انفصام الشخصية هي حالة نفسية مرضية مزمنة تؤثر على تفكير الشخص وتصرفاته وعلاقته بمن حوله، كما يتضمن الانفصام عدم إدراك الواقع بما في ذلك الهلوسة والأوهام وعدم اعتراف المريض بالأعراض.
ما هو انفصام الشخصية؟
انفصام الشخصية هو اضطراب دماغي مزمن، عندما يكون نشطاً فإنه يؤثر على المشاعر والتصرفات والأفكار وقد يؤدي إلى عدم انتظام الكلام والأفكار كذلك مزيج من الهلاوس والأوهام، تتضمن الهلاوس رؤية وسماع أشياء لا يراها أو يسمعها الأخرون، بينما الأوهام هي معتقدات غير حقيقية مترسخة لدى الشخص المريض، تجعل هذه الأعراض الحياة اليومية للمصابين صعبة وغير مستقرة.
تتحسن الأعراض مع العلاج بشكل واضح، يحتاج المريض إلى الاستمرار في العلاج مدى الحياة ويشمل ذلك إستخدام الأدوية والعلاج النفسي بالكلام وتعلم كيفية التعايش مع الأعراض وممارسة الحياة اليومية.
في معظم الحالات لا يتعرف المرض على أعراضه مما يؤدي أعراض أكثر حدة واللجوء إلى الإقامة في المستشفيات، على عكس الحالات المكتشفة مبكراً.
ما مدى شيوع مرض انفصام الشخصية؟
يعتبر المرض شائعاً إلى حد ما فقد يصيب 221 فرداً بين كل 100000 فرد على مستوى العالم.
أسباب انفصام الشخصية
الأسباب الأكيدة لمرض انفصام الشخصية غير معروفة إلى الآن ولكن هناك العديد من العوامل والمؤثرات الداخلية والخارجية التي تزيد من خطر الإصابة بمرض انفصام الشخصية والتي قد تشمل:
- العوامل الجينية
ينتشر مرض انفصام الشخصية بين العائلات، يعتقد العلماء أن تركيبة معينة من الجينات المورثة قد تجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالمرض ولا يعتقد أن جيناً واحداً هو المسؤول عن ذلك، لكن توارث هذه الجينات لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض حيث يعتمد ذلك أيضاً على العديد من المؤثرات والمحفزات البيئية المختلفة مثل مكان المعيشة وغيرها.
- الاختلافات الكيميائية للمخ
تشير بعض الأبحاث إلى وجود اختلاف في كميات النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين عند الأشخاص المصابين بانفصام الشخصية لذلك قد تستخدم الأدوية التي تقلل نسبة الدوبامين في علاج أعراض انفصام الشخصية عند بعض الحالات.
- المضاعفات أثناء الحمل والولادة
مثل: انخفاض الوزن عند الولادة، نقص الأكسجين (الاختناق)، الولادة المبكرة، قد يكون لهذا تأثير في على نمو المخ.
- أحداث الحياة المجهدة
وهي من أهم المحفزات النفسية للفصام مثل: فقدان الوظيفة أو المنزل، موت شخص مقرب، التعرض للإساءة الجسدية أو الجنسية أو العاطفية، الطلاق، في بعض الأحيان تسبب هذه الأحداث الصدمة التي تؤدي للفصام.
- تعاطي المخدرات والكحوليات
تعاطي المخدرات، وخاصة القنب أو الكوكايين أو عقار إل إس دي أو الأمفيتامينات يزيد من خطر الإصابة بانفصام الشخصية والأمراض المماثلة كما يؤدي إلى تفاقم الأعراض عند الأشخاص المصابين فعلاً بالمرض.
كما يؤثر التدخين وشرب الكحول على عمل الأدوية في معالجة الأعراض.
اقرأ أيضا: اضطراب الوسواس القهري أسبابه وأعراضه و3 طرق للعلاج.
اعراض انفصام الشخصية
تنقسم اعراض انفصام الشخصية إلى:
أعراض مبكرة
تظهر هذه الأعراض في سنوات المراهقة أو أوائل العشرينات من العمر، من الصعب التعرف أو تمييز هذه الأعراض على أنها بداية لمرض انفصام الشخصية وذلك لأنها قد تعد من المشاكل الطبيعية للمراهقين في هذا العمر وقد تشمل:
- العزلة الاجتماعية.
- تغيرات مستمرة في الحالة الاجتماعية.
- صعوبة في التركيز.
- مشاكل النوم.
- التهيج والانفعال والقلق المستمر.
- صعوبات في الأداء التعليمي.
- الشك الغامض والأفكار الغريبة.
- الشعور بالاختلاف عن الآخرين والتقليل من الذات.
عندما تتقدم الأعراض يتم تقسيمها إلى أعراض إيجابية، أعراض سلبية والأعراض المعرفية والإدراكية.
الأعراض الإيجابية
هي الأعراض التي تضاف إلى الفرد المصاب ولا تكون موجودة بشكل طبيعي لدى الأفراد غير المصابين بانفصام الشخصية وتشمل:
- الهلوسة وهي رؤية أو سماع أو شم أشياء من صنع خيالك لا يختبرها الأشخاص من حولك.
- الأوهام وهي عندما يؤمن المصاب بأفكار غير واقعية ولا وجود لأي دليل عليها.
- جنون الارتياب هو نقص الثقة في الأشخاص المحيطين بشكل كبير، يعتقد المريض أنه يتعرض للاضطهاد أو المطاردة.
- التصلب العضلي: يتوقف المريض عن الحركة والكلام تماماً لفترة طويلة.
الأعراض السلبية
هي الأعراض التي تشمل غياب السلوكيات المعتادة وهي:
- الاستجابة العاطفية الغريبة للمواقف.
- عدم القدرة على التعبير عن المشاعر.
- التحدث بجمل وكلمات لا معنى لها، ويسمى بالكلام غير المنظم.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
- نسيان أو فقدان الأشياء.
- فقدان الاهتمام أو الإثارة بالحياة.
- تكرار الحركات أو الإيماءات، مثل المشي في دوائر.
- وجود مشاكل في فهم المشاهد والأصوات والمشاعر اليومية.
الأعراض الإدراكية
تسمى أيضا بالأعراض المعرفية، سيواجه المريض مشكلة في استقبال المعلومات وفهمها واستخدامها في اتخاذ القرارات ويعرف بالأداء التنفيذي وقد تشمل الأعراض:
- مشاكل في الذاكرة.
- صعوبة في التركيز على أمر معين.
- تشتت الإنتباه.
تختلف الأعراض في شدتها ونوعها من شخص إلى آخر فقد تتفاقم الأعراض في حالات الضغط النفسي المتزايد واستخدام المخدرات وعدم الانتظام في استخدام الأدوية.
اقرأ أيضا: اعرف أكثر عن التوحد..أسبابه..علاجه..لوعي وحياة أفضل.
أنواع انفصام الشخصية
تقسم انواع انفصام الشخصية على هيئة طيف من الحالات تشمل:
- اضطراب الشخصية الفصامي.
- اضطراب الوهم.
- الاضطراب الذهاني القصير.
- اضطراب الفصام العاطفي.
طريقة تشخيص انفصام الشخصية
يتم التشخيص عن طريق الطبيب بمساعدة الأشخاص المحيطين بالمريض مثل أسرته وأصدقائه وذلك للتعرف على الأعراض النفسية والاضطرابات السلوكية من خلال ملاحظة الأفعال، كما سيتم طرح بعض الأسئلة والقيام ببعض التحاليل لاستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض.
وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، يتطلب تشخيص مرض انفصام الشخصية ما يلي:
- وجود اثنين على الأقل من الأعراض الخمسة الرئيسية.
- استمرار الأعراض لمدة شهر واحد على الأقل.
- تأثير الأعراض على العمل والعلاقات الاجتماعية (الودية أو الرومانسية أو المهنية) .
الاختبارات المطلوبة
تستخدم الاختبارات لاستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض.
- اختبارات التصوير: التصوير المقطعي (CT) والرنين المغناطيسي (MRI) لاستبعاد السكتة الدماغية وإصابات الدماغ والأورام وغيرها.
- اختبارات الدم والبول والسائل النخاعي (البزل الشوكي) لمتابعة التغيرات الكيميائية في سوائل الجسم لاستبعاد التسمم مثل تسمم المعادن الثقيلة.
- اختبار نشاط الدماغ (مخطط كهربية الدماغ) (EEG) يمكن أن يساعد هذا الاختبار في استبعاد حالات مثل الصرع.
علاج انفصام الشخصية
يتضمن علاج انفصام الشخصية العلاج بالأدوية وتقنيات إدارة الذات والتعايش وغيرها وتشمل:
- أدوية مضادات الذهان: تقلل من استخدام الدماغ لبعض النواقل العصبية.
- يمكن وصف بعض الأدوية الأخرى لعلاج الآثار الجانبية للأدوية مثل الرعشة.
- العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي لعلاج أعراض مثل الاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات.
- العلاج بالصدمات الكهربائية.
إعادة التأهيل والعيش مع مرض انفصام الشخصية
يساعد العلاج العديد من المرضى المصابين بانفصام الشخصية على عيش الحياة الطبيعية مثل باقي الأفراد.
بعد السيطرة على الأعراض الأساسية للفصام، يجب أن يستمر المريض في استخدام أنواع مختلفة من العلاج لمساعدة في تحسين حياتهم ومنع ظهور الأعراض مرة أخرى.
يمكن أن يساعد العلاج والدعم النفسي الاجتماعي والعلاج السلوكي المعرفي الأشخاص على تعلم المهارات الاجتماعية المفقودة، والتعامل مع القلق والتوتر، والتحذير المبكر لحالات الانتكاس وكذلك التأقلم مع المجتمع.
يعد دعم الأسرة مهماً لمرضى انفصام الشخصية لمتابعة حياتهم والتأقلم مع المحيطين بهم، يجب أن تكون الأسرة مثقفة وواعية بشأن المرض وعلى دراية بكيفية التعامل مع العقبات والانتكاسات التي تواجه المريض.
تقدم منظمات عديدة الموارد والدعم اللازم للأفراد المصابين بالفصام والأمراض العقلية الأخرى وأسرهم.
التفاؤل عامل مهم فيجب على المرضى وأسرهم والأطباء المتخصصين أن يدركوا أن التحديات يمكن معالجتها، وأن المرضى لديهم العديد من نقاط القوة الشخصية التي يمكن الاتكاء عليها والتي يجب الاعتراف بها ودعمها لمساعدة المريض.
اقرأ أيضاً: النرجسي الخفي و7 علامات لتكشف تخفِّيه.
المراجع
- https://www.nhs.uk/mental-health/conditions/schizophrenia/causes/
- https://www.mind.org.uk/information-support/types-of-mental-health-problems/schizophrenia/causes/#DrugAndAlcoholUse
- https://www.healthline.com/health/schizophrenia#symptoms
- https://www.webmd.com/schizophrenia/mental-health-schizophrenia
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4568-schizophrenia
- https://www.psychiatry.org/patients-families/schizophrenia/what-is-schizophrenia
GIPHY App Key not set. Please check settings