الأسباب، والمضاعفات، وطرق الوقاية
تحاط الأسنان بالأنسجة اللثوية التي تعمل على تثبيتها وحمايتها. ولذلك الحفاظ على صحة اللثة أمر ضروري لمنع تخلخل الأسنان أو فقدانها. وأمراض اللثة من أكثر أمراض الفم شيوعًا، وغالبًا ما تبدأ بشكل بسيط يمكن علاجه بسهولة، لكنها قد تتطور إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. ولفهم آلية أمراض اللثة ومدى مضاعفاتها، وطرق الوقاية منها، لا بد لنا من معرفة تكوين اللثة، نذكره فيما يلي:
التشريح الهستولوجي للثة: النسيج اللثوي يتكون من طبقتين رئيسيتين:
الظهارة (Epithelium): تغطي سطح اللثة وتشكل حاجزًا واقيًا ضد البكتيريا. ويتكون السطح الخارجي للثة من ظهارة متقرنة تتحمل قوى المضغ، بينما المنطقة القريبة من الأسنان تكون أقل تقرّنًا وأكثر نفاذية للسوائل والخلايا المناعية.
النسيج الضام (Connective Tissue): يقع أسفل الظهارة ويحتوي على ألياف الكولاجين، وأوعية دموية، وأعصاب تغذي اللثة وتربطها بعظم الفك.
آلية حدوث أمراض اللثة
تبدأ أمراض اللثة غالبًا بتراكم طبقة البلاك (Plaque)، وهي طلاء رقيق ولزج يتكون على سطح الأسنان. يتكوّن البلاك عندما تختلط بقايا الطعام، خاصةً السكريات والكربوهيدرات، مع اللعاب والبكتيريا الموجودة طبيعيًا في الفم. هذه البكتيريا تتغذى على السكريات وتنتج أحماضًا تساهم في تهيج اللثة، وحدوث ما يسمى بالتهاب اللثة، تتلخص خطواته فيما يلي:
المرحلة الأولى – تكوّن البلاك:
مع قلة تنظيف الأسنان، يزداد تراكم البلاك على خط اللثة، وتبدأ البكتيريا في إفراز سموم تسبب تهيج النسيج اللثوي.
المرحلة الثانية – التهاب اللثة (Gingivitis):
تستجيب مناعة الجسم للسموم البكتيرية، فيحدث توسع للأوعية الدموية وتسرب الخلايا المناعية إلى المنطقة، ما يؤدي إلى التهاب اللثة، والذي يتمثل في احمرار اللثة، وتورمها، وسهولة نزيفها.
المرحلة الثالثة – تكوين الجيوب اللثوية (Periodontal Pockets):
مع استمرار الالتهاب، تبدأ الأنسجة الرابطة بين اللثة وجذور الأسنان في التهتك، مكوّنة جيوبًا لثوية يتجمع فيها البلاك والجير.
المرحلة الرابعة – التهاب الأنسجة الداعمة (Periodontitis):
يمتد الالتهاب إلى العظم الداعم للأسنان، وتطلق الخلايا المناعية إنزيمات تؤدي إلى تآكل ألياف الكولاجين والعظم تدريجيًا، ما يسبب تخلخل الأسنان أو فقدانها في المراحل المتقدمة.
كما تؤدي الأحماض البكتيرية أيضا إلى إذابة المعادن من مينا الأسنان، وسرعة حدوث التسوس.
أسباب تكوّن البلاك:
هناك العديد من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على سرعة تكوين البلاك، نذكر منها:
عدم تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بانتظام. حيث يستغرق تكوين البلاك مدة لا تقل عن 12 ساعة، لذا لا بد من تنظيف الأسنان بالفرشاة على الأقل كل 12 ساعة حتى لا تتكون هذه الطبقة.
نوع التغذية التي تؤدي إلى تحفيز نشاط البكتريا وسرعة تكوين البلاك، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
- الأطعمة الغنية بالسكريات والنشويات البسيطة، مثل الحلوى، المشروبات الغازية، المخبوزات، والبطاطس المقلية، توفر غذاءً سريعًا للبكتيريا الموجودة في الفم.
- قلة تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضروات والفواكه الطازجة، يقلل من إفراز اللعاب الذي يعمل بشكل طبيعي على تنظيف الفم وتقليل تراكم البكتيريا.
- التغذية غير الصحية التي تؤثر بشكل مباشر على صحة اللثة وتزيد من خطر الإصابة بالالتهاب ومن أمثلتها، نقص فيتامين C، فيؤدي إلى ضعف تكوين الكولاجين، وهو البروتين الأساسي الذي يحافظ على قوة وسلامة اللثة، وبالتالي تصبح اللثة أكثر عرضة للنزيف والالتهاب ونقص البروتين، فتقل قدرة الجسم على ترميم الأنسجة التالفة وصنع الأجسام المضادة والخلايا المناعية، ما يضعف استجابة اللثة للعدوى. وكذلك نقص الفيتامينات والمعادن الأخرى مثل فيتامين D والكالسيوم يؤثر على صحة العظم الداعم للأسنان.
أسلوب الأكل: حيث يلعب دورا مهما في سرعة تكوين البلاك، ومثال ذلك تناول الوجبات بشكل متكرر على مدار اليوم يزيد من مدة تعرض الأسنان لأحماض البكتريا، خاصة عند غياب تنظيف الأسنان بعد الأكل. فالأطعمة اللاصقة مثل الكراميل أو التوفي تلتصق بالأسنان لفترة طويلة، مما يمنح البكتيريا وقتًا أطول لإنتاج الأحماض.
التدخين: يقلل من إفراز اللعاب ويغيّر طبيعة البكتيريا الموجودة في الفم، بالإضافة إلى أنه يساعد على ترسيب المواد الصبغية التي تحتفظ بالبكتيريا.
تركيبات الأسنان أو الحشوات غير الملائمة، حيث توفر أماكن لتراكم البلاك، أو سوء استخدام أطقم الأسنان وكذلك الأسنان المعوجة التي يصعب تنظيفها.
بالإضافة لذلك، يوجد بعض الأمراض التي تؤثر بشكل غير مباشر على اللثة، وتتسبب في حدوث أمراض اللثة منها:
أمراض ضعف المناعة: مثل الإيدز أو أثناء العلاج الكيماوي، حيث تقل قدرة الجسم على مقاومة نمو البكتيريا داخل الفم.
فترات الحمل والتغيرات الهرمونية: تؤدي زيادة بعض الهرمونات إلى جعل اللثة أكثر حساسية وعرضة للالتهاب.
الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي أو الكبد: قد تسبب تغيرات في مكونات اللعاب أو جفاف الفم، ما يعزز التصاق البكتيريا.
الأمراض العصبية أو العضلية التي تحدّ من حركة اليد أو الفم: صعوبة تنظيف الأسنان جيدًا في هذه الحالات تؤدي إلى تراكم بقايا الطعام والبلاك بسرعة.
بعض الأدوية يمكن أن تساهم في حدوث أو زيادة شدة أمراض اللثة، وذلك إما بسبب تأثيرها على نمو أنسجة اللثة أو على إفراز اللعاب أو من خلال تأثيرات جانبية أخرى. من أهم هذه الأدوية:
أدوية ارتفاع ضغط الدم (مثل فيراباميل و أملوديبين): قد تسبب تضخم اللثة، مما يجعل تنظيف الأسنان أصعب ويسرع تراكم البلاك.
الأدوية المثبطة للمناعة (مثل السيكلوسبورين): قد تؤدي إلى تضخم اللثة وزيادة حساسيتها للالتهاب.
أدوية الصرع (مثل الفينيتوين): من أشهر الأدوية التي تسبب تضخم اللثة. مضادات الاكتئاب وبعض أدوية الحساسية: قد تسبب جفاف الفم، ما يقلل من إفراز اللعاب ويزيد من تراكم البكتيريا.
العلاج الكيميائي: قد يؤدي إلى تقرحات والتهابات في الفم وضعف التئام الأنسجة.
استخدام هذه الأدوية لا يعني بالضرورة الإصابة بأمراض اللثة، لكن مع وجود عوامل أخرى مثل ضعف نظافة الفم، يزداد خطر حدوث الالتهاب أو التضخم اللثوي.
مضاعفات أمراض اللثة:
إذا لم تُعالج أمراض اللثة بشكل مبكر، فقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة على صحة الفم والجسم. من أهم هذه المضاعفات تراجع اللثة وانكشاف جذور الأسنان، ما يسبب حساسية شديدة للأسنان وصعوبة في المضغ. ومع استمرار الالتهاب، يحدث فقدان تدريجي للعظم الداعم للأسنان، فيؤدي إلى تخلخل الأسنان أو فقدانها تمامًا.
كما أظهرت الدراسات أن أمراض اللثة المزمنة ترتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض العامة، مثل أمراض القلب وتصلب الشرايين، وذلك بسبب انتقال البكتيريا أو المواد الالتهابية عن طريق مجرى الدم الى القلب. كما أن المصابين بمرض السكري يعانون من صعوبة أكبر في السيطرة على مستوى السكر في الدم عند وجود التهابات لثوية مزمنة.
الوقاية من أمراض اللثة:
- تنظيف الأسنان مرتين يوميًا باستخدام فرشاة ومعجون يحتوي على الفلورايد.
- استخدام خيط الأسنان مرة يوميًا لإزالة بقايا الطعام بين الأسنان.
- المتابعة الدورية مع طبيب الأسنان كل 6 أشهر.
- التغذية السليمة الغنية بالفيتامينات، خاصة فيتامين C.
- التوقف عن التدخين والحفاظ على نمط حياة صحي.
المصادر
1.https://www.goldenstatedentistry.com/blog/7-causes-of-bleeding-gums
2.https://www.webmd.com/oral-health/features/bleeding-gums-untreated
3.https://www.healthline.com/health/how-to-stop-bleeding-gums#9-Drink-green-tea
4.https://penndentalmedicine.org/blog/periodontal-disease-pregnancy/
GIPHY App Key not set. Please check settings