زاد معدل الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي (metabolic syndrome) زيادة كبيرة في الأشخاص المصابين بالسمنة في العقود القليلة الماضية، وذلك بسبب الإفراط في استهلاك السعرات الحرارية وقلة ممارسة النشاط البدني. حاليًا، يعاني أكثر من خُمس الأمريكيين وكذلك السكان الأوروبيين من متلازمة التمثيل الغذائِي بسبب هذا النمو الهائل في السمنة.
متلازمة التمثيل الغذائي
متلازمة التمثيل الغذائي هي تراكم العديد من الاضطرابات الأيضية التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التصلبية، بما في ذلك احتشاء عضلة القلب، والسكتات الدماغية، وأمراض الأوعية الدموية الطرفية، ومقاومة الأنسولين، ومرض السكري من النوع الثاني.
تشمل مجموعة الاضطرابات الأيضية (Metabolic disorders) التي تحدد متلازمة التمثيل الغذائي السمنة الموضعية، ومقاومة الأنسولين، وارتفاع ضغط الدم، وخلل شحميات الدم (dyslipidemia) المسبب لتصلب الشرايين.
تشخيص متلازمة التمثيل الغذائي
يتطلب تشخيص متلازمة التمثيل الغذائي بناءً على نتائج الفحص البدني والفحوصات المعملية، وجود 3 أو أكثر من الأعراض الآتية:
- محيط الخصر أكثر من 102 سنتيمتر للرجال وأكثر من 88 سنتيمتر للنساء.
- مستوى الدهون الثلاثية في المصل 150 ملج/ ديسيلتر أو أكثر.
- انخفاض نسبة الكولسترول البروتيني الدهني عالي الكثافة (HDL)، أقل من 40 ملج/ ديسيلتر عند الرجال أو أقل من 50 ملج/ ديسيلتر عند النساء.
- ارتفاع نسبة السكر الصائم إلى 100 ملج/ ديسيلتر أو أكثر.
- قيم ضغط الدم الانقباضي 130 ملم زئبق أو أعلى أو الانبساطي 85 ملم زئبق أو أعلى.
يساعد التاريخ العائلي والتاريخ التفصيلي لحياة المريض في تحديد عوامل الخطر لهذا المرض مثل تاريخ أمراض القلب، والضغط المرتفع، وأعراض مرض السكري مثل كثرة التبول، وكثرة العطش، وعاداته الغذائية مثل الشراهة إلى تناول الأطعمة الكربوهيدراتية والأطعمة عالية السعرات الحرارية.
يجب أيضًا الحصول على التاريخ الاجتماعي لفحص العوامل القابلة للتعديل مثل التدخين، والتي يمكن أن تؤثر على تطور المضاعفات القلبية الوعائية في متلازمة التمثيل الغذائي.
علاج متلازمة التمثيل الغذائي
الهدف الأساسي من علاج متلازمة التمثيل الغذائي هو تحديد عوامل الخطر وعلاجها والحد من المضاعفات القلبية الوعائية لمتلازمة التمثيل الغذائي، ويمكن تقسيم العلاج إلى:
تعديلات نمط الحياة
- يُعد نمط الحياة الصحية وسيلة فعّالة لعلاج عوامل الخطر لمتلازمة التمثيل الغذائِي ومنع المضاعفات القلبية الوعائية المرتبطة بها. والهدف الأساسي للحياة الصحية هو خلق توازن بين متطلبات السعرات الحرارية وكميتها.
- تشمل تعديلات نمط الحياة خفض وزن الجسم الأساسي بنسبة 7% إلى 10% على مدار 12 شهرًا باتباع نظام غذائي صحي، مع ممارسة النشاط البدني ونقص السعرات الحرارية، وتجنب تعاطي التبغ، والنوم الجيد، وتقليل استهلاك الكحول، لتحقيق هدف طويل الأمد في الحفاظ على وزن جسم مثالي.
- توصي جمعية القلب الأميركية والكلية الأمريكية لأمراض القلب بممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني متوسط الشدة أو 70 دقيقة من النشاط البدني عالي الشدة أسبوعيًا.
- يُنصح باتباع نظام غذائي غني بالخضروات، والفواكه، والبقوليات، والحبوب الكاملة، والمكسرات، والأسماك للحد من أمراض القلب والأوعية الدموية.
- يُنصح تجنب الأطعمة المصنعة، والكربوهيدرات المكررة، والنظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة، وتقليل كمية الصوديوم.
- يعد الدعم الاجتماعي والسيطرة على الضغوط النفسية والاجتماعية أمرًا مهمًا للحفاظ على نمط حياة صحية.
العلاج الدوائي
من الضروري تنفيذ نمط حياة صحية قبل البدء في العلاج الدوائي للمرضى الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي، يوصى عادةً بالعلاج الدوائي لعلاج خلل شحميات الدم وارتفاع ضغط الدم ومقاومة الأنسولين أو مرض السكري.
توصي بمتابعة قياس وتوثيق ضغط الدم. من الضروري تشخيص وعلاج الأسباب القابلة للعلاج ويعتمد اختيار الأدوية الخافضة للضغط للحالات المرضية المصاحبة.
تشمل الأدوية الموصى بها لعلاج مقاومة الأنسولين الميتفورمين، ومثبطات ديبتيديل ببتيداز-4 (DPP-4)، ومضادات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1)، والبيوجليتازون.
وجدت دراسات حديثة أدلة على دور المستخلصات النباتية في علاج متلازمة التمثيل الغذائي ومكوناتها. ومازلنا بحاجة إلى مزيد من البحث لتقييم دور النباتات الطبية في العلاج.
جراحة السمنة
تعد جراحة السمنة العلاج الأكثر تأثيرًا للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة. والإجراءات الأكثر شيوعًا هي رباط المعدة القابل للتعديل بالمنظار، وتجاوز المعدة بالمنظار Roux-en-Y، وتكميم المعدة بالمنظار.
يوصى بجراحة السمنة للمرضى الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم ≥ 40 كجم / م 2 أو أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم ≥ 35 كجم / م 2 وأمراض أخرى مصاحبة. ويجب أن يخضع المرضى لمتابعة طويلة الأمد بعد الجراحة لتجنب المضاعفات الجراحية، والتغذوية، والنفسية.
أسباب متلازمة التمثيل الغذائي
تشمل أسباب متلازمة التمثيل الغذائي الأسباب الآتية:
الاستعداد الوراثي، والسمنة، وقلة النشاط البدني، والعادات الغذائية غير الصحية.
تعد السمنة المركزية أو الحشوية وهي تراكم الأنسجة الدهنية خاصة في البطن بسبب تناول السعرات الحرارية العالية هي الأساس لمتلازمة التمثيل الغذائي، وتشمل العلامات الشائعة السمنة البطنية مع ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، وزيادة محيط الخصر، وارتفاع ضغط الدم، وعلامات مقاومة الأنسولين.
أظهرت نتائج الدراسات أن نسبة الإصابة لذرية الآباء المصابين بالسمنة أعلى من نسبة الإصابة في الأفراد الأصحاء، وقد أظهرت الدراسات الوبائية أن العوامل البيئية في حياة الجنين وفترة ما بعد الولادة المبكرة تؤثر على خطر الإصابة بالمرض وتطوره لدى البالغين. وبالتالي، فإن نمط حياة الأم والتغذية داخل الرحم وبعد الولادة تلعب دورًا مهمًا في مسببات متلازمة التمثيل الغذائي وتطورها المرضي.
مضاعفات متلازمة التمثيل الغذائي
يعاني مرضى متلازمة التمثيل الغذائي من مضاعفات قلبية وعائية متعددة بسبب عوامل الخطر الأساسية. وجد أن هؤلاء المرضى لديهم أكثر من ضعف معدل الإصابة بالأحداث القلبية الوعائية، بما في ذلك احتشاء عضلة القلب، والحوادث الوعائية الدماغية، وقصور القلب، بغض النظر عن العمر والجنس، ومرض السكري.
مرض السكري هو مضاعفات أخرى لمتلازمة التمثيل الغذائي. يصاب جميع مرضى متلازمة التمثيل الغذائي تقريبًا بمرض السكري، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ويؤدي إلى مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة.
تشمل المضاعفات المرتبطة بالسمنة لمتلازمة التمثيل الغذائي انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، وارتفاع ضغط الدم الرئوي، وهشاشة العظام.
متابعة مريض متلازمة التمثيل الغذائي
تتم متابعة مريض متلازمة التمثيل الغذائي بالخطوات الآتية:
- يجب استشارة طبيب قلب لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
- يعد طبيب الغدد الصماء ضروريًا لعلاج مقاومة الأنسولين ومضاعفاتها.
- يجب استشارة أخصائي تغذية، للحصول على نظام غذائي شامل.
- مدرب بدني لتوجيه ومراقبة النشاط البدني والتمارين الرياضية.
- وفي بعض الحالات، طبيب أعصاب لعلاج الحوادث الدماغية الوعائية.
تثقيف مريض متلازمة التمثيل الغذائي
وفيما يلي بعض التوصيات الخاصة لتثقيف مريض متلازمة التمثيل الغذائي:
- ممارسة أسلوب حياة صحية والحفاظ على مؤشر كتلة الجسم (BMI) أقل من 25 كجم/م 2 .
- النشاط البدني يقلل من أمراض القلب والأوعية الدموية ويحسن البقاء على قيد الحياة.
- ممارسة النشاط البدني متوسط الشدة لمدة لا تقل عن 150 دقيقة في الأسبوع.
- تناول نظام غذائي غني بالخضروات، والفواكه، والبقوليات، والحبوب الكاملة، والأسماك.
- تجنب الكربوهيدرات المكررة، والنظام الغذائي الغني بالصوديوم، والدهون المشبعة.
- الإقلاع عن التدخين وتجنب الإفراط في تناول الكحول.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم والحصول على علاج لانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم إذا لزم الأمر.
اقرأأيضاً: مقاومة الأنسولين أو ضعف حساسية الانسولين
المصادر
1-https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/metabolic-syndrome
2-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK459248/
3-https://bestpractice.bmj.com/topics/en-gb/212
4-https://www.medicalnewstoday.com/articles/263834
GIPHY App Key not set. Please check settings