حساسية الانف
تُعد حساسية الأنف رد فعل تحسسي من الجسم نتيجة استنشاق أحد مسببات الحساسية لدى الشخص، وقد يتحسس الشخص من مادة واحدة أو أكثر، مثل حبوب اللقاح وعث الغبار ووبر الحيوانات، مما يؤدي إلى التهاب وتهيج الأنسجة الداخلية للأنف، وتصيب حساسية الأنف الأطفال والبالغين، وتظهر عادةً في الأطفال قبل سن العاشرة.
أنواع حساسية الانف
تشمل أنواع حساسية الأنف نوعين، وهما:
- حساسية الأنف الموسمية، وتسمى (حمى القش)، وهي استجابة من الجسم لمسببات الحساسية الخارجية مثل حبوب اللقاح، وتحدث عادةً خلال فصلي الربيع والخريف، ومن أعراضها الحكة واحتقان الأنف أو سيلانه.
- حساسية الأنف المزمنة، وهي استجابة من الجسم لمسببات الحساسية الداخلية، مثل عث الغبار ووبر الحيوانات الأليفة والعفن، وتظهر أعراضها في أي وقت خلال العام.
أسباب حساسية الانف
يُنتج الجسم أجسامًا مضادةً تسمى الجلوبولين المناعي (IgE)، نتيجة استنشاق أحد مسببات حساسيةِ الأنف، والتي تُحفز إفراز الهيستامين ومواد كيميائية أخرى، مما يؤدي إلى التهاب الأغشية المبطنة للأنف وظهور أعراض الحساسية، ومن أسباب حساسية الأنف الشائعة:
- حبوب اللقاح.
- عث الغبار المنزلي والعفن.
- فراء وريش الحيوانات الأليفة.
- غبار الخشب وغبار الدقيق واللاتكس.
كما يُزيد التاريخ العائلي لحمى القش وأنواع الحساسية الأخرى أو الإصابة بالربو أو الإكزيما من خطر الإصابة بحساسية الأنف الموسمية أو المزمنة.
وقد تؤدي بعض المهيجات إلى تفاقم الحالة، ومنها:
- الدخان والأبخرة وتلوث الهواء.
- المواد الكيميائية والعطور.
- الهواء البارد والجاف.
وهناك نوع من التهاب الأنف يسمى التهاب الأنف غير التحسسي، يبدأ عادةً عند البالغين ويُسبب أعراضًا تُشبه أعراض حساسية الأنف، وتستمر أعراضه طوال العام، مثل سيلان الأنف أو احتقانه، ومن أسبابه:
- الفيروسات، مثل نزلات البرد.
- الروائح القوية أو الدخان.
- تغيرات الطقس، البرودة الشديدة أو الحرارة المرتفعة أو الرطوبة.
- تُسبب بعض الأدوية التهابًا في الأنف، مثل بعض أدوية ضغط الدم أو وسائل منع الحمل عن طريق الفم أو أدوية علاج ضعف الانتصاب، كذلك البخاخات والقطرات المزيلة لاحتقان الأنف مثل فينيليفرين، عند استخدامها لفترات طويلة.
اعراض حساسية الانف
تظهر أعراض حساسية الأنف عادةً خلال دقائق من التعرض للمادة المسببة للحساسية نتيجة تهيج الأغشية المبطنة للأنف، وتشمل الأعراض الشائعة:
- العطس.
- سيلان الأنف، إفرازات مائية صافية.
- حكة الأنف واحتقانه.
- حكة واحمرار ودموع في العينين (التهاب الملتحمة التحسسي).
- حكة الأذن.
- حكة في سقف الفم أو الحلق.
قد تظهر لاحقًا بعض الأعراض عند التعرض لمسببات الحساسية لفترة طويلة، ومنها:
- السعال.
- التهابات الجيوب الأنفية المتكررة وضعف حاسة الشم.
- صداع متكرر، بسبب التهاب الجيوب الأنفية.
- التعب والانفعال وصعوبة النوم.
- هالات سوداء أو انتفاخ تحت العينين.
- انسداد الأذن أو التهابات الأذن المتكررة.
- ضيق في التنفس أو صفير وتفاقم أعراض الربو.
تتشابه أعراض حساسيةِ الأنف ونزلة البرد إلى حدٍ كبيرٍ، ولكن أعراض حساسيةِ الأنف، مثل حكة الأنف والعينين تستمر طالما وُجدت مسببات الحساسية، بينما تستمر نزلات البرد لمدة أسبوع تقريباً وتكون حكة العينين والأنف أقل.
اقرأ أيضًا: مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)
تشخيص حساسية الانف
يُجرى تشخيص حساسية الأنف عادةً بناءً على الأعراض، وقد يُجرى عن طريق:
- اختبارات الجلد، عن طريق وخز الجلد بالقليل من المواد المسببة للحساسية؛ لمعرفة كيفية تفاعل الجسم مع كلٍ منها، ويدل ظهور احمرار وحكة في الجلد خلال 20 دقيقة على وجود حساسية تجاه هذا المحفز.
- اختبارات الدم (RAST)، لقياس كمية الأجسام المضادة للجلوبولين المناعي (Ig E) في الدم، ولكنها ليست دقيقة لتشخيص حساسية الأنف مثل اختبارات الجلد.
علاج حساسية الانف
يعتمد علاج حساسية الأنف على نتائج اختبار الحساسية وشدة الأعراض ومدى تكرارها، ويُعد تجنب المواد المسببة لحساسيةِ الأنف الخيار الأفضل للعلاج، مع استخدام:
أدوية متاحة بدون وصفة طبية؛ لتخفيف الأعراض الخفيفة، ومنها:
- مضادات الهيستامين عن طريق الفم، مثل فيكسوفينادين ولوراتادين وسيتريزين (زيرتك)، ومنها ما يسبب النعاس، مثل كلورفينيرامين ودايفينهيدرامين.
- مزيلات الاحتقان عن طريق الفم، ومنها سودوإيفيدرين وفينيليفرين.
- مزيلات الاحتقان مع مضادات الهيستامين عن طريق الفم، مثل سيتريزين مع سودوإيفيدرين (زيرتك- دي) وفيكسوفينادين مع سودوإيفيدرين ولوراتادين مع سودوإيفيدرين.
يُمنع استخدام مزيلات الاحتقان عن طريق الفم في بعض الحالات، مثل:
– ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب أو الإصابة بالسكتة الدماغية؛ إذ ترفع هذه الأدوية ضغط الدم.
– تضخم البروستاتا أو مشاكل المثانة وصعوبة التبول؛ إذ قد تتفاقم الحالة.
- بخاخات أو قطرات الأنف مزيلة الاحتقان، مثل أوكسي ميتازولين، تستخدم فقط لفترة قصيرة لا تزيد عن 3 أيام؛ إذ يؤدي استخدامها لفترة طويلة إلى تفاقم الأعراض بمجرد التوقف عن استخدامها.
- بخاخات الأنف الستيرويدية المتاحة بدون وصفة طبية، مثل بوديزونيد وبروبيونات الفلوتيكازون وتريامسينولون، وهي آمنة وفعالة للتحكم طويل الأمد في الأعراض.
- بخاخ الأنف كرومولين، وهو من العلاجات الآمنة لتخفيف أعراض حساسية الأنف.
يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء، خاصةً الذين يعانون من مشكلة صحية.
أدوية متاحة فقط بوصفة طبية لعلاج حساسية الأنف، ومنها:
- مضادات الهيستامين، ديسلوراتادين أو ليفوسيتيريزين.
- بخاخ الأنف أزيلاستين، وهو مضاد للهيستامين يستخدم غالبًا مع بخاخات الستيرويد.
- قطرات العين التي تحتوي على نفازولين المضاد للاحتقان؛ لتخفيف احمرار العينين.
- قطرات العين التي تحتوي على كيتوتيفين المضاد للهيستامين؛ لتخفيف حكة العينين.
- مضاد ليكوتريين، مونتيلوكاست.
- الستيرويدات عن طريق الفم في الحالات الشديدة، مثل بريدنيزون، ولا تسبب ارتداد الأعراض بعد التوقف.
اقرأ أيضًا: تلفاست لحساسية الأنف الموسمية، وأشهر 5 استخدامات له
علاج حساسية الأنف نهائيا
قد يُوصي أخصائي الحساسية بالعلاج المناعي، في حالات الحساسية الشديدة أو استمرار الأعراض وعدم الاستجابة للأدوية، وقد ثبتت فعاليتها في علاج حساسيةِ الأنف لدى بعض الأشخاص، وقد تختفي أعراض الحساسية نهائيًا، ويشمل العلاج المناعي:
- العلاج المناعي بحقن الحساسية عن طريق حقن القليل من محفز الحساسية في الجسم، يتلقى المريض حقنة كل (2- 4) أسابيع على مدار (3- 5) سنوات؛ ليعتاد الجسم على المادة بمرور الوقت ولا يتفاعل معها وتدوم المناعة، وينبغي الانتظار لمدة تتراوح من (30- 45) دقيقة بعد الحقنة للتأكد من عدم الإصابة باستجابة مناعية شديدة تهدد الحياة.
- العلاج المناعي تحت اللسان، مثل أورال اير، وهو قرص يحتوي على مزيج من مسببات الحساسية يوضع تحت اللسان بشكل متكرر على مدى فترة زمنية معينة، وهو علاج فعال لحساسية الأنف والربو، وتتضمن الآثار الجانبية المحتملة حكة في الفم أو تهيج في الأذن والحنجرة.
العلاج المنزلي لحساسية الأنف
قد يزيد الهواء الجاف مشاكل الجيوب الأنفية؛ لذا يشمل العلاج المنزلي لحساسية الأنف، ما يلي:
- غسل الجزء الداخلي من الأنف باستخدام بخاخ أو محلول الماء المالح أو استخدام الماء المقطر أو المعقم أو المغلي مسبقًا؛ للتخلص من مسببات الحساسية والبكتيريا والمخاط الزائد.
- ترطيب الأنف باستخدام جهاز تبخير، وتنظيفه وتجفيفه في الهواء بعد كل استخدام.
- الاستحمام بماء دافئ أو وضع كمادات دافئة على الأنف والفم أو استنشاق البخار.
الوقاية من حساسية الأنف
تتطلب الوقاية من حساسية الأنف اتخاذ بعض التدابير للحد من التعرض لمسببات الحساسية أو مهيجاتها، ومنها:
- البدء في تناول مضادات الهيستامين قبل نوبات الحساسية الموسمية.
- عدم الخروج قدر الإمكان خلال موسم حبوب اللقاح أو تغطية الفم والأنف وارتداء نظارة عند الخروج، والاستحمام فورًا بعد الخروج.
- إبقاء المنزل جاف وجيد التهوية واستخدام مكيف الهواء لتنقية الهواء بدلاً من فتح النوافذ.
- إغلاق النوافذ والأبواب قدر الإمكان أثناء موسم الحساسية وتجنب تجفيف الملابس في الخارج.
- مسح الأرضيات بممسحة مبللة بدلاً من كنسها وإزالة الغبار عن الأسطح بقطعة قماش مبللة وتقليل السجاد في المنزل؛ لتقليل التعرض لعث الغبار.
- غسل أغطية السرير أسبوعيًا بالماء الساخن والمنظفات عند درجة حرارة 60 درجة مئوية أو أكثر.
- تنظيف الحيوانات الأليفة بانتظام وغسل اليدين والملابس فورًا بعد لمسها.
المصادر
https://www.nhs.uk/conditions/allergic-rhinitis
https://medlineplus.gov/ency/article/000813.htm
https://www.webmd.com/allergies/rhinitis
https://www.kcallergycenter.com/nasal-allergies
https://www.healthline.com/health/allergic-rhinitis
GIPHY App Key not set. Please check settings