حمى البحر الأبيض المتوسط
حمى البحر الأبيض المتوسط (FMF) هي اضطراب وراثي نادر يؤدي إلى نوبات متكررة من الحمى والتهاب مؤلم للبطن والرئتين والمفاصل. هذا المرض يؤثر بشكل رئيسي على الأشخاص من أصل البحر الأبيض المتوسط مثل العرب، والأتراك، والأرمن، واليهود السفاردين.
تصيب حمى البحر المتوسط الكبار والأطفال حيث تظهر أعراض المرض قبل سن العشرين وقبل سن العاشرة عند الأطفال، وتصيب الأطفال الرضع.
هل حمى البحر الأبيض المتوسط مرض معدي؟
حمى البحر الأبيض المتوسط ليست مرضا معديا وإنما هي اضطراب وراثي ومرض من أمراض المناعة الذاتية، بسبب خلل چينى فى أحد بروتينات الجهاز المناعي.
أعراض حمى البحر الأبيض المتوسط
حمى البحر المتوسط تتسم بنوبات من الحمى المتكررة التي تستمر عادة من 1-3 أيام.
الأعراض الأخرى تشمل:
– آلام في البطن والتهاب الصفاق (الغشاء المبطن للبطن).
– آلام في الصدر والتهاب الغشاء المبطن للرئتين مما يسبب ألماً شديداً عند التنفس.
– آلام وتورم في المفاصل، خاصة في الركبتين والكاحلين.
– آلام شديدة بالعضلات خاصة عضلات الساقين.
– طفح جلدي أحمر، خاصة على الساقين.
– في حالات نادرة، قد يصاب المرضى بالتهاب الأغشية المحيطة بالقلب (التهاب التامور) والذى يسبب ألماً حاداً شبيه بطعن السكين.
– نادراً ما تُصاب أغشية الدماغ والنخاع الشوكي بالالتهاب.
العوامل والمؤثرات التي تزيد من امكانية حدوث نوبات حمى البحر الأبيض المتوسط
- الإجهاد المستمر.
- الإصابة بأي عدوى.
- التعرض للصدمات الجسدية.
- الدورة الشهرية.
- التعرض لمجهود شاق.
هل تسبب حمى البحر الأبيض المتوسط الوفاة؟
لا تسبب حمى البحر المتوسط الوفاة إذا بدأ علاجها مبكراً، ولكن إذا أهملت العلاج ستؤدى إلى مضاعفات خطيرة منها الفشل الكلوي والداء النشواني (تراكم بروتين الأميلويد بين الخلايا بصورة مرضية) وهذه المضاعفات قد تؤدي للوفاة.
العوامل الوراثية
حمى البحر المتوسط مرض وراثي يُنتقل عبر الجينات المتنحية. يحتاج الشخص إلى نسختين من الجين الطافر حتى يصاب بالمرض، واحدة من كل والد. الجين المسؤول عن حمى البحر الأبيض المتوسط يُعرف باسم MEFV، وعند وجود طفرات في هذا الجين، يصبح البروتين المنتج من الجين غير قادر على تنظيم الالتهاب بشكل صحيح.
اقرأ أيضاً: انخفاض وارتفاع ضغط الدم عند الأطفال.
تشخيص حمى البحر الأبيض المتوسط
تشخيص حمى البحر المتوسط يعتمد على التاريخ الطبي والفحص السريري للمريض. في بعض الحالات، يتم اللجوء إلى اختبارات الدم للتحقق من وجود علامات الالتهاب (حيث أن ليس كل إيجابي للاختبارات الوراثية؛ مريض حمى البحر المتوسط) أو تحليل الجينات للبحث عن طفرات MEFV.
ويُعد التحليل الجيني هو التشخيص التأكيدى النهائي لهذا المرض.
مضاعفات حمى البحر الأبيض المتوسط
- الفشل الكلوي.
- الداء النشواني.
- التهاب المفاصل.
- العقم عند النساء والرجال.
- التهاب فى الأحشاء الداخلية مثل القلب أو الرئتين أو الطحال.
- التهاب الأوعية الدموية.
- التهاب القولون (مرض كرون) أو التهاب القولون التقرحي.
اقرأ أيضاً: الجهاز المناعي وتدمير الجراثيم.
علاج حمى البحر الأبيض المتوسط
هناك علاج فعال لحالات حمى البحر المتوسط يُعرف بالكولشيسين. هذا الدواء يمكن أن يقلل من تكرار النوبات ويمنع المضاعفات طويلة الأمد إذا تم تناوله يوميًا. في بعض الحالات التي لا يستجيب فيها المرضى للكولشيسين، قد يتم اللجوء إلى أدوية مضادة الالتهاب الاستيرويدية أو أدوية تعدل الجهاز المناعي (مثبطات الانترلوكين -١).
آلية عمل الكولشيسين
الكولشيسين هو عقار مضاد للالتهاب، يستخدم عادةً لتخفيف آلام النقرس، ويعمل بشكل أساسي على منع الخلايا المناعية من التسبب في الالتهاب. فهو يعمل على تثبيط حركة بعض البروتينات داخل الخلايا التي تشارك في عملية الالتهاب، مما يمنع الخلايا من إطلاق المواد الكيميائية التي تسبب الالتهاب. لهذا السبب، يستخدم الكولشيسين بشكل رئيسي للحد من نوبات الالتهاب في الأمراض مثل حمى البحر الأبيض المتوسط، وتليف الكبد، والتهاب التامور، والنقرس الكاذب، والهربس الجلدي، وغيرها من الأمراض. ومن المهم تناوله كما وصفه الطبيب لتجنب الآثار الجانبية المحتملة.
تجربة المريض مع حمى البحر الأبيض المتوسط
التعامل مع حمى البحر الأبيض المتوسط يمكن أن يكون تحديًا، لكن مع العلاج المناسب، يمكن للمرضى أن يعيشوا حياة طبيعية ومثمرة. الدعم العائلي والاجتماعي يلعب دورًا هامًا في تحسين جودة الحياة لهؤلاء المرضى.
اقرأ أيضاً: تساقط الشعر.
هل تحدث نوبات حمى البحر الأبيض المتوسط فى وقت معين؟
تتفاوت المدة الزمنية لحدوث نوبات حمى البحر الأبيض المتوسط ما بين أيام إلى سنوات، يكون المريض بصحة جيدة خلال الفترات ما بين النوبات. ويمكن للمرضى أن يلاحظوا بعض الأنماط فى تواتر النوبات، مثل التعرض لنوبات أكثر في حالات التوتر والضغط العصبي أو الإصابة بالعدوى.
اقرأ أيضاً: التوتر والقلق وتأثيرهما على جودة الحياة.
حمى البحر الأبيض المتوسط هي اضطراب وراثي يتطلب تشخيصًا وعلاجًا مناسبين للحد من أعراضه وتحسين جودة الحياة. مع التقدم في الأبحاث والعلاجات، يمكن للمرضى أن يسيطروا على أعراضهم ويعيشوا حياة طبيعية.
كما نوصي بممارسة بعض الرياضات التي قد تكون مناسبة مثل:
- اليوغا.
- المشي والركض.
- ركوب الدراجة.
- السباحة.
- البيلاتس والتأمل.
المصادر
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK560754
https://medlineplus.gov/genetics/condition/familial-mediterranean-fever
GIPHY App Key not set. Please check settings