الانسداد الرئوي المزمن أسبابه و 5 طرق للوقاية منه

مقدمة

مرض الانسداد الرئوي المزمن(COPD) هو مرض رئوي يهدد الحياة ويؤثر  على التنفس الطبيعي، وهو أكثر من مجرد “سعال المدخن”. وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يوجد حاليًا أكثر من 64 مليون شخص مصاب بمرض الانسداد الرئوي المزمن، ويتوفى 3 ملايين شخص سنويًا بسبب هذا المرض. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يصبح مرض الانسداد الرئوي المُزمن السبب الرئيسي الثالث المؤدي إلى الوفاة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030، وتحدث ما يقرب من 90٪ من وفيات مرض الانسداد الرئوي المزمن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث لا يتم تنفيذ إستراتيجيات فعالة للوقاية من تأثير التبغ والسيطرة عليه.

تم تطوير اتفاقية منظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ (WHO FCTC) بهدف حماية مليارات الأشخاص من التعرض الضار للتبغ، وهي أول معاهدة صحية عالمية تفاوضت عليها منظمة الصحة العالمية، وقد صدقت عليها أكثر من 167 دولة.

ما هو مرض الانسداد الرئوي المزمن؟

مرض الانسداد الرئوي المُزمن (COPD) هو حالة رئوية مستمرة ناشئة عن تلف الرئتين. ويؤدي الضرر إلى تورم وتهيج (التهاب) داخل المسالك الهوائية مما يحد من تدفق الهواء من وإلى الرئتين. يُعرف تدفق الهواء المحدود هذا بالانسداد.

غالبًا ما يحدث مرض الانسداد الرئوي المُزمن بسبب التعرض طويل الأمد للدخان أو الأبخرة أو الغبار أو المواد الكيميائية المهيجة. السبب الأكثر شيوعا هو دخان السجائر.

ما الذي يسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن؟

يعد الضرر الذي يلحق بالرئتين بسبب التدخين هو السبب الأكثر شيوعًا لمرض الانسداد الرئوي المُزمن. تشمل الأسباب الأخرى ما يلي:

نقص إنزيم ألفا-1 أنتيتريبسين، وهو اضطراب وراثي يمكن أن يؤدي إلى تلف الرئة.

التدخين السلبي.

تلوث الهواء.

التعرض للغبار والأبخرة الناتجة عن العمل أو الهوايات.

عوامل الخطر

تشمل عوامل خطر مرض الانسداد الرئوي المُزمن ما يلي:

دخان التبغ: أكبر عامل خطر للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن هو تدخين السجائر على المدى الطويل، كلما زاد عدد سنوات التدخين وعدد العبوات، زاد خطر الإصابة، كما أن تدخين الغليون والسيجار والماريجوانا قد يزيد من مخاطر الإصابة. الأشخاص الذين يستنشقون كميات كبيرة من الدخان السلبي معرضون لخطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن أيضًا.

الربو: هو حالة تضيق فيها المسالك الهوائية وتنتفخ وقد تنتج مخاطًا إضافيًا. يمكن أن يكون الربو عامل خطر للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، كما يزيد مزيج الربو والتدخين من خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن بشكل أكبر.

التعرض في مكان العمل: يمكن أن يؤدي التعرض طويل الأمد للأبخرة الكيميائية والدخان والأبخرة والغبار في مكان العمل إلى تهيج الرئتين، وهذا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.

الأبخرة الناتجة عن حرق الوقود: في العالم النامي، الأشخاص الذين يتعرضون للأبخرة الناتجة عن حرق الوقود لأغراض الطهي والتدفئة في المنازل سيئة التهوية هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.

علم الوراثة: إن نقص إنزيم  ألفا-1 أنتيتريبسين الناجم عن عن تغيير الجينات الذي ينتقل في العائلات هو سبب مرض الانسداد الرئوي المزمن لدى بعض الأشخاص، هذا الشكل الوراثي من انتفاخ الرئة ليس شائعا، ولكن هناك عوامل وراثية أخرى قد تجعل بعض الأشخاص الذين يدخنون أكثر عرضة للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.

أنواع مرض الانسداد الرئوي المزمن

يشمل مرض الانسداد الرئوي المُزمن كلا من:

1- انتفاخ الرئة.

2-التهاب الشعب الهوائية المزمن.

 غالبًا ما يتمتع الأشخاص المصابون بمرض الانسداد الرئوي المزمن بميزات كليهما.

يحدث انتفاخ الرئة عندما تتضرر الحويصلات الهوائية وتتضّخم. الأعراض الأكثر شيوعًا هي ضيق التنفس.

التهاب الشعب الهوائية المزمن هو التهاب في الشعب الهوائية الكبيرة، و يؤدي ذلك إلى تضييق المسالك الهوائية وينتج الكثير من المخاط، ويعدّ السعال هو العرض الأكثر شيوعا.

أعراض الانسداد الرئوي المزمن

تشمل أعراض مرض الانسداد الرئوي المُزمن ما يلي:

• السعال مع المخاط لفترة طويلة (لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر في كل مرة لمدة عامين على الأقل).
• صعوبة في أخذ نفس عميق.
• ضيق في التنفس، خاصة عند القيام بالأنشطة اليومية أو عند بذل مجهود.
• الصفير أو أصوات الرئة الأخرى.
• تشكّل الصدر على شكل برميل.
• تلون الجلد بالأزرق (زرقة).

ما هي مضاعفات مرض الانسداد الرئوي المزمن؟

يمكن لمرض الانسداد الرئوي المُزمن أن يحبس البكتيريا في الرئتين، مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى مثل الدرن. ويمكنه أيضًا أن يمنع دخول الأكسجين إلى الجسم وثاني أكسيد الكربون من الخروج، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك:

• الالتهاب الرئوي.
• ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الدم.
• انخفاض مستويات الأكسجين في الدم (نقص الأكسجة).
• فشل الجهاز التنفسي.
• ارتفاع ضغط دم الشريان الرئوي.
• هبوط القلب الأيمن وتضخمه (القلب الرئوي).
• انهيار الرئة (استرواح الصدر).
• كثرة الحمر (زيادة خلايا كرات الدم الحمراء).

علاج مرض الانسداد الرئوي المزمن

يركز العلاج على تحسين الأعراض وتقليل حالات التفاقم وعلاجها، كما قد يوصي الطبيب بما يلي:

برامج الإقلاع عن التدخين: إن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يبطئ تطور مرض الانسداد الرئوي المزمن.

الأدوية المستنشقة: موسعات الشعب الهوائية والمنشطات يمكن أن تقلل الالتهاب وتفتح الشعب الهوائية.

العلاج بالأكسجين: يمكن أن يحتاج المريض إلى أكسجين إضافي لتحسين مستويات الأكسجين لديه.

إعادة التأهيل الرئوي: هذا برنامج تمرين وتعليم يمكنه تقوية الرئتين وتحسين وظائفها.

الكورتيكوستيرويدات: قد يحتاج المريض إلى دورة من المنشطات لتقليل الالتهاب أثناء التفاقم.

المضادات الحيوية: إذا كان المريض يعاني من عدوى بكتيرية متكررة في رئتيه، فقد يصف له الطبيب المضادات الحيوية لمنع العدوى وتفاقمها.

تخفيض حجم الرئة: إذا كان المريض يعاني من مرض الانسداد الرئوي المزمن الشديد، فقد يقترح الطبيب إجراء عملية جراحية أو إدخال صمام عن طريق المنظار يقلل من الهواء المحبوس في الرئتين.

هل يمكن الوقاية من مرض الانسداد الرئوي المزمن؟

أفضل طريقة للوقاية من مرض الانسداد الرئوي المُزمن هي تجنب التدخين والتعرض للتدخين السلبي والملوثات الأخرى التي يمكن أن تلحق الضرر بالرئتين.

الأشخاص المصابون بمرض الانسداد الرئوي المُزمن هم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، والتي يمكن أن تؤدي إلى الالتهاب الرئوي أو تسبب تفاقمًا شديدًا للأعراض. يمكن تقليل خطر الإصابة بالعدوى عن طريق:

الحصول على جميع التطعيمات الموصى بها، بما في ذلك الأنفلونزا والالتهاب الرئوي والمكورات الرئوية وكوفيد-19.

غسل يديك بشكل متكرر.

تطهير الأسطح.

تجنب الأماكن المزدحمة، خاصة خلال موسم البرد والأنفلونزا وعندما تكون حالات الإصابة بفيروس الأنفلونزا مرتفعة.

المصادر

https://www.emro.who.int/health-topics/chronic-obstruct

ive-pulmonary-disease-copd/index.html

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/copd/symptoms-causes/syc-20353679

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/8709-chronic-obstructive-pulmonary-disease-copd