
ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟
بِطانة الرحِم المهاجرة تحدث عندما ينمو نسيج مشابه للنسيج الذي يبطن الرحم خارج الرحم.
يعمل هذا النسيج كنسيج الرحِم الطبيعي أثناء الدورة الشهرية، يتفكك وينزف في نهاية الدورة. قد تلتهب المناطق المحيطة أو تتورم. تعتبر المبايض من أشهر الأماكن التي تصاب ببطانة الرحِم المهاجرة.
أنواع بطانة الرحم المهاجرة
يُمكن تصنيف بطانة الرحِم المهاجرة إلى أربعة أنواع رئيسية:
- بطانة الرحم المهاجرة السطحية:
الغشاء البريتوني هو غشاء رقيق يُبطّن البطن والحوض. كما أنه يُغطي معظم الأعضاء في هذه التجاويف. في هذا النوع، يلتصق نسيج بطانة الرحِم بالغشاء البريتوني. وهذا هو الشكل الأقل حدة.
- أورام بطانة الرحم:
تُسمى أيضًا أكياس الشيكولاتة، وهي أكياس داكنة مملوءة بالسوائل. تتفاوت في الحجم ويمكن أن تظهر في أجزاء مختلفة من الحوض أو البطن، ولكنها أكثر شيوعًا في المبايض.
- بطانة الرحم المهاجرة العميقة:
في هذا النوع، يغزو نسيج بطانة الرحِم الأعضاء. يمكن أن يشمل ذلك المبايض والمثانة والأمعاء. وهو نادر، ولكن في بعض الأحيان القليلة يُمكن أن تُسبب كمية كبيرة من النسيج الندبي التصاقًا بالأعضاء مما يجعلها عالقة في مكانها. تُسمى هذه الحالة بتجمد الحوض.
- بطانة الرحم المهاجرة في جدار البطن:
في بعض الحالات، قد تنمو أنسجة بِطانة الرحِم على جدار البطن. قد تلتصق هذه الخلايا بشق جراحي، كما هو الحال في عملية الولادة القيصرية.
أسباب بطانة الرحم المهاجرة
حتى الآن لم يتوصل الأطباء لمعرفة سبب محدد لبِطانة الرحم المهاجرة، لكن توجد بعض النظريات:
- يعتقد بعض الخبراء أن دم الحيض الذي يحتوي على خلايا بِطانة الرحِم قد يرجع عبر قناتي فالوب إلى تجويف الحوض، حيث تلتصق هذه الخلايا ببعض الأعضاء. وهذا ما يُسمى بالحيض الرجعي.
- قد تلعب الجينات دورًا أيضًا. حيث تكون السيدة أكثر عرضة للإصابة ببطانة الرحِم المهاجرة إذا كانت والدتها أو أختها مصابة بهذه الحالة.
- تحول الخلايا البريتونية: يعتقد الأطباء أن الهرمونات أو الأمراض المناعية تعزز تحول الخلايا البريتونية إلى خلايا شبيهة ببطانة الرحم.
- تحول الخلايا الجنينية: قد تحوّل الهرمونات مثل الإستروجين الخلايا الجنينية – الخلايا في المراحل المبكرة من النمو – إلى غرسات خلايا شبيهة ببطانة الرحم خلال فترة البلوغ.
- نقل خلايا بطانة الرحم: قد تنقل الأوعية الدموية أو سوائل الأنسجة (الجهاز اللمفاوي) خلايا بِطانة الرحم إلى أجزاء أخرى من الجسم.
عوامل خطر الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة
هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة مثل:
- التاريخ المرضي العائلي.
- مؤشر كتلة الجسم المنخفض.
- الدورة الشهرية القصيرة (بفاصل أقل من 28 يومًا بين بداية كل دورة شهرية والأخرى).
- إذا كانت الدورة الشهرية غزيرة تستمر لأكثر من أسبوع.
- إذا كانت بداية الدورة الشهرية في سن صغيرة جداً.
- إذا كان انقطاع الطمث في سن متقدمة.
- السيدات اللاتي لم ينجبن أبداً.
- السيدات اللاتي لديهن مستويات عالية من هرمون الإستروجين.
أعراض بطانة الرحم المهاجرة

قد تشكو المريضات ببطانة الرحم المهاجرة من أي من الأعراض التالية:
- ألم الظهر أثناء الدورة الشهرية.
- تقلصات حادة في الدورة الشهرية.
- نزيف غير طبيعي أو غزير أثناء الدورة الشهرية.
- ألم أو دم في البراز أو البول، خاصةً أثناء الدورة الشهرية.
- إسهال أو إمساك.
- ألم أثناء الجماع.
- إرهاق مستمر.
- صعوبة في الحمل.
لا تعكس الأعراض بالضرورة شدة الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة.
تشخيص بطانة الرحم المهاجرة
يشتبه الطبيب في الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة بناءً على الأعراض. لتأكيد التشخيص، يُمكنه إجراء الفحوصات التالية:
- فحص الحوض: قد يتمكن الطبيب من الشعور بأكياس أو ندوب خلف الرحم.
- فحوصات التصوير: باستخدام الموجات فوق الصوتية، أو التصوير بالأشعة المقطعية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صور مُفصلة للأعضاء الداخلية.
- تنظير البطن: باستخدام منظار البطن الجراحي يتمكن الطبيب من رؤية مكان وحجم الإصابات. عادةً ما تكون هذه هي الطريقة الوحيدة لتأكيد الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة.
- الخزعة: يأخذ الطبيب عينة من الأنسجة، ويتم فحصها تحت المجهر لتأكيد التشخيص.
مراحل بطانة الرحم المهاجرة
وفقاً لمقياس الجمعية الأمريكية للطب التناسلي، يمكن تقسيم الحالة إلى أربع مراحل:
- المرحلة الأولى أو البسيطة جداً:
تظهر فيها بعض الغرسات الصغيرة. قد توجد على الأعضاء أو على الأنسجة المبطنة للحوض أو البطن. تكون الندبات قليلة أو معدومة. - المرحلة الثانية أو البسيطة:
تظهر فيها الغرسات أكثر من المرحلة الأولى. كما أنها أعمق في الأنسجة، وقد يكون هناك بعض الندبات. - المرحلة الثالثة أو المتوسطة:
تظهر فيها العديد من الغرسات العميقة. قد تظهرأيضًا أكياس صغيرة على أحد المبيضين أو كليهما، بالإضافة إلى شرائط سميكة من الندبات تُسمى الالتصاقات. - المرحلة الرابعة أو الشديدة:
وهي الأكثر انتشارًا. تظهر فيها العديد من الغرسات العميقة والالتصاقات السميكة. توجد أيضًا تكيسات كبيرة على أحد المبيضين أو كليهما.
مضاعفات بطانة الرحم المهاجرة
تواجه حوالي نصف المصابات ببطانة الرحم المهاجرة صعوبة في الحمل والإنجاب. اعتمادًا على مكان نمو الأنسجة الزائدة، يمكن أن تُسبب بطانة الرحم مشاكل في أعضاء أخرى مثل:
- الأمعاء والمثانة: قد تؤدي إلى وجود دم في البراز أو البول.
- الكلى: قد يُسبب ذلك تورمًا.
- الحجاب الحاجز أو الرئتين: قد يؤدي ذلك إلى صعوبة في التنفس أو ألم في الصدر وذلك إذا أصابت بطانة الرحم المهاجرة تجويف الصدر.
- يمكن أن يؤثر ألم بطانة الرحم الشديد على جودة الحياة. قد يعاني بعض الأشخاص من القلق والاكتئاب.
- قد تزيد بطانة الرحم المهاجرة من خطر الإصابة بسرطان المبيض أو نوع آخر من السرطان يُسمى السرطان الغُدّي المرتبط ببطانة الرحم. لكن احتمالات الإصابة بالسرطان بسبب بطانة الرحم المهاجرة ضئيلة للغاية.
علاج بطانة الرحم المهاجرة
حتى الآن لا يوجد علاج محدد لبطانة الرحم المهاجرة. عادةً ما تشمل العلاجات الجراحة أو الأدوية. قد تحتاج المريضة إلى تجربة علاجات مختلفة للعثور على ما يساعدها على الشعور بتحسن.
- مسكنات الألم:
مثل الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (الإيبوبروفين). - الهرمونات:
يُقلل العلاج الهرموني من كمية هرمون الإستروجين التي يُنتجها الجسم، ويمكن أن يُوقف الدورة الشهرية. يُساعد هذا على تقليل النزيف، وبالتالي تقليل الالتهاب والتندب وتكوين الأكياس. تشمل الهرمونات الشائعة حبوب منع الحمل، واللصقات، والحلقات المهبلية. - الجراحة:
لإزالة أكبر قدر ممكن من الأنسجة المصابة لتخفيف الأعراض. - موانع الحمل المحتوية على البروجستين فقط.
العلاجات المنزلية لألم بطانة الرحم المهاجرة
التقنيات التالية قد تساعد في تخفيف الألم وأعراض بطانة الرحم المهاجرة الأخرى.
- الحرارة:
يمكن أن يساعد الاستحمام بماء دافئ أو وضع وسادة تدفئة أو قربة ماء ساخن على أسفل البطن على استرخاء عضلات الحوض المتقلصة وتخفيف الألم. - تدليك الحوض:
قد يخفف تدليك الحوض وأسفل الظهر الألم المرتبط ببطانة الرحم المهاجرة. - مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية:
مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) المتوفرة دون وصفة طبية. - التغييرات الغذائية:
مثل تقليل استهلاك اللحوم الحمراء، ومنتجات الألبان، والسكريات. وزيادة تناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة. - الراحة:
قد يساعد أخذ بضع دقائق من الراحة خلال النهار، مثل ممارسة التنفس العميق أو المشي، على تقليل التوتر. كما أن الحصول على قسط كافٍ من النوم أمر بالغ الأهمية. - المكملات العشبية:
قد تساعد بعض المكملات العشبية في تقليل أعراض بطانة الرحم المهاجرة. - أحماض أوميجا 3 الدهنية:
أشارت بعض الأبحاث إلى أن أحماض أوميغا 3 الدهنية قد تساعد في منع تكوّن الأنسجة التي تُميّز بطانة الرحم. تحتوي الأسماك الدهنية، مثل السلمون، على هذه الأحماض، كما توجد بعض المصادر النباتية والحيوانية. ويُمكن تناولها كمكمل غذائي يومي. - ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة:
تُساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على إفراز الإندورفين. هذه الهرمونات التي تسبب الشعور بالسعادة تُساعد على تخفيف الألم.
المصادر
https://www.medicalnewstoday.com/articles/321402
https://www.healthline.com/health/thoracic-endometriosis#faq
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/endometriosis/diagnosis-tr eatment/drc-20354661
https://www.webmd.com/women/endometriosis/endometriosis-causes-symptoms-treatment
GIPHY App Key not set. Please check settings