السِمنة هي زيادة الدهون في أجزاء مختلفة من جسم الإنسان، وقد تم تصنيفها على أنها مرض مزمن يؤثر سلباً على ثقة الإنسان بنفسه وصحته فقد تؤدي إلى الإصابة بمرض الداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وتزيد الإصابة ببعض أنواع السرطان، وتؤثر أيضاً على القدرة الإنجابية.
تشخيص السِمنة يتم بواسطة المختصين عن طريق حساب مؤشر كتلة الجسم باستخدام بعض الأجهزة الحديثة التي توضح إذا كان الإنسان يعاني من سمنة مرضية أم مجرد زيادة بسيطة في الوزن. ويختلف مؤشر كتلة الجسم المستخدم لتشخيص السِمنة حسب الجنس والفئة العمرية.
الفرق بين السِمنة وزيادة الوزن
السمنة هي تراكم الدهون بكثرة في أماكن متفرقة من الجسم، أما زيادة الوزن هو تجاوز وزن الجسم الحد المناسب للطول. مؤشر كتلة الجسم يُستخدم لتقييم الفرق بين السِمنة وزيادة الوزن، وكذلك يعد محيط الخصر من القياسات المهمة لتحديد ما إذا كان لديك زيادة بسيطة في الوزن أو أنك تعاني من مرض السمنة.
مؤشر كتلة الجسم للبالغين
يُحسب مؤشر كتلة الجسم للبالغين بمعادلة حسابية بسيطة عن طريق قسمة وزن الإنسان على مربع طوله:
الوزن (كجم)/الطول² (متر).
مثال ذلك:
إذا كان هناك شخص وزنه 80 كجم وطوله 170 سم (1.70 متر)، فإن مؤشر كتلة الجسم لهذا الشخص= 80/(1.70٭1.70)= 27.6.
حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية للبالغين:
- يكون مؤشر كتلة الجسم أقل من 20 في حالة النحافة.
- مؤشر كتلة الجسم المثالي 20 – 25.
- مؤشر كتلة الجسم في حالة زيادة الوزن الغير مَرضية تتراوح ما بين 25 – 30.
- يتجاوز مؤشر كتلة الجسم 30 في حالة السمنة.
نسبة محيط الخصر إلى الورك
ليس فقط مؤشر كتلة الجسم هو الحد القاطع في تقييم السمنة عند الأشخاص البالغين، ولكن يُعد توزيع الدهون في الجسم عامل مهم جدا في تقييم خطر الإصابة بالأمراض المصاحبة لمرض السمنة.
تراكم الدهون في منطقة البطن هو الأكثر خطورة حيث يكون الإنسان مُعرض لأمراض القلب، وخطر الإصابة بمقاومة الإنسولين التي تؤدي إلى الإصابة بالداء السكري، لذلك يجب قياس نسبة محيط الخصر إلى الورك لتقييم مدى تراكم الدهون في منطقة البطن.
مؤشر كتلة الجسم للأطفال والمراهقين
تُستخدم منحنيات نمو معينة طبقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية لحساب مؤشر كتلة الجسم للأطفال والمراهقين قبل سن البلوغ، مُعتمدة على العمر والجنس على النحو التالي:
- إذا كان مؤشر الكتلة أقل من 5% فإن هذا يعطي مؤشراً للنحافة، وهو علامة خطر التعرض لأمراض سوء التغذية والأنيميا.
- في حالة الوزن المثالي يكون مؤشر كتلة الجسم للأطفال والمراهقين يتراوح بين 5% – 85%.
- إذا كان مؤشر كتلة الجسم 85% – 95% فهذا دليل على زيادة في الوزن.
- عندما يتخطى مؤشر كتلة الجسم 95% فإن الطفل أو المراهق يواجه خطر السمنة وما يصاحبها من أمراض.

التشخيص الطبي للسِمنة
التشخيص الطبي للسِمنة يتم بواسطة المختصين عن طريق قياس الطول والوزن لحساب مؤشر كتلة الجسم، وكذلك قياس نسبة محيط الخصر إلى الورك لمعرفة أماكن تراكم الدهون في الجسم.
تستخدم مراكز علاج السمنة والنحافة أجهزة حديثة تعتمد على معدل مرور التيار الكهربائي في الجسم لقياس تكوين الجسم من الدهون، والعضلات، والبروتين، والأملاح المعدنية، والفيتامينات ،وكذلك محتوى الجسم من المياه.
يتم التشخيص الطبي للسمنة في الأطفال والمراهقين باستخدام منحنيات النمو المخصصة لحساب مؤشر كتلة الجسم للأطفال والمراهقين طبقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية.
أسباب السِمنة
استهلاك الإنسان للكثير من السعرات الحرارية وعدم استخدامها في النشاط البدني يؤدي إلى تخزين هذه السعرات الحرارية داخل الجسم في صورة دهون زائدة وهو ما يسمى السِمنة، ونسرد فيما يلي أغلب أسباب السِمنة:
1- السعرات الحرارية الزائدة
تُقدر القيمة الغذائية للطعام بوحدات تسمى السعرات الحرارية. يحتاج الرجل البالغ ذو النشاط البدني المتوسط إلى 2500 سعر حراري يومياً ، والمرأة تحتاج إلى 2000 سعر حراري للحفاظ على الوزن الصحي ومساعدة الجسم في أداء وظائفه الحيوية.
تناول الإنسان طعاماً يحتوي على سعرات حرارية عالية تفوق نشاطه البدني، مثل الوجبات السريعة والحلويات يؤدي إلى تراكم هذه السعرات الحرارية على هيئة دهون في الجسم .
2- النظام الغذائي
يساهم النظام الغذائي ونمط الحياة للإنسان في تراكم بعض الدهون في أجزاء الجسم المختلفة كتناول الوجبات السريعة، والأغذية والمشروبات المصنَعة، والحلويات، والبروتينات بكميات كبيرة تفوق حاجة الجسم، والكحوليات.
3- قلة النشاط البدني
طبيعة عمل البعض التي تستدعي الجلوس لفترات طويلة قد يؤدي إلى إصابتهم بالسمنة، حيث يساهم قلة النشاط البدني بشكل ملحوظ في حدوث السِمنة مثل استخدام السيارة بصفة مستمرة وإهمال رياضة المشي أو ركوب الدراجة، والجلوس لفترات طويلة أمام التليفزيون أو الكمبيوتر.
4- العوامل الوراثية
هناك بعض الجينات المتوارثة ترتبط بالسمنة حيث تؤثر هذه الجينات على كيفية تحويل الطعام إلى دهون، وقد تؤثر بعض الجينات المتوارثة على زيادة الشهية.
يمكن السيطرة على كثير من العوامل الوراثية المرتبطة بالسمنة عن طريق تغيير نمط الحياة واتباع نظام غذائي صحي منذ الطفولة.
5- أسباب مَرضية
في بعض الأحيان قد تكون هناك أسباب مَرضية تتسبب في حدوث السمنة مثل قصور الغدة الدرقية حيث يقل إفراز هرمونات الغدة الدرقية، وزيادة إفراز الهرمونات الستيرويدية المعروفة باسم متلازمة كوشينغ.
المشاكل الصحية المصاحبة للسِمنة
تزيد السمنة من تعرض الإنسان لمخاطر العديد من الأمراض خصوصاً السمنة المصحوبة بتراكم الدهون حول منطقة الخصر، ومن المشاكل الصحية المصاحبة للسِمنة:
- متلازمة الأيض الغذائي التي تزيد من خطر الإصابة بمرض الداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، وزيادة نسبة الدهون بالدم.
- الأشخاص الذين يعانون من الزيادة المفرطة في الوزن غالباً ما يصابون بالداء السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وهذا يؤثر بالتبعية على أداء الكلى لوظائفها.
- أمراض القلب.
- السكتة الدماغية.
- الكبد الدهني.
- بعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون والبروستاتا في الرجال، وسرطان الثدي والرحم في النساء.
- تؤثر السمنة على وظيفة الرئتين وتتسبب في حدوث مشاكل في التنفس أثناء النوم.
- هشاشة العظام.
- تزيد السمنة من خطر الإصابة بمرض النقرس.
- قد تؤدي السمنة إلى الإصابة بأمراض المرارة والبنكرياس.
- السمنة المفرطة تؤثر سلباً على صحة المرأة الحامل والجنين.
- السمنة المفرطة تؤثر على الوظائف الجنسية عند الرجال، وقد تكون سبباً مهما في تأخر الحمل عند النساء.
- قد يؤثر زيادة الوزن على الصحة النفسية للإنسان.
الوقاية والتحكم في السِمنة
الوقاية والتحكم في السِمنة تختلف حسب الفئة العمرية فمن الأفضل منع السمنة منذ الصغر لضمان حياة صحية أثناء النمو وعند البلوغ.
الوقاية من سِمنة الأطفال
الرضاعة الطبيعية من أهم أساليب الوقاية من السمنة في السنوات الأولى من العمر، ثم تأتي بعد ذلك التغذية المتوازنة في مراحل النمو المختلفة وتعويد الأطفال على الغذاء الصحي، وممارسة الرياضة، وأخذ قسطاً كافياً من النوم.
الوقاية من السِمنة للبالغين
إن تناول غذاء صحي متوازن، وغني بالألياف، وقليل في السعرات الحرارية، يساعد على الوقاية من السمنة للبالغين. كذلك ممارسة الرياضة وتمارين المقاومة يحسن من عمليات الأيض الغذائي ويساعد في بناء الكتلة العضلية.

طرق العلاج
إذا كنت تعاني من السمنة فعليك اللجوء إلى مراكز السمنة المتخصصة، وهناك ستجد طرق العلاج حيث سيقوم أخصائي التغذية بوضع النظام الغذائي المناسب لحالتك حسب العمر والجنس للوصول للوزن المثالي بطريقة صحية.
يمكن أن يصف لك الطبيب بعض أدوية إنقاص الوزن التي تساعدك في إنقاص وزنك بعد إجراء بعض الفحوصات الطبية لضمان كفاءة الأدوية وعدم تعارضها مع حالتك الصحية.
في بعض الحالات يلجأ الأطباء إلى علاج السمنة باستخدام الأجهزة الحديثة سريعة المفعول، أو إجراء العمليات الجراحية مثل تكميم المعدة وذلك يختلف باختلاف الحالة الصحية لكل مريض على حدة.
اقرأ أيضاً: حقن التخسيس و6 من أنواعها وفعاليتها ومخاطرها
المصادر
1- https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/obesity-and-overweight.
2- https://www.vinmec.com/eng/blog/what-is-the-difference-between-overweight-and-obesity-en.
3- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/11209-weight-control-and-obesity.
4- https://www.nhs.uk/conditions/obesity/causes/.
5- https://www.niddk.nih.gov/health-information/weight-management/adult-overweight-obesity/health-risks.
6- https://www.healthline.com/health/how-to-prevent-obesity#prevention-for-adults.
7- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/obesity/diagnosis-treatment/drc-20375749.



GIPHY App Key not set. Please check settings