
الصدفية مرض مناعي ذاتي مزمن يسبب التهابات في الجلد ويؤدي إلى تكوين بقع متقشرة حمراء أو فضية اللون.يؤثر هذا المرض على الملايين حول العالم، وقد يكون له تأثير نفسي واجتماعي كبير على المصابين به. تُصنف الصدفية على أنها مرض التهابي يمكن أن يؤثر ليس فقط على الجلد، بل قد يمتد ليشمل المفاصل وأعضاء أخرى في الجسم.
ماهي الصدفية؟
الصدفية مرض جلدي طويل الأمد غير معدٍ ناتج عن خلل في الجهاز المناعي مما يعني أنه لا يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عبر اللمس أو الهواء يؤدي إلى تسريع دورة حياة خلايا الجلد. تتراكم هذه الخلايا بسرعة على سطح الجلد، مما يؤدي إلى ظهور بقع حمراء مغطاة بقشور بيضاء أو فضية. يمكن أن تظهر هذه البقع في أي مكان على الجسم، لكنها شائعة في فروة الرأس، والمرفقين، والركبتين، وأسفل الظهر. ومع أنه مرض غير معدٍ إلا أنه يمكن أن ينتقل وراثياً داخل العائلات.
الأسباب
على الرغم من أن السبب الحقيقي و الدقيق الصدفية غير معروف تماما، إلا أن العلماء يعتقدون أن هناك تفاعلاً بين العوامل المناعية والبيئية والجينية يؤدي إلى ظهور المرض.
- العوامل المناعية: الصدفية هي مرض مناعي ذاتي حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجلد السليمة عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى زيادة سريعة في إنتاج الخلايا الجلدية. هذه الزيادة تؤدي إلى تراكم الخلايا على سطح الجلد، مما يسبب التهابات وتكون القشور.
- العوامل الجينية: هناك عدة جينات متعلقة بالاستجابة المناعية يُعتقد أنها تلعب دورًا في تطور المرض. وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من المرض لديهم فرصة أكبر للإصابة به.
- العوامل البيئية: هناك العديد من المحفزات البيئية التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصدفية أو ظهورها لأول مرة، مثل:
- العدوى: خاصة العدوى البكتيرية أو الفيروسية مثل التهاب الحلق العقدي.
- الإجهاد النفسي: حيث يزيد التوتر من استجابة الجهاز المناعي.
- الإصابات الجلدية: مثل الجروح أو الحروق أو لدغات الحشرات.
- بعض الأدوية: مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم أو الليثيوم.
- التدخين واستهلاك الكحول: حيث يرتبطان بزيادة خطر الإصابة وتفاقم الأعراض.
أنواع الصدفية
تختلف الصدفية في شكلها وشدتها، وهناك عدة أنواع منها:
- الصدفية اللويحية (Plaque Psoriasis)
وهي أكثر الأنواع شيوعًا، وتتميز ببقع حمراء متقشرة فضية اللون تظهر على فروة الرأس، والركبتين، والمرفقين، وأسفل الظهر.
- الصدفية المعكوسة (Inverse Psoriasis)
تظهر في طيات الجلد، مثل تحت الثديين، في الإبطين، وحول الأعضاء التناسلية، وغالبًا ما تكون حمراء ولامعة بدون قشور.
- الصدفية النقطية (Guttate Psoriasis)
تتميز بظهور بثور مليئة بالصديد على الجلد، وتعد من الأشكال النادرة ولكنها قد تكون خطيرة إذا انتشرت على مساحات واسعة من الجسم.
- الصدفية المحمرة للجلد (Erythrodermic Psoriasis)
وهو نوع نادر ولكنه شديد، حيث يصبح الجلد أحمر ملتهبًا ومتقشرًا على مساحات واسعة من الجسم، وغالبًا ما يترافق مع حكة وألم شديدين.
- التهاب المفاصل الصدفي (Psoriatic Arthritis)
في بعض الحالات، قد تؤثر الصدفية على المفاصل، مما يسبب آلامًا وتورمًا وتصلبًا في المفاصل، وهو ما يعرف بالتهاب المفاصل الصدفي.
الأعراض
تعتمد الأعراض على نوع الصدفية وشدتها، وتشمل:
- بقع حمراء ملتهبة مغطاة بقشور بيضاء أو فضية.
- جفاف الجلد وتشققه، وقد يصاحبه نزيف في بعض الحالات بسبب شدة الجفاف.
- الحكة الشديدة أو الإحساس بالحرقان في المناطق المصابة.
- في حالات التهاب المفاصل الصدفي يكون هناك آلام في المفاصل.
- تغيرات في الأظافر مثل تكون حفر أو انفصال الظفر عن الجلد.
التشخيص
يعتمد الأطباء في التشخيص على الفحص السريري، حيث يتم تقييم مظهر الجلد والأظافر والمفاصل. في بعض الحالات، قد يتم أخذ خزعة جلدية (عينة من الجلد) لفحصها تحت المجهر للتأكد من الأعراض أثناء التشخيص.
العلاج
لا يوجد علاج نهائي للصدفية، ولكن تتوفر عدة خيارات للسيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة للمصابين.
- العلاجات الموضعية
- الكورتيكوستيرويدات الموضعية: لتقليل الالتهاب والحكة.
- نظائر فيتامين د: مثل كالسيبوتريول، تساعد في تقليل تكاثر خلايا الجلد.
- الرتينويدات الموضعية: مشتقات فيتامين (أ) تقلل من التقشر والالتهاب.
- مرطبات الجلد: لمنع الجفاف والتشققات.
- العلاج بالضوء Phototherapy
يستخدم الضوء فوق البنفسجي (UV) لعلاج الصدفية من خلال إبطاء نمو خلايا الجلد وتقليل الالتهاب. يمكن أن يتم العلاج في العيادات الطبية أو من خلال التعرض لأشعة الشمس الطبيعية بحذر.
- العلاجات الجهازية
تُستخدم في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، وتشمل:
- الأدوية المثبطة للمناعة: مثل الميثوتركسات والسيكلوسبورين.
- الأدوية البيولوجية: مثل أداليموماب، والتي تستهدف أجزاء معينة من الجهاز المناعي.
- التغييرات الحياتية والعلاجات الطبيعية
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالأحماض الدهنية أوميغا-3 والخضروات.
- تجنب التدخين والكحول لتقليل فرص تفاقم المرض.
- تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل للحد من التوتر.
التطورات الحديثة في العلاج
في الآونة الأخيرة يتم استكشاف دور العلاجات الجينية والخلايا الجذعية كإمكانيات مستقبلية لعلاج الصدفية. كما شهدت الأبحاث الطبية تطورات هامة في فهم آليات المرض، مما أدى إلى ظهور علاجات بيولوجية أكثر استهدافًا، تقلل من الآثار الجانبية مقارنة بالأدوية التقليدية. الصدفية مرض مزمن لكنه قابل للإدارة من خلال العلاجات المتاحة والتعديلات الحياتية. الوعي بالمرض والتعامل معه بشكل صحيح يمكن أن يساعد المرضى على العيش حياة طبيعية وتحسين جودة حياتهم. ومع التقدم في الأبحاث، يظل الأمل في الوصول إلى علاجات أكثر فعالية وأمانًا في المستقبل.
المصادر
- https://www.nhs.uk/conditions/psoriasis/#:~:text=Psoriasis%20is%20a%20skin%20condition,the%20scales%20may%20look%20grey
- https://dermnetnz.org/topics/psoriasis
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/6866-psoriasis
- https://www.psoriasis.org/about-psoriasis
GIPHY App Key not set. Please check settings