in

 الفصام: عندما ينفصل العقل عن الواقع و4 أعراض له

Spread the love

 الفصام (Schizophrenia) هو أحد أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا وغموضًا. كثيرًا ما يُساء فهمه، وتُربط به صور نمطية خاطئة باعتباره جنونًا أو انفصامًا في الشخصية. في هذا المقال، سنوضح كل ما يتعلق بمرض الفُصام: تعريفه، أسبابه، أعراضه، أنواعه، طرق علاجه، والفرق بينه وبين انفصام الشخصية.

ما هو الفصام؟ الفصام هو اضطراب نفسي مزمن يؤثر على طريقة تفكير الشخص، ومشاعره، وسلوكه، ويجعله غير قادر على التمييز بين الواقع والخيال. المريض قد يعاني من هلوسات، أوأوهام، أو اضطراب في الكلام أو التفكير، وأعراض سلبية مثل الانسحاب الاجتماعي أو فقدان الحافز، بعكس الاعتقاد السائد، الفصام لا يعني وجود “شخصيتين” داخل نفس الشخص. 

بل هو اضطراب في الواقع نفسه، حيث يعيش المريض أحيانًا في عالم من الخيال والأوهام.

أسباب مرض الفصام 

لا يوجد سبب واحد للفُصام، ولكن هناك عوامل متعددة تلعب دورًا في ظهوره، منها:

1. العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للمرض والجينات يزيدان من احتمال الإصابة.

2. العوامل البيولوجية: اختلالات في كيمياء الدماغ، خاصة في مادة الدوبامين والسيروتونين.

3. العوامل البيئية:  

  • التعرض لبعض الالتهابات الفيروسية أو السموم. 
  • سوء التغذية أو مشاكل أثناء الحمل والولادة. 
  • التعرض لضغوط نفسية شديدة. 
  • تعاطي المخدرات، خاصةً في سن مبكرة.

4. مضاعفات الحمل أو الولادة: مثل نقص الأوكسجين أثناء الولادة.

ملاحظة هامة:

الفصام ليس نتيجة لضعف الشخصية أو التربية السيئة، الفصام مرض دماغي حقيقي، ويتطلب علاجًا متخصصًا.

أعراض الفُصام

 تظهر أعراض الفصام عادة في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات، وتُقسم إلى ثلاث مجموعات:

1. الأعراض الذهانية (الإيجابية):

  • هلوسات سمعية أو بصرية (كأن يسمع أصواتًا لا يسمعها غيره).
  • الأوهام: هي معتقدات خاطئة أو غير واقعية يتبناها المريض ويؤمن بها بشدة، مثل الاعتقاد بأن هناك من يراقبه أو يتآمر ضده.
  • اضطراب في التفكير والكلام: وقد يظهر ذلك في ضعف التركيز، أو الانتقال العشوائي بين الأفكار، أو استخدام كلام غير مترابط، أو التصرف بسلوكيات غريبة وغير متوقعة.

2. الأعراض السلبية:

  • انعدام المشاعر أو تعابير الوجه.
  • صعوبة الكلام: قد يقل كلام المريض أو يصبح غير واضح أو متقطع.
  • فقدان الرغبة في الأنشطة اليومية.
  • الانسحاب الاجتماعي: قد ينعزل المريض عن الآخرين ويتجنب الأنشطة الاجتماعية ويقل اهتمامه بالعلاقات.

3. الأعراض المعرفية:

  • ضعف في التركيز والانتباه.
  • صعوبة في اتخاذ القرارات.
  • مشاكل في الذاكرة.

4.الأعراض المزاجية: 

  • التهيج.

 أعراض الفُصام لدى المراهقين

رغم أن أعراض الفصام عند المراهقين قد تتشابه في كثير من الجوانب مع أعراض البالغين، إلا أن التعرف على الحالة وتشخيصها في سن المراهقة يكون أكثر تعقيدًا.

ويرجع ذلك إلى أن العديد من العلامات المبكرة للمرض قد تتداخل مع التغيرات النفسية والسلوكية الطبيعية التي يمر بها المراهقون خلال هذه المرحلة العمرية.

ومن أبرز الأعراض التي قد تُلاحظ في البداية:

الانسحاب الاجتماعي: تجنّب الأصدقاء والعائلة، وفقدان الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية.

التراجع الأكاديمي: انخفاض الأداء الدراسي دون سبب واضح.

اضطرابات النوم: صعوبة في الخلود إلى النوم أو النوم المتقطع.

تقلبات المزاج: مثل التهيج الزائد أو الشعور المستمر بالحزن أو الاكتئاب.

نقص الدافعية: فقدان الرغبة في الإنجاز أو الاهتمام بالأهداف الشخصية.

 إضافة إلى ذلك، فإن استخدام بعض المواد المخدّرة الترفيهية مثل:

  • الماريجوانا.
  • المنبهات كالكوكايين والميثامفيتامين.
  • المهلوسات.

قد يُساهم في ظهور أعراض مشابهة للفُصام أو يُسرّع من تفاقمها، مما يجعل التشخيص أكثر تعقيدًا ويحتاج إلى تقييم دقيق من قبل مختص، ومن المهم ملاحظة أن المراهقين المصابين بالفصام قد يُظهرون الهلوسات (خصوصًا السمعية) بصورة أوضح من الأوهام، بعكس البالغين الذين تكون الأوهام لديهم أكثر بروزًا.

 الكشف المبكر والتدخل العلاجي في هذه المرحلة العمرية يُعدّ من العوامل الحاسمة في تحسين فرص التعافي والتحكم في الأعراض على المدى الطويل.

أنواع الفصام

 تم تصنيف الفُصام في السابق إلى عدة أنواع، لكن مؤخرًا أصبح يُشخّص كاضطراب واحد بدرجات متفاوتة. ومع ذلك، من المفيد فهم الأنماط المختلفة التي قد يظهر بها:

1. الفُصام البارانويدي: يتميز بالأوهام والهلوسات، خاصة الشعور بالاضطهاد.

2. الفُصام غير المنتظم: اضطراب شديد في السلوك والكلام.

3. الفُصام الكتاتوني: يتميز بحالة من الجمود الجسدي أو الحركات الغريبة.

4. الفُصام المتبقي: تظهر فيه أعراض خفيفة بعد علاج الأعراض الحادة.

تشخيص الفُصام:

 يتم تشخيص الفُصام بناءً على تقييم سريري شامل من قبل طبيب نفسي، يشمل متابعة الأعراض لمدة لا تقل عن 6 أشهر، والتأكد من تأثيرها على الأداء اليومي للفرد. لا توجد تحاليل دم أو فحوصات تصويرية تؤكد الفُصام، لكنه يتم استبعاد الأمراض الجسدية أو العقلية الأخرى.

هل الفصام هو انفصام في الشخصية؟ 

من أكثر المفاهيم الخاطئة انتشارًا هو الاعتقاد بأن الفصام يعني “انفصام الشخصية” أو تعدد الشخصيات. لكن في الحقيقة، الفصام (Schizophrenia) لا علاقة له بتبدّل الشخصيات أو وجود أكثر من هوية داخل نفس الشخص.

الفصام هو اضطراب عقلي يؤثر على طريقة الشخص في التفكير والشعور والتصرف، ويجعل المريض يواجه صعوبة في التمييز بين الواقع والخيال. من أبرز أعراضه:

  • الهلوسات (مثل سماع أصوات غير موجودة).
  • الأوهام (مثل الاعتقاد بأن هناك من يراقبه دون سبب).
  • التفكير أو الكلام غير المنطقي.
  • سلوكيات غريبة أو غير متوقعة.

أما ما يُعرف بـ انفصام الشخصية، فهو اسم شائع قديم يُطلق خطأً على مرض آخر يُدعى اضطراب الهوية التفككي (DID).

في هذا الاضطراب، يعاني المريض من وجود شخصيتين أو أكثر داخل نفس الجسد، ولكل شخصية اسمها وطريقتها في الكلام والتصرف. وغالبًا ما يكون هذا ناتجًا عن صدمة نفسية شديدة في الطفولة، مثل التعرض للعنف أو الإساءة.

اقرأ أيضاً: كل ما تحتاج إلى معرفته عن اضطراب الشخصية الحدية

هل الفصام مرض خطير؟

 نعم، يُعتبر الفصام مرضًا نفسيًا خطيرًا إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه بالشكل الصحيح.

فهو لا يؤثر فقط على الحالة النفسية والعقلية للمريض، بل يمتد تأثيره إلى الحياة الاجتماعية، والدراسية أو الوظيفية، وحتى على السلامة الجسدية.

لذلك، الدعم العائلي والعلاج المبكر يلعبان دورًا كبيرًا في تحسين حياة المريض.

علاج الفُصام

 العلاج يتضمن الدمج بين الأدوية والعلاج النفسي والاجتماعي، وتشمل:

1. الأدوية المضادة للذهان (Antipsychotics): وهي الأساس في تخفيف الهلوسات والأوهام.

2. العلاج السلوكي المعرفي (CBT): لمساعدة المريض على التكيف وفهم أفكاره.

3. إعادة التأهيل الاجتماعي والوظيفي: لمساعدة المريض على العودة للحياة الطبيعية.

4. دعم العائلة: من خلال التوعية ومجموعات الدعم.

هل يشفى مريض الفصام؟

 الفُصام مرض مزمن، لكن كثير من المرضى يتحسنون بشكل ملحوظ مع العلاج المنتظم والدعم. بعضهم يعيش حياة طبيعية، يعمل ويدرس ويتفاعل مع المجتمع.

التحدي الحقيقي هو في التقبل المجتمعي والوعي. فالكثير من المرضى يتجنبون طلب المساعدة بسبب وصمة العار المرتبطة بالأمراض النفسية.

نصائح للتعامل مع مريض الفُصام:

1. لا تحكم عليه، بل حاول تفهمه.

2. شجّعه على الالتزام بالعلاج.

3. كن صبورًا، فالتغيير يحتاج وقت.

4. لا تتجادل معه عندما يكون في حالة ذهانية.

5. استشر طبيبًا نفسيًا بانتظام.

الأفكار والسلوكيات الانتحارية

تنتشر الأفكار والمحاولات الانتحارية لدى الأشخاص المصابين بالفصام بنسبة أعلى بكثير من المتوسط. إذا كان الشخص عرضة لخطر الإقدام على الانتحار أو قد حاول الانتحار من قبل، فتأكد من بقاء شخص ما بجانبه. 

خاتمة: 

الفُصام ليس نهاية الحياة، بل بداية لرحلة من التحدي والأمل. كل مريض يستحق أن يُعامل بإنسانية، ويجد من يفهمه ويدعمه. لنرفع الوعي، ونكسر وصمة المرض النفسي، ونفتح أبواب الرحمة والعلاج لكل من يعاني بصمت.

من خلال فهمنا للفُصام، نقترب أكثر من بناء مجتمع أكثر وعيًا، وأكثر دعمًا للصحة النفسية.

الفصام

References:

1.https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/schizophrenia 

2.https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/schizophrenia/symptoms-causes/syc-20354443

3.https://www.nimh.nih.gov/health/topics/schizophrenia 

4.https://www.britannica.com/science/schizophrenia

5.https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK539864/ 

What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

القرنفل و5 فوائد للأسنان وفوائد زيت القرنفل للشعر

اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركه