in

الكوليرا: الوباء الصامت الذي يهدد ملايين البشر

Spread the love

ما هو وباء الكوليرا؟

الكوليرا هي عدوى بكتيرية حادة تصيب الأمعاء الدقيقة تسببها بكتيريا تُعرف بضمة الكوليرا(Vibrio cholerae) وتتميز بالإسهال الشديد والفقدان السريع لسوائل الجسم والأملاح. غالبًا ما ارتفعت الكوليرا إلى أبعاد وبائية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا، وخاصة في الهند وبنجلاديش. الكوليرا مرض يمكن أن يحرض السكان على الذعر وذلك لشهرته بالقاتل الشرس حيث أنه كان مسئولاً على وفاة الملايين، وخسائر اقتصادية هائلة في جميع أنحاء العالم.

على الرغم من الفوضى التي لا تزال تولدها، فإن الكوليرا ربما تكون أفضل الأوبئة الحديثة التي يمكن فهمها. تمت دراسة البكتيريا التي تسببها على نطاق واسع؛ تم تحديد طرق انتقاله؛ وتم تطوير تدخلات آمنة وفعالة وغير المكلفة للوقاية من العدوى وعلاج المرض السريري.

اقرأ أيضاً:8 أطعمة مفيدة للحامل

تاريخ الكوليرا:-

 خلال القرن التاسع عشر انتشرت الكوليرا في جميع أنحاء العالم من مستودعها الأصلي دلتا نهر الجانج في الهند وتبعها 6 تفشيات وبائية أدت إلى وفاة الملايين من الأشخاص في جميع القارات. بدأ الوباء في جنوب آسيا في عام 1961، ووصل إلى أفريقيا في عام 1971 والأمريكتين في عام 1991. أصبحت الكوليرا الآن متوطنة في العديد من البلدان.

مسببات المرض:-

هناك العديد من المجموعات لضمة الكوليرا، لكن اثنتين منها فقط تسببان تفشي المرض كما يلى:

النوع O1: وهى واوية الشكل ومتحركة وسالبة لصبغة الجرام، وقد تسببت ضمة الكوليرا في حدوث جميع الفاشيات الأخيرة.

النوع O139: وهي تشبه النوع الأول وقد اكتشفت لأول مرة في بنجلاديش في عام 1992 – في تفشي المرض في الماضي، ولكن لم يتم التعرف عليها  إلا في حالات متفرقة فقط في الآونة الأخيرة، ولم يتم التعرف عليه قط خارج آسيا.

أسباب انتشار الكوليرا:-

تظهر الكوليرا عادةً في المناطق التي تعاني من تلوث المياه، مثل البلدان ذات البنية التحتية الضعيفة أو في حالات الكوارث الطبيعية. 

تشمل العوامل المساهمة في انتشار المرض:

1. نقص المياه النظيفة: عدم توافر مياه شرب آمنة يجعل السكان عرضة للعدوى.

2. سوء الصرف الصحي: يؤدي إلى تلوث مصادر المياه بالغذاء والبكتيريا.

3. السلوك الغذائي: تناول الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، خاصة المأكولات البحرية، يمكن أن يزيد من خطر العدوى.

اقرأ أيضاً:مقاومة الأنسولين

اعراض الكوليرا:-

  • لا تظهر أعراض الكوليرا على أغلب المصابين ولكن يكون لديهم القدرة على نقل المرض دون معرفة مسبقة منهم أنهم مصابون من الأساس. تتراوح مدة وجود البكتيريا في برازهم من 7 أيام إلى 14 يوما، وقد تنتقل العدوى لغيرهم عن طريق المياه الملوثة.
  • عندما تظهر أعراض الكوليرا تبدأ بعد التعرض للعدوى بيوم إلى ثلاثة أيام وتشمل الأعراض الرئيسية:

1. إسهال مائي حاد: يعتبر من أكثر الأعراض تميزًا، حيث يمكن أن يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من السوائل قد تصل إلى(1 لتر) في الساعة. عادةً ما يبدو الإسهال الناتج عن الكوليرا يشبه الحليب ويُعرف باسم (براز ماء الأرز) وقد يكون مصحوبا بنزول المخاط.

2.القيْ: قد يحدث بشكل متكرر، مما يزيد من خطر الجفاف ويمكن أن يستمر لمدة ساعات.

3. تشنجات عضلية: نتيجة فقدان الكثير من السوائل والأملاح.

4. الجفاف الشديد: قد يؤدي إلى العطش الشديد، وانخفاض ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب، وقلة كمية بول ، وذبول في الجلد. 

  • فقدان الكثير من السوائل والأملاح قد يؤدي إلى مضاعفات كثيرة منها الفشل الكلوى، الصدمة، الغيبوبة، وقد يعاني الأطفال أيضًا من الحمى والخمول والنوبات نتيجة للجفاف الشديد.
  • إذا لم تُعالج الكوليرا بسرعة، يمكن أن تكون النتائج قاتلة خلال ساعات في أكثر من 50% من المصابين وذلك بسبب الجفاف الحاد.
  • في الأشخاص الذين يتلقون العلاج، تهدأ أعراض الكوليرا عادة في غضون 3 إلى 6 أيام.
  • يصبح معظم الأشخاص خاليين من البكتيريا في غضون أسبوعين. وتبقى البكتيريا لدى عدد قليل من الأشخاص إلى أجل غير مسمى دون التسبب في أعراض، ​​ويطلق على هؤلاء الأشخاص اسم حاملي البكتيريا.

تشخيص الكوليرا:-

  1. إكلينيكيا بالأعراض والعلامات السريرية.
  2. معمليا وقد يتم التشخيص من خلال:
  •  عمل مزرعة بكتيرية من البراز أو باستخدام مسحة من المستقيم أو القيء ويتم عزل البكتيريا المسببة. 
  • تقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) :لزيادة كمية المادة الوراثية (DNA) للبكتيريا حتى يمكن اكتشاف البكتيريا بشكل أسرع.
  • كما يتم إجراء فحوصات الدم والبول لتقييم الجفاف ووظائف الكلى.

اقرأ أيضاً:فوائد اوميجا 3

طرق علاج الكوليرا:-

العلاج الرئيسي للكوليرا هو إعادة ترطيب الجسم ويشمل ذلك:

1. استبدال السوائل: استخدام محاليل الإماهة الفموية oral rehydration salts وهي تتكون من خليط محدد من الجلوكوز وكلوريد الصوديوم وكلوريد البوتاسيوم وسترات ثلاثي الصوديوم، يتم إعطاء هذا المحلول من خلال أنبوبة يتم إدخالها من خلال الأنف إلى المعدة. بعد تعويض السوائل الكافية لتخفيف الأعراض، يجب على الأشخاص شرب ما يكفي على الأقل من محلول الملح لتعويض السوائل التي فقدوها بسبب الإسهال والقيء. كما يستخدم في حالات الجفاف الشديدة المحلول الوريدي القلوي المكون من كلوريد الصوديوم.

2. المضادات الحيوية: قد تُستخدم لتقليل مدة الأعراض مثل التتراسيكلين خلال اليوم الأول من العلاج عادة ما يقصر من فترة الإسهال ويقلل من كمية فقد السوائل.

كيفية الوقاية من الكوليرا:-

تتضمن الوقاية من الكوليرا اتخاذ تدابير صحية أساسية:

1. مياه الشرب: تأمين مصدر مياه آمنة وصحية.

2. الصرف الصحي: تحسين مرافق الصرف الصحي والحمامات.

3. النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون.

4. تثقيف المجتمع: نشر الوعي حول طرق انتقال المرض وأهمية الوقاية.

5. تجنب تناول الخضراوات غير المطبوخة والمأكولات البحرية النيئة مثل السوشي.

6.التخلص من النفايات البشرية بشكل مناسب.

اقرأ أيضاً:الكوليسترول

لقاحات الكوليرا:-

الولايات المتحدة توفر لقاح الكوليرا (Vaxchora) للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 64 عامًا إذا كانوا مسافرين إلى مناطق تنتشر فيها الكوليرا. يؤخذ عن طريق الفم بجرعة واحدة. ومع ذلك من غير المعروف ما إذا كان هذا اللقاح فعالاً لأكثر من 3 إلى 6 أشهر.

تتوفر ثلاثة لقاحات أخرى للكوليرا خارج الولايات المتحدة (دوكورال، شانتشول، ويوفيشول). توفر هذه اللقاحات حماية بنسبة 60 إلى 85٪ لمدة 2 إلى 3 سنوات. تؤخذ هذه اللقاحات عن طريق الفم على جرعتين. يوصى بالجرعات المعززة بعد عامين للأشخاص الذين لا يزالون معرضين لخطر الإصابة بالكوليرا.

(1)https://www.britannica.com/science/cholera#ref253247.

(2)https://www.msdmanuals.com/home/infections/bacterial-infections-gram-negative-bacteria/cholera#Diagnosis_v38705893.

(3)https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/cholera.

What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

التهاب الزائدة الدودية

ما هو مرض الزُهري