داء الكلب (السعار) أسبابه وأعراضه ومن المعرض للإصابة والتشخيص والعلاج

داء الكلب (السعار) مرض فيروسي حيواني المصدر يمكن الوقاية منه باللقاحات، وهو يؤثر على الجهاز العصبي المركزي. وتُعد الكلاب مسؤولة عن انتقال فيروس داء الكلب إلى البشر في نحو 99٪ من حالات داء الكلب البشري. ويشكّل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و14 عاماً أكثر ضحايا الداء.

وينتقل داء الكلب إلى الإنسان والحيوان عن طريق اللعاب، وعادةً ما يكون ذلك بواسطة العضّ أو الخدش أو اللمس المباشر للغشاء المخاطي (للعين أو الفم أو الجروح المفتوحة مثلاً). وبمجرد ظهور الأعراض السريرية للداء، فإنه يصبح قاتلاً بنسبة 100٪ تقريباً. 

وينتشر داء الكلب في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، ويسبّب سنوياً وفيات قدرها 000 59 وفاة بحسب التقديرات على الصعيد العالميّ، ولكن غالباً ما تختلف أعداد الحالات الموثقة عن التقديرات بسبب نقص معدلات الإبلاغ. 

ويزيد عدد من يحصلون على لقاح داء الكلب البشري في جميع أنحاء العالم على 29 مليون شخص سنوياً.

من هو المعرض للخطر

لم يتم تسجيل أي حالات مؤكدة لانتقال فيروس داء الكلب من إنسان إلى آخر. ينتقل فيروس داء الكلب من خلال الاتصال المباشر بالأنسجة أو السوائل المعدية.

 ولا ينتقل فيروس داء الكلب من خلال الأشياء أو المواد الملوثة مثل الملابس أو الفراش.

يجب على العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يقدمون الرعاية للمرضى المشتبه في إصابتهم بداء الكلب أو المؤكد إصابتهم به حماية أنفسهم باستخدام الاحتياطات القياسية. 

الأعراض

تمتد فترة حضانة داء الكلب عادة من شهرين إلى 3 أشهر، ولكنها قد تتراوح بين أسبوع وسنة رهناً بعوامل مثل موضع دخول الفيروس إلى الجسم والحمل الفيروسي.

وتشمل الأعراض الأولية لداء الكلب علامات شائعة مثل الحمى والألم والشعور غير العادي أو غير المبرر بالوخز أو آلام حارقة في موضع الجرح، وبعد انتقال الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي، يحدث التهاب تدريجي ومميت في الدماغ والحبل النُخاعي. 

قد تتشابه بشدة الأعراض الأولية لداء الكلب مع أعراض الإنفلونزا، وقد تستمر لأيام.

قد تشمل الأعراض ما يلي:

• الحُمَّى.
• الصداع.
• الغثيان.
• القيء.
• الهياج.
• القلق.
• الارتباك.
• فرط النشاط.
• صعوبة البلع.
• فرط إفراز اللعاب.
• الخوف عند محاولات شرب السوائل؛ نظرًا لصعوبة ابتلاع الماء.
• الخوف عند هبوب الهواء في الوجه.
• الهلاوس.
• الأرق.
• الشلل الجزئي.

ويتخذ داء الكلب الشكلين التاليين: 

• داء الكلب الهياجي المسبب لفرط النشاط والسلوك القابل للاستثارة والهلوسة وفقدان التنسيق ورهاب الماء (الخوف من المياه) ورهاب الهواء (الخوف من تيارات الهواء أو الهواء الطلق)، وتحدث الوفاة بعد بضعة أيام بسبب توقف القلب والتنفس. 
• داء الكلب الشللي الذي يستأثر بنسبة 20٪ تقريباً من مجموع عدد الحالات البشرية، ولا يتطور هذا الشكل من الداء على نحو مفاجئ مثل الشكل الهياجي، ويتخذ مساراً أطول في العادة، وتصاب العضلات بالشلل تدريجياً، بدءاً من موضع الجرح. 

ويدخل المُصاب ببطء في حالة غيبوبة ويتوفى في نهاية المطاف.

وغالباً ما يُخطأ في تشخيص الشكل الشللي لداء الكلب ممّا يسهم في نقص معدلات الإبلاغ عن الداء. 

الأسباب

يسبب فيروس الكلب عدوى داء الكلب، وينتقل الفيروس عبر لعاب الحيوانات الحاملة للعدوى، وقد تنقل الحيوانات المصابة بالعدوى الفيروس عند عضها حيوانًا آخر أو شخصًا.

وفي حالات نادرة، قد ينتشر داء الكلب عند دخول اللعاب المصاب إلى جرح مفتوح أو إلى الأغشية المخاطية، مثل الفم أو العينين. ويمكن أن يحدث هذا إذا لعق حيوان مصاب بالعدوى جرحًا مفتوحًا في الجلد.

الحيوانات التي يمكن أن تنقل فيروس داء الكلب

يمكن لأي حيوان ثديي (الحيوان الذي يرضع صغاره) أن ينقل فيروس الكلب. وتشمل الحيوانات التي يرجّح أن تنقل فيروس الكلب إلى البشر:

الحيوانات الأليفة وحيوانات المزرعة

• القطط.
• الأبقار.
• الكلاب.
• الماعز.
• الخيول.

الحيوانات البرّيّة

• الخفاش.
• الثعلب.

وفي حالات شديدة الندرة، انتقل الفيروس إلى متلقي زراعة الأنسجة والأعضاء من عضو مصاب بالعدوى.

التشخيص 

كيف يتم تشخيص مرض داء الكلب؟

على عكس معظم الأمراض، لا ينبغي لك انتظار ظهور الأعراض لتشخيص داء الكلب.

 إذا تعرضت للعض أو الخدش من قبل حيوان بري أو حيوان أليف قد يكون مصابًا بداء الكلب، فتحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك على الفور. سوف يفحص جرحك ويطرح أسئلة لتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى علاج من داء الكلب. قد يطلب منك مقدم الخدمة ما يلي:

• كيف تعرضت للأذى.
• ما نوع الحيوان الذي خدشك أو عضك؟
• ما إذا كان بإمكانهم اختبار الحيوان أو مراقبته.

إذا كان من المحتمل أن يكون الحيوان مصابًا بداء الكلب، فيجب مراقبته بحثًا عن علامات أو اختباره.

الإدارة والعلاج

كيف يتم علاج داء الكلب؟

لا يوجد علاج معتمد لداء الكلب بمجرد ظهور الأعراض. ​​إذا تعرضت لداء الكلب (عضك حيوان مصاب أو كنت على اتصال به)، فاتصل بمقدم الرعاية الصحية في أقرب وقت ممكن.

قم بتنظيف الجرح بلطف ولكن بشكل كامل بالماء والصابون. اطلب من مقدم الرعاية الصحية الخاص بك الحصول على تعليمات إضافية حول تنظيف الجرح.

سيعطيك مقدم الرعاية الصحية سلسلة من الحقن (التطعيمات) لمنع الفيروس من التسبب في داء الكلب. كما سيعطيك علاجًا بالأجسام المضادة مباشرة على الجرح إذا لم تكن قد تلقيت التطعيم من قبل.

ما هي الأدوية المستخدمة في حالة الاتصال بحيوان مشتبه بإصابته بداء الكلب؟

إذا تعرضت لعضة أو خدش من حيوان بري، هناك خطوات يمكنك اتخاذها للوقاية من داء الكلب.

تمنع الأدوية انتقال العدوى إلى المخ إذا تعرضت لداء الكلب.

 لقاح داء الكلب. سيعطيك مقدم الرعاية الصحية أربع حقن على مدار 14 يومًا. إذا كنت قد تلقيت التطعيم بالفعل قبل التعرض للفيروس، فلن تحتاج إلا إلى حقنتين. يعلّم اللقاح جسمك كيفية تدمير فيروس داء الكلب قبل أن يدخل إلى دماغك.

• الجلوبيولين المناعي البشري ضد داء الكلب (HRIG). سيعطيك طبيبك حقنًا حول الجرح. يمنحك الجلوبيولين المناعي البشري أجسامًا مضادة (جزيئات تقاوم العدوى) ستدمر الفيروس بالقرب من الجرح حتى يتولى جسمك المهمة.
•  لا يجب أن تحصل على الجلوبيولين المناعي البشري إذا كنت قد تلقيت التطعيم قبل تعرضك للعدوى.

الآثار الجانبية لعلاج داء الكلب

قد تعاني من آثار جانبية خفيفة للقاحات داء الكلب، بما في ذلك:

• ألم أو حكة أو تورم في مكان تلقي الحقن.
• غثيان.
• صداع.
• ألم العضلات.
• دوخة.

ماذا يجب أن أفعل إذا تعرضت لعضة حيوان؟

إذا تعرضت للعض أو الخدش من قبل حيوان:

• اغسل الجرح على الفور بالماء والصابون. استخدم محلول اليود بنسبة 10% إذا كان متاحًا.
• اتصل بمقدم الرعاية الصحية أو إدارة الصحة العامة في أقرب وقت ممكن. أخبرهم بما حدث وقدم لهم أكبر قدر من المعلومات التي تعرفها عن الحيوان. (هل كان حيوانًا بريًا أم حيوانًا أليفًا؟ ما نوع الحيوان؟ كيف كان يتصرف؟)
• اسأل مقدم الرعاية الصحية الخاص بك عن أفضل طريقة لتنظيف الجرح وما إذا كنت بحاجة إلى لقاح ضد داء الكلب.
• إذا تعرضت لهجوم من قبل حيوان بري عدواني، اتصل بمراقبة الحيوان.

لماذا لا يوجد علاج لداء الكلب؟

لا يوجد علاج لداء الكلب بمجرد انتقاله إلى دماغك لأنه محمي بواسطة حاجز الدم في الدماغ.

حاجز الدم في الدماغ هو طبقة تفصل بين الدماغ والأوعية الدموية في الرأس.

 وتتلخص وظيفتها في حماية الدماغ من خلال منع السموم والمواد الخطيرة الأخرى من الوصول إلى الدماغ من خلال الدم. وهي تشبه مصفاة دقيقة للغاية.

لم يتأكد الباحثون من كيفية حدوث ذلك، لكن داء الكلب يغلق هذا الحاجز بشكل أكبر، وبالتالي فإن الأدوية التي قد تدمره لا تستطيع المرور.

https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/rabies

https://www.cdc.gov/rabies/hcp/clinical-overview/index.html

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/rabies/symptoms-causes/syc-20351821

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/13848-rabies