in

الصعر الخُلقي والمكتسب عند الرضع و3 علاجات

الصعر الخلقي
Spread the love
الصعر الخُلقي

الصعر أو بالإنجليزية (Torticollis) وتعني الرقبة المنحنية أو الرقبة الملتفة. يوجد ٣ أنواع من الصعر: الصعر الخُلقي (Congenital)، والصعر المكتسب (Acquired)، والصعر مجهول السبب (Idiopathic).

الصعر الخُلقي أو الصعر الرقبي٬ هو حالة يولد فيها الطفل بالتواء أو التفاف في الرقبة ناحية أحد جانبي الجسم (يساراً أو يميناً) وتحدث نتيجة قِصر في عضلات الرقبة وخاصةً العضلة “القصية الترقوية الخشائية”* لكن هذا النوع من الصعر غير مؤلم.

أما إذا ما أصيب الرضيع بالصَعر بعد ولادته، يسمى في هذه الحالة بالصعر المكتسب أو الصعر التشنجي، وعلى عكس الصعر الخُلقي فهذا النوع من الصعر يحدث نتيجة تشنج قوي ومؤلم في عضلات الرقبة يتسبب في شد الرقبة وانحنائها إلى أحد جانبي الجسم، ويرتبط هذا التشنج بوجود سبب مرضي يتعلق بالأجزاء المحيطة بالرقبة. 

أغلب الأطفال يعانون الصعر الخُلقي أو المكتسب ناحية الجانب الأيمن من الجسم في العموم٬ ويصيب الصعر ١٦٪؜ من حديثي الولادة، ويُعد الصعر الخُلقي أكثر شيوعاً من الصعر المُكتسب في حديثي الولادة والرضع وثالث أكثر حالات الجهاز العضلي الخُلقية شيوعاً في حديثي الولادة. 

*العضلة القصية الترقوية الخشائية (Sternocleidomastoid Muscle):

هي إحدى عضلات الرقبة ويوجد منها اثنين على جانبي الرقبة في الجزء الأمامي من الجسم. هي عضلة طويلة وقوية جداً تمتد من خلف الأذن إلى عظمة الترقوة.

اقرأ أيضاً: متلازمة هز الرضيع

الصعر الخُلقي

أنواع الصعر الخُلقي

  1. الجسماني: هو ميل أو تفضيل الطفل وضعية جسدية معينة شبيهاً بالصعر، دون وجود أي مشاكل في العضلات أو العظام.
  2. العضلي: هو قِصر العضلة القصية ومحدودية في المدى الحركي للرقبة.
  3. كتلة في العضلة القصية: قِصر مع زيادة في سُمك النسيج العضلي للعضلة القصية وتقييد كامل للمدى الحركي.

أسباب الصعر الخُلقي

  • إصابة الجنين بتشنج عضلي داخل الرحم.
  • الجنين كان في وضع مقعدي (Breech position): هذا الوضع يضع ضغطاً على جانب واحد من رأس ورقبة الجنين مما يؤدي إلى انحنائها إلى الجانب المعاكس من الجسم.
  • الأدوات التي تم استخدامها في أثناء عملية الولادة وإخراج مثل: ملقط التوليد أو جهاز الشفط.
  • خلل في نمو العضلة القصية.
  • متلازمة كليبل-فيل (Klippel-Feil Syndrome): عيب خُلقي في الفقرات العنقية حيث تندمج الفقرات ببعضها دون وجود غضاريف بينها.
  • نقص السائل الأمينوسي، هو السائل الذي يحيط بالجنين داخل الرحم ويحميه.
  • وجود ورم دموي في عضلات الرقبة.
  • تليف في النسيج العضلي.
  • صغر المساحة المتاحة للجنين داخل الرحم كأن يكون أول جنينٍ للأم أو يحدث بسبب ولادات متكررة.

اعراض الصعر الخُلقي

لا يكون الصعر ملحوظاً في أول ٦-٨ أسابيع من ولادة الرضيع، حيث تظهر الأعراض عندما يكتسب الطفل القدرة على التحكم في الرأس والعنق، ويظهر أيضاً عن وضع الرضيع مستلقياً على ظهره، فتميل رقبة الرضيع إلى أن تلامس أذنه الكتف ويتوجه وجهه للأعلى.

بعض الأعراض الأخرى للصعر الخُلقي:

  • تفضيل الرضيع تحريك رأسه في اتجاه واحد أكثر من الآخر.
  • لا يستطيع الرضيع الالتفات برأسه يميناً ويساراً أو لأعلى وأسفل بسهولة.
  • لا يتتبع الرضيع والدته بعينه لتقيد المدى الحركي للرأس والرقبة والذي يسبب له انزعاجاً.
  • مشاكل في الرضاعة الطبيعية أو الصناعية وتفضيل ثدي واحد أو اتجاه واحد للرضاعة.
  • تسطح رأس الطفل في جانب واحد أو في كليهما.
  • وجود كتف أعلى من مستوى الكتف الآخر.
  • إحساس الأم بكتلة لينة ولكنها غير خطيرة في عضلات الرقبة، وعادةً تختفي بحلول الشهر السادس من العمر.
  • عدم تماثل في ملامح الوجه.

الصعر المكتسب

أسباب الصعر المكتسب

  • تورم حلق الطفل نتيجة عدوى.
  • مشاكل في الرؤية.
  • ندبة.
  • متلازمة ساندفير: تشنج عضلي يحدث نتيجة الارتجاع المريئي.
  • عرض جانبي لبعض العمليات.
  • متلازمة داون.
  • ارتجاع المريء وهو شائع لدى حديثي الولادة.
  • مشاكل في الحوض.
  • وضع الطفل في وضع خاطئ لمدة طويلة مما يجعله عُرضة لوضعية الصعر مثل: وضعية الطفل في كرسي السيارة أو في الأرجوحة.

اقرأ أيضاً: دواء نيكسيوم..الجرعات والآثار الجانبية

اعراض الصعر المكتسب

  • ألم في الرقبة والرأس.
  • تقيد كامل لحركة الرقبة والرأس نتيجة تصلب الرقبة وتورمها.
  • هز الرأس.
  • الإصابة بالتهاب السحايا، وهو التهاب خطير في الأغشية المغلفة للمخ والحبل الشوكي والإصابة به قد تكون مضللة وتوحي بالإصابة بالصعر:
    • ارتفاع حاد في درجة حرارة الرضيع.
    • قشعريرة.
    • تصلب الرقبة والجسم.
    • طفح جلدي.
    • بكاء غير منقطع.
    • النعاس أو النوم المتقطع.
    • الخمول.
    • القيء.
    • بروز فتحة اليافوخ.
    • انخفاض الشهية للرضاعة أو عدم الاستيقاظ للرضاعة.

اقرأ أيضاً: تطعيمات الأطفال والتطعيمات الإجبارية من 0-18شهر

التشخيص

  1. ملاحظة الأعراض وقياس المدى الحركي للطفل.
  2. الأشعة السينية والأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي لاستبعاد الأسباب المرضية.
  3. الموجات فوق الصوتية للكشف عن الأورام.
  4. التخطيط الكهربائي للعضلات.
  5. تحليل الدم لاستبعاد أي أسباب مرضية.

مضاعفات الصعر

لا تظهر المضاعفات إلا إذا تم إهمال علاج الصعر الخُلقي أو المكتسب على حدٍ سواء أو عدم المواظبة الجادة والمستمرة على البرنامج العلاجي الموصوف للطفل، لذلك فإنه من الضروري أن يتم البدء في العلاج فوراً حال تشخصيه، حيث أظهرت الإحصائيات أن ٩٠-٩٥٪؜ من الرُضع يتحسنون قبل عامهم الأول مع العلاج المنتظم، و٩٧٪؜ من الرضع يتحسنون بالعلاج المبكر من قبل إتمام الشهر السادس من العُمر.

التأخر في التشخيص وعلاج الصعر لما بعد سن ال٣ أشهر وما فوق يزيد من طول مدة العلاج والذي يجعل الطفل معرضاً لاتخاذ حلول جراحية مستقبلاً.

أما عن المضاعفات:

  • فقدان القدرة على التحكم في حركة الرأس.
  • محدودية التتبع بالعين لدى الطفل.
  • تأخر الطفل في الجلوس والمشي.
  • مشاكل في الرضاعة والأكل.
  • مشاكل في الاتزان.
  • اعوجاج العمود الفقري (الجنف).
  • مشاكل في السمع والرؤية.
  • التدحرج على جانب واحد فقط.
  • الزحف بشكل مائل.
  • تأخر التطور الحركي بشكل عام.

اقرأ أيضاً: حساسية الألبان عند الرضع

العلاج ودور العلاج الطبيعي

ينقسم العلاج إلى علاج منزلي وعلاج طبيعي:

  • العلاج المنزلي:

سيقوم أخصائي العلاج الطبيعي بتوجيه الأم لبعض التمارين والأنشطة لممارسها مع طفلها والتي من شأنها أن تساعد في علاج الصعر بجانب جلسات العلاج الطبيعي، أي أن العلاج المنزلي مكمل للعلاج الطبيعي وضروري، فتتلخص الأنشطة في الآتي:

  1. وضع الطفل للرضاعة في اتجاه معاكس للصعر مما يحفز الطفل على تحريك رقبته من أجل الوصول للثدي أو زجاجة الحليب.
  2. استخدام ألعاب ذات ألوان ملفتة وتصدر أصواتاً لتحفيز الطفل على تتبعها.
  3. اللعب من الطفل بحيث يحرك ساقيه وذراعيه مما يقوي عضلات الجذع والأطراف ويساعد الطفل على التطور الحركي والزحف.
  4. وضع الطفل على بطنه أو ما يعرف ب(Tummy Time) مستنداً على وسادة أو على جسم الأم ومرتكزاً على ساعديه، هذا الوضع يقوي عضلات الرقبة والظهر ويقي من تسطح الرأس.
  • دور العلاج الطبيعي:

للعلاج الطبيعي دور مهم في علاج حالات الصعر وأثبت فعاليته في ذلك، حيث يعتمد العلاج الطبيعي على فهم ودراسة ميكانيكية حركة الجسم وميكانيكية حركة العظام والعضلات، وبالتالي بناء إستراتيجية علاجية فعالة تتناسب مع احتياجات كل طفل وأعراضه: 

  1. عندما يكون الطفل في وضع استرخاء وآمن، سيقوم الأخصائي بمحاولة تحريك رأس الطفل وتعديل وضعه بروية وحذر.
  2. تمارين إطالات لعضلات الرقبة وبالأخص العضلة القصية.
  3. التدليك الخفيف للعضلة القصية لتحفيز الدورة الدموية وتخفيف التشنج.
  4. تحفيز التطور الحركي مثل: مساعدة الطفل على التقلب يميناً ويساراً، ووضع الطفل على بطنه، ومحاكاة وضع الزحف.
  5. استخدام نوع من الضمادات يسمى (Kinesio Tap)، الذي أثبت فاعليته حسب الدراسات في اختصار المدة العلاج.

علاجات أخرى

  1. استخدام حقن البوتكس للحالات المستعصية غير المستجيبة للعلاج اللاجراحي.
  2. عمليات جراحية لإطالة العضلة القصية، إلا أنها نادرة جداً ويتم اللجوء لها في سن ما قبل المدرسة إذا دعت الحاجة.

الوقاية

لا توجد طريقة محدد للوقاية من الصعر وتجنبه، كل ما يمكن فعله هو التشخيص المبكر وسرعة البدء بالعلاج للوقاية من المضاعفات. 

المصادر

  1. https://www.webmd.com/parenting/baby/what-is-torticollis
  1. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/meningitis/symptoms-causes/syc-20350508
  1. https://www.rockvalleypt.com/how-can-physical-therapy-help-torticollis/
  1. https://www.physio-pedia.com/Congenital_torticollis#cite_ref-:1_6-3

What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

المغنيسيوم ما علاقته بالعضلات والعظام والنوم  

دواء الميتفورمين كيف يستخدم وجرعته و6 آثار جانبيه له