببة للعدوى إذا كان يعاني من الأمراض التالية:

الإيدز.
السكري.
أمراض الكلى المزمنة.
سرطان الدماغ أو الرقبة.
سوء التغذية.

كما قد يكون الشخص عرضة للإصابة في حال استخدامه للأدوية التالية:

الأدوية الكيميائية المستخدمة في علاج السرطان.
الأدوية التي تُستخدم بعد عمليات زراعة الأعضاء.
أدوية مثل الكرياتين لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض كرون(Crohn’s disease)؛ والصدفية.

علاج مرض السل

من المهم للغاية العثور على علاج فعال للسل؛ حيث يساعد ذلك بشكل كبير في تحسين فرص الشفاء وتقليل المضاعفات المحتملة التي تؤثر على الأعضاء الحيوية مثل: الرئتين، والكبد، والكلى. يعتمد العلاج على تناول مجموعة الأدوية والمضادات الحيوية بشكل منتظم؛ مما يساهم في القضاء على البكتيريا المسببة للمرض. وتُستخدم هذه الأدوية تحت إشراف الطبيب المختص، ومن أبرزها:

ايزونيازيد (Hyzyd®).
ريفامبين (ريفادين®).
إيثامبيوتول (Myambutol®).
بيرازيناميد (زيناميد®).
ريفابنتين (Priftin®).

وقت التعافي

على الرغم من أن الأعراض قد تبدأ في الاضمحلال ويبدأ الشخص المصاب بالتعافي في غضون أسابيع قليلة من بدء العلاج، إلا أن إتمام العلاج قد يتطلب وقتًا طويلًا؛ حيث يمتد العلاج عادة من ستة إلى تسعة أشهر على الأقل.