ما هو الألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا)؟
الألم العضلي الليفي (الفَيبروميالجيا) هو حالة صحية مزمنة تُسبب ألماً عاماً في الجسم، خاصة في العضلات والمفاصل، مع شعور دائم بالتعب والإرهاق.
يعاني المصابون بهذه الحالة من نوبات من الألم تظهر وتختفي، مما يجعل الحياة اليومية صعبة أحياناً. وقد يشعر المريض بالإرهاق والتوتر، ثم فجأة تظهر آلام شديدة دون سبب واضح.
حتى الآن، لا يعرف الأطباء السبب الدقيق للإصابة به، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تؤدي إلى ظهوره، مثل التوتر النفسي، بعض الأمراض المزمنة، أو تغييرات كبيرة في الحياة. كما أن وجود تاريخ عائلي (أحد الوالدين مصاب) قد يزيد من احتمالية الإصابة.
غالباً ما يبدأ الألم في العضلات، وقد يكون هذا أول مؤشر على وجود المرض. لذلك، من المهم السماع الجيد للجسم، وينبغى مراجعة الطبيب عند الشعور بألم أو تعب غير مبرر، حتى لو كان يختفي أحيانا.
من يمكن أن يُصاب بالفيبروميالجيا؟
يمكن لأي شخص أن يُصاب، سواء كان صغيراً أو كبيراً، حتى الأطفال قد يُصابون بها. في الولايات المتحدة، يُقدّر عدد المصابين بنحو 4 ملايين شخص. لكن، النساء والأشخاص فوق سن الأربعين هم الأكثر عرضة للإصابة.
أسباب الألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا)
لا يعرف الأطباء السبب الدقيق وراء الإصابة به، لكن بعض الدراسات تشير إلى وجود خلل في طريقة عمل الجهاز العصبي. قد يكون هناك تغير في كيفية إرسال الدماغ والأعصاب للإشارات المرتبطة بالألم، مما يجعل الجسم يشعر بالألم بشكل أكبر من الطبيعي.
يُعتقد أن الوراثة تلعب دورًا في حدوث المرض، حيث يُلاحظ أن الحالة قد تنتشر بين أفراد العائلة. لكن حتى الآن، لا يعرف العلماء الجينات المسؤولة تحديدًا عن الإصابة. كما أن هناك عدة عوامل أخرى قد تزيد من خطر الإصابة، منها:
- النساء في منتصف العمر أو أكثر.
- وجود اضطرابات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب.
- التعرض لإيذاء جسدي أو عاطفي، أو صدمة نفسية قوية (مثل اضطراب ما بعد الصدمة).
- عدم ممارسة الرياضة بانتظام.
- وجود أقارب مصابون بالمرض.
كما أن احتمال الإصابة يكون أعلى عند وجود حالات صحية مؤلمة أخرى، مثل:
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- الفصال العظمي (خشونة المفاصل).
- الذئبة الحمامية الجهازية (الذئبة الحمراء).
- التهاب الفقار اللاصق.
- آلام الظهر المزمنة.
- متلازمة القولون العصبي (IBS).
اقرأ أيضا: متلازمة القولون العصبي (الأعراض والأسباب والوقاية والعلاج)
أعراض الفيبروميالجيا (الألم العضلي الليفي)
هناك مجموعة من الأعراض التي قد تؤثر على حياة المصاب بشكل كبير. أهم هذه الأعراض ما يلي:
1. ألم منتشر في الجسم
غالبًا ما يوصف الألم بأنه خفيف لكنه مستمر، ويستمر لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر. ويُعتبر الألم “واسع الانتشار” إذا كان موجودًا في جانبي الجسم، وأعلى وأسفل الخصر.
2. الإرهاق والتعب العام
يعاني كثير من المصابين من شعور بالتعب الشديد عند الاستيقاظ، حتى لو ناموا لفترة كافية. وقد يكون سبب ذلك أن الألم يقطع النوم أو يسبب القلق أثناء الليل. كما يعاني البعض من مشكلات أخرى في النوم، مثل:
- متلازمة تململ الساقين.
- انقطاع النفس أثناء النوم.
3. صعوبة في التركيز والتفكير (“ضباب الدماغ”)
يعاني البعض من ما يُعرف بـ “ضباب الفيبروميالجيا”، وهو صعوبة في التركيز والانتباه، مما يؤثر على القدرة على أداء المهام الذهنية اليومية.
حالات أخرى مرتبطة بـالفيبروميالجيا
غالبًا ما يصاحبها حالات صحية أخرى، منها:
- متلازمة القولون العصبي (IBS).
- متلازمة التعب المزمن.
- الصداع النصفي وأنواع أخرى من الصداع.
- التهاب المثانة الخلالي (أو متلازمة المثانة المؤلمة).
- اضطرابات المفصل الصدغي الفكي (TMJ).
- القلق.
- الاكتئاب.
- متلازمة تسرع القلب الوضعي (POTS).
- متلازمة ما بعد كوفيد.
تشخيص الألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا)
التشخيص قد يكون صعبًا، لأن المريض يبدو في كثير من الأحيان بصحة جيدة، كما أن الفحوصات التقليدية غالبًا ما تكون طبيعية. لذلك، من المهم مراجعة طبيب لديه خبرة ومعرفة بهذا المرض.
معايير التشخيص القديمة (1990)
في عام 1990، وضعت الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم (ACR) معايير لتصنيف وتشخيص الفيبروميالجيا، وتشمل:
- وجود ألم منتشر في جميع أنحاء الجسم لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.
- الإحساس بالألم عند الضغط على 11 نقطة من أصل 18 نقطة إيلام معروفة في الجسم.
المعايير الحديثة (2010)
في عام 2010، طوّرت الكلية الأمريكية معايير جديدة لا تعتمد على نقاط الإيلام، بل تركز على:
- انتشار الألم في الجسم.
- وجود أعراض مصاحبة مثل:
- اضطرابات النوم.
- التعب والإرهاق.
- صعوبة في التركيز والتفكير (ضباب الدماغ).
أهمية استبعاد الأسباب الأخرى: قبل تأكيد التشخيص، يجب على الطبيب التأكد من عدم وجود أسباب أخرى تفسر الأعراض، مثل:
- مشاكل الغدة الدرقية.
- نقص فيتامينات.
- اضطرابات مناعية.
- أمراض التهابية أخرى.
علاج الألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا)
لا يوجد علاج نهائي للفيبروميالجيا، لكن يمكن السيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة من خلال خطة علاجية شاملة، تعتمد على شدة الحالة، وعمر المريض، وصحته العامة.
الحالات الخفيفة
قد تتحسن الأعراض من خلال:
- تقليل التوتر والضغوط النفسية.
- تعديل نمط الحياة (مثل تحسين النوم، والتغذية، وممارسة النشاط البدني).
الحالات الشديدة
تتطلب غالبًا متابعة مع فريق طبي متعدد التخصصات، يشمل:
- طبيب الرعاية الأولية.
- أخصائي أمراض الروماتيزم.
- أخصائي علاج طبيعي.
- عيادة لإدارة الألم.
خيارات العلاج الممكنة
- الأدوية:
- مسكنات الألم ومضادات الالتهاب للمساعدة على تقليل الألم وتحسين النوم.
- أدوية خاصة بالفيبروميالجيا مثل:
- دولوكستين (Duloxetine).
- بريجابالين (Pregabalin).
- ميلناسيبران (Milnacipran).
- مضادات الاكتئاب التي تساعد في تخفيف الألم وتحسين الحالة النفسية.
- العلاج الطبيعي والتمارين:
- ممارسة تمارين خفيفة ومنتظمة مثل المشي أو السباحة.
- العلاج الطبيعي لتحسين المرونة وقوة العضلات ولياقة القلب.
3. العلاجات الطبيعية لمتلازمة الألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا)
إذا لم تكن الأدوية كافية لتخفيف الأعراض، يمكن تجربة العلاجات الطبيعية كخيار داعم. تهدف هذه العلاجات إلى تقليل التوتر وتخفيف الألم، مما يساعد في تحسين الحالة النفسية والجسدية. يمكن استخدامها بمفردها أو إلى جانب العلاج الطبي التقليدي.
أمثلة على العلاجات الطبيعية:
- العلاج الطبيعي والوظيفي: لتحسين قوة الجسم وتخفيف الإرهاق.
- الوخز بالإبر: لتحفيز نقاط معينة في الجسم وتقليل الألم.
- التدليك العلاجي: لتخفيف الشد العضلي وتحسين الاسترخاء.
اقرأ أيضا: الشد العضلي وأسبابه ومعرفة ٤ أسرع طرق لتقليل الألم
- التأمل وتمارين التنفس: لتقليل التوتر والقلق.
- اليوغا: تُفيد في تحسين المرونة، ولكن يجب ممارستها بحذر خاصةً في حالات فرط الحركة.
- تاي تشي: تمارين صينية تجمع بين الحركة البطيئة والتنفس العميق.
- ممارسة الرياضة بانتظام: مثل المشي أو السباحة، لتحسين اللياقة وتقليل الألم.
اقرأ أيضا: ما هو العلاج المائي و5 من أنواعه واستخداماته؟
- تقنيات إدارة التوتر: مثل الاسترخاء العضلي التدريجي أو التخيل الإيجابي.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن: غني بالعناصر الغذائية، للمساعدة في تعزيز الطاقة والوقاية من تفاقم الأعراض.
المكملات الغذائية
- 5-هيدروكسي تريبتوفان (5-HTP): حمض أميني قد يُساعد في تحسين المزاج والنوم، ولكن يجب استخدامه تحت إشراف طبي.
الدعم النفسي والعلاج السلوكي
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد على تغيير طريقة التعامل مع الألم والتوتر.
اقرأ أيضا: تعرف على التوتر وأنواعه وأسبابه وأعراضه وكيفية علاجه وطرق السيطرة عليه
- العلاج الجماعي: مفيد وميسور التكلفة، ويُتيح التواصل مع آخرين يعانون من نفس المشكلة.
- العلاج الفردي: خيار مناسب عند تفضيل الدعم الشخصي.
التغذية المناسبة
- يُنصح بتناول أطعمة مغذية ومتوازنة لتوفير طاقة ثابتة ودعم صحة الجسم.
- قد يُفيد تجنب بعض الأطعمة المهيجة للأعراض.
ملاحظة مهمة: لم تُثبت فعالية معظم العلاجات الطبيعية بشكل قاطع في الدراسات العلمية. ومن الضروري استشارة الطبيب قبل تجربة أي علاج بديل.
المصادر
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4832-fibromyalgia
- https://www.webmd.com/fibromyalgia/what-is-fibromyalgia
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/fibromyalgia/symptoms-causes/syc-20354780
- https://www.fmaware.org/fibromyalgia/
- https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/fibromyalgia
- https://www.healthline.com/health/fibromyalgia
GIPHY App Key not set. Please check settings