شجرة المورينجا هي البان الزيتي، أو كما تُعرف “بشجرة الحياة والمعجزات” نظرًا لاستخدامها في أزمة الغذاء في أفريقيا، وسُمّيَت أيضًا بغذاء الفقراء وذلك لاحتوائها على العديد من العناصر الغذائية والمعادن ومضادات الأكسدة.
فيوجد في المورينجا ما يُعادل 7 أضعاف (فيتامين سي) الموجود في البرتقال، و٤ أضعاف (فيتامين أ) الموجود في الجزر، وضعف نسبة المغنيسيوم الموجودة في البيض، و١٧ ضعف نسبة (الكالسيوم) الموجود في الحليب، و٩ أضعاف (البروتين) الموجود في الزبادي، و٤ أضعاف (البوتاسيوم) الموجود في الموز، و٩ أضعاف (الحديد) الموجود في السبانخ.
الأصل والنشأة
يُعتقد أن المورينجا نشأت في شمال الهند، ولكنها انتشرت بسرعة إلى مناطق أخرى في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
ويُشار إلى أنه تم استخدامها على مرّ العصور المختلفة في العديد من الثقافات كجزءٍ من النظام الغذائي والعلاجي. فاستخدمها الرومان، والمصريون، واليونانيون في علاج ألم المعدة، والقرحة، وألم المفاصل، وضعف النظر. ومن الجدير بالذكر، أنه تم استخدامها من قِبَل الفراعنة لتحنيط الموتى وحفظ الجثث من التعفّن، وذلك بسبب خصائصها المضادة للبكتيريا والأكسدة.
فوائد المورينجا
تُعتبر عشبة المورينجا من النباتات الغنيّة بالفوائد الصحيّة، مما يجعلها إضافةً قيّمة إلى النظام الغذائي. فما هي أبرز فوائدها؟ وما مدى تأثيرها على صحة الإنسان؟
إليك بعض الفوائد الرئيسية المدعومة بالأبحاث العلمية:
- خفض مستويات السكر في الدم
أظهرت بعض الدراسات التي نُشرت في مجلة الأبحاث المتخصصة بالتغذية (Journal of Ethnopharmacology)، أن تناول 1.5 ملعقة صغيرة (7 غرامات) من مسحوق أوراق المورينجا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر يمكنها خفض مستويات السكر في الدم بنسبة 13.5%، وأن إضافة 50 غرامًا منها إلى وجبة معينة تقلّل من ارتفاع نسبة السكر في الدم بنسبة 21%.
يعتقد العلماء أن هذه التأثيرات ناتجة عن مركبات الإيزوثيوسيانات الموجودة فيها، حيث تبيّن أنها تعزز من فعالية الأنسولين، وتساعد في تقليل امتصاص السكر في الأمعاء بعد تناول الوجبات.
*وتجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب واستشارته عند استخدام هذه العشبة أو أخذها بالتزامن مع أي دواء*
- فوائد المورينجا للرجال
أظهرت بعض الدراسات التي أُجريت في الآونة الأخيرة على أوراق المورينجا وبذورها، أنها تحتوي على مادة الغلوسينولات، وهي مركّبات تساهم في تحسين صحة البروستات بفضل تأثيراتها المضادة للأكسدة والالتهابات، كما أنها تُعتبر نباتًا واعدًا لتعزيز الخصوبة لدى الرجال، لاحتوائها على الزنك ومضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن التي تعزز الصحة وتدعم النشاط البدني.
- فوائد المورينجا للنساء
تُعرف المورينجا أيضًا بـ “عشبة الشباب الدائم”، وذلك لاحتوائها على الزيوت المرطبة التي تساعد في الحفاظ على رطوبة البشرة ونضارتها، ولاحتوائها أيضًا على كميات جيدة من فيتامين (A) والريتينول، حيث يُساعدان في تجديد الخلايا ويُعزّزان من مرونة البشرة.
ناهيك عن ذلك، إنّ احتواءها على مضاداتٍ للأكسدة يجعل لها دورًا فعّالًا في تقليل التجاعيد وعلامات الشيخوخة.
- المورينجا والقولون العصبي
تشتهر أوراقها بأنها غنية بكمية جيدة من الألياف الغذائية، مما يمكن أن يساعد في تحسين الهضم وتنظيم حركة الأمعاء، كما تبيّن أنها تحتوي على مركبات مضادة للالتهابات يمكن أن تساعد في تقليل الالتهابات التي تحدث في الجهاز الهضمي، وبالتالي يمكنها أن تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي (IBS).
- خفض الكوليسترول والمحافظة على صحة القلب
تشير بعض الدراسات إلى أن المورينجا يمكن أن تساهم في زيادة مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) وخفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، مما تساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
*يجدر التنويه على أنه يمكن أن تكون هذه النبتة إضافة جيدة لنظام غذائي يهدف إلى تحسين مستويات الكوليسترول وصحة القلب. ومع ذلك، يُفضل استشارة طبيب أو مختص قبل استخدامها كمكمل غذائي، خاصة للأشخاص الذين يُعانون من حالات صحية معينة أو يتناولون أيّ أدوية.*
- تحسين صحة الدماغ
تُظهرهذه النبتة دورًا فعّالًا في دعم صحة الدماغ، حيث تحتوي على مضادات للأكسدة، مثل: الكويرستين وحمض الكلوروجينيك؛ التي تساعد في حماية خلايا الدماغ من الأضرار، والتي تحارب الجذور الحرة (Free radicals) التي ترتبط بالعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب، والسكري، وبعض أنواع السرطان.
كما تبين أن احتواء المورينجا على العناصر الغذائية مثل فيتامين (C) ومجموعة فيتامينات (B) تساهم في دعم الوظائف العقلية وتحسين الذاكرة والتركيز.
- دعم الصحة النفسية
تساعد هذه العشبة في تنظيم مستويات الهرمونات، وتعزيز إفراز الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، مما يؤدي إلى تحسّن المزاج والنوم وتقليل حالات التوتر والقلق والاكتئاب.
- تعزيز وظائف الكلى
تحتوي هذه العشبة على خصائصَ مُدرّة للبول، مما قد يساعد في تعزيز وظائف الكلى وتسهيل التخلص من السموم والمياه الزائدة من الجسم.
- الحفاظ على صحة العين
تحتوي أوراقها على كميات جيدة من فيتامين A، الذي يُعد ضروريًا لصحة العين ويُساهم في الحفاظ على صحة الشبكية ويعزز الرؤية الليلية.
كيف يتم استخدام المورينجا؟
تستخدم بطرق متعددة، ويمكن الاستفادة منها في عدة أشكال. إليك بعض الطرق الشائعة:
- تُزال البذور من القرون الناضجة حيث يمكن تناولها نيئة، أو مطبوخة كالبازلاء، أو محمّصة مثل المكسرات.
- يمكن طهي الأوراق واستخدامها في السلطات أو الحساء أو كخضارٍ مطبوخة مثل السبانخ.
- يمكن تجفيف الأوراق وطحنها لاستخدامها كالتوابل.
- يمكن تحضير الشاي من الأوراق المجففة، حيث تُنقع في ماء ساخن وتُشرب.
- يمكن استخدام زيت المورينجا في الطهي أو للعناية بالبشرة.
- تتوفر في شكل كبسولات أو مستخلصات بجرعات تتراوح بين 6 إلى 10 جرامات يوميًا عن طريق الفم، تُؤخذ وفقًا للتوجيهات الموجودة على العبوة أو حسب نصيحة الطبيب.
هل يمكن شرب المورينجا يوميًّا؟
نعم يمكن شربها يوميًا، ولكن يُفضّل بدء استخدامها بجرعات صغيرة لمراقبة أي ردود فعل أو حساسية، ويُستحسن استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل البدء في تناولها، خاصة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة أو يتناولون أي أدوية.
متى يبدأ مفعول المورينجا؟
يُفضل استخدامها بانتظام لملاحظة التأثيرات المنتظرة، ويُنصح بالصبر والمراقبة الشخصية؛ لأن مفعولها يمكن أن يختلف من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل منها:
1. شكل الاستخدام.
2. الحالة الصحية.
3. الجرعة.
4. الحالة الغذائية العامة والنمط الحياتي.
أضرار المورينجا
من المهم استخدام هذه النبتة بحذر واعتدال، ومراقبة أي ردود فعل ناتجة، فعلى الرغم من فوائدها العديدة، إلا أن لها بعض الأضرار والآثار الجانبية المحتملة، خاصة عند استخدامها بشكل مفرط أو في ظروف معينة. إليك بعض الأضرار المحتملة:
- قد تسبب في بعض الأحيان اضطرابات في المعدة، مثل الغثيان، أو الإسهال، أو آلام البطن، خاصة عند تناولها بكميات كبيرة.
- يمكن أن تتفاعل مع بعض الأدوية، مثل أدوية السكري أو أدوية الضغط، مما قد يؤثر على مستويات السكر أو ضغط الدم.
- قد يعاني بعض الأشخاص من ردود فعل تحسسية، مثل طفح جلدي أو حكة.
- تحتوي أوراقها على كميات من الأوكسالات، التي قد تساهم في تكوين حصوات الكلى عند الأشخاص المعرضين لذلك.
- المورينجا والحمل والرضاعة
قد تكون آمنة عند استخدامها بحذر في الطهي، ولكن لا يُوصى باستخدامها بكميات كبيرة، حيث يمكن أن تؤثر على مستويات الهرمونات أو تسبب تأثيرات غير متوقعة. فلا يوجد حتى هذه اللحظة معلومات كافية حول استخدامها أثناء الحمل أو الرضاعة.
- المورينجا والغده الدرقيه
هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أنها قد تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية، لذا يُفضل استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من مشاكل في الغدة الدرقية.
- المورينجا والأطفال
بشكل عام، يمكن أن تكون آمنة للأطفال عند استخدامها بحذر وتحت إشراف طبي، ولكن يُفضل عدم تقديمها للأطفال الصغار (دون 2-3 سنوات).
اقرأ أيضًا عن: الأشواجندا.
- المصادر:
- https://www.healthline.com/nutrition/6-benefits-of-moringa-oleifera
- https://www.webmd.com/vitamins/ai/ingredientmono-1242/moringa
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC9916933/
- https://www.fao.org/traditional-crops/moringa/en/
- https://moringatreeoflife.com/%E2%80%8Bnutritional-info#:~:text=Moringa%20has%20them%20all.,Vitamin%20C%20(60%20mg)
- https://www.moringaprojectthailand.com/blogs/news/moringa-oleifera-7-times-more-vitamin-c-than-oranges-and-other-citrus
- https://twobrothersindiashop.com/blogs/food-health/drumstick-benefits-for-male
GIPHY App Key not set. Please check settings