جرثومة المعدة (البكتيريا الحلزونية أو بكتيريا البابية الملتوية أو الهليكوباكتر بيلوري) هي نوع من أنواع البكتيريا حلزونية الشكل التي تصيب المعدة وتسبب التهابات وتقرحات في بطانة المعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر). تنتشر الإصابة بجرثومة المعدة في الكثير من دول العالم ويُقدر المصابون بها بحوالي ثُلثي سكان العالم. معظم المصابين بجرثومة المعدة قد لا تظهر لديهم أي أعراض ولكنها في بعض الأحوال تسبب قرحة المعدة وفي حالات قليلة قد تؤدي للإصابة بسرطان المعدة في حالة إهمال العلاج.
هل جرثومة المعدة معدية؟
نعم، جرثومة المعدة معدية فهي تنتشر في لعاب الشخص المصاب وطبقة البلاك على الأسنان وأيضاً تخرج في البراز ولذلك من السهل انتقالها من شخص لآخر عن طريق ملامسة لعاب المصاب أو في حالة عدم غسيل الأيدي جيدا وعدم الاهتمام بالنظافة. ويمكن أن تنتقل أيضاً عن طريق الماء أو الطعام الملوثين بها.
عوامل الخطر للإصابة بجرثومة المعدة
- العيش مع شخص مصاب بجرثومة المعدة.
- تناول الطعام في مطاعم غير نظيفة وخاصة في الدول النامية.
- قلة مصادر المياه النظيفة.
- العيش في الأماكن المزدحمة (في الدول النامية).
اعراض جرثومة المعدة
يُصاب معظم الأشخاص بجرثومة المعدة أثناء الطفولة ويمكن أن تصيب البالغين أيضاً وتختلف أعراضها من شخص لآخر حيث وُجد أن بعض المصابين بجرثومة المعدة لا يحدث لهم أي أعراض أو أذى منها ومازال سبب ذلك غير معلوم ويعتقد العلماء أن هؤلاء الأشخاص لديهم مناعة طبيعية ضدها. وهناك أشخاص آخرون (تقريباً20% من المصابين) يختبرون أعراضا عدة للإصابة بها وتشمل هذه الأعراض:
- ألم أو حرقان في المعدة.
- آلام المعدة التي تزداد عندما تكون المعدة فارغة.
- الغثيان والقيء (قد يكون قيئا دمويا في بعض المصابين بقرحة المعدة).
- فقدان الشهية.
- انتفاخ.
- الشعور بالامتلاء بعد تناول كمية صغيرة من الطعام.
- التجشؤ المستمر.
- خسارة الوزن غير المقصودة.
- في بعض الحالات يكون البراز أسود (نتيجة لوجود دم في البراز).
تحليل جرثومة المعدة
يوجد العديد من التحاليل التي يمكنها تشخيص جرثومة المعدة مثل:
- تحليل الدم للبحث عن الأجسام المضادة للبكتيريا (لا يُعد هذا التحليل دقيقاً لمتابعة الإصابة بالميكروب الحلزوني حيث تظل الأجسام المضادة في الدم لفترة طويلة).
- تحليل البراز للبحث عن الأنتيجين الخاص بالبكتيريا (بروتين مرتبط بالبكتيريا).
- تحليل البوليمرايز المتسلسل للبراز للكشف عن وجود البكتيريا الحلزونية في البراز.
- تحليل النَفس (اختبار التنفس لنظير الكربون): حيث ينفخ المريض في كيس خاص يشبه البالون ثم يُعطى قرص من الدواء يحتوي على اليوريا والكربون المُعلَم وبعد عدة دقائق ينفخ مرة أخرى في كيس آخر ثم تُقاس نسبة الكربون في الكيسين. في حالة الإصابة بالبكتيريا البابية الملتوية (جرثومة المعدة) فإنها تنتج إنزيما خاصا يعمل على تكسير اليوريا الموجودة في القرص وبالتالي يخرج الكربون المُعلَم مع الزفير ويظهر في الكيس الآخر( بعد تناول القرص). يتميز هذا الاختبار بقدرته على الكشف عن البكتيريا البابية الملتوية بدقة حتى في الأشخاص الذين أُصيبوا بهذه البكتيريا من قبل.
الاحتياطات اللازمة قبل إجراء التحاليل
قبل فحص البراز أو فحص التنفس للكشف عن وجود البكتيريا البابية الملتوية يُنصح المريض بالتوقف عن تناول المضادات الحيوية لمدة أربعة أسابيع والأدوية المُثبطة لحموضة المعدة والمعروفة باسم مثبطات مضخة البروتون لمدة أسبوعين على الأقل (لأن هذه الأدوية تُعطي نتيجة سلبية كاذبة على الرغم من وجود البكتيريا في الغشاء المبطن للمعدة).
منظار المعدة
في حالة الشعور بأعراض قرحة المعدة وعدم وضوح التشخيص من الفحوصات الأخرى قد يطلب الطبيب عمل منظار للمعدة (يُسمى أيضاً منظارا علويا للمرئ والمعدة). لعمل المنظار يُعطى المريض مخدرا خفيفا ثم يُدخل أنبوب صغير مثبت به كاميرا لتصوير الغشاء المبطن للمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة للكشف عن وجود البكتيريا الحلزونية (البابية الملتوية) أو أي التهابات في المعدة.
مضاعفات جرثومة المعدة
- التهابات المعدة.
- قرحة المعدة: عند الإصابة بالبكتيريا المبوبة الملوية فإنها تنمو وتتكاثر داخل الغشاء المبطن للمعدة لتحمي نفسها من أحماض المعدة مما يؤدي إلى إضعاف بطانة المعدة وتكون قرح مَعدية.
- النزيف الداخلي: إذا أصابت القرحة الأوعية الدموية فإنها تؤدي إلى نزيف داخلي مسببة أنيميا نقص الحديد.
- سرطان المعدة: تزيد البكتيريا البابية الملتوية (جرثومة المعدة) من خطر حدوث سرطان المعدة خاصة في حالة وجود تاريخ عائلي لسرطان المعدة أو التعرض لعوامل الخطر الأخرى المسببة لسرطان المعدة.
علاج جرثومة المعدة
- تُعالج جرثومة المعدة بنوعين مختلفين من المضادات الحيوية على الأقل (مثل الأموكسيسيلين، أو الكلاريثرومايسين، أو الميترونيدازول، أو التيتراسيكلين) لضمان عدم مقاومة البكتيريا لنوع معين من المضادات الحيوية.
- مثبطات مضخات البروتون: تثبط عمل الغدد المنتجة للأحماض المَعدية وتُعطى مع المضادات الحيوية لتقليل حموضة المعدة (مثل إيزميبرازول، والبانتوبرازول، والأوميبرازول).
- بسموث سبساليسيلات: لعلاج قرحة المعدة حيث يقلل من حموضة المعدة ويعمل كمضاد للميكروبات والالتهابات.
- حاصرات الهيستامين إتش-2: تُوصف في حالة عدم القدرة على استخدام مُثبطات مضخات البروتون.
من المهم أن يلتزم المريض بتناول الأدوية الموصوفة لمدة 10-14 يوم لتجنب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية. كما يجب على المريض تجنب تناول مسكنات الألم غير الستيرويدية لأنها تزيد من إمكانية حدوث قرحة المعدة.
اقرأ أيضاً أسباب مقاومة المضادات الحيوية
الآثار الجانبية لأدوية جرثومة المعدة
أثناء العلاج يشعر المريض بطعم معدني في الفم، غثيان وإسهال بسبب تناول الميترونيدازول. يمكن تقليل حدة هذه الآثار عن طريق تناول البروبيوتك التي تساعد على توازن البكتيريا المعوية الجيدة. أدوية البسموث سبساليسيلات قد تسبب إمساكا وتجعل لون البراز أسود.
متى تموت جرثومة المعدة؟
بعد الانتهاء من تناول علاج جرثومة المعدة بأربعة لثمانية أسابيع يطلب الطبيب إعادة تحليل البراز للكشف عن وجود البكتيريا البابية الملتوية (البكتيريا الحلزونية). إذا كانت النتيجة إيجابية سيصف الطبيب المضادات الحيوية مرة أخرى لعلاجها وإذا كانت النتيجة سلبية فهذا يعني التخلص من الجرثومة وعدم الحاجة لأدوية أخرى.
الأطعمة التي يجب تجنبها عند الإصابة بجرثومة المعدة
تساعد بعض الأطعمة على تفاقم الإصابة بجرثومة المعدة وتشمل:
- الكافيين: يعمل على زيادة تهيج المعدة.
- المياه الغازية والمشروبات المحلاة: تزيد من تمدد المعدة مسببة ألما وارتجاعا.
- الكحوليات: تزيد من التهاب المعدة وتسبب تفاقم أعراض جرثومة المعدة.
- الحمضيات: كالليمون والأناناس حيث تعمل على زيادة أحماض المعدة مسببة ألما وحموضة.
- الأطعمة الحارة: مثل الثوم، والمستردة والفلفل حيث تُزيد من التهابات المعدة.
- الأطعمة الغنية بالدهون: كاللحوم الدسمة والأطعمة المقلية والتي تسبب بطئا في عملية الهضم وتزيد من فترة بقاء الطعام في المعدة مما يزيد من تأثير البكتيريا الحلزونية على المعدة.
- الأطعمة المعلبة والغنية بالمواد الحافظة: تزيد من تهيج والتهاب المعدة.
الأطعمة التي يُنصح المصابين بجرثومة المعدة بتناولها
هناك أطعمة أخرى يمكنها تقليل حموضة المعدة ومنع تهيجها وبالتالي تُحسن من أعراض الجرثومة وتشمل:
- البروبيوتيك: هي أطعمة تحتوي على بكتيريا حية نافعة تساعد على تحسين توازن أنواع البكتيريا الجيدة وعملها داخل الأمعاء. وتوجد البروبيوتيك في منتجات الألبان كالزبادي والجبن القريش ويُمكن تناولها على هيئة أقراص دوائية.
- الأوميجا-3 والأوميجا-6: هي أحماض دهنية توجد في بعض الزيوت (مثل زيت السمك وزيت الزيتون وزيت الجزر) وتعمل على تقليل التهاب المعدة ومنع نمو البكتيريا البابية الملتوية (جرثومة المعدة).
- اللحوم البيضاء والأسماك: لما تحتويه من نسبة دهون قليلة تجعلها تظل في المعدة لفترات أقل وتسهل عملية الهضم بشرط عدم قليها.
- العسل: يُعرف العسل منذ قديم الزمن بخصائصه المضادة للبكتيريا والتي تساعد في القضاء على جرثومة المعدة.
الوقاية من جرثومة المعدة
- غسل اليدين جيداً بعد استخدام المرحاض وقبل البدء في إعداد الطعام.
- تجنب الأطعمة والمياه المحتمل تلوثها.
- تجنب الأطعمة غير المطهية جيداً.
References
- https://www.webmd.com/digestive-disorders/h-pylori-helicobacter-pylori
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/21463-h-pylori-infection
- https://publichealth.arizona.edu/outreach/health-literacy-awareness/hpylori/risk-factors#:~:text=Living%20with%20someone%20who%20has,at%20increased%20risk%20for%20infection.
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/h-pylori/symptoms-causes/syc-20356171
- https://medlineplus.gov/lab-tests/helicobacter-pylori-h-pylori-tests/#:~:text=A%20positive%20test%20result%20means,and%20help%20heal%20your%20stomach.
- https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/helicobacter-pylori
- https://www.healthline.com/health/helicobacter-pylori#takeaway
- https://ucfhealth.com/our-services/lifestyle-medicine/h-pylori-diet/
GIPHY App Key not set. Please check settings