قد تطور العلاج الدوائي للسمنة بشكل ملحوظ على مدار أخر 60 عاماً، حيث تعد السمنة من مشكلات الصحية الأكثر انتشاراً عالمياً حيث أن حالياً يُصاب واحد من كل خمسة أشخاص بالسمنة عالمياً، ويعد علاجها والوقاية منها من التحديات الصعبة، وقد تؤدي السمنة إلى عدة مضاعفات مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم.
مبادئ العلاج الدوائي للسمنة
كأي مرض من أمراض التمثيل الغذائي المزمنة الأخرى يتم التركيز فيها على الاستمرارية والاستدامة على تغيير أسلوب الحياة، وزيادة النشاط البدني، وتحسين النمط السلوكي كعلاج المبدئي للسمنة وزيادة الوزن حيث أنها تساعد على تقليل الوزن وتقلل من المضاعفات المرتبطة بالسمنة.
ومع ذلك فإن التغييرات على أسلوب الحياة مثل تقليل كمية الطعام أو منع الكربوهيدرات في الطعام وحدها لا تكفي لتحقيق إنقاص الوزن والمحافظة عليه في معظم الحالات، حيث أن ثلث إلى ثلثي الوزن المفقود يتم استرجاعه في خلال عام بعد انتهاء العلاج وأكثر من 95 في المئة من الوزن المفقود يتم استرجاعه بعد 5 سنوات.
المرضى الذين فشلوا في تحقيق نزول وزن ملحوظ ويقدر بأكثر من 5 في المئة من الوزن الحالي في خلال 6 أشهر من تغير نمط الحياة، يُنصح لهم باستخدام العلاج الدوائي للسمنة خصوصاُ أولئك الذين يملكون مؤشر كتلة الجسم أعلى من 30 في المائة أو أعلى من 27 في المئة مع إحدى المضاعفات المرتبطة بالسمنة.
طريقة العلاج الدوائي للسمنة
يُأثر العلاج الدوائي للسمنة على المسارات باثو فسيولوجية التي تؤدي إلى السمنة:
- يستهدف العلاج الدوائي للسمنة الاضطرابات الهرمونية العصبية التي تؤدي إلى زيادة الوزن وتمنع استمرار نزول الوزن.
- تحدث التغييرات الهرمونية كردة فعل لنزول الوزن الناتج عن نظام غذائي، وذلك عن طريق تقليل هرمون الليبتين (الإنجليزية: leptin) وزيادة هرمون الجريلين (الإنجليزية: ghrelin).
العلاج الدوائي للسمنة المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية التي تسبب فقدان الوزن
العلاج الدوائي للسمنة التي تمت الموافقة عليها للاستخدام على المدى القصير
- فينترمين (أديبكس، لوميرا)،
- مُحاكي الودي (بالإنجليزية:Sympathomimetic agent) ومُثبّط للشهية.
- دايثيل بروبيون / ثنائي إيثيل بروبيون،
- مُحاكي آخر للوديّ ومشتق من بوبروبيون.
ترتبط الآثار الجانبية الرئيسية للفينترمين وثنائي إيثيل بروبيون بخصائصهما المُحاكيَة للودي، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم ونبض القلب، والأرق، والإمساك، وجفاف الفم.
يُمنع استخدام مُحاكيات الودي(بالإنجليزية:Sympathomimetic agents) لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المُسيطر عليه، وأمراض القلب والأوعية الدموية المعروفة (مثل مرض الشريان التاجي، والسكتة الدماغية، واضطرابات نظم القلب، وقصور القلب الاحتقاني)، وفرط نشاط الغدة الدرقية، والزرق (الجلوكوما)، ويجب توخي الحذر لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
العلاج الدوائي للسمنة التي تمت الموافقة عليها للاستخدام على المدى الطويل
- أورليستات (ألي، زينيكال)،
- يحفز على فقدان الوزن عن طريق كبح هرمون الليباز في الجهاز الهضمي وبالتالي يقلل امتصاص الدهون في الجهاز الهضمي.
- يقلل الأورليستات تقريبا 30 في المئة من امتصاص الدهون في حالة أخذ الجرعة الكاملة 120 ملغ ثلاث مرات يومياً
- فينترمين-توبيراميت (كسيميا).
- بوبروبيون-نالتريكسون (كونتراف).
- ليراجلوتيد ٣.٠ ملغ (ساكسيندا)،
- محفز لمستقبلات GLP-1 ويساعد على تنشيط مستقبلات GLP-1.
- أن جرعة الدواء 3 ملغ في اليوم يساعد على تقليل كمية الأكل وكبح الجوع العاطفي ويؤخر التفريغ المعدي.
- جيليسيس ١٠٠ (بلينيتي).
- سيتميلانوتيد (إمسيفيري).
- سيماجلوتيد ٢.٤ ملغ (ويغوفي)،
- لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الدماغية الخطيرة لدى البالغين المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، والذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن.
- لتقليل الوزن الزائد والحفاظ على انخفاض الوزن على المدى الطويل لدى البالغين المصابين بالسمنة أو زيادة الوزن مع وجود حالة مرضية مصاحبة واحدة على الأقل مرتبطة بالوزن، والأطفال الذين تبلغ أعمارهم ١٢ عامًا فأكثر ويعانون من السمنة.
- يُعزز فقدان الوزن من خلال آليات متعددة، بما في ذلك إبطاء إفراغ المعدة، مما يقلل من الجوع واستهلاك الطاقة، بالإضافة إلى تأثيراته المُفقِدة للشهية على الدماغ، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالشبع.
- تيرزيباتيد (زيباوند)
- معتمد لعلاج السمنة (مؤشر كتلة الجسم ≥ 30) أو زيادة الوزن (مؤشر كتلة الجسم ≥ 27) مع وجود حالة مرضية مصاحبة واحدة على الأقل مرتبطة بالوزن.
- يُعد تيرزيباتيد ناهضًا مزدوجًا من الطراز الأول لمستقبلات GLP-1 ومستقبلات الببتيد الأنسولينوتروبي المعتمد على الجلوكوز (GIP).
- فيما يتعلق بالآليات المحتملة لحماية القلب وفقدان الوزن، قد تشمل تأثيرات GIP :
- تقليل السعرات الحرارية المتناولة.
- زيادة امتصاص السكر والدهون الثلاثية في الأنسجة الدهنية.
- زيادة حساسية الأنسولين.
العلاج الدوائي للسمنة غير المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية التي تسبب فقدان الوزن(استخدام بدون تصريح)
وُجد أن بعض الأدوية الموصوفة لحالات أخرى غير السمنة فعالة في إنقاص الوزن لدى مرضى السمنة. وإذا استُخدمت هذه الأدوية لإنقاص الوزن، فسيكون استخدام هذه الأدوية الموصوف من قبل الأطباء يعد استخداما بدون تصريح.
بوبروبيون
يُستخدم بوبروبيون (الاسم التجاري ويلبوترين أو زيبان) لعلاج الاكتئاب والإقلاع عن التدخين، وقد يُسبب فقدان الوزن كأثر جانبي. ورغم أن متوسط فقدان الوزن المُلاحظ مع بوبروبيون صغير، إلا أنه يُعد بديلاً مُفضلاً لمعظم مضادات الاكتئاب، التي تُسبب عادةً زيادة الوزن.
يُمنع استخدام بوبروبيون في المرضى الذين يعانون من نوبات صرع، أو ممن تم تشخيصهم سابقًا بالشره المرضي أو فقدان الشهية العصبي. يجب توخي الحذر عند المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، والهوس/الهوس الخفيف، والذهان، وجلوكوما انسداد الزاوية.
ميتفورمين
ميتفورمين (الاسم التجاري جلوكوفاج) هو عامل مضاد لفرط سكر الدم، يعمل عن طريق تثبيط تكوين الجلوكوز وزيادة حساسية الأنسولين.
أكثر الآثار الجانبية شيوعًا للميتفورمين هي الغثيان، وانتفاخ البطن، والإسهال، والانتفاخ. يُنصح بمراقبة نقص فيتامين ب12، حيث ارتبط الاستخدام طويل الأمد للميتفورمين بانخفاض مستويات فيتامين ب12 واعتلال الأعصاب.
مثبطات ناقل الصوديوم-الجلوكوز-2
مثبطات ناقل الصوديوم-الجلوكوز-2 (SLGT2) هي فئة من الأدوية تُستخدم لعلاج داء السكري من النوع الثاني.
اعتبارًا من عام 2024، هناك خمسة مثبطات SLGT2 معتمدة في الولايات المتحدة: كاناجليفلوزين (إنفوكانا)، وداباغليفلوزين (فاركسيغا)، وإرتوغليفلوزين (ستيغلاترو)، وإمباغليفلوزين (جارديانس)، وبيكساجليفلوزين (برينزافي).
وُجد أن تناول داباجليفلوزين مع الميتفورمين يُؤدي إلى فقدان وزن مُخفّض بمقدار 2.42 كجم بعد 102 أسبوع لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني والسمنة.
أن مثبطات SGLT2 ارتبطت بانخفاض في حالات دخول المستشفى بنسبة 24% بسبب قصور القلب والوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني والمُصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية.
نظرًا لآلية عملها، قد تُسبب جميع مثبطات SGLT2 التهابات المسالك البولية، والالتهابات الفطرية التناسلية، والجفاف. يُمنع استخدامها في مرضى الفشل الكلوي في مرحلته النهائية وغسيل الكلى.
توبيراميت
توبيراميت (الاسم التجاري توباماكس) هو دواء مضاد للصرع، وقد وُجد أنه يُقلل من وزن الجسم لدى المرضى الذين يُعانون من اضطرابات مُتنوعة، بما في ذلك الصرع، والاضطراب ثنائي القطب، واضطراب نهم الطعام.
قد يسبب توبيراميت تنملًا وآثارًا جانبية إدراكية، مثل صعوبة إيجاد الكلمات وفقدان الذاكرة. يجب توخي الحذر عند استخدامه لدى المرضى المعرضين لحصوات الكلى، أو الجلوكوما الحادة الزاوية، أو الحماض الأيضي.
الخلاصة
ولأن تعديلات نمط الحياة وحدها لم تُجدِ نفعًا في الحفاظ على الوزن، فإن العلاج الدوائي للسمنة يلعب دورًا هامًا في تحقيق فقدان وزن ملحوظ ومنع تطور أو تفاقم الحالات المرضية المصاحبة.
المصادر
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK279038/
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/obesity/diagnosis-treatment/drc-20375749
- https://www.nhs.uk/conditions/obesity/treatment/
- https://emedicine.medscape.com/article/123702-guidelines?form=fpf
- https://diabetesjournals.org/care/article/47/Supplement_1/S145/153942/8-Obesity-and-Weight-Management-for-the-Prevention
GIPHY App Key not set. Please check settings