يُعد سرطان الثدي من أكثر الأورام السرطانية انتشاراً بين النساء وثاني أشهر سبب للوفاة لدى السيدات بعد سرطان الرئة، وتشير الإحصائيات إلى تزايد نسبة الإصابة بسرطان الثدي لتصير 1 لكل 8 سيدات إلى جانب انخفاض معدل الوفيات إلى 2.5% نظرا لزيادة التوعية وتوافر وسائل التشخيص المبكر مع تطور طرق العلاج، وسنتناول في هذا المقال أهم ما يدور في الأذهان فيما يتعلق بسرطان الثدي من حيث الأسباب والأعراض والكشف المبكر ووسائل العلاج، للإجابة على بعض الأسئلة الشائكة مثل: كيف أحمي نفسي من سرطان الثدي، ما هي أول علامات سرطان الثدي ظهورا، متى ينبغي أن أراجع الطبيب، هل يمكن الشفاء التام من مرض سرطان الثدي؟
أسباب حدوث سرطان الثدي
السرطان هو نتيجة تحور بالجينات الوراثية أدى إلى انقسام الخلايا بشكل عشوائي وإنتاج خلايا غير مرغوبة مع عدم الاستجابة لإشارات موت الخلايا التالفة مما ينتج عنه وجود ورم قد يغزو الأنسجة المجاورة وفي حال ما لم يتم السيطرة عليه قد ينتشر بأماكن أخرى بالجسم مثل العظام والرئة والكبد والمخ.
ولكن حتى الآن لم يتوصل الباحثون إلي وجود سبب مؤكد لحدوث ذلك الخلل الجيني إلا أن هناك العديد من العوامل التي تساعد على ظهور سرطان الثدي كالتالي:
- تزداد نسبة الإصابة بسرطان الثدي بعد عمر الخمسين.
- زيادة في كثافة النسيج الثديي مع قلة نسبة النسيج الدهني بالثدي.
- وجود تاريخ مرضي بالعائلة بظهور حالات سرطان الثدي أو سرطان المبيض مما قد يشير إلى وجود تحور جيني وراثي فيما يعرف BRCA1-BRCA2 mutation.
- التعرض لمستويات مرتفعة من هرمون الإستروجين والبروجيستيرون كالتي تحدث عند بداية الدورة الشهرية في سن مبكر قبل 12 عاماً وتأخر سن انقطاع الطمث بعد ال55.
- السيدات اللآتي لم ينجبن، ولم يرضعن.
- استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية كالحبوب والحقن قد تزيد من فرص الإصابة بسرطان الثدي بنسب طفيفة.
- التعرض للمواد المشعة الضارة بشكل متكرر.
- السمنة المفرطة تؤدي إلى وجود تكيسات بالمبايض مما يُسبب ارتفاع نسبة هرمون الإستروجين مما قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- التدخين وتناول المشروبات الكحولية.
ما هي أول علامات سرطان الثدي ظهورا؟
في الغالب لا تشعر السيدة بأعراض محددة في بداية الأمر، وقد يتم اكتشاف المرض بالصدفة أو عن طريق الفحص الدوري حيث يقتصر الأمر في البداية على وجود كتلة صلبة غير مريحة بأحد الثديين أو كليهما مع تغير في حجم وشكل الثدي، يُعد ظهور تلك الكتلة هو أول وأهم العلامات التي ترجح وجود سرطان الثدي، وقد تكون الكتلة مصاحبة لأي من الأعراض التالية:
- زيادة في سمك الجلد مع وجود تغيرات في ملمس الجلد ليصبح مشابهاً لقشر البرتقال.
- تغير شكل ومكان حلمة الثدي لتصير منغمسة للداخل.
- وجود احمرار وتورم شديد قد يكون مصحوباً بألم خاصة في حالات سرطان الثدي الالتهابي.
- نزول إفرازات مدممة من الحلمة في بعض أنواع سرطان الثدى مثل paget’s disease.
لذلك ينبغي على كل سيدة سرعة الذهاب إلي الطبيب المختص وإجراء الفحوصات اللازمة بمجرد ملاحظة وجود أي كتلة بالثدي وعدم الانتظار حتى يتطور المرض ويزداد الأمر سوءاً.
اقرأ أيضاً: سرطان الثدي عند الرجال.. الأسباب و3 طرق للتشخيص والعلاج.
طرق الوقاية من سرطان الثدي عن طريق الكشف المبكر
هناك العديد من الوسائل التي يتم بها تشخيص سرطان الثدي مبكرا مما يزيد من فرص العلاج وبالتالي تزداد نسب الشفاء التام ومن أهم تلك الوسائل:
- التوعية بأهمية الفحص الذاتي للثدي عن طريق برامج تعليمية وحملات توعية بحيث تستطيع كل سيدة ملاحظة ظهور كتلة بالثدي تستوجب زيارة الطبيب وإجراء الفحص اللازم.
- تصوير الثدي بالأشعة السينية(الماموجرافي): حيث يُعد من أهم الفحوصات للكشف المبكر عن سرطان الثدي ويُوصى بإجرائه سنوياً للسيدات فوق ال35 ممن ليس لديهن تاريخ عائلي لمرض سرطان الثدي، أما في حالة وجود تاريخ مرضي بالعائلة يتم البدء في عمل الفحص بعد سن ال25 وعادة ما يكون الفحص بالموجات فوق الصوتية فقط دون الحاجة للتعرض إلى الأشعة السينية وفي بعض الحالات يتطلب إجراء الفحص كل ستة أشهر.
- الرنين المغناطيسي على الثدي: عادةً يقتصر إجرائه على السيدات اللاتي يزداد لديهن خطر الإصابة بالسرطان أو من لديهن اشتباه بوجود ورم بالثدي ولكن لا يتطلب تكراره بشكل دوري.
أهم الفحوصات لتشخيص سرطان الثدي
في حالة وجود اشتباه ورم سرطاني بالثدي، لا ينبغي الاكتفاء بتصوير الكتلة سواء بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي بل ينبغي أخذ عينة نسيج من الكتلة المشتبه بها وعادةً يتم هذا الإجراء تحت الأشعة الموجات فوق الصوتية، وذلك لتحليل العينة باثولوجياً لمعرفة نوع الخلية ودرجة نشاطها فهناك عدة أنواع من سرطان الثدي:
- سرطان الثدي الموضعي (غير الغازي) ويكون في المراحل المبكرة وعادةً ما يتم السيطرة عليه.
- سرطان الثدي الغازي: قد يحتاج إلى مزيد من الفحوصات لمعرفة درجة العدوانية، حيث يتم تصنيف الخلايا من 1-3 طبقا لدرجة تشابهها مع خلايا الثدي الأصلية فيكون 1 هو الأقل و 3 هو الأكثر نشاطاً.
كما يتطلب الأمر إجراء فحوصات إضافية لتحديد مرحلة المرض وتحديد خطة العلاج كالتالي:
- تحليل مستقبلات الهرمونات، الإستروجين والبروجيستيرون ER,PR لتحديد إمكانية الاستجابة لمضادات الهرمونات.
- تحليل Her2neu.
- تحليل KI67 لتحديد معدل تكاثر الخلايا السرطانية.
- في بعض الحالات اللاتي لديهن تاريخ عائلي لسرطان الثدي قد يستدعي الأمر إجراء تحليل الجينات BRCA1-BRCA2.
علاج سرطان الثدي
هناك العديد من طرق العلاج المتبعة لعلاج سرطان الثدي، ويتم تحديد خطة العلاج طبقا للمرحلة التي تم فيها تشخيص المرض حيث تختلف أنماط العلاج للمراحل المبكرة عن المراحل المتقدمة أو في حالات سرطان الثدي المنتشر، كما يتم تحديد بعض العقارات المستخدمة طبقا للخصائص البيولوجية للخلايا التي تظهر في تحاليل الأنسجة، ومن الوسائل المتبعة لعلاج سرطان الثدي:
- الاستئصال الجراحي: حيث تُعد الجراحة هي خط العلاج الرئيسي لسرطان الثدي عن طريق استئصال الكتلة المصابة مع مساحة آمنة حولها، ويتم أيضاً استئصال بعض من الغدد الليمفاوية تحت الإبط في الجانب المصاب ليتم فحصها أثناء الجراحة ومن ثَم تحديد وجوب استئصال عدد أكبر من الغدد الليمفاوية أم لا، وفي بعض الحالات قد يكون من الصعب استئصال الورم بطريقة آمنة فيلجأ الجراح إلى استئصال الثدي بالكامل.
- العلاج الكيماوي: قد يتم إعطاءه قبل الجراحة لتقليص حجم الكتلة لسهولة استئصالها جراحياً، أو يُعطى بعد الجراحة كعلاج تكميلي للقضاء على الخلايا غير المرئية وتقليل نسبة حدوث ارتجاع الورم كما يستخدم في حالات سرطان الثدي المنتشر كخط علاجي أول، من العقاقير المستخدمة:,paclitaxol, doxorubicin, cyclophosphamide.
- العلاج الإشعاعي: ويكون إعطاءه حتمياً في كل حالات استئصال الثدي الجزئي، ويعتبر علاجاً تكميلياً أيضا لتقليل نسبة ارتجاع المرض.
- العلاج الهرموني: عن طريق استخدام مضادات الهرمونات مثل عقار tamoxifen,letrozole ويستخدم كعلاج تكميلي بعد الجراحة والعلاج الكيماوي وأيضاً في حالات الورم المنتشر.
- العلاج الموجه: في حالة إذا كان تحليل Her 2 Neu إيجابيًا يتم إعطاء العلاج الموجه بعقارات trastuzumab,pertuzumab في الحالات المبكرة أو المتقدمة.
- العلاج المناعي: يُعد من أحدث الوسائل المستخدمة في علاج سرطان الثدي حيث يتم إعطائها في حالات معينة تعرف باسم الثلاثي السلبي غير القابلة لإعطاء العلاج الهرموني والموجه.
اقرأ أيضاً: العلاج البيولوجي: أمل واعد في علاج السرطان والأمراض المناعية والجينية.
مما سبق تبين لدينا وجود تنوع كبير في خطط علاج سرطان الثدي، مما ترتب عليه ارتفاع نسب الشفاء التام في المراحل المبكرة ما قبل انتشار المرض ليظل الكشف المبكر عن سرطان الثدي هو أهم وسيلة للسيطرة على المرض والحد من نسب الوفيات.
References
1-https://www.cancer.org/cancer/types/breast-cancer/about/how-common-is-breast-cancer.html.
3-https://www.nhs.uk/conditions/breast-cancer-in-women/causes-of-breast-cancer-in-women/.
4-https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/breast-cancer/symptoms-causes/syc-20352470.
5-https://www.cdc.gov/breast-cancer/screening/index.html.
6-https://cancerconsult.care/en/articles/conditions/breast-cancer/breast-cancer-diagnosis.
7-https://emedicine.medscape.com/article/2006464-overview#a10.
GIPHY App Key not set. Please check settings