متلازمة تكيس المبايض هي حالة شائعة الانتشار بين النساء تؤثر على الهرمونات وتتأثر بها، وكذلك تعمل على انتظام الدورة الشهرية، ونمو الشعر، وحب الشباب، والعقم. يمكن أن ترتبط متلازمة تكيس المبايض بعدة أمراض أخرى مثل: داء السكري وارتفاع ضغط الدم.
ما هي متلازمة تكيس المبايض؟
مرض تكيس المبايض هو الاسم العلمي الأقدم لمتلازمة تكيذُس المبايض. هي مجموعة من الأعراض الناجمة عن خلل في بعض الهرمونات لدى المرأة، تؤثر على المبيضين (عضوان صغيران لدى المرأة يخزنان البويضات). تحدث الإباضة عندما يطلق المبيض البويضة لتكون جاهزة للتخصيب من قِبل الحيوان المنوي، وفي حالة عدم التخصيب تخرج من الجسم عن طريق الدورة الشهرية. في بعض الأحيان لا تنتج المرأة الهرمونات الكافية للإباضة فتكّون المبايض العديد من الأكياس الصغيرة المملوءة بالسوائل حولها. هذه الأكياس تنتج ما يسمى بالأندروجينات (نوع من الهرمونات موجودة عند الرجال)، والذي ينتج عنه مشاكل في الدورة الشهرية، ويسبب الكثير من أعراض متلازمة تكيس المبايض.
تؤثر على امرأة واحدة من كل عشر نساء في سن الإنجاب (من سن العشرين إلى الثلاثين بنسبة 15%). تبدأ الحالة عند البلوغ وقد لا تُشخص إلا عند الحمل.
اسباب متلازمة تكيس المبايض
السبب الحقيقي غير معروف ولكنه يُعتقد أنه مرتبط بالهرمونات ومستوياتها غير الطبيعية.
من الأسباب (العوامل المساعدة) ما يلي:
- مقاومة الأنسولين: تعني أن الجسم يقاوم تأثير الأنسولين مما يؤدي إلى إنتاج الجسم المزيد منه، والتي تؤدي بدورها إلى إنتاج المبايض الكثير من هرمون التستوستيرون مما يمنع الإباضة. ترتبط مقاومة الأنسولين بزيادة الوزن مما يزيد من فرصة الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
- الخلل الهرموني: تعاني الكثير من النساء من خلل في بعض الهرمونات والتي تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض ومنها:
- ارتفاع هرمونات الأندروجينات (التستوستيرون): هرمون ذكوري يوجد عند النساء بكمية قليلة.
- ارتفاع نسبة البرولاكتين: هرمون اللبن.
- انخفاض هرمون الجلوبيولين الرابط للهرمون الجنسي (SHBG).
- الهرمون المنبه للجريب ( Follicle Stimulating Hormone): يعمل على تحفيز الجسم للإباضة ويساعد في التحكم في الدورة الشهرية.
- البروجسترون.
- الإستروجين.
- الأنسولين.
- العوامل الوراثية: بالرغم من عدم تحديد الجينات المسؤولة عن الإصابة إلا إنه قد يكون هناك صلة وراثية، التاريخ العائلي ضروري ومهم في هذه الحالات.
اعراض متلازمة تكيس المبايض
قد لا تظهر أي أعراض وقد تكون الأعراض خفيفة مشابهة لمشاكل الدورة الشهرية، بعض النساء تكتشفها بعد أول دورة لها والبعض الآخر يكتشفها فقط عند زيادة الوزن أو الحمل. من هذه الأعراض ما يلي:
- عدم انتظام الدورة الشهرية: نقص الإباضة يؤدي إلى منع تساقط بطانة الرحم كل شهر.
- نمو الشعر غير المرغوب فيه: نسبة 70% من المصابين بمتلازمة تكيُّس المبايض لديهم شعر زائد في منطقة الوجه، والظهر، والبطن، والصدر.
- حب الشباب: بسبب الهرمونات الذكورية.
- زيادة الوزن: نسبة 5% من المصابين يعانون من السمنة وصعوبة فقدان الوزن.
- الصلع الوراثي الذكوري.
- اسمرار الجلد: بقع داكنة في الرقبة، والفخذين، وتحت الثدي.
- الصداع.
- العقم.
- ألم في منطقة أسفل البطن (الحوض).
- تقلبات المزاج.
أنواع متلازمة تكيس المبايض
يصنف الأطباء متلازمة تكيس المبايض طبقًا للأعراض ومستوى الهرمونات إلى:
- متلازمة تكيُّس المبايض غير مفرطة الأندروجينات من النوع (د): مشاكل في الإباضة مع مستويات طبيعية من الأندروجين.
- متلازمة تكيس المبايض من النوع (ج): زيادة مستوى الأندروجين مع وجود أكياس على المبايض.
- متلازمة تكيُّس المبايض من النوع (ب): زيادة مستوى الأندروجين مع مشاكل في الإباضة.
- متلازمة تكيُّس المبايض المتكاملة من النوع (أ): زيادة مستوى
الأندروجين مع مشاكل في الإباضة مع وجود أكياس على المبايض.
تُصنف أيضًا على حسب أسباب الأعراض إلى:
- متلازمة تكيُّس المبايض مقاومة الأنسولين.
- متلازمة تكيس المبايض الالتهابية.
- متلازمة تكيس المبايض ذات السبب الخفي.
- متلازمة تكيس المبايض بسبب حبوب منع الحمل: حبوب منع الحمل لا تسببها ولكن عند إيقاف استخدامها تحدث أعراض مشابهة لها (دورة غير منتظمة مؤقتًا). يمكن لوسائل منع الحمل الهرمونية إخفاء أعراض متلازمة تكيس المبايض لذا يفضل التشخيص بعد إيقافها.
الحمل ومتلازمة تكيس المبايض
تؤثر متلازمة تكيس المبايض على الدورة الشهرية ومن ثَمَّ الحمل ولكنه ليس مستحيلًا حدوث حمل مع زيادة فرصة حدوث مضاعفات في الحمل (سكر الحمل، وتسمم الحمل، وارتفاع ضغط الدم للحامل، والولادة البكرة، والولادة القيصرية، والإجهاض).
بينت الأبحاث منذ عام 2021 أن العقم الناتج من متلازمة تكيس المبايض يؤثر على 32.5% من الحالات.
التشخيص
تُشخص حالة متلازمة تكيس المبايض بعد ظهور 2 على الأقل من الأعراض الأتية:
- ارتفاع هرمون الأندروجين: نمو الشعر على الوجه وحب الشباب.
- عدم انتظام أو غياب الدورة الشهرية.
- فحص المبايض بالموجات فوق الصوتية.
- فحوصات الدم: تساهم في معرفة مستويات الهرمونات مثل:
- التستوستيرون.
- الإستروجين.
- الأنسولين.
- هرمون ملوتن LH: مهم في الإباضة الطبيعية.
يراعي الطبيب أن فترات عدم انتظام الدورة الشهرية قد تكون طبيعية في مراحل البلوغ وانقطاع الطمث، وقد تكون متلازمة تكيس المبايض مرتبطة (بسبب) بداء السكري من النوع الثاني.
اقرأ أيضًا: سن اليأس و3 مراحل لانقطاع الطمث
علاج متلازمة تكيس المبايض
لا تُعالج الحالة نفسها ولكن تُعالج الأعراض. تتعدد طرق العلاج ومنها:
- تغيرات في النظام الحياتي: يُعد فقدان 5% من الوزن طريقة علاجية فعالة لمتلازمة تكيس المبايض (يتم حساب مؤشر الكتلة BMI لمعرفة الوزن الصحي). يمكن فقدان الوزن عن طريق ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي (الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، واللحوم الخالية من الدهون، والأسماك، والدجاج).
- الأدوية: يوجد الكثير من الأدوية لعلاج الأعراض المختلفة:
- عدم انتظام الدورة الشهرية: باستخدام حبوب منع الحمل والتي تحفز انتظام الدورة أو استخدام دورة متقطعة من أقراص البروجسترون. هذا يقلل من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
- العُقم:
الكلوميفين (Clomifene): هو العلاج الأول للنساء المصابات بالمتلازمة ويردن الحمل. يساعد في انطلاق بويضة كل شهر.
الميتفورمين (Metformin): يستخدم في علاج داء السكري من النوع الثاني، وتقليل مستوى الأنسولين، وتقليل السكر في الدم. يعمل على تحفيز الإباضة وتنظيم الدورة الشهرية.
ليتروزول (Letrozole): يستخدم في تحفيز الإباضة وعلاج سرطان الثدي.
- نمو الشعر غير المرغوب فيه وتساقط الشعر: تستخدم حبوب منع الحمل المركبة لعلاج نمو الشعر والثعلبة. يمكن استخدام كريم إيفلوريثين لإبطاء نمو الشعر غير المرغوب فيه.
- الأعراض الأخرى: يمكن استخدام أدوية لعلاج المشاكل المتعلقة بمتلازمة تكيس المبايض مثل: أدوية إنقاص الوزن، وخفض الكوليسترول، وحب الشباب.
- العلاج بالتلقيح الصناعي (IVF): في حالة عدم نجاح الأدوية قد يكون التلقيح الصناعي خيارًا مناسبًا حيث تُجمع البويضات وتُخصب خارج الرحم وتُعاد إلى الرحم.
- الجراحة: عن طريق إجراء جراحي يُعرف بحفر المبيض بالمنظار، وهو خيار مناسب لعلاج مشاكل الخصوبة.
يعمل على خفض مستوى التستوستيرون وزيادة الهرمون المنبه للحليب مما يعيد التوازن الهرموني والوظيفة الطبيعية للمبايض.
اقرأ أيضًا: نمط الحياة المتوازن: حقائق علمية حول النظام الغذائي والرياضة نحو صحة أفضل
المضاعفات (كيفية تأثير متلازمة تكيس المبايض على الجسم)
- العُقم.
- متلازمة التمثيل الغذائي مثل:
- ارتفاع سكر الدم.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع الكوليسترول السيئ وانخفاض الكوليسترول الجيد.
مما يؤدي إلى:
- أمراض القلب.
- داء السكري.
- السكتة الدماغية.
- انقطاع النفس النومي: هو أحد أكثر الأعراض شيوعًا للسمنة وخاصة في حالة وجود متلازمة تكيس المبايض.
- فرط تنسج بطانة الرحم والسرطان.
- الاكتئاب.
- القلق.
- التهاب الكبد.
- نزيف الرحم.
المصادر
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/8316-polycystic-ovary-syndrome-pcos
- https://www.webmd.com/women/what-is-pcos
- https://www.nhs.uk/conditions/polycystic-ovary-syndrome-pcos/causes/
- https://www.healthline.com/health/polycystic-ovary-disease#pregnancy
- https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/polycystic-ovary-syndrome-pcos
- https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/polycystic-ovary-syndrome
- https://www.nhs.uk/conditions/polycystic-ovary-syndrome-pcos/treatment/
GIPHY App Key not set. Please check settings