in

حرارة الأطفال: ٥ أخطاء قاتلة في تخفيف الحمى تجنبيها فوراً

Spread the love

حرارة الأطفال تسبب ذعراً للأمهات. اكتشفي الأخطاء الشائعة والخطيرة في تخفيف الحرارة مثل الكحول والكمادات الباردة التي قد تهدد حياة طفلك. دليل موثق علمياً بالدراسات والمراجع لعلاج آمن وفعال.

رؤية طفلك محمومًا، وجبينه ساخن، وجسمه مرتعش، هي واحدة من أكثر اللحظات إرهاقاً ورعباً لأي أم أو أب. في خضم هذا الذعر، يندفع الأهل نحو أي حل يبدو سريعاً لتخفيض الحرارة، متجاهلين في كثير من الأحيان الأسس العلمية للسلامة. ما لا يدركه الكثيرون هو أن بعض “العلاجات” الشائعة ليست فقط غير فعالة، بل قد تكون خطيرة جداً، وتزيد من حالة الطفل سوءاً، بل وربما تهدد حياته.

لماذا تحدث حرارة الأطفال أصلاً؟ الفهم العلمي هو أول خطوة

حرارة الأطفال ليست مرضا في حد ذاتها، بل هي عَرَض و آلية دفاع ذكية قبل أن نحارب العدو

عندما تغزو الجراثيم (البكتيريا أو الفيروسات) الجسم، تطلق خلايا الدم البيضاء مواد كيميائية تسمى “بيروجينات”   وتنتقل هذه المواد إلى الدماغ.

 تقوم البيروجينات برفع درجة الحرارة ونتيجة لذلك، يشعر الجسم بالبرد ويبدأ في الارتعاش وتقليص الأوعية الدموية الطرفية للحفاظ على الحرارة، مما يرفع درجة حرارة الجسم

ارتفاع الحرارة يخلق بيئة غير مناسبة لتكاثر الكثير من الفيروسات والبكتيريا. كما أنه يحفز الجهاز المناعي، ويزيد من إنتاج خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة، مما يجعلها أكثر كفاءة في القضاء على مسبب المرض 

 لذا الحمى صديقة وليست عدوّة. هدفنا ليس “قهر” الحمى وجعل الحرارة 36.5 بأي ثمن، بل تخفيف الانزعاج والإرهاق على الطفل مع السماح لآلية الدفاع الطبيعية بالعمل. التدخلات الخاطئة تعطل هذه الآلية الذكية وتسبب ضرراً أكبر.

القائمة السوداء: ٥ أخطاء في تخفيف حرارة الأطفال تجنبيها تماماً

الخطأ الأول: تخفيف حرارة الأطفال عن طريق استخدام الكحول لفرك جسم الطفل 

لماذا هو شائع؟ يعتقد الناس أن الكحول يتبخر بسرعة، وبالتالي “يسحب” الحرارة معه بفعالية كبيرة.

الضرر العلمي والآلية:
هذه الممارسة خطيرة للغاية ويحذر منها جميع أطباء الأطفال في العالم للأسباب التالية:

  1. السمية والامتصاص عبر الجلد والاستنشاق: 

جلد الأطفال، خاصة عند ارتفاع حرارتهم يكون مسامه مفتوحه، أكثر نفاذية من جلد البالغين. فرك الكحول على مساحات كبيرة من الجسم يؤدي إلى امتصاصه في مجرى الدم. بالإضافة إلى ذلك، يستنشق الطفل أبخرة الكحول. هذا يمكن أن يؤدي إلى تسمم بالكحول

  1. تهيج الجلد والتهابه: الكحول مادة قابضة ومهيجة للجلد الحساس للطفل، وقد تسبب التهاباً وجفافاً واحمراراً.
  2. خطر انخفاض حرارة الجسم المفاجئ والخطير: التبخر السريع للكحول يسبب برودة سطحية سريعة وقاسية للجلد. هذا يمكن أن يؤدي إلى ارتعاش عنيف (Shivering) كرد فعل من الجسم،

البديل الآمن: استخدمي الماء الفاتر (وليس البارد) لمسح جسم الطفل.

الخطأ الثاني: تخفيف حرارة الأطفال عن طريق الكمادات الباردة أو الثلج أو حمامات الماء البارد

لماذا هو شائع؟ التفكير المنطقي الخاطئ: “الحرارة عالية، إذن البرد القوي سيخفضها”.

الضرر العلمي والآلية:
هذا هو أحد أكثر الأخطاء شيوعاً وضرراً. تخيل أن جسمك يشعل المدفأة من الداخل لمحاربة عدوى، وأنت تقف بجانب النافذة مفتوحة في عز الشتاء. ماذا سيفعل الجسم؟ سيشعل المدفأة بقوة أكبر!

  1. انقباض الأوعية الدموية الطرفية (Vasoconstriction): عند وضع كمادات باردة أو ثلج على الجلد، تنقبض الأوعية الدموية في الجلد بشكل فوري كرد فعل للحفاظ على حرارة الجسم. هذا يعني أن الحرارة تُحبَس في الداخل ولا تستطيع الهروب عبر الجلد. أنت تحاصرين الحرارة داخل جسم طفلك بدلاً من إخراجها.
  2. تحفيز الارتعاش (Shivering): البرد القوي يحفز تحت المهاد على إنتاج المزيد من الحرارة عبر الارتعاش. الارتعاش هو تقلص عضلي سريع يولد حرارة. 
  3. انزعاج شديد للطفل: هذه الطريقة تسبب صدمة وإزعاجاً كبيراً للطفل المريض أصلاً.

البديل الآمن: الكمادات الفاترة على مناطق مثل الجبين، والإبطين، وأصل الفخذين (ليس على الصدر أو البطن). 

الخطأ الثالث: تخفيف حرارة الأطفال عن طريق التغطية المفرطة للطفل 

لماذا هو شائع؟ عندما يشعر الطفل بالبرد ويرتعش، تعتقد الأم أن تغطيته ببطانيات ثقيلة ستساعده على التدفئة.

الضرر العلمي والآلية:
الارتعاش هو جزء من عملية رفع الحرارة. إذا قمت بتغطية الطفل بشكل مفرط، فأنت تساعدين في عزل الجسم ومنع تبدد الحرارة الزائدة.

  1. منع تبدد الحرارة: الجسم ينتج حرارة إضافية لمحاربة العدوى. الطريقة الطبيعية لتبريد الجسم هي من خلال تمدد الأوعية الدموية في الجلد وتبخر العرق. التغطية تحبس هذه الحرارة وتزيد من درجة حرارة الجسم بشكل قد يصل إلى مستويات خطيرة.
  2. خطر ارتفاع الحرارة الشديد: في حالات نادرة، يمكن أن تؤدي التغطية المفرطة، خاصة في الرضع، إلى ارتفاع سريع وخطير في الحرارة لا يستطيع الجسم السيطرة عليه.

البديل الآمن: البسي الطفل ملابس خفيفة ومريحة من قماش قطني يسمح للجلد بالتنفس. استخدمي غطاءً خفيفاً إذا لزم الأمر.

الخطأ الرابع: تخفيف حرارة الأطفال عن طريق الخلط بين الحرارة ودرجة حرارة الغرفة

لماذا هو شائع؟ الجمع بين النصيحة القديمة “غطي الطفل” والخوف من تيارات الهواء.

الضرر العلمي والآلية:
تهوية الغرفة أمر حيوي. الغرفة المغلقة والحارة تزيد من انزعاج الطفل وتعيق عملية تبريد الجسم.

البديل الآمن: حافظي على تهوية جيدة للغرفة. 

الخطأ الخامس: تخفيف حرارة الأطفال عن طريق إجبار الطفل على الأكل

لماذا هو شائع؟ الخوف من أن يضعف الطفل إذا لم يأكل.

الضرر العلمي والآلية:
الجسم أثناء المرض يكون مركزاً على محاربة العدوى. إجبار الطفل على الأكل يحول الطاقة التي يجب أن توجه إلى الجهاز المناعي نحو عملية الهضم، والتي تكون شاقة عند المرض.

  1. تحويل موارد الجسم: الهضم عملية تتطلب تدفق دم كبير إلى الجهاز الهضمي، مما قد يحول الدم والطاقة عن الجهاز المناعي.
  2. الغثيان والقيء: إجبار الطفل على الأكل، خاصة إذا كان يعاني من التهاب في الحلق أو اضطراب في المعدة، قد يزيد من شعوره بالغثيان ويؤدي إلى القيء، مما يسبب له الجفاف والإرهاق.

البديل الآمن: ركزي على السوائل. قدمي له الماء، والحساء الدافئ. 

الخلاصة: ما الذي يجب عليك فعله حقاً مع حرارة الأطفال؟ البروتوكول الآمن علمياً

  1. حافظي على هدوئك: ذعرك ينتقل لطفلك. تقييم الوضع بهدوء هو نصف العلاج.
  2. قيسي الحرارة بدقة: استخدمي ترمومتراً رقمياً.
  3. ركزي على الراحة والسوائل: هذا هو العلاج الرئيسي.
  4. استخدمي الدواء بحكمة: الباراسيتامول أو الإيبوبروفين بجرعة مناسبة للوزن ووفقاً للإرشادات، فقط إذا كان الطفل منزعجاً.
  5. خففي الانزعاج بطرق فيزيائية آمنة: ملابس خفيفة، كمادات فاترة، وغرفة جيدة التهوية.
  6. راقبي العلامات العامة للطفل: النشاط، الشرب، الاستجابة. هم المؤشر الحقيقي.
  7. استشيري الطبيب عند وجود علامات الخطر أو إذا استمرت الحرارة أكثر من 48-72 ساعة.

تذكري، الحمى هي جزء من قوة طفلك المناعية. دورك ليس محاربتها بعنف، بل دعم جسم طفلك وهو يخوض معركته ببسالة. بتجنب هذه الأخطاء القاتلة، تضمنين شفاءً آمناً وسريعاً لطفلك.

References

​​1.https://www.healthychildren.org/English/health-issues/conditions/fever/Pages/Fever-and-Your-Child.aspx

2. https://www.nhs.uk/conditions/fever-in-children/

3.https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/febrile-seizure/diagnosis-treatment/drc-20372527

4.https://publications.aap.org/pediatrics/article/127/3/580/64998/Fever-and-Antipyretic-Use-in-Children

5.https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/81170/9789241548373_eng.pdf

6. https://www.cdc.gov/reyes-syndrome/index.html

What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

دواء جالفس (Galvus): دليلك الشامل حول المميزات والعيوب، والتحذيرات الهامة

الشيب المبكر: الأسباب والعوامل وطرق الوقاية والعلاج