جلطات الدماغ: الأعراض، والأسباب، و4 طرق للعلاج
تُعَدُّ جلطات الدماغ من المشكلات الصحية الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة، بما في ذلك الإعاقة أو الوفاة. فما هو مفهوم جلطات الدماغ، وأنواعها، والأعراض المرتبطة بها، الأسباب المحتملة، ووسائل العلاج والوقاية.
ما هي جلطات الدماغ؟
جلطات الدماغ، أو السكتات الدماغية، تحدث عندما يتعرض جزء من الدماغ لعدم تدفق الدم الكافي، مما يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ. يمكن أن تنقسم الجلطات إلى نوعين رئيسيين:
1.السكتة الدماغية الإقفارية:
تحدث عندما يتم انسداد الشرايين التي تغذي الدماغ، مما يمنع تدفق الدم. يُعتبر هذا النوع الأكثر شيوعاً، حيث يمثل حوالي 87% من جميع حالات السكتة الدماغية.
2.السكتة الدماغية النزفية:
تحدث عندما ينفجر أحد الأوعية الدموية في الدماغ، مما يؤدي إلى تسرب الدم إلى الأنسجة المحيطة. هذا النوع أقل شيوعاً لكنه أكثر خطورة.

أعراض جلطات الدماغ:
تظهر أعراض جلطات الدماغ بشكل مفاجئ، وقد تشمل:
-ضعف أو تنميل: قد يشعر الشخص بضعف أو تنميل في جانب واحد من الجسم، وغالبًا ما يكون ذلك في الوجه أو الذراع أو الساق.
-صعوبة في الكلام: قد يجد الشخص صعوبة في التحدث أو فهم الكلام.
-فقدان التوازن: قد يعاني الشخص من صعوبة في المشي أو فقدان التوازن.
-صداع شديد: يمكن أن يكون الصداع مفاجئًا وشديدًا، ويُعتبر علامة على السكتة الدماغية النزفية.
-مشاكل في الرؤية: قد يواجه الشخص صعوبة في الرؤية في أحد أو كلا العينين.
الأعراض السريرية:
تتميز الجلطات الدماغية بظهور أعراضها بشكل مفاجئ، ومن أهمها:
ضعف أو شلل مفاجئ في جانب واحد من الجسم.
اضطراب في النطق أو صعوبة في الفهم.
فقدان مفاجئ للرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما.
فقدان الاتزان.
صداع شديد ومفاجئ دون سبب واضح.
أسباب جلطات الدماغ:
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث جلطات الدماغ، ومن أهمها:
1.ارتفاع ضغط الدم:
يُعتبر من أكبر عوامل الخطر، حيث يضع ضغطًا إضافيًا على الأوعية الدموية.
2.مرض السكري:
يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مما يزيد من احتمالية حدوث الجلطات.
3.ارتفاع مستويات الكوليسترول:
يمكن أن تؤدي تراكمات الكوليسترول في الشرايين إلى انسدادها.
4.التدخين:
يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية من خلال تأثيره على الأوعية الدموية.
5.السمنة:
تُعتبر الوزن الزائد عامل خطر رئيسي للإصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.
6. تاريخ العائلة:
وجود تاريخ عائلي من السكتات الدماغية يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة.
7. الانفصام القلبي:
بعض الاضطرابات القلبية، مثل الرجفان الأذيني، يمكن أن تؤدي إلى جلطات دموية.
تشخيص جلطات الدماغ (السكتات الدماغية):
هو عملية دقيقة تتطلب استخدام مجموعة متنوعة من الفحوصات والأدوات لتحديد نوع السكتة الدماغية وموقعها ومدى تأثيرها. فيما يلي تفاصيل عملية التشخيص:
1.التاريخ الطبي والفحص البدني:
أ. التاريخ الطبي:
-استفسارات عن الأعراض: يسأل الطبيب المريض أو أفراد الأسرة عن الأعراض التي ظهرت، مثل ضعف العضلات، أو صعوبة في الكلام، أو فقدان التوازن.
-التاريخ الصحي السابق: يُسأل عن وجود حالات صحية سابقة مثل ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري، أو أمراض قلبية وعائية.
ب. الفحص البدني:
-تقييم الوظائف العصبية: يشمل اختبارات لتحديد قوة العضلات، والتنسيق، والتوازن، والقدرة على الكلام.
-علامات الطوارئ: قد تشمل اختبارات بسيطة مثل “ابتسم” أو “رفع ذراعيك” لتحديد وجود أي ضعف أو تنميل.
2.الفحوصات التصويرية:
أ. الأشعة السينية:
– تُستخدم في بعض الحالات لتقييم العظام المحيطة، لكنها ليست الخيار الأول لتشخيص السكتات الدماغية.
ب. الأشعة المقطعية (CT):
-أشعة CT: تُعتبر واحدة من الأدوات الأساسية لتشخيص السكتات الدماغية. تساعد في الكشف عن النزيف في الدماغ أو وجود أي تلف في الأنسجة.
-CT مع تباين**: قد يساعد في تحديد الشرايين المسدودة.
ج. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):
-يُعتبر أكثر دقة من الأشعة المقطعية، ويمكن أن يكشف عن التغيرات الدقيقة في الأنسجة الدماغية. يُفضل استخدامه لتحديد نوع السكتة الدماغية بدقة.
تصوير الأوعية الدموية:
-تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي (MRA) أو تصوير الأوعية الدموية بالأشعة السينية: تُستخدم لتصوير الأوعية الدموية في الدماغ لتحديد أي انسدادات أو تشوهات.
اختبارات الدم:
– تُجرى لاختبار مستويات السكر، والكوليسترول، وقياس وظائف الكبد والكلى. تساعد هذه الاختبارات في تقييم المخاطر العامة لحالة القلب والأوعية الدموية.
4.التقييم العصبي:
– قد يُطلب من متخصصين في الأعصاب (أطباء الأعصاب) إجراء تقييم شامل لحالة المريض. يتضمن ذلك تقييمات متقدمة ومراقبة دقيقة للوظائف العصبية.
5.التشخيص التفريقي:
– قد تحتاج الحالة إلى استبعاد حالات أخرى قد تُظهر أعراضًا مشابهة، مثل:
– نوبات صرع.
– اضطرابات نفسية.
– التهابات في الدماغ.
عوامل الخطر: من هم الأكثر عرضة للإصابة؟
يمكن لأي شخص أن يصاب بسكتة دماغية، ولكن هناك عوامل تزيد من الخطر بشكل كبير، وتنقسم إلى عوامل يمكن التحكم فيها وأخرى لا يمكن التحكم فيها:
عوامل يمكن التحكم فيها:
ارتفاع ضغط الدم: هو عامل الخطر الأهم على الإطلاق.
التدخين: يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية مرتين إلى أربع مرات.
مرض السكري: يزيد من تلف الأوعية الدموية.
ارتفاع الكوليسترول: يؤدي إلى تراكم اللويحات في الشرايين.
السمنة وقلة النشاط البدني: تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
أمراض القلب: خاصة الرجفان الأذيني (الذي يزيد من تكوين الجلطات).
النظام الغذائي غير الصحي: خاصة الأطعمة الغنية بالصوديوم والدهون المشبعة.
عوامل لا يمكن التحكم فيها:
العمر: يزداد الخطر مع التقدم في السن (خاصة بعد 55 عامًا).
التاريخ العائلي: وجود سكتة دماغية سابقة لدى أحد أفراد العائلة.
الجنس: السكتات الدماغية أكثر شيوعًا لدى الرجال، لكنها أكثر فتكًا لدى النساء.
الإصابة بسكتة دماغية سابقة أو نوبة إقفارية عابرة (TIA).
علاج جلطات الدماغ:
يُعتبر علاج جلطات الدماغ (السكتات الدماغية) عملية طارئة تتطلب تدخلاً سريعًا لتقليل الضرر المحتمل. يعتمد نوع العلاج على نوع الجلطة (إقفارية أو نزفية) ومدى سرعة تلقي العلاج.
1.علاج السكتة الدماغية الإقفارية:
أ. الأدوية:
-المضادات التخثرية:
مثل الأسبرين، تُستخدم لمنع تجلط الدم.
-الأدوية المذيبة للجلطات(Thrombolytics): تُعطى في الساعات الأولى بعد ظهور الأعراض، مثل التخصيص العصبي (Alteplase)، وتساعد في إذابة الجلطة واستعادة تدفق الدم.
ب. الإجراءات الطبية:
-الانسداد بالبالون والدعامات: في بعض الحالات، يمكن إدخال قسطرة إلى الأوعية الدموية في الدماغ لإزالة الجلطة.
-عملية إزالة الجلطة: تُجرى في حالات طارئة لإزالة الجلطة من الشرايين.
2.علاج السكتة الدماغية النزفية:
أ. الأدوية:
-الأدوية الخافضة لضغط الدم: تُستخدم للتحكم في ضغط الدم المرتفع الذي قد يؤدي إلى تفاقم النزيف.
-الأدوية المضادة للتشنجات: قد تُعطى للوقاية من نوبات الصرع.
ب. الإجراءات الجراحية:
-توقف النزيف: قد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية لإصلاح الوعاء الدموي الممزق.
-إزالة تجمعات الدم: يمكن إجراء جراحة لإزالة الدم المتجمع في الدماغ.
3.إعادة التأهيل:
بعد استقرار الحالة، قد يحتاج المريض إلى برامج إعادة تأهيل تشمل:
-العلاج الطبيعي: لاستعادة القدرة الحركية.
-العلاج الوظيفي: لتحسين القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
-علاج النطق: لمساعدة المرضى الذين يعانون من صعوبات في الكلام.
4.الوقاية من الجلطات المستقبلية:
يجب على المرضى اتباع خطة علاجية للوقاية من حدوث جلطات جديدة، والتي قد تشمل:
– تناول أدوية وقائية: مثل الأسبرين أو أدوية تخثر أخرى.
– تغيير نمط الحياة: مثل تحسين النظام الغذائي، ممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين.
المصادر:
2.https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/5601-stroke
3.https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/stroke
4.https://www.healthline.com/health/stroke



GIPHY App Key not set. Please check settings