مرض الصرع هو خلل في نقل الإشارات الكهربائية داخل الدماغ.
وبالرغم من أن الاعتقاد الشائع هو أن مرض الصرع يُسبب دائمًا نوبة من الحركة اللاإرادية وفقدان الوعي إلا أن مرض الصرع في الحقيقة يظهر بصور متنوعة جدًا.
إن الحالات التي تظهر فيها العلامات المعروفة بالنوبة الصرعيّة تكون على الأغلب ضمنية تثير أحاسيس غريبة وحساسية زائدة وتصرفات شاذة، بعض المصابين بمرض الصرع يحدقون في الفضاء لمدة ما عندما تصيبهم النوبة بينما يعاني آخرون من اختلاجات وتشنجات حادة.
أشخاص كثيرون، مثل: الأطفال الذين يعانون من الحمّى قد يعانون من نوبة صرعيّة لمرة واحدة، أما إذا تكررت الحالة وأصيب شخص ما بنوبتين صرعيّتين فإن احتمال التعرض لنوبة أخرى ثالثة يرتفع بصورة جدية جدًا، ومن الجدير بذكره أنه يجب الإصابة بنوبيتين على الأقل من أجل تشخيص مرض الصرع.

أنواع نوبات الصرع
تُصنف أنواع نوبات الصرع على حسب الجزء المسئول عن هذه النوبات في الدماغ.
- نوبة الصرع جزئية المنشأ:
يُمكن الإشارة إلى هذا النوع من النوبات بأنها جزئية المنشأ، مما يعني أنها تنشأ من مكان واحد فقط في دماغ الإنسان.
- نوبة الصرع كلّية المنشأ:
تنشأ نوبة الصرع في هذا النوع لتشمل جميع أجزاء الدماغ، وفي ما يأتي أشهر أنواع نوبات الصرع كلّية المنشأ:
– النوبات التوترية الرمعية: يُصاحب هذا النوع من النوبات تصلب في العضلات، وحركة ورعشة في الأطراف، كما يُسبب الغياب عن الوعي لعدة دقائق أيضًا.
– نوبات غيبات الوعي: يستمر هذا النوع من النوبات لعدّة ثواني فقط، ويجعل هذا النوع الإنسان المصاب به يرمش بعينيه بشكلٍ متكرر أو يحدّق إلى الفضاء بدون أي شعور.
– نوبات صرع لا توترية: يشعر الإنسان بضعف مفاجئ في العضلات، وانحناء في الرأس، ممّا يُسبب سقوط الإنسان على الأرض، وتستمر هذه النوبات 15 ثانية في معظم الأحيان.
- نوبة الصرع غير معروفة المنشأ:
هذه النوبات تكون في الغالب غير معروفة الأسباب، وقد تحدث بشكل مفاجئ في ساعات الليل أو خلال النوم، وهذا النوع ليس له تصنيف لعدم كفاية المعلومات عن مكان وسبب منشأ هذه النوبات.
أعراض مرض الصرع
تختلف أعراض الصرع حسب نوع النوبة.
ونظرًا إلى أن الصرع ناتج عن نشاط معين بالدماغ، فيمكن أن تؤثر هذه النوبات في أي عملية تحدث داخل الدماغ.
تشمل أعراض نوبات الصرع:
- التشوش المؤقت.
- التحديق في الفراغ.
- تيبس العضلات.
- انتفاضات بالذراعين والساقين لا يمكن السيطرة عليها.
- فقدان الوعي.
- أعراض نفسية، مثل الخوف أو القلق أو وهم سبق الرؤية.
وفي بعض الأحيان، قد تطرأ بعض التغيرات السلوكية على المصابين بالصرع. كما قد تظهر لديهم أعراض مرض الذهان.
وفي معظم الحالات، يتعرض الشخص المصاب بالصرع لنوع النوبة ذاته في كل مرة؛ ومن ثمَّ تتشابه أعراض النوبة عادةً في كل مرة.
أسباب مرض الصرع
لا يوجد سبب محدد للصرع لدى نصف المصابين بهذه الحالة المرضية. أما لدى النصف الآخر من المصابين، فقد يرجع ذلك إلى عوامل متنوعة، منها الآتي:
- التأثير الوراثي: تسري بعض أنواع الصرع في العائلات.
وفي تلك الحالات، يُرجَّح أن يكون ثمة تأثير وراثي. ولقد ربط الباحثون بعض أنواع الصرع بجينات بعينها.
لكن بعض الأشخاص يصابون بصرع جيني غير وراثي.
ويمكن أن تحدث التغيرات الوراثية في أحد الأبناء من دون انتقالها من أحد الوالدين.
ليست الجينات سوى جزء من سبب الصرع لدى أغلب الأشخاص.
فقد تجعل جينات محددة الأشخاص أكثر حساسية لظروف بيئية تُحفز نوبات الصرع.
- إصابة الرأس: يمكن أن يحدث الصرع نتيجة إصابة الرأس الناجمة عن حادث سيارة أو أي إصابة جسدية أخرى.
- عوامل في الدماغ: يمكن لأورام الدماغ أن تسبب الصرع. ويمكن أن ينجم الصرع أيضًا عن طريقة تكوُّن الأوعية الدموية في الدماغ.
ويمكن للمصابين بحالات مرضية في الأوعية الدموية مثل التَشوُّهات الشريانية الوريدية والتشوُّهات الكهفية أن يتعرضوا لنوبات صرع.
والسكتة الدماغية هي السبب الرئيسي للإصابة بالصرع لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم على 35 عامًا.
- حالات العَدوى: يمكن أن يؤدي الالتهاب السحائي وفيروس نقص المناعة البشري والتهاب الدماغ الفيروسي وبعض حالات العَدوى الطفيلية إلى الإصابة بالصرع.
- الإصابة قبل الولادة:
يكون الرُّضَّع قبل الولادة أكثر حساسية لتلف الدماغ الذي يمكن أن ينجم عن عوامل عديدة. قد تتضمن هذه العوامل عَدوى لدى الأم أو سوء التغذية أو عدم كفاية الأكسجين. ويمكن أن يؤدي هذا التلف في الدماغ إلى الإصابة بالصرع أو الشلل الدماغي.
- الحالات المرضية النمائية: يمكن أن يُصاب الأشخاص ذوو الحالات المرضية النمائية بالصرع.
ويكون مصابو التوحُّد أكثر عرضة للإصابة بالصرع من غيرهم من الأشخاص غير المصابين بالتوحُّد. وقد توصلت الأبحاث كذلك إلى أن الأشخاص المصابين بالصرع يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) وحالات مرضية نمائية أخرى. قد ترتبط الإصابة بكلتا الحالتين المرضيتين بالجينات.
أشياء تزيد نوبات الصرع
يمكن لهذه العوامل أن تزيد من نوبات الصرع:
- الكحول.
- المخدرات.
- قلة النوم.
- التوتر.
- عدم تناول أدوية الصرع أو تناول جرعات أكثر من الموصوفة.
- الحمى والالتهابات.
- الأضواء الساطعة.
- الجفاف.
- التغذية يشمل ذلك الكافيين الزائد وبعض منتجات الصويا والغلوتين.
- بعض الأدوية مثل بعض مضادات الهيستامين أو مزيلات الاحتقان.
هل الصرع يؤثر على الإنجاب؟
الصرع لا يمنع الحمل بشكل مباشر، لكن بعض أدوية الصرع قد تؤثر على الخصوبة.
في الرجال: بعض أدوية الصرع تؤثر على عدد وجودة الحيوانات المنوية، ويؤثر على هرمون التستوستيرون.
في النساء: تؤثر أدوية الصرع على الهرمونات النسائية، كما أن أدوية الصرع خاصة الأدوية المحفزة للإنزيمات تقلل من فعالية أدوية منع الحمل.
الجنين: بعض أدوية الصرع تزيد من خطر الإصابة ببعض التشوهات الخلقية مثل السنسنة المشقوقة.
اقرأ أيضاَ: شلل الرعاش.

علاج الصرع
العلاج الدوائي:
الأدوية المضادة للصرع مثل الكاربامازيبين، الفالبروات، اللاموتريجين، وكلونازيبام.
الدعم النفسي والاجتماعي:
- العلاج المعرفي السلوكي CBT
يساعد على التعامل مع القلق والاكتئاب خاصة مع الصرع النفسي.
- دعم الأسرة
يساعد في التعرف على محفزات النوبات مع وضع استراتيجيات لمواجهتها.
خيارات أخرى:
- النظام الغذائي الكيتوني:
هو نظام غذائي عالي الدهون منخفض الكربوهيدرات يمكن أن يساعد في التحكم في النوبات.
- جراحة الصرع: في حالات الصرع المستعصي على الأدوية.
- التحفيز العصبي:
يمكن زراعة أجهزة تحت فروة الرأس وفي الصدر لتحفيز الأعصاب الكهربائية في الدماغ والتحكم في النوبات.
- التمارين الرياضية.

علامات الشفاء من الصرع
تختلف علامات الشفاء من الصرع من شخص لآخر، يعتمد ذلك على المسبب الأساسي للإصابة بالصرع، وطريقة العلاج المستخدمة، ومدى نجاح الجراحة في حال كانت الخيار الأمثل للعلاج، والمضاعفات التي يعاني منها مريض الصرع بعد حصوله على العلاج.
تتمثل علامات الشفاء من الصرع في السيطرة على أعراض المرض والتخفيف من حدتها، والتقليل من الإصابة بالنوبات قدر الإمكان، فيما يأتي أعراض الصرع التي يبدأ السيطرة عليها مع العلاج:
- اهتزاز في عضلات الساقين والذراعين.
- ازرقاق الشفتين.
- صعوبة السيطرة على المثانة أو الأمعاء، مما قد يسبب تسرب البول.
- فقدان الذاكرة.
- الشعور الدائم بالهزل، والنعاس، والصداع.
- تصلب الجسم.
- ضيق في التنفس أو توقف التنفس.
- السقوط المفاجئ.
- التحديق في الفراغ.
- فقدان الوعي.
- الارتباك.
- عض اللسان.
- رمش العين بشكل سريع.
- عدم القدرة على التعبير عن النفس، وعدم التمكن من الاستجابة مع المحيط.
References:
- https://www.healthline.com/health/epilepsy/focal-epilepsy.
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/epilepsy/diagnosis-treatment/drc-20350098.
- https://www.webmd.com/epilepsy/types-epilepsy.



GIPHY App Key not set. Please check settings