د مونيكا وديع
انتفاخ البطن هو الشعور بعدم الراحة في منطقة البطن، حيث يبدو كأنها ممتلئة أو منتفخة، وقد يكون مصحوبًا بضغط داخلي أو شعور بالامتلاء المفرط. هذا الإحساس قد يظهر بدون تغيّر ظاهر في شكل البطن، أو قد يرافقه تضخم مرئي في بعض الأحيان.
تعتبر هذه الحالة شائعة للغاية، حيث تشير الدراسات إلى أن أكثر من 30% من الناس يعانون منها بشكل دوري، و90% من المصابين بمتلازمة القولون العصبي (IBS) يشتكون منها.
أسباب انتفاخ البطن
يمكن تصنيف أسباب انتفاخ البطن إلى فئتين: أسباب شائعة وظيفية، وأسباب عضوية تستدعي اهتمامًا طبيًا.
أولًا: الأسباب الشائعة (الوظيفية)
- انتفاخ بسبب الغازات: يتراكم الغاز نتيجة تناول بعض الأطعمة التي يصعب هضمها، ابتلاع الهواء أثناء الأكل السريع، أو شرب المشروبات الغازية.
- اضطرابات القولون العصبي (IBS): غالبًا ما يصاحبها شعور بالانتفاخ نتيجة التهابات القولون واضطرابات في حركة الأمعاء أو حساسية داخلية لبعض أنواع المأكولات.
- سوء هضم الكربوهيدرات، مثل الأطعمة التى تسمى بالنظام الغذائي FODMAPs وهو مجموعة من الكربوهيدرات قصيرة السلسلة التي يتم امتصاصها بشكل سيئ في الأمعاء الدقيقة ويمكن أن تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والغازات وآلام البطن لدى بعض الأفراد ومن ضمن هذه الأطعمة القمح والبصل والثوم والبقوليات والحبوب ومنتجات الالبان واحيانا السكر الأحادي الموجود بالفاكهة والعسل.
- الإمساك: يؤدي إلى تراكم الغازات والسوائل داخل الأمعاء، مما يسبب الانتفاخ والامتلاء والشعور بالثقل.
- احتباس الماء في الجسم، خاصة بين النساء قبل الدورة الشهرية نتيجة لاختلاف مستويات الهرمونات بالجسم، وأيضاً احتباس الماء قد يكون بسبب ارتفاع نسبة الأملاح بالطعام، يمكن أن يسبب ذلك انتفاخ البطن أيضًا.
ثانيًا: الأسباب العضوية أو المرضية
- فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO): نمو غير طبيعي للبكتيريا فيزداد نمو بعض الأنواع ويقل نمو أنواع أخرى فيسبب اختلال التوازن البكتيري داخل الأمعاء ينتج عنه غازات وانتفاخ البطن ويصاحبه ألم بالبطن.
- تأخر إفراغ المعدة (Gastroparesis): وذلك قد يكون بسبب شلل في بعض أجزاء من الأمعاء أو بطء في حركة الأمعاء يتسبب في تجمع الطعام والغازات داخل المعدة لفترة أطول.
- بعض العوامل النفسية أو العصبية: كالتوتر والقلق والاكتئاب.
- احتباس السوائل في البطن (ascites): الاستسقاء هو أحد أعراض تليف الكبد، قد يظهر فيها انتفاخ واضح وكبير نتيجة امتلاء البطن بالسوائل ويصاحب ذلك سوء هضم وإمساك ومغص وانتفاخ البطن.
- قصور البنكرياس: وذلك بسبب عدم قدرة البنكرياس على إفراز الإنزيمات الهاضمة بشكل طبيعي فيؤثر ذلك على عملية الهضم مما يسبب انتفاخ البطن.
- أمراض أخرى: مثل مرض السيلياك (وهو مرض مناعي يسبب تفاعل مع الجلوتين الموجود ببعض المأكولات كالقمح والشعير فيحدث انتفاخ البطن) ، سرطان الأمعاء، مرض الجارديا، قصور الغدة الدرقية قد يسبب إمساكاً وبالتالي انتفاخ البطن، أو انسداد جزئي في الأمعاء.
طرق تشخيص أسباب انتفاخ البطن
يعتمد تشخيص أسباب انتفاخ البطن على جمع التاريخ الطبي، والفحص السريري، وتوجيه الفحوص المناسبة حسب احتمال السبب:
- التاريخ المرضي والفحص العام: يتضمن فحص البطن والتأكد من عدم وجود أي تكتلات غير طبيعية أو تراكم سوائل وأيضاً استجواب المريض عن نمط الأعراض، علاقة الانتفاخ بأنواع معينة من الطعام أو الدورة الشهرية، وعلاقته بنمط الحياة كموعد الوجبات والتوتر.
- اختبارات معملية: مثل اختبار التنفس لمرض فرط نمو البكتيريا SIBO، وهو قياس نسبة غاز الهيدروجين والميثان في الزفير بعد تناول محلول الماء والجلوكوز حيث يشير ارتفاع مستويات الغازين إلى فرط نمو البكتيريا. أيضا فحوصات الدم والبول والبراز وسحب عينة من سوائل الأمعاء الدقيقة بالمنظار وفحصها يكشف عن بعض أنواع البكتيريا المسببة لانتفاخ البطن أو الفحص بالتصوير مثل الأشعة السينية أو المقطعية أو الرنين المغناطيسي للبحث عن تضخم أو تليف أو استسقاء.
- دراسة تفريغ المعدة: وهو اختبار لتحديد سرعة تفريغ الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة عن طريق ابتلاع وجبة خفيفة مع نسبة بسيطة من مادة مشعة غير ضارة وتصويرها بكاميرا مختصة وذلك أيضاً في حالات شلل الأمعاء.
طرق علاج انتفاخ البطن
هناك أكثر من اتجاه لعلاج انتفاخ البطن منها:
طرق دوائية وطبية
- عند وجود SIBO: قد يُنصح بالمضادات الحيوية مثل rifaximin وغيرها مثل amoxicillin-clavulanate و ciprofloxacin مع ضرورة التبديل بينهم لتجنب مقاومة البكتيريا، وقد يتبعها نظام غذائي خاص أو مكملات بروبيوتيك.
- في حالات بطء حركة الامعاء: يركز العلاج على تحسين حركة المعدة والأمعاء باستخدام أدوية محفزة لها مع تعديل النظام الغذائي.
- حالات مثل الاستسقاء تتطلب مراقبة السوائل وتلقي مدرات البول أو البزل.
- بعض الأدوية المتوفرة بدون وصفة، مثل مضادات الغازات (Simethicone) أو الإنزيمات الهاضمة في حالات سوء الهضم، والملينات في حالات الإمساك المسبب لانتفاخ البطن، ومضادات التقلصات تُستخدم للتخفيف السريع من اعراض انتفاخ البطن.
وسائل طبيعية للتخلص من الانتفاخ
تغييرات في نمط الحياة
- الأكل ببطء ومضغ الطعام جيدًا للحد من ابتلاع الهواء وتحسين الهضم.
- المشي الخفيف بعد الوجبة (حوالي 10 دقائق أو ما يعادل 1-1000 خطوة) يسرع من التخلص من الغازات.
- ممارسة تمارين خفيفة وتمددات بطنية لمطّ عضلات البطن، قد تسرع التصريف وتريح البطن.
- شرب الماء بانتظام، لتفادي الإمساك واحتباس السوائل.
التغذية والمشروبات
- الفواكه و الخضروات المليئة بالماء والبروبيوتيك: مثل الخيار، التوت، البطيخ، الزبادي، تساعد في تخفيف الانتفاخ وتحسين الهضم.
- الفواكه الغنية بالأنزيمات: مثل الكيوي والأناناس لاحتوائهما على إنزيمات تساعد في الهضم والسوائل وفيتامين C.
- الأعشاب المهدئة: شاي النعناع، والشمر، والزنجبيل لها خصائص مهدئة للأمعاء وتقلل الغازات والامتلاء تزيد من سرعة إفراغ المعدة.
- تناول الألياف تدريجيًا ومع ترطيب كافٍ: يساعد تناول الألياف بشكل تدريجي مصاحب للماء على تجنّب الغازات المفاجئة ولكن من الضروري ألا تزيد الألياف في الأكل أكثر من اللازم لان عند زيادتها قد تسبب انتفاخ البطن.
- اعتماد نظام غذائي منخفض FODMAP تحت إشراف أخصائي تغذية يُظهر فعالية في تخفيف انتفاخ البطن.
- تحديد الأطعمة المسببة، عبر مذكرات طعام لمراقبة رد فعل الجسم، مثل منتجات الألبان أو الأطعمة الغنية بالسكريات أو المعلبات أو البقوليات أو بعض أصناف الخضروات مثل القرنبيط والكرنب والبروكلي.
مكملات طبيعية ونباتية
- بروبيوتيك: مكملات يعاد بها التوازن البكتيري في الأمعاء ويقلّ الانتفاخ عن طريق تقليل نمو البكتيريا المسببة للغازات.
- استخدام الإنزيمات الهاضمة يمكن أن يكون مفيدًا في تقليل الغازات المتشكلة من بعض الأطعمة خاصة في حالات سوء الهضم.
متى ينبغي زيارة الطبيب؟
إذا كان الانتفاخ متكررًا رغم اتباع نظام غذائي متوازن مع العلاج أو مصاحبًا بأعراض مثل ألم شديد، نزول حاد في الوزن، تغيرات غير طبيعية في الأمعاء، أو استسقاء بالبطن، في مثل هذه الحالات يوصى بزيارة الطبيب للفحص والتقييم الكامل.
GIPHY App Key not set. Please check settings