متلازمة ما قبل الحيض(PMS): الأعراض الشائعة وطرق التعامل الفعّالة

by د دعاء نبيل أكتوبر 13, 2024, 3:55 م 1.7k Views

Woman having period pain concept vector illustration on white background. Menstrual cramps. Female relief pain with hot water bag.

Spread the love

تتعرّض المرأة كل شهر لتغيرات هرمونية تشبه دورة القمر حول الأرض؛ حيث يظهر القمر كهلال صغير، ثم يكتمل تدريجيًا حتى يصبح بدرًا كاملًا، ثم يتلاشى ليعود إلى حالته الأولى مرة أخرى. تتكرر هذه الدورة الطبيعية في جسم المرأة على شكل دورة شهرية، وأحيانًا يؤدي تباين مستويات الهرمونات إلى أعراض متلازمة ما قبل الحيض (PMS). تعاني بعض النساء من مجموعة من الأعراض الجسدية والتغيرات النفسية، التي تزداد عادةً في الأسبوع الذي يسبق بدء الحيض. تنعكس هذه التغيرات على الحياة اليومية للمرأة، وتختلف في شدتها من امرأة لأخرى. تساعد العلاجات وتعديلات نمط الحياة في تقليل أو تحسين الأعراض.

Table of Contents

أسباب متلازمة ما قبل الحيض

تَتذبذب مستويات الهرمونات قبل نزول الحيض وبداية الدورة الجديدة. مما قد ينتج ظهور مجموعة من الأعراض. إذ تشعر بعض النساء بآلام جسدية وتقلبات مزاجية تُعرف بمتلازمة ما قبل الحيض (PMS).

تتعرض النساء كل شهر لتقلبات هرمونية وجسدية ونفسية نتيجة الدورة الشهرية. تتراوح مدة الدورة الشهرية من 21 إلى 35 يومًا.

الحيض (3 إلى 7 أيام): تبدأ الدورة من أول يوم للحيض، حيث يتخلص الجسم من بطانة الرحم. تنخفض في هذه المرحلة مستويات الهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين والبروجسترون.
مرحلة ما قبل التبويض: ترتفع مستويات هرمون الإستروجين تدريجيًا لتعزيز نمو بطانة الرحم وتحفيز المبيض على إطلاق بويضة.
مرحلة التبويض: يتم إطلاق بويضة من المبيض.
النصف الثاني من الدورة: تستعد بطانة الرحم لاستقبال البويضة المخصبة. إذا حدثت عملية الإخصاب، تستمر مستويات الهرمونات مثل البروجسترون في الارتفاع لدعم الحمل. أما إذا لم تُخصب البويضة، تنخفض مستويات الهرمونات تدريجيًا، وتنهار بطانة الرحم مما يؤدي إلى بدء دورة جديدة.

تُرجح الدراسات أن اختلاف أعراض متلازمة ما قبل الحيض (PMS) من امرأة لأخرى يعود إلى عدة عوامل، منها:

الاختلافات الهرمونية: قد تؤثر على الجسم بطرق مختلفة.
التوتر أو القلق: تلعب العوامل النفسية والاجتماعية دورًا مهمًا، حيث يمكن أن تؤدي الضغوط النفسية إلى تفاقم الأعراض.
العمر: قد تختلف الأعراض لدى المرأة نفسها مع تقدم العمر.

تبقى أسباب متلازمة ما قبل الحيض غير محددة، لكن اختلافها وتنوعها يجعل تجربة كل امرأة فريدة.

أعراض متلازمة ما قبل الحيض

تختلف شدة أعراض متلازمة ما قبل الحيض من امرأة لأخرى؛ حيث تعاني العديد من النساء من مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية الخفيفة، في حين تتعرض أخريات لأعراض أكثر حدة. تشمل الأعراض الشائعة:

الأعراض الجسدية:

آلام البطن: تشعر العديد من النساء بألم في منطقة البطن، والذي قد يكون خفيفًا أو شديدًا.
الانتفاخ: قد تعاني النساء من شعور بالانتفاخ والضغط في البطن.
آلامٌ في الجسم: خاصةً المفاصل والعضلات والظهر.
الصداع: قد تتعرض بعضهن لنوبات من الصداع أو الصداع النصفي.
آلام الثدي: قد يحدث تورم أو حساسية في الثديين.
احتباس الماء: يسبب زيادة في الوزن، وأحيانًا إمساكًا.
ظهور بثور: يُعد حب الشباب أشهرها.

الأعراض النفسية:

تقلبات المزاج: يمكن أن تتراوح من الشعور بالسعادة إلى الاكتئاب في فترة قصيرة.
القلق: قد تشعر بعضهن بقلق أو توتر زائد.
تراجع التركيز: قد تعاني بعض النساء من صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات.

التغيرات السلوكية:

اضطرابات الشهية: قد تزداد الرغبة في تناول الطعام، وقد تميل أحيانًا إلى تناول الأطعمة الغنية بالسكر أو الكربوهيدرات.
مشاكل النوم: قد تواجه بعضهن صعوبة في النوم أو يستيقظن كثيرًا أثناء الليل.
التأثير على العلاقات الاجتماعية: قد تتوتر العلاقات الشخصية، مما يجعل بعض النساء يشعرن بالميل إلى العزلة.

التعامل مع متلازمة ما قبل الحيض

تتنوع الأعراض الشائعة لِلمتلازمة، وتتباين حدتها، مما يتطلب التعامل مع متلازمة ما قبل الحيض إستراتيجيات فعالة لِلحد من ظهورها وتقليل شدتها. يمكن تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة من خلال تعديلات نمط الحياة وإيجاد علاج مناسب لها، وقد تفضل بعض النساء زيارة الطبيب.

تعديل نمط الحياة والنظام الغذائي

تتحسن أعراض متلازمة ما قبل الحيض لدى الكثير من النساء بتغيير بعض العادات الغذائية، والحصول على القدر الكافي من النوم، وأيضًا ممارسة الرياضة المتنوعة.

النظام الغذائي المتوازن: يُساهم تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن والكربوهيدرات المعقدة في تخفيف الأعراض. ويُنصح بتقليل استهلاك الكافيين والسكر، وخصوصًا قبل الحيض بأسبوعين. ويُفضل شرب الماء بانتظام وبكميات وفيرة على مدار اليوم. وقد تُساهم بعض المشروبات المهدئة في تحسن الحالة المزاجية.
تنظيم النوم: يُساعد النوم لساعات طويلة ليلًا الجسم على التخلص من الإرهاق والتعب.
ممارسة الرياضة بانتظام: تُساعد التمارين الهوائية مثل المشي والركض في تحسين المزاج وتقليل التوتر. وكذلك ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل، مما يُعزز الصحة النفسية والجسدية.

علاج متلازمة ما قبل الحيض

قد تلجأ بعض النساء إلى تناول بعض العقاقير الدوائية للتخفيف من حدة الأعراض، أو تلقي علاج نفسي أو سلوكي بعد استشارة الطبيب المختص للتكيف مع شدة الأعراض.

الأدوية: تشمل خيارات العلاج المسكنات التي تساعد في تخفيف الأعراض. وأحيانًا تُوصف مضادات الاكتئاب، والتي يُفضل استشارة الطبيب قبل تناولها.
العلاج النفسي السلوكي: يُعد العلاج السلوكي خيارًا جيدًا للنساء اللواتي يعانين من أعراض شديدة، حيث يساعد في معالجة القلق والاكتئاب المرتبطين بالمتلازمة.

زيارة الطبيب

يُنصح بزيارة الطبيب إذا كانت الأعراض متغيرة وتؤثر على الحياة اليومية بصورة غير اعتيادية. يقدم الطبيب التشخيص الدقيق والتوصيات المناسبة، ويناقش الأعراض للتأكد من عدم وجود حالات طبية أخرى تتشابه مع بعض أعراض متلازمة ما قبل الحيض. قد يلجأ الطبيب إلى بعض الفحوصات الطبية، منها قياسات لمستوى الهرمونات في الدم وتقييم للحالات النفسية والسلوكية. من بين الحالات الطبية المحتملة:

الاكتئاب والقلق: قد تتداخل هذه الأعراض مع بعض أعراض المتلازمة.
مرحلة ما قبل انقطاع الطمث: قد تحدث أعراض مشابهة نتيجة التغيرات الهرمونية.
متلازمة القولون العصبي: تتشابه أعراضُهما.
اضطرابات الغدة الدرقية: يمكن أن تؤثر على المزاج والطاقة.
اضطراب ما قبل الحيض المزعج (PMDD): تتعرض نسبة ضئيلة من النساء لأعراض تشبه متلازمة ما قبل الحيض، ولكنها تتصف بالشدة، وتتداخل مع العمل والعلاقات الشخصية، وتحتاج إلى تدخلٍ طبيٍ وعلاجيٍ.

تمر العديد من النساء بأعراض متلازمة ما قبل الحيض، وتُصنَّف هذه الأعراض من الأعراض الشائعة، وتختلف في شدتها وتنوُّعها. تتراوح الأسباب بين التقلبات الهرمونية، والتغيرات الكيميائية، والعوامل النفسية، واختلاف العمر. لكن يمكن التحكم بالأعراض من خلال تعديل نمط الحياة والتغذية السليمة. يُعد التحدث مع الطبيب خيارًا مفيدًا للتأكد من التشخيص الدقيق والحصول على الإرشادات المناسبة، مما يساعد على تحسين الأعراض وتخفيف تأثيرها على الحياة اليومية بشكل فعال ومطمئن.