التهاب اللوزتين هو التهاب يصيب اللوزتين، وهما كتلتان من الأنسجة بيضاوية الشكل في الجزء الخلفي من الحلق، حيث توجد لوزة على كل جانب. غالبًا ما يكون الالتهاب ناتجًا عن عدوى فيروسية شائعة، إلا أن العدوى البكتيرية قد تكون مسؤولة عن التهاب اللوزتين أيضًا.
نظرًا لأن تحديد السبب يلعب دورًا أساسيًا في اختيار العلاج المناسب، فمن الضروري تشخيص الحالة بسرعة ودقة. على الرغم من أن استئصال اللوزتين كان إجراءً شائعًا في الماضي لعلاجها، إلا أنه يُجرى حاليًا فقط في الحالات المتكررة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى أو عندما يؤدي الالتهاب إلى مضاعفات خطيرة.
ما هو التهاب اللوزتين؟
يشير مصطلح التهاب اللوزتين إلى العدوى التي تصيب اللوزتين، وهما مجموعتان من الأنسجة تقعان في الجزء الخلفي من الحلق، وتعملان كحاجز يلتقط الجراثيم ويمنع دخولها إلى الجهاز التنفسي. كذلك تفرزان أجسامًا مضادة تساعد في محاربة العدوى.
يُعد التهاب اللوزتين من الأمراض الشائعة، خاصة لدى الأطفال.
ويمكن تصنيفه إلى:
- التهاب اللوزتين الحاد: يستمر لعدة أيام.
- التهاب اللوزتين المزمن: يستمر لفترات طويلة، ويعود بشكل متكرر.
- التهاب اللوزتين المتكرر: يتكرر أكثر من مرة خلال العام.
قد تتعرض اللوزتان لعدوى بكتيرية أو فيروسية في بعض الحالات، مما يؤدي إلى انتفاخهما والتهابهما، وقد تحدث مضاعفات لعدم التدخل بالعلاج المناسب، وأحيانا يلجأ الطبيب إلى استئصال اللوزتين.
اقرأ أيضا: الالتهاب الرئوي(pneumonia).
أسباب التهاب اللوزتين
أسباب التهاب اللوزتين ناتج عن تعرض الغشاء المخاطي للحلق واللوزتين للهجوم من كائنات دقيقة ممرضة، والتي تكون غالبًا من البكتيريا أو الفيروسات.
تُعد اللوزتان خط الدفاع الأول لجهاز المناعة ضد الفيروسات والبكتيريا التي تدخل الفم، مما يجعلها أكثر عرضة للعدوى والالتهابات وتنقسم العدوى إلى:
- عدوى بكتيرية: غالبًا ما تكون بسبب البكتيريا العقدية.
- عدوى فيروسية: تسببها فيروسات مثل:
- الفيروس الغدي.
- فيروس الإنفلونزا.
- فيروس إبشتاين– بار.
- فيروس نظير الإنفلونزا.
- الفيروس المعوي.
- فيروس الهربس البسيط.
أعراض التهاب اللوزتين
تبدأ أعراض التهاب اللوزتين بالظهور بعد عدة أيام، حيث تتمثل في التهاب الحلق، وصعوبة في البلع، وارتفاع درجة الحرارة، وتضخم الغدد الليمفاوية على جانبي الرقبة، وصداع. تستمر العدوى لمدة حوالي خمسة أيام، وعند الكبار يمكن أن يصاحب التهاب اللوزتين أعراض مثل الغثيان، المغص، التقيؤ.
تنتقل عدوى التهاب اللوزتين بين الأطفال غالباً في المدرسة نتيجة الاختلاط بالآخرين، ويجب زيارة الطبيب عند ظهور هذه الأعراض:
- ظهور تقرحات، واحمرار اللوزتين، وانتفاخهما مع ظهور طبقة بيضاء أو صفراء.
- انتفاخ الغدد في منطقة العنق والحلق.
- رائحة الفم الكريهة.
- ارتفاع درجة الحرارة فوق 38 درجة مئوية (حمى).
- صعوبة في البلع والتنفس.
- بحة الصوت.
- فقدان الشهية.
- سيلان اللعاب بسبب صعوبة البلع أو حدوث ألم عند البلع.
- صداع وألم في المعدة والرقبة.
اقرأ أيضا: الجيوب الانفية.
مضاعفات التهاب اللوزتين
تتناسب مضاعفات التهاب اللوزتين مع شدة العدوى. يمكن أن يتسبب الالتهاب المتكرر أو المزمن في حدوث مضاعفات مثل:
- صعوبة التنفس أثناء النوم.
- التهاب الأنسجة الخلوية حول اللوزتين.
- تجمع الصديد خلف اللوزتين.
العدوى العقدية
إذا لم يتم علاج التهاب اللوزتين الناتج من البكتيريا العقدية، أو في حالة عدم استكمال العلاج بالمضادات الحيوية، فإن الطفل قد يتعرض لمخاطر أكبر للإصابة بمضاعفات نادرة مثل:
- الحمى الروماتيزمية، وهي حالة التهابية خطيرة تؤثر على القلب والمفاصل والجهاز العصبي والجلد.
- مضاعفات الحمى القرمزية، وهي عدوى ناتجة عن المكورات العقدية تتميز بظهور طفح جلدي مميز.
- التهاب الكلى.
- التهاب المفاصل التفاعلي الناتج عن العقديات.
كيف يتم تشخيص التهاب اللوزتين؟
يتم تشخيص التهاب اللوزتين في حالة ظهور أعراض التهاب اللوزتين، ويجب استشارة الطبيب المختص. يقوم الطبيب بإجراء عدة فحوصات مثل:
- الفحص السريري.
- أخذ مسحة من اللوزتين بواسطة الطبيب أو فني المختبر، وإرسالها إلى المختبر لتحديد ما إذا كانت العدوى بكتيرية أو فيروسية، لتحديد العلاج المناسب بناءً على ذلك.
- تحليل الدم لقياس عدد كريات الدم البيضاء ومؤشرات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي C.
اقرأ أيضا: أهمية المضادات الحيوية وأضرارها وكيفية استخدامها.
التهاب اللوزتين وارتفاع درجة الحرارة
ترتفع درجة حرارة الجسم أثناء العدوى كجزء من استجابة الجهاز المناعي. تتراوح درجة الحرارة عادة بين 38 و40 درجة مئوية، وقد يصاحبها قشعريرة وتعرق. يحدث ذلك نتيجة إفراز الجسم مواد كيميائية تسمى “السيتوكينات”، التي تحفز الدماغ على رفع درجة الحرارة لمكافحة العدوى.
في حالة الالتهاب البكتيري، قد تكون الحمى شديدة وتستمر لفترة طويلة. أما في حالات الالتهاب الفيروسي، فقد تكون الحمى أقل شدة وتستمر لفترة قصيرة.
من المهم متابعة درجة الحرارة، حتى لا يؤدي ارتفاعها إلى مضاعفات مثل الجفاف والتشنجات الحرارية.
علاج التهاب اللوزتين
يعتمد علاج التهاب اللوزتين على سبب الإصابة، سواء كان بكتيريًا أو فيروسيًا. يشمل العلاج الراحة في الفراش حتى تزول الحمى، مع تجنب الاختلاط بالآخرين لمنع انتقال العدوى، والغرغرة بمحلول ملحي دافئ، وفي حالات التهاب الحلق العقدي الناتج عن البكتيريا العقدية، يتم وصف المضادات الحيوية للوقاية من المضاعفات.
علاج التهاب اللوزتين الفيروسي
في حالة الإصابة بالتهاب اللوزتين الفيروسي، يتم استخدام علاجات داعمة للتخفيف من الأعراض مثل:
- مسكنات الألم.
- خافضات الحرارة.
- أقراص مهدئة لألم الحلق.
يتمكن الجسم أحياناً من محاربة الفيروس تدريجيًا دون الحاجة إلى أدوية محددة.
علاج التهاب اللوزتين البكتيري
إذا كان السبب بكتيريًا، يصف الطبيب:
- مضادًا حيويًا يناسب نوع البكتيريا المسببة للالتهاب.
- أدوية لتخفيف الأعراض المصاحبة مثل مسكنات الألم وخافضات الحرارة.
- وفي الحالات التي تتكرر فيها الإصابة بالتهاب اللوزتين أكثر من 6 مرات في السنة، قد يوصي الطبيب باستئصال اللوزتين.
اقرأ أيضا: أمراض المناعة الذاتية.
أفضل الأدوية المتعلقة لعلاج التهاب اللوزتين
من الأدوية الشائعة لعلاج التهاب اللوزتين:
- بنسيللين (Penicillin).
- أزيثروميسين (Azithromycin).
- سيفادروكسيل (Cefadroxil).
- كلاريثروميسين (Clarithromycin).
ويمكن استخدام أدوية مسكنة ومخدرة لتقليل الألم مثل:
- ليدوكايين هيدروكلوريد (Lidocaine Hydrochloride).
- بنزوكاين (Benzocaine).
اقرأ أيضا: ديكلاك: الحل الفعال لتسكين الآلام.
الوقاية من التهاب اللوزتين
يمكن تقليل احتمال الإصابة بالتهاب اللوزتين من خلال اتباع الإرشادات التالية:
- تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين بالعدوى.
- الحفاظ على نظافة اليدين بشكل مستمر، مثل غسلهما قبل تناول الطعام وبعده، وبعد استخدام الحمام.
- الراحة التامة للطفل المصاب بالتهاب اللوزتين وعدم ذهابه إلى المدرسة إلا بعد مرور 24 ساعة على اختفاء الحرارة.
نصائح للرعاية المنزلية عند التهاب اللوزتين
تعد الرعاية المنزلية عند التهاب اللوزتين مهمة جدا للوقاية من العدوى، وتشمل عدة طرق للحفاظ على صحة الحلق والجهاز التنفسي، ومنها:
1. الاهتمام بالنظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون للحد من انتقال الجراثيم والفيروسات.
2. تجنب الاتصال المباشر مع المصابين: الابتعاد عن الأشخاص الذين يعانون من التهاب اللوزتين أو أي التهابات حلقية أخرى.
3. الابتعاد عن التلوث: تجنب التعرض للهواء الملوث أو المواد الكيميائية التي قد تسبب تهيج الحلق.
4. الترطيب الكافي: شرب كميات مناسبة من الماء للحفاظ على ترطيب الحلق ومنع التهيج.
5. اتباع نظام غذائي متوازن: تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، خاصة فيتامين c، لتعزيز صحة الجهاز المناعي.
6. الراحة والنوم الكافي: الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم لتحسين مناعة الجسم .
اتباع هذه النصائح يمكن أن يسهم في تقليل احتمالية الإصابة بالتهاب اللوزتين.
GIPHY App Key not set. Please check settings